بدأ الرئيس الإيراني حسن روحاني أول اجتماع للحكومة في العام الجديد بتوجيه رسائل على المستويين الداخلي والخارجي، بما فيها رسالة إلى إدارة نظيره الأميركي دونالد ترمب، بشأن «إفشال» خطة تصفير إيرادات النفط الإيرانية، وسط مخاوف في إيران من تزايد احتمالات المواجهة العسكرية عقب إعلان واشنطن تعديل حضور قواتها في سوريا وأفغانستان.
واتخذ روحاني طريقته المألوفة في شرح ما يواجه حكومته من تحديات على المدى القصير. وأبرزها خطوات الإدارة الأميركية لفرض حصار نفطي على صادرات إيران وتدهور أحوال المشهد الاقتصادي الإيراني. وتحدى روحاني مرة أخرى خطة إدارة ترمب بقوله: «لن يتمكن الأميركيون من بلوغ أهدافهم لمنع تصدير النفط ومشتقاته، إيران ستواصل خطواتها في هذا الطريق بقوة».
وجاءت تصريحات روحاني بعد يومين من توجه قائد الأركان المسلحة محمد باقري إلى جزيرة أبو موسي في جنوب البلاد بعد 10 أيام من دخول حاملة الطائرات الأميركية «جون سي. ستينيس» إلى مياه الخليج. وكان روحاني هدد الصيف الماضي بإغلاق مضيق هرمز على صادرات النفط الدولية إن لم تتمكن بلاده من تصدير النفط.
ونقلت وكالات أنباء حكومية عن روحاني أنه اعتبر الأنشطة الاقتصادية الإيرانية «إيجابية وتدعو للتفاؤل على الرغم من ضغوط الأعداء»، مشدداً على ضرورة نشر «تقارير من خطوات الحكومة لإطلاع الشعب الإيراني».
وتعدّ نشر الأخبار الإيجابية عن تحولات الاقتصاد الإيراني وإجراءات الأجهزة الحكومية أحد أهداف تشكيل لجنة التنسيق الاقتصادي، التي يترأسها الرئيس الإيراني، إضافة إلى رئيسي البرلمان والقضاء الأخوين علي وصادق لاريجاني. وكانت اللجنة واحدة من الإجراءات العاجلة التي أعلنتها الحكومة الإيرانية قبل نحو 3 أسابيع من دخول الحزمة الثانية للعقوبات الأميركية بداية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
وفي سياق الأخبار «الإيجابية»، قال روحاني أمس إن حجم الصادرات غير النفطية بلغ نحو 750 مليون دولار في الأشهر التسعة الماضية. وأعرب روحاني عن ثقته بتخطي أزمة البطالة. وقال إن إحصائيات الأعوام الأخيرة «تظهر إضافة 3 ملايين و309 آلاف فرصة عمل». وترفض حكومة روحاني وصف «التأزم»، وتقول إنها «مشكلات». وكان روحاني يرد بشكل ضمني على إنذار صادر من نواب البرلمان الإيراني أول من أمس بشأن ارتفاع الأسعار وتدهور الأوضاع المعيشية.
وشهدت إيران خلال الأيام الماضية احتجاجات متقطعة في الذكرى الأولى لأكبر احتجاجات ضربت أكثر من 80 مدينة إيرانية تحت شعار «لا لغلاء الأسعار». وقال روحاني إن «إحصائيات البنك المركزي بشأن الأسعار تدعو للتفاؤل»، وقال إنها «تظهر أن التهاب الأسعار تحت السيطرة». وکان البنك المركزي الإيراني كشف في تقرير جديد أن أسعار السلع الأساسية ارتفعت نحو 40 في المائة. وكشف تقرير للبنك في بداية الشهر الماضي أن غلاء الأسعار في سوق السلع الأساسية والمواد الغذائية تراوح بين 15 في المائة إلى 62 في المائة خلال العام الماضي.
ولم تمضِ ساعتان من نشر خطاب روحاني حتى ردت المواقع المحسوبة على «الحرس الثوري»، فسلّط موقع «مشرق» المقرب لجهاز استخبارات «الحرس» الضوء على تباين الإحصائيات التابعة للحكومة، وأشار إلى أن البنك المركزي يظهر معدل التضخم عند 21.2، بينما مركز الإحصاء الإيراني يقول إنه لم يتجاوز 18 في المائة.
ووجّه روحاني مرة أخرى انتقادات إلى وسائل الإعلام تنتقد سياساته الاقتصادية واتهمها بنشر «تفاهات» وقال: «لا أحد يصبح ثورياً بإطلاق الشعارات، كل من بإمكانه الحفاظ على هدوء السوق ومنع الالتهاب، هو ثوري. جميعنا نجيد إطلاق الشعارات».
ومع ذلك، دعا روحاني إلى نبذ الخلافات الداخلية، في وقت يستعد فيه النظام الإيراني للاحتفال بحلول الذكرى الأربعين على الثورة الإيرانية الشهر المقبل. وشبّه روحاني المشهد السياسي الداخلي الإيراني بميدان حرب، وقال في هذا الصدد: «لا ضير أن يكون واحد يساراً، والآخر يميناً، والآخر في الوسط، لكن يجب أن تكون الميمنة والميسرة والوسط ميدان الحرب، عندما نحارب، لدينا جناح يمين وجناح يسار ووسط، لكن الكل يحارب ضد الأعداء، ولن تتحارب الميمنة مع الميسرة».
روحاني: سنواصل تصدير النفط ومشتقاته
دعا التيارات الإيرانية إلى الوحدة والاستعداد للاحتفال بالذكرى الـ 40 للنظام
روحاني: سنواصل تصدير النفط ومشتقاته
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة