باحث روسي يثير شكوكاً حول معمرة فرنسية

هل كانت {عميدة البشرية} جان كالمان شخصية منتحلة؟

الباحث الفرنسي جان ماري روبان  -  جان كالمان العميدة السابقة للمعمرين في فرنسا
الباحث الفرنسي جان ماري روبان - جان كالمان العميدة السابقة للمعمرين في فرنسا
TT

باحث روسي يثير شكوكاً حول معمرة فرنسية

الباحث الفرنسي جان ماري روبان  -  جان كالمان العميدة السابقة للمعمرين في فرنسا
الباحث الفرنسي جان ماري روبان - جان كالمان العميدة السابقة للمعمرين في فرنسا

نشر باحث روسي مقالاً يؤكد فيه أن المعمرة الفرنسية الشهيرة جان كالمان، التي فارقت الحياة عام 1997 عن 122 عاماً، هي شخصية تم التلاعب بهويتها. وجاء في المقال إن كالمان الحقيقية توفيت في ثلاثينات القرن الماضي، وأن ابنتها انتحلت شخصيتها بعد وفاتها. وفي حين أن التقرير مر مرور الكرام بعد نشره في موقع المدونات «ميديوم»، فإنه أثار دهشة في مواقع التواصل التي تناقلته في فرنسا، منذ يومين، وتساؤلات حول صحة التحقق من شهادات الولادات والوفيات. كما أن الخبر مرشح لأن يفتح جدلاً أخلاقياً محلياً؛ خصوصاً أن المعمرة حملت في سنواتها الأخيرة لقب عميدة البشرية، باعتبارها الأطول عمراً بين المسنين في العالم.
صاحب الاكتشاف هو يوري ديغان، الخبير في الأنساب، والمدير العام لمؤسسة روسية متخصصة في التصدي للشيخوخة. وقد اختار لمقاله عنوان «إني أتهم»، مستعيراً عنوان مقال شهير للأديب الفرنسي إميل زولا، نشرته صحيفة «لورور» في عام 1898، على شكل رسالة مفتوحة موجهة إلى رئيس الجمهورية، آنذاك، فيليكس فور، للدفاع عن الضابط اليهودي ألفرد دريفوس المتهم بالخيانة زوراً.
يدحض الخبير الشاب ما شاع من أن كالمان عاشت حتى تجاوزت المائة بأكثر من عقدين من الزمان. ويبني نظريته على أن ابنتها إيفون اتخذت مكان والدتها المتوفاة، لكي توفر على العائلة تسديد الضريبة على التركات. ويتعزز هذا التصور بالاستناد إلى مقابلة منشورة مع اختصاصي الشيخوخة فاليري نوفوسيلوف، وإلى دراسة لعالم الرياضيات الروسي نيكولاي زاك.
كما يورد خبير الأنساب 17 سبباً تدعم تصوره، منها شهادات عدد من المحيطين بجان كالمان، ممن لاحظوا أنها كانت تبدو أصغر من عمرها. ومنها شهادة وفاة الابنة إيفون التي جاء فيها أنها فارقت الحياة، رسمياً، عام 1934. وهي شهادة أصدرها شخص وحيد لا يحمل تأهيلاً طبياً. وقارن الخبير يوري ديغان بين مرويات نُقلت عن المعمرة الفرنسية لكنها لا تتطابق مع حقائق زمانها. ومن ذلك لقاؤها بالرسام فانسان فان غوخ سنة 1888 في متجر أسرتها بمدينة آرل، جنوب فرنسا. كما نبش ديغان صوراً قديمة لجان ولابنتها إيفون، لكي يثبت من خلالها أن الابنة أخذت محل الأم، وذلك بالمقارنة بين شكل أذني كل من المرأتين.
الخلاصة التي يطرحها المقال تقود إلى سؤال: هل كانت جان كالمان، عميدة البشرية، محتالة؟ وجاء الجواب سريعاً، أمس، من جان ماري روبان، مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للصحة والدراسات الطبية؛ حيث قال لصحيفة «الباريزيان» إنه قام في عام 1990، مع زميله العالم ميشال آلار، بدراسة أحوال عدد من المعمرين الفرنسيين الذين تجاوزوا المائة، وبينهم جان كالمان. وبهذا فإنه كان واحداً من اثنين أكدوا صحة عمرها الذي نالت بسببه لقب عميدة البشرية جمعاء. وأضاف أنهما قاما بكل ما يلزم لكشف حقيقة سنها، مضيفاً: «لم يحدث أن بُذلت كل تلك الجهود للتثبت من عمر شخص من الأشخاص». ويؤكد روبان أنه وزميله آلار لم يعثرا على أي دليل يسمح بالتشكيك في عدد سنوات عمرها. فقد حصلا على معلومات لا يمكن لغيرها أن يلمّ بها، ومنها أسماء معلميها في المدرسة، وأسماء الخادمات اللاتي تعاقبن على تنظيف العمارة التي أقامت فيها. وهي أمور سبقت الفترة التي ولدت ونشأت فيها ابنتها.
تلقى روبان نظرية الخبير الروسي، منه شخصياً، منذ الخريف الماضي. وقام بدراستها لتفنيد الانتقادات المفترضة التي تتعلق بمجريات تأكده من سن جان كالمان. ووجد أن هناك ممارسات اجتماعية شاعت في السابق، وتسمح بافتراضات من النوع الوارد في المقال، منها على سبيل المثال إحلال الأخ الأصغر مكان الأخ البكر في حال وفاة هذا الأخير، للحفاظ على اسمه المأخوذ من اسم الجد. وفيما يخص المعمرين في الولايات المتحدة، مثلاً، فمن المعروف أن عدداً من المهاجرين اليافعين كانوا يقومون بتكبير أعمارهم لكي يبلغوا السن المسموح بها لدخول البلاد. أما في حالة المعمرة الفرنسية، فليس هناك أي بحث يشير إلى ممارسات من ذلك النوع في أوساطها العائلية، ومنها التزوير للتهرب من ضريبة التركات التي لم تكن شيئاً يذكر في ذلك الزمان.
وحول استناد الخبير الروسي على تعداد السكان لعام 1931، وقوله إن الابنة إيفون لم تكن واردة فيه، يرد الباحث الفرنسي بأن من يعود للسجلات المدنية لذلك الوقت، يجد فيها كثيراً من الشطب والتصحيح في صفحات، وهذا يشمل عائلة جان كالمان وآلاف العائلات غيرها. والسبب يعود إلى الآلات الكاتبة الجديدة التي جرى استخدامها للمرة الأولى، آنذاك، بعد أن كانت السجلات تكتب باليد. ويحرص روبان على توضيح أن عائلة كالمان كانت من أعيان مدينة آرل في فترة ما بين الحربين العالميتين، يتردد أفرادها على النوادي المخصصة للطبقة العليا، ويختلطون بكثير من العائلات. فكيف يمكن في تلك الحالة لشخص معروف مثل فيرنان كالمان، زوج جان المتوفى عام 1942، أن يخفي خبر موت زوجته، ويسمح لابنته بأن تحل محلها، وتظهر باعتبارها زوجة له؟ وكيف سكت الأصدقاء والمعارف على ذلك التزوير، لو كان قد حصل بالفعل؟
ويشير روبان، أخيراً، إلى أنها ليست المرة الأولى التي تتعرض فيها تقديراته للتشكيك؛ لكن أياً من المشككين لم يأتِ بدلائل علمية تثبت العكس. ويقول: «أنا مستعد لمواصلة المعركة؛ لكن علينا ألا ننسى أن هذه القضية تلوث سمعة عائلة بأكملها».
من جهته، يدافع عالم الرياضيات الروسي نيكولاي زاك عن دراسته، باعتباره استند إلى الحقائق الرقمية، واستحالة بلوغ المعمرة الفرنسية سن 122 عاماً. وقال لمحرر «الباريزيان» إنه أمر غير طبيعي برأيه. وهو يرفض أن تدرج دراسته في خانة المؤامرة الروسية على التقارير الفرنسية. ففي سنواتها العشر الأخيرة، تحولت جان كالمان إلى ظاهرة نادرة يقصدها الزوار والصحافيون وكاميرات التلفزيون، لتغطية احتفالها السنوي بعيد ميلادها. وصار اسمها شهيراً يتداوله الفرنسيون، ويضربون به المثل للدلالة على طول العمر. وظهرت وصفات كثيرة للأسلوب الذي اتبعته المعمرة للحفاظ على صحتها. لذلك جاء التشكيك في حقيقتها صادماً لأجيال عاصرت أسطورتها من مواطنيها.
وما بين الاتهام الروسي والدفاع الفرنسي، يبقى السؤال وجيهاً: هل يمكن لإنسان أن يعيش 122 عاماً؟



عرب وعجم

عرب وعجم
TT

عرب وعجم

عرب وعجم

> نايف بن بندر السديري، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية، استقبل أول من أمس، الدكتور زهير حسين غنيم، الأمين العام للاتحاد العالمي للكشاف المسلم، والوفد المرافق له، حيث تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون المشترك بين الجانبين. من جانبه، قدّم الأمين العام درع الاتحاد للسفير؛ تقديراً وعرفاناً لحُسن الاستقبال والحفاوة.
> حميد شبار، سفير المملكة المغربية المعتمد لدى موريتانيا، التقى أول من أمس، وزير التجارة والصناعة والصناعة التقليدية والسياحة الموريتاني لمرابط ولد بناهي. وعبّر الطرفان عن ارتياحهما لمستوى التعاون الاقتصادي في شقيه التجاري والاستثماري، وحرصهما واستعدادهما لدفع التبادل التجاري إلى ما يأمله البلدان الشقيقان؛ خدمةً لتعزيز النمو الاقتصادي، كما أكد الطرفان على ضرورة تبادل الخبرات في القطاع الزراعي؛ للرقي بهذا القطاع المهم إلى ما يعزز ويطور آليات الإنتاج في البلدين الشقيقين.
> إريك شوفالييه، سفير فرنسا لدى العراق، التقى أول من أمس، محافظ الديوانية ميثم الشهد؛ لبحث آفاق التعاون المشترك والنهوض به نحو الأفضل، وتم خلال اللقاء الذي أقيم في ديوان المحافظة، بحث إمكانية الاستثمار من قِبل الشركات الفرنسية في الديوانية، خصوصاً أنها تمتلك بيئة استثمارية جيدة، والتعاون المشترك بين فرنسا والحكومة المحلية في عدد من المجالات والقطاعات.
> عبد اللطيف جمعة باييف، سفير جمهورية قيرغيزستان لدى دولة الإمارات، التقى أول من أمس، اللواء الركن خليفة حارب الخييلي، وكيل وزارة الداخلية، بمقر الوزارة، بحضور عدد من ضباط وزارة الداخلية. وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز التعاون في المجالات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين الصديقين. ورحب اللواء الخييلي بزيارة السفير القيرغيزي، مؤكداً حرص الوزارة على توطيد علاقات التعاون والعمل المشترك مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية في الدولة.
> عبد الله حسين المرزوقي، القنصل العام لدولة الإمارات العربية المتحدة في مومباي، حضر أول من أمس، احتفالاً بذكرى يوم الدستور لجمهورية بولندا، الذي استضافه القنصل العام لبولندا داميان إرزيك، بحضور رؤساء البعثات الدبلوماسية في مومباي، وعدد من المسؤولين في الحكومة الهندية ورجال الأعمال.
> عمر عبيد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى المملكة الإسبانية، اجتمع أول من أمس، مع خوسيه لويس ديلبايي، مدير مكتبة «الإسكوريال» الملكية في إسبانيا، وذلك لبحث سبل تعزيز التعاون مع المكتبة. جاء ذلك خلال الجولة التي قام بها السفير في مكتبة «الإسكوريال والبازيليكا» الملكية، بالإضافة إلى المبنى الملكي للضيافة الذي كان يستقبل فيه الملك فيليب الثاني، ملك إسبانيا (1556 - 1598م)، مختلف سفراء دول العالم.
> ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى مملكة البحرين، استقبله أول من أمس، الدكتور محمد بن مبارك جمعة، وزير التربية والتعليم رئيس مجلس أمناء مجلس التعليم العالي بالبحرين؛ لمناقشة تعزيز أوجه التعاون في الجوانب التعليمية والثقافية، واستعراض أهم التجارب التعليمية الناجحة، كما تم بحث تعزيز الشراكة بين الجانبين في تدريب معلمي اللغة الإنجليزية بالمدارس الحكومية على مهارات وطرق تدريس الإعداد لاختبارات (TOEFL)، لزيادة مستويات التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلة الثانوية في اللغة الإنجليزية.
> ماجد مصلح، سفير جمهورية مصر العربية لدى سريلانكا، استقبله أول من أمس، رئيس الوزراء السريلانكي دينيش غوناواردينا، حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين في المجالات كافة. وأشاد رئيس الوزراء السريلانكي بعلاقات الصداقة التاريخية التي تجمع بين البلدين، مُسلطاً الضوء على دور البلدين في إقامة حركة عدم الانحياز، الأمر الذي كان له أثره الكبير على صعيد العلاقات الدولية بصفة عامة، ومصالح واستقلالية الدول النامية على وجه الخصوص.
> بيتر بروغل، سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى تونس، التقى أول من أمس، رئيس مجلس نواب الشعب إبراهيم بودربالة، بقصر باردو. وعبّر السفير عن استعداد بلاده لمواصلة دعم مجهودات تونس في مسارها التنموي ومؤازرتها اقتصادياً واجتماعياً. وأكد ارتياحه للمستوى الممتاز للعلاقات الثنائية، معبّراً عن تقديره للخطوات الإيجابية التي تم قطعها في مجال البناء الديمقراطي، كما اطلع على صلاحياته وطرق عمل المجلس وعلاقته بالمجلس الوطني للجهات والأقاليم من جهة، وبالحكومة من جهة أخرى.