في سباق تداخل فيه المتسابقون ما بين مؤسسات دولية، مثل وكالة «ناسا»، وبين الدولة ممثلة في الصين وفي روسيا، وأيضاً مشروعات خاصة، مثل مشروع الملياردير الأميركي إيلون ماسك، يستعد القمر لاستعادة الصدارة في الاستكشافات الفضائية، وبخاصة مع قرب وصول المسبار الصيني «تشانغ إي – 4» للهبوط على الجانب المظلم للقمر لأول مرة، في مهمة تعتمد عليها بكين لتعزيز برنامجها الفضائي.
وكانت وسائل إعلام رسمية صينية قد ذكرت سابقاً، أن المسبار، الذي تم إطلاقه في السابع من ديسمبر (كانون الأول)، سيهبط فيما تعرف بـ«فوهة آيتكن» على الجانب البعيد من القمر، التي سُميت كذلك في عام 1970 على اسم رائد الفضاء الأميركي، روبرت جرانت آيتكن.
ويتطلع العلماء لدراسة الطبقة التي تكونت على «فوهة آيتكن» التي يعتقد أنها تكونت من تأثير ارتطام جسم هائل بسطح القمر حدث في فترة من التاريخ البعيد للقمر، وحسب ما ذكر البروفسور أندرو كوتس من جامعة «يو سي إل» بلندن لـ«بي بي سي»، فإن الفوهة يبلغ قطرها 2.500 كيلومتر وبعمق 13 كيلومتراً وتعد واحدة من أضخم الفوهات التي نتجت من تصادم مع أجسام أخرى في المجموعة الشمسية، وأيضاً هي أكبر وأعمق وأقدم منخفض على سطح القمر». ويبين كوتس سبب الاهتمام بتلك المنطقة قائلاً: إن العلماء مهتمون بمعرفة المزيد عن ذلك الاصطدام الهائل الذي نجح في خرق الطبقة الخارجية (القشرة) للقمر. ويأمل العلماء في دراسة أجزاء من طبقة الصخر الذائب التي ملأت منخفض آيتكن، كما يهدف البحث لدراسة الصخور والغبار الموجود على سطح المنخفض؛ وهو ما يرجعه البروفسور كوتس للرغبة في معرفة معلومات أكثر عن مراحل تكوين القمر.
وحسب تقارير لوكالة «د.ب.أ»، يضم المسبار طوافة ومجساً لاستكشاف سطح القمر، وتشمل مهام المسبار دراسة البيئة على الجانب البعيد من القمر.
كما يحمل المسبار بذوراً لتجربة زراعة الخضراوات في بيئة مغلقة على سطح القمر، وهو مجهز أيضاً بكاميرا بانوراما وأجهزة قياس.
ودخل المسبار مساراً بيضاوياً حول القمر يوم الأحد الماضي ليصبح على بعد 15 كيلومتراً من سطح القمر، ورغم أن مركز القيادة في الصين لم يؤكد وقتاً لهبوط المسبار، فإن هناك تقارير محلية تشير إلى أن وقت الهبوط سيكون صباح اليوم (الخميس).
ويواجه القمر الأرض بجانب واحد، حيث يدور حول نفسه بالسرعة نفسها التي يدور بها حول الأرض؛ ولذلك فإن الجانب البعيد أو الجانب المظلم لا يمكن رؤيته مطلقاً من الأرض. وشاهدت مركبات الفضاء السابقة الجانب البعيد من القمر، لكن لم تهبط عليه أي مركبة على الإطلاق.
وأطلقت الصين الصاروخ «لونج مارش - 3 بي» في وقت سابق من الشهر الماضي حاملاً المسبار «تشانغ إي – 4».
وتهدف الصين إلى اللحاق بروسيا والولايات المتحدة كي تصبح قوة فضائية رئيسية بحلول 2030. وتعتزم الصين بدء بناء محطة فضائية مأهولة خاصة بها العام المقبل.
المسبار الصيني الى الجانب المظلم من القمر
تشمل مهامه دراسة البيئة وتجربة زراعة الخضراوات في بيئة مغلقة
المسبار الصيني الى الجانب المظلم من القمر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة