ألقت قوات مكافحة الإرهاب التركية القبض على 30 أجنبياً من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، في حملة أمنية بالعاصمة أنقرة، أمس (الأحد)، في إطار عمليات تنفذها قوات الأمن ضد المشتبه بانتمائهم للتنظيم، قبل احتفالات رأس السنة.
وقالت مصادر أمنية، إن قوات مكافحة الإرهاب نفذت عمليات مداهمة لعدد من المنازل، وألقت القبض على هذه العناصر، وعثرت خلال عمليات التفتيش على عدد كبير من الوثائق التنظيمية.
والجمعة الماضي، ألقت شرطة مكافحة الإرهاب التركية القبض على العشرات من عناصر تنظيم داعش، في حملات أمنية استهدفت خلايا التنظيم؛ حيث أصدرت النيابة العامة في العاصمة أنقرة مذكرة توقيف بحق 64 شخصاً، في إطار التحقيقات المتعلقة بالتنظيم الإرهابي. وتمكنت فرق مكافحة الإرهاب، وشعبة الاستخبارات في مديرية الأمن العام، من إلقاء القبض على 52 من المطلوبين، فيما يتواصل البحث عن 12 مطلوباً فارين.
وفي عملية منفصلة، ألقت قوات مكافحة الإرهاب بولاية سامسون، شمال البلاد، أمس، القبض على 10 عراقيين ينتمون إلى تنظيم داعش الإرهابي، خلال مداهمتها عدداً من المنازل، في إطار الحملات التي تستهدف خلايا التنظيم الإرهابي. وأوضحت المصادر أن قوات الأمن صادرت كثيراً من الأجهزة الإلكترونية في إطار الحملة.
في سياق متصل، قررت مديرية أمن إسطنبول نشر 39 ألفاً من قوات الأمن، وعناصر مكافحة الشغب والإرهاب في المدينة، خلال الاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة مساء اليوم الاثنين، لتأمين الاحتفالات، بسبب مخاوف من هجمات تستهدف البلاد على خلفية التدخل العسكري التركي في سوريا، ضد تنظيم داعش الإرهابي ووحدات حماية الشعب الكردية.
وقال رئيس قسم الأمن العام بمديرية أمن إسطنبول، ظفر باي بابا، إن الإجراءات الأمنية المتخذة في إطار تأمين الاحتفالات، بدأت تطبق تدريجياً في جميع أنحاء المدينة، اعتباراً من 21 ديسمبر (كانون الأول) الجاري.
وأشار إلى أن المديرية كلفت 39 ألف شرطي بتأمين احتفالات رأس السنة وتنقلات المواطنين، بينهم 17 ألفاً سينتشرون في منطقة «بي أوغلو»، التي يقع ضمنها شارع الاستقلال وميدان تقسيم، اللذين يعدان مركز الاحتفالات. وتشمل التدابير الأمنية الميادين الكبرى، والأماكن التاريخية والسياحية، ودور العبادة، لا سيما الكنائس، ومراكز التسوق والمطارات، ومحطات النقل العام.
وتتخوف أجهزة الأمن التركية من وقوع هجمات مفاجئة في مدينة إسطنبول، أكبر المدن التركية، بسبب انخراط تركيا العسكري في سوريا. ومنعت السلطات التركية العام الماضي إقامة احتفالات في ميدان تقسيم وشارع الاستقلال، في وسط الشطر الأوروبي للمدينة، على خلفية الهجوم الذي نفذه الداعشي الأوزبكي عبد القادر مشاريبوف (المكنى بـ«أبو محمد الخراساني») ليلة الاحتفال برأس السنة نهاية عام 2016 وبداية عام 2017، على نادي رينا الليلي في إسطنبول؛ حيث فتح النار على المحتفلين بالعام الجديد، ما أدى إلى مقتل 39 شخصاً وإصابة 65 آخرين، غالبيتهم من العرب والأجانب.
وتعرضت تركيا خلال السنوات القليلة الماضية لتفجيرات إرهابية وهجمات مسلحة، في أنقرة وإسطنبول ومناطق أخرى، تبنى تنظيم داعش الإرهابي أكبر عدد منها، كان آخرها الهجوم على نادي رينا الليلي، في منطقة أورتا كوي الساحلية، في إسطنبول. وتوقفت الاعتداءات منذ هذا الهجوم بسبب الحملات المكثفة للشرطة التركية، وعمليات الدهم شبه اليومية، التي تستهدف خلايا «داعش» في أنحاء البلاد، في إجراء وقائي وخطوة استباقية لأي هجمات محتملة.
ونفذت قوات الأمن التركية، منذ ذلك الوقت، أكثر من 20 ألف عملية دهم، تم خلالها القبض على أكثر من 4 آلاف عضو في التنظيم الإرهابي، غالبيتهم من الأجانب، كما تم توقيف 3 آلاف، وترحيل المئات خارج البلاد.
وفي هذا الإطار، أحبطت قوات الأمن التركية تنفيذ 347 عملية إرهابية، قبل وقوعها خلال عام 2018، بحسب ما أعلن وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، الأسبوع الماضي، مقابل 697 عملية إرهابية تم إحباطها في عام 2017.
وقال صويلو إن قوات الأمن التركية نجحت في تحييد 100 من القيادات الإرهابية خلال عام 2018، لافتاً إلى أن إجمالي عدد العمليات الموجهة ضد جميع المنظمات الإرهابية بلغ 109 آلاف و737 عملية منذ بداية العام، وأن عدد الإرهابيين الذين جرى تحييدهم (قتلهم أو إصابتهم أو استسلامهم) بلغ ألفاً و609 إرهابيين، فضلاً عن اعتقال 12 ألفاً و637 آخرين خلال تلك العمليات.
وتتهم تركيا تنظيم داعش الإرهابي بالمسؤولية عن هجمات شهدتها البلاد؛ أكثرها دموية تفجيران انتحاريان ضد تجمع للأكراد في 2015، أمام محطة أنقرة المركزية للقطارات، ذهب ضحيتهما 103 قتلى، وأكثر من 500 مصاب.
كانت القوات التركية، وفصائل من «الجيش السوري الحر» الموالية لها، تمكنت خلال عملية «درع الفرات» التي نفذتها في شمال سوريا من تطهير مناطق واسعة من الريف الشمالي لمحافظة حلب، بينها مدينتا الباب وجرابلس، من تنظيم داعش الإرهابي، في الفترة بين أغسطس (آب) 2016 ومارس (آذار) 2017، إثر هجوم نفّذه تنظيم داعش الإرهابي في غازي عنتاب، جنوب تركيا، استهدف قاعة للأفراح، وأسفر عن مقتل وإصابة العشرات.
في سياق متصل، أعلنت أستراليا، أول من أمس، إسقاط جنسيتها عن إرهابي متهم بأنه كان عنصراً بارزاً في تنظيم داعش في سوريا، وهو حالياً معتقل في تركيا. ويعد نيل براكاش، الذي يظهر في أفلام دعائية لتنظيم داعش، هو الأسترالي الثاني عشر الحامل لجنسيتين الذي تجرده أستراليا من الجنسية، لارتباطه بتنظيمات إرهابية، وهو ملاحق بتهمة «الانتماء إلى مجموعة إرهابية مسلحة»، وقد أوقف في أكتوبر (تشرين الأول) 2016 في تركيا التي قدم إليها من سوريا.
كان براكاش - بحسب الحكومة الأسترالية - عضواً بارزاً في تنظيم داعش يقوم بعمليات تجنيد إرهابيين، وكان ضالعاً في مخططات اعتداءات كانت ستستهدف أستراليين.
وطالبت أستراليا تركيا بتسليمها براكاش، الذي اعتُقد في فترة أنه قضى في ضربة جوية أميركية شمال العراق، في مايو (أيار) 2016، قبل أن يظهر عند اعتقاله في تركيا. وقال وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون، في بيان، إن إسقاط الجنسية عن حملة جنسيتين ضالعين في أنشطة إرهابية في الخارج، عنصر جوهري في الرد الأسترالي على العنف والإرهاب الدولي.
وكان براكاش المعروف بكنية «أبو خالد الكمبودي» والمتحدر من أصول هندية وفيجية وكمبودية، غادر أستراليا عام 2013. وتتهمه كانبيرا بالضلوع بصورة خاصة في مخطط لقطع رأس شرطي، في أبريل (نيسان) 2015، في ملبورن، كما تعتقد أنه كان على ارتباط بأسترالي عمره 18 عاماً، قتل بعد طعنه شرطيين اثنين في ملبورن عام 2014.
تركيا: القبض على 30 «داعشياً» أجنبياً قبل رأس السنة
تركيا: القبض على 30 «داعشياً» أجنبياً قبل رأس السنة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة