السيسي يقرر تشكيل لجنة عليا لمواجهة «الطائفية»

TT

السيسي يقرر تشكيل لجنة عليا لمواجهة «الطائفية»

في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس قراراً بتشكيل «اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية»، تعهدت وزارة الداخلية باستمرار ضرباتها الاستباقية لـ«الإرهابيين»، وذلك بعد يومين من هجوم استهدف حافلة سياحية قرب منطقة الأهرامات بالجيزة، وأسفر عن مقتل 3 فيتناميين ومصري.
وجاء قرار السيسي، الذي حمل رقم 602 لسنة 2018، تشكيل «اللجنة العليا لمواجهة الأحداث الطائفية» متضمناً تحديد هيكلها، ويترأسها «مستشار رئيس الجمهورية لشؤون الأمن ومكافحة الإرهاب (وزير الداخلية السابق اللواء مجدي عبد الغفار)، وبعضوية ممثل عن هيئة عمليات القوات المسلحة، والمخابرات الحربية، والمخابرات العامة، وهيئة الرقابة الإدارية، وقطاع الأمن الوطني بوزارة الداخلية».
وبحسب القرار الرئاسي، فإنه «يمكن للجنة أن تدعو لحضور اجتماعاتها من تراه من الوزراء أو ممثليهم، وممثلي الجهات المعنية، وذلك لدى النظر في الموضوعات ذات الصلة بعملها، والذي يتضمن وضع استراتيجية عامة لمنع ومواجهة الأحداث الطائفية، ومتابعة تنفيذها، وآليات التعامل مع الأحداث الطائفية، حال وقوعها».
كم ألزم السيسي اللجنة في قرار تشكيلها بعرض «تقرير دورياً بنتائج أعمالها، وتوصياتها، وآليات تنفيذها» عليه.
وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، تعهد السيسي بضمان «حرية العبادة والمعتقد» في البلاد، وكان ذلك بعد يومين من هجوم دامٍ تبناه تنظيم داعش، أسفر عن مقتل 7 مواطنين أقباط كانوا عائدين من زيارة لأحد الأديرة بمحافظة المنيا (200 كيلومتر جنوب القاهرة).
وقال الرئيس المصري مخاطباً الحضور ومواطنيه إن «الكل سواء (...) والدولة معنية في كل مجتمع جديد ببناء الكنائس لمواطنيها، وكذلك حل المشكلات القديمة، لأن لهم الحق في العبادة كما يعبد الجميع (...) ومن حق المواطن أن يعبد كما يشاء أو ألا يعبد؛ هذا موضوع لا نتدخل فيه».
وفي سياق آخر، أكد وزير الداخلية اللواء محمود توفيق أن أجهزة وزارة الداخلية «لن تتوانى في اتخاذ إجراءاتها لحماية أمن البلاد واستقرارها، وأن المحاولات الإرهابية لن تنال من عزيمتنا لتحقيق رسالتنا».
وكان توفيق يتحدث خلال اجتماع، أمس، مع عدد من مساعديه والقيادات الأمنية، بمقر مركز المعلومات وإدارة الأزمات بوزارة الداخلية، وبحضور جميع مديري الأمن وقيادات الأجهزة الأمنية، عبر «الفيديو كونفرانس».
وأفادت الداخلية المصرية بأن اللقاء بحث «استراتيجية العمل الأمني في المرحلة الحالية، واستعراض محاور الخطة الأمنية لتأمين احتفالات الأقباط بعيد الميلاد».
وبحسب الداخلية، فقد «أشاد توفيق بالجهود الأمنية التي بذلت خلال الفترة الماضية، والتي أدت إلى تحقيق كثير من النجاحات والإنجازات، وساهمت في استقرار الشارع المصري، واستعادة البلاد لمسيرتها التنموية»، مؤكداً أن «حجم النجاحات الأمنية التي تحققت خلال الفترة الحالية يجب الحفاظ عليها، والعمل على زيادة معدلاتها».
وشدد وزير الداخلية على «اتخاذ أعلى درجات الحذر واليقظة، ومضاعفة الجهود المبذولة، وتفعيل جميع الإجراءات والتدابير اللازمة لتأمين تلك المنشآت، واتخاذ كافة الإجراءات لإحكام الرقابة والسيطرة الأمنية على الطرق المحيطة والمؤدية إليها»، كما لفت إلى «أهمية تحلى القوات بالتأهب والكفاءة العالية، ونشر الدوريات الأمنية وخدمات المرور والنجدة، وتعزيز الأكمنة، بما يمكنها من التعامل مع مختلف المواقف الطارئة والمحتملة».
وتعهد الوزير بـ«استمرار ومواصلة جهود الأجهزة الأمنية في الضربات الاستباقية للعناصر والتنظيمات الإرهابية، واستهداف البؤر الإجرامية والتشكيلات العصابية، وضبط عناصرها بجميع محافظات الجمهورية، وتنفيذ الأحكام القضائية، مع مواصلة الجهود الأمنية لتنفيذ كافة قرارات إزالة التعديات على أراضي وأملاك الدولة بلا تهاون، وبالتنسيق الكامل مع الأجهزة الإدارية بالمحافظات».
وأكد توفيق أن وزارة الداخلية لن تسمح بأي ممارسات من شأنها الخروج على القانون، ولن تتوانى في التعامل بمنتهى الحزم والحسم مع كل من تسول له نفسه المساس بأمن وسلامة المواطنين، وكل من يحاول المساس باستقرار الوطن.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.