نتنياهو يرفض الاستقالة: إسرائيل بحاجة لقائد قوي مثلي

TT

نتنياهو يرفض الاستقالة: إسرائيل بحاجة لقائد قوي مثلي

مع تصاعد الانتقادات له بسبب التورط في قضايا الفساد وبعد إعلان خصومه أن «معركة الانتخابات القادمة ستكون حول حماية سلطة القانون»، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، رسالة إلى ناخبيه في اليمين من الطرف الآخر للكرة الأرضية، حيث يقوم بزيارة إلى البرازيل وأعلن أنه لن يستقيل من منصبه حتى لو قدمت ضده لائحة اتهام في ملفات الفساد.
وفسر نتنياهو موقفه هذا بتصريح نرجسي صدم خصومه، إذ قال: «لا تسارعوا في استبعادي من الحياة العامة فدولة إسرائيل بحاجة إلى قائد قوي يعمل على المستوى الدولي، قائد مثلي قادر على التحدث مع قادة العالم مثل (الرئيس الروسي، فلاديمير) بوتين و(الرئيس الأميركي) ترمب».
وكان نتنياهو يتحدث خلال مؤتمر صحافي عقده في البرازيل، للصحافيين الإسرائيليين الذين يرافقونه في الزيارة، فسئل عن رأيه في قيام خصومه في المعارضة وحتى في بعض قوى اليمين، بوضع قضية الفساد في قلب المعركة الانتخابية ومطالبته بالالتزام بالاستقالة من رئاسة الحكومة، حالما توجه له لائحة اتهام: «حتى تصان سلطة النظام والقانون»، فأجاب نتنياهو: «رئيس الحكومة ليس ملزما حسب القانون بالاستقالة من منصبة خلال إجراء جلسات الاستماع قبيل تقديم لائحة اتهام ضده، فليس من المعقول الشروع بإجراء من هذا القبيل واستدعائي لجلسات استماع في هذه المرحلة، كون هذا الإجراء قد ينتهي بعد الانتخابات».
وردا على سؤال لمراسل الإذاعة الإسرائيلية الرسمية حول إمكانية أن يقدم استقالته، قال نتنياهو: «ليست لدي نيات للاستقالة من منصبي حتى لو قدمت ضدي لائحة اتهام، فالكثير من وسائل الإعلام أرادني أن أستقيل قبل انتخابي عام 1996 ولم أرضخ في حينه، ولا يوجد سبب يجعلني أرضخ اليوم. وهناك ثلاثة أسباب لرفضي الاستقالة: أولا، الاستقالة لن تحقق أي نتيجة في القضية ولن تعني شيئا، والثاني، القانون لا يلزم رئيس الحكومة بالاستقالة، خصوصا في حال كانت هناك جلسة استماع، والسبب الثالث، في الديمقراطية يتم استبدال رئيس الحكومة من خلال صناديق الاقتراع».
وعقّب نتنياهو على إعلان الوزيرين نفتالي بينيت وأييليت شاكيد، الانشقاق عن حزب «البيت اليهودي» وإقامة حزب «اليمين الجديد»، فقال: «أخشى أن تسهم هذه الخطوة في تفتيت معسكر اليمن لشظايا من الأحزاب»، مضيفاً: «لا أعرف ما الذي سيفعله بينيت وشاكيد بالمقاعد، لكن خطوة من هذا القبيل من شأنها أن تسهم بتنقل المقاعد من اليمين إلى معسكر اليسار».
وكشف نتنياهو أنه يسعى لتشكيل تحالف يميني كبير وواسع مقابل جهود اليسار لتشكيل تحالف كهذا ضده. وهاجم رئيس أركان الجيش السابق، الجنرال بيني غانتس، وحزبه الجديد «مناعة لإسرائيل» قائلا: «الجميع يعرف ثقل حزب غانتس الجديد. فهو سيأخذ أصواته من اليسار. وقد غضب مني عندما سمع هذا الرأي فالتقيته وقلت له إنني تحدثت كصاحب تجربة. فكل من يقول إنه ليس يمينا ولا يسارا هو يسار».
وعندما سئل نتنياهو عن رأيه في تأجيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، المعروفة بـ«صفقة القرن» إلى ما بعد الانتخابات الإسرائيلية، أجاب: «هذا الموضوع لا يشغلني في هذه المرحلة والقرار ليس بيدي. إنه قرار أميركي وأنا أحترمه وأراه قرارا صحيحا».



واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
TT

واشنطن تضرب منشأتين حوثيتين لتخزين الأسلحة تحت الأرض

واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)
واشنطن شنت نحو 950 غارة ضد الحوثيين خلال عام (الجيش الأميركي)

بعد يوم من تبني الحوثيين المدعومين من إيران مهاجمة أهداف عسكرية إسرائيلية وحاملة طائرات أميركية شمال البحر الأحمر، أعلن الجيش الأميركي، الأربعاء، استهداف منشأتين لتخزين الأسلحة تابعتين للجماعة في ريف صنعاء الجنوبي وفي محافظة عمران المجاورة شمالاً.

وإذ أقرت وسائل الإعلام الحوثية بتلقي 6 غارات في صنعاء وعمران، فإن الجماعة تشن منذ أكثر من 14 شهراً هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، وهجمات أخرى باتجاه إسرائيل، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة، فيما تشن واشنطن ضربات مقابلة للحد من قدرات الجماعة.

وأوضحت «القيادة العسكرية المركزية الأميركية»، في بيان، الأربعاء، أن قواتها نفذت ضربات دقيقة متعددة ضد منشأتين تحت الأرض لتخزين الأسلحة التقليدية المتقدمة تابعتين للحوثيين المدعومين من إيران.

ووفق البيان، فقد استخدم الحوثيون هذه المنشآت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية تابعة للبحرية الأميركية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن. ولم تقع إصابات أو أضرار في صفوف القوات الأميركية أو معداتها.

وتأتي هذه الضربات، وفقاً للبيان الأميركي، في إطار جهود «القيادة المركزية» الرامية إلى تقليص محاولات الحوثيين المدعومين من إيران تهديد الشركاء الإقليميين والسفن العسكرية والتجارية في المنطقة.

في غضون ذلك، اعترفت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، بتلقي غارتين استهدفتا منطقة جربان بمديرية سنحان في الضاحية الجنوبية لصنعاء، وبتلقي 4 غارات ضربت مديرية حرف سفيان شمال محافظة عمران، وكلا الموقعين يضم معسكرات ومخازن أسلحة محصنة منذ ما قبل انقلاب الحوثيين.

وفي حين لم تشر الجماعة الحوثية إلى آثار هذه الضربات على الفور، فإنها تعدّ الثانية منذ مطلع السنة الجديدة، بعد ضربات كانت استهدفت السبت الماضي موقعاً شرق صعدة حيث المعقل الرئيسي للجماعة.

5 عمليات

كانت الجماعة الحوثية تبنت، مساء الاثنين الماضي، تنفيذ 5 عمليات عسكرية وصفتها بـ«النوعية» تجاه إسرائيل وحاملة طائرات أميركية، باستخدام صواريخ مجنّحة وطائرات مسيّرة، وذلك بعد ساعات من وصول المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى صنعاء حيث العاصمة اليمنية الخاضعة للجماعة.

وفي حين لم يورد الجيشان الأميركي والإسرائيلي أي تفاصيل بخصوص هذه الهجمات المزعومة، فإن يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين، قال إن قوات جماعته نفذت «5 عمليات عسكرية نوعية» استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» وتل أبيب وعسقلان.

الحوثيون زعموا مهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» بالصواريخ والمسيّرات (الجيش الأميركي)

وادعى المتحدث الحوثي أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» بصاروخين مجنّحين و4 طائرات مسيّرة شمال البحرِ الأحمر، زاعماً أن الهجوم استبق تحضير الجيش الأميركي لشن هجوم على مناطق سيطرة الجماعة.

إلى ذلك، زعم القيادي الحوثي سريع أن جماعته قصفت هدفين عسكريين إسرائيليين في تل أبيب؛ في المرة الأولى بطائرتين مسيّرتين وفي المرة الثانية بطائرة واحدة، كما قصفت هدفاً حيوياً في عسقلانَ بطائرة مسيّرة رابعة.

تصعيد متواصل

وكانت الجماعة الحوثية تبنت، الأحد الماضي، إطلاق صاروخ باليستي فرط صوتي، زعمت أنها استهدفت به محطة كهرباء إسرائيلية، الأحد، وذلك بعد ساعات من تلقيها 3 غارات وصفتها بالأميركية والبريطانية على موقع شرق مدينة صعدة؛ حيث معقلها الرئيسي شمال اليمن.

ويشن الحوثيون هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن وباتجاه إسرائيل، ابتداء من 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تحت مزاعم مناصرة الفلسطينيين في غزة.

مقاتلة أميركية تقلع من على متن حاملة الطائرات «هاري رومان»... (الجيش الأميركي)

وأقر زعيمهم عبد الملك الحوثي في آخِر خُطبه الأسبوعية، الخميس الماضي، باستقبال 931 غارة جوية وقصفاً بحرياً، خلال عام من التدخل الأميركي، وقال إن ذلك أدى إلى مقتل 106 أشخاص، وإصابة 314 آخرين.

كما ردت إسرائيل على مئات الهجمات الحوثية بـ4 موجات من الضربات الانتقامية حتى الآن، وهدد قادتها السياسيون والعسكريون الجماعة بمصير مُشابه لحركة «حماس» و«حزب الله» اللبناني، مع الوعيد باستهداف البنية التحتية في مناطق سيطرة الجماعة.

ومع توقع أن تُواصل الجماعة الحوثية هجماتها، لا يستبعد المراقبون أن تُوسِّع إسرائيل ردها الانتقامي، على الرغم من أن الهجمات ضدها لم يكن لها أي تأثير هجومي ملموس، باستثناء مُسيَّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.