أفراح اللاجئين في مصر... أعراس تستدعي رائحة الوطن

مشاهد من عرس يمني في مصر
مشاهد من عرس يمني في مصر
TT

أفراح اللاجئين في مصر... أعراس تستدعي رائحة الوطن

مشاهد من عرس يمني في مصر
مشاهد من عرس يمني في مصر

حرص عائلات اللاجئين والوافدين العرب في مصر على توفير حياة شبه طبيعية لأبنائهم، بقدر ما يسمح به واقع الاغتراب، يشجع جيل الشباب على ممارسة حياته الطبيعية، وعدم تأجيل أحلامه، التي يأتي على رأسها الزواج وتأسيس عائلة. وتتمسك معظم العائلات بالطقوس الوطنية في مراسم الزواج، وتتحول ليالي العرس إلى فرصة لاستنشاق رائحة الوطن في الموسيقى والغناء الفولكلوري الذي يمتزج بالأجواء المصرية.
إقبال شباب العائلات المقيمة في مصر على الزواج سلط الضوء على خصوصية طقوس العرس، واختلافها من دولة إلى أخرى، غير أن بعض الطقوس يصعب تحقيقها بسبب تكاليفها المرتفعة، فاليمنيون يجدون صعوبة في جلب فرق الغناء الفولكلوري، ولا يمكن للسودانيين دفع «المهر» برؤوس الماشية، ولا يجد السوريون حمامات شعبية لطقس «حمام السوق» الذي تذهب إليه العروس قبل ليلة الزفاف.
وائل سميع، شاب يمني عمره 22 عاماً، يدرس الإدارة والاقتصاد في إحدى الجامعات المصرية الخاصة، اتخذ قراره بالزواج نتيجة طول فترة خطبته، وعدم وجود أفق لنهاية الحرب في بلاده.
يقول سميع لـ«الشرق الأوسط»: «عقدت خطبتي في اليمن منذ أكثر من 4 سنوات، وجئت إلى مصر مع عائلتي عام 2015، وجاءت خطيبتي مع عائلتها في الفترة نفسها. ولأن فترة الخطبة طالت، قررنا الزواج. وبالفعل تزوجنا في سبتمبر (أيلول) الماضي».
وتبدأ طقوس احتفالات الزواج اليمني بما يعرف بـ«أسبوع العرس»، الذي يستمر لنحو خمسة أيام، ويتم الفصل بين النساء والرجال خلال المراسم كافة، حيث يقام يوم عرس خاص بالرجال، بينما تستمر حفلات النساء لثلاث ليالٍ، ولا يرى العريس عروسه إلا عقب انتهاء المراسم كافة، ويرتدي العريس في ليلة الرجال ملابس وطنية يمنية، وتكون الاحتفالات عبارة عن «زفة» وطنية تحييها فرق يمنية فولكلورية. وفي ليلة «الغسل»، ترتدي العروس الملابس الوطنية التي تعكس بيئتها، حسب المنطقة التي تنتمي إليها، سواء الجلباب أو الدرع اليمنية أو الجلباب المطرز، بينما ترتدي فستان الزفاف في يوم عرس النساء. وبحسب العادات اليمنية، يتحمل العريس مسؤولية توفير مسكن الزوجية، وشراء كل محتوياته، ويمكن لأسرة العروس المشاركة في شراء بعض الأجهزة اختيارياً.
ومن جهته، يقول فهد العريقي، رئيس مجلس أعيان الجالية اليمنية في مصر، لـ«الشرق الأوسط» إن «الأفراح اليمنية التي تقام في مصر تتأثر كثيراً بالأجواء المصرية، وتحاول العائلات اليمنية الالتزام بالطقوس الوطنية، بحسب إمكانياتها، لأن بعض الطقوس تكون مكلفة. فالعائلات الغنية تقيم أفراحها في فنادق النجوم الخمس، وتصر على الاستعانة بفرق غنائية يمنية، وعائلات أخرى تكتفي بفنادق أقل فخامة، بينما العائلات الفقيرة تقيم أفراحها في قاعات أفراح عادية، ويستأجرون المركب النيلية، ويغلب على هذه الأفراح الطابع المصري».
ويشير العريقي إلى أن «صعوبة وارتفاع تكاليف بعض طقوس العرس اليمني يدفع كثيراً من اليمنيين إلى الاستغناء عن بعضها، حيث يتم استخدام الأغاني المسجلة (دي جي)، بديلاً عن وجود الفرق الغنائية اليمنية. ومعظم الشباب اليمني يتأثر بالثقافة المصرية في الأفراح، وهو ما يبدو واضحاً في الاستعانة بأغاني الأفراح الشعبية المصرية خلال الاحتفال بالعرس. ويتمسك اليمنيون بمبدأ التكافل، إذ لا يدفع العريس تكاليف احتفالات العرس، بل يقوم أصدقاؤه ومعارف العائلة بتحمل التكاليف، ويقوم العريس بفعل المثل عندما يتزوج شخص آخر من أصدقائه».
وتحرص العائلات السورية على إحياء عبق الوطن في ليالي العرس بفرق الإنشاد الديني والمظاهر الوطنية المختلفة، غير أنها تواجه مشكلة تتعلق بعدم وجود «حمامات شعبية» في مصر، التي تعد أحد طقوس العرس المهمة، حيث تذهب العروس بصحبة صديقاتها قبل يوم واحد من ليلة العرس، فيما يعرف بطقس «حمام السوق». وقد دشن أحد السوريين أخيراً «حماماً شعبياً» بمدينة السادس من أكتوبر، بمحافظة الجيزة، مما جعله مقصداً للعائلات السورية في مصر.
وتقول السيدة السورية منى محمد لـ«الشرق الأوسط» إن «الشباب السوريين يقبلون على الزواج في سن مبكرة بسبب تفرق العائلات، ورغبته في تكوين أسرة كي لا يكون وحيداً. وتحاول العائلات السورية الحفاظ على الطقوس الخاصة في الزواج، لكن بعضها يكون صعباً. وتقام مظاهر احتفالات العرس في ليلتين منفصلتين، إحداهما للرجال وليلة مستقلة للنساء، ويكون أهم طقس هو فرق الإنشاد الديني، ويوجد ما يسمى (التلبيسة)، حيث يقوم أصدقاء العريس بمساعدته على ارتداء ملابسه في قاعة الفرح، وليس في المنزل. ومع عدم توافر فرق سورية، تتم الاستعانة بالأغاني المسجلة ومكبرات الصوت. وقبل ليلة الفرح، تذهب العروس مع أصدقائها إلى (حمام السوق)، بينما يذهب العريس أيضاً في توقيت مختلف».
وتختلف طقوس الأفراح عند السودانيين، بحسب المنطقة التي ينتمون إليها، لكن أبرز المظاهر تمسكهم بما يعرف بـ«الأشبين»، وهو طقس ينتشر في الدول الغربية أكثر من العربية. كما يدفع العريس السوداني «مهر» عروسه بالأبقار، وليس بالنقود.
ويقول دانيال مايكل، من جنوب السودان، لـ«الشرق الأوسط»: «يتمسك السودانيون بعاداتهم وتقاليدهم الخاصة بالزواج وطقوس الأفراح التي تختلف من منطقة لأخرى. ونحن عائلة من جنوب السودان نعيش في مصر، وقد تزوج شقيقي الأصغر مؤخراً. ورغم أنه يعيش في دولة أوروبية، فإن العائلتين أصرتا على إجراء مراسم الزفاف في مصر، لأن عائلة العروس تعيش أيضاً في القاهرة. وواجهنا مشكلة دفع (المهر)، حيث يجب أن يتم دفعه بالأبقار، حسب تقاليدنا، ويكون غالباً ما بين 60 و150 رأساً من الأبقار، بحسب إمكانيات العريس. وقد قمنا بدفع جزء من الأبقار، أعطاها أفراد عائلتنا في الوطن لأقارب عائلة العروس، واستكملنا الباقي بالمال».
ويضيف مايكل: «خلال الاحتفالات، ترتدي العروس زياً سودانياً تقليدياً، بينما يرتدي العريس (بدلة فرح)، ويتم اختيار 6 (أشبين) من أصدقاء العريس، ومثلهم من صديقات العروس، ويترأس المراسم صديق للعريس وصديقة للعروس، يطلق عليهم (وزير ووزيرة)، يتوليان الإشراف على تفاصيل الاحتفال كافة.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.