الحكومة اليمنية: الحوثيون انقلبوا على الفريق الأممي... وانسحابهم صوري

خلافات متصاعدة بين أجنحة الجماعة حول تنفيذ اتفاق استوكهولم

مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية في الحديدة أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية في الحديدة أمس (أ.ف.ب)
TT

الحكومة اليمنية: الحوثيون انقلبوا على الفريق الأممي... وانسحابهم صوري

مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية في الحديدة أمس (أ.ف.ب)
مقاتلون من القوات الحكومية اليمنية في الحديدة أمس (أ.ف.ب)

اتهم مصدر في الحكومة اليمنية أمس، الجماعة الحوثية بالانقلاب على التفاهم الذي أحرزته في الأيام الماضية لجنة التنسيق المشترك لإعادة نشر القوات برئاسة الجنرال الهولندي باتريك كومارت وفريقه الأممي، نافياً صحة المزاعم الحوثية حول بدء انسحاب الميليشيات الحوثية من مدينة الحديدة ومينائها.
وأكد المصدر أن الجماعة الحوثية تحاول الالتفاف على اتفاق السويد، من خلال محاولة تنفيذ تسليم صوري للميناء والمدينة عبر الإيهام بانسحاب عناصرها وإعادتهم ببزات الشرطة ولباس قوات الأمن المحلية، وهو ما يعني - بحسب المصدر - أن الجماعة تحاول أن تسلم المدينة والميناء بيد لتسلمها باليد الأخرى.
وزعمت الجماعة أمس، على لسان المتحدث باسمها ورئيس وفدها المفاوض في السويد محمد عبد السلام أنها بدأت الانسحاب من الميناء، وهي المزاعم ذاتها التي رددها المتحدث باسم التوجيه المعنوي الخاص بالميليشيات يحيى سريع.
ووصف المصدر الحكومي لـ«الشرق الأوسط» ما حدث أمس، من مزاعم حوثية بالانسحاب بأنها «إجراءات فردية من قبل الجماعة الحوثية بعد أن رفضت ما كانت أقرته اللجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار في اجتماعات الأيام الماضية برئاسة الجنرال الأممي باتريك كومارت».
وقال المصدر: «أبلغنا الجنرال باتريك خلال الاجتماع بعدم قبولنا بأي إجراءات فردية، وأن أي قرار يجب أن يتم بالطرق الرسمية بقرار من لجنة تنسيق الانتشار جميعاً التي يترأسها، لكنا تفاجأنا بانقلابهم على ما تم التوافق عليه، والبدء في إجراءات فردية، وهو ما نشدد على رفضه».
وتحاول الجماعة الحوثية أن تقدم تفسيرات خاصة بها لاتفاق السويد الخاص بالانسحاب من الحديدة وموانئها، إذ ترفض تسليمها للسلطات المحلية الشرعية وأجهزة الأمن التي كانت قائمة قبل الانقلاب على الشرعية في 2014، والادعاء أن عناصرها الذين أحلتهم في المكاتب الحكومية وأجهزة الأمن هم السلطات المحلية، وهو الأمر الذي ترفضه الحكومة الشرعية، التي تجزم أنها هي المخولة قانوناً بموجب اتفاق السويد وقرار مجلس الأمن بتسلم المدينة وموانئها.
وبحسب مصادر مقربة من الجماعة الحوثية في صنعاء، أثارت مسألة الموافقة على الانسحاب من المدينة وموانئها صراعاً بين أجنحتها، إذ يرفض الجناح الذي يقوده عبد الكريم الحوثي ومحمد علي الحوثي ومعهم القيادي في الجماعة أبو علي الحاكم، الانسحاب من حيث المبدأ واعتبار مجرد التعاطي مع اتفاق السويد نوعاً من الخيانة لأهداف الجماعة ومحاولة لإحباط معنويات أتباعها.
وفي حين لا يمانع رئيس مجلس حكم الميليشيات مهدي المشاط ومعه المتحدث باسم الجماعة محمد عبد السلام والقيادات المحسوبة على جناح «المؤتمر الشعبي» الخاضع للميليشيات في صنعاء، من تسليم المدينة وموانئها مع ضمان الحفاظ على المصالح المالية التي حققها قادة الجماعة منذ الانقلاب، ينتظر أتباعها ظهور زعيمهم عبد الملك الحوثي للفصل بين الجناحين المتصارعين.
ونفت الحكومة اليمنية أي انسحاب حوثي من الميناء، في بيان رسمي لاحق بثته وكالة «سبأ» وجاء فيه على لسان مصدر مسؤول «أنه خلال اجتماع الجمعة، سلم رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية الجنرال الهولندي باتريك كاميرت مذكرة للطرفين طلب فيها تقديم يوم الثلاثاء الموافق 1 يناير (كانون الثاني) 2019 تصورات حول آليات وقف إطلاق النار وإعادة الانتشار وفق اتفاق استوكهولم».
وأضاف المصدر: «خلال الاجتماع أبلغ الجانب الحكومي، الجنرال الهولندي باتريك كاميرت عدم القبول بأي إجراءات أو تصرفات أحادية وأن أي قرار يجب أن يتم بالطرق الرسمية بقرار من لجنة الانتشار جميعاً».
وأكد المصدر أن تصريحات ميليشيا الحوثي حول إعادة انتشارهم في ميناء الحديدة محاولة التفاف واضحة على ما تضمنه اتفاق استوكهولم بشأن الحديدة، ولا يمكن القبول بهذه الخروقات التي تؤدي إلى فشل الاتفاق.
كما اتهمت الحكومة الشرعية الجماعة الحوثية بأنها تنصلت أمس (السبت)، من موافقتها السابقة يوم الجمعة في لقاء مع رئيس لجنة إعادة الانتشار الأممية على تسيير قافلة إغاثية من ميناء الحديدة إلى صنعاء.
وعند استفسار فريق الجنرال باتريك - بحسب المصدر الحكومي - عن سبب عدم تسيير القافلة في موعدها المتفق عليه مسبقاً، وصل الرد من طاقم الجنرال، بأن فريق الحوثيين أنكر اليوم أنه وافق على خروج القافلة.
وكان يفترض تسيير القافلة الإنسانية عبر طريق «كيلو 16» الواقع جنوب شرقي المدينة، إلا أن تعنت الحوثيين بعدم إزالتهم للألغام والحواجز في الجهة التي يسيطرون عليها حال دون ذلك.
ويرجح مراقبون يمنيون أن يؤدي منع الحوثيين مرور القافلة الإنسانية إلى مناطق جنوب الحديدة، إلى تهديد المساعي الأممية وتعقيد الأمور أمام الجنرال الأممي الذي يحاول أن ينفذ آلية دقيقة وواضحة تضمن تنفيذ اتفاق السويد بموجب الصلاحيات التي خولها إياه قرار مجلس الأمن 2451.
وكان الجنرال نجح في عقد سلسلة لقاءات للجنة المشتركة لتنسيق إعادة الانتشار التي تضم ممثلين عن الحكومة الشرعية وعن الجماعة، حيث غادر ممثلو الحكومة المدينة باتجاه مناطق سيطرة الجيش في منطقة الدريهمي يوم الجمعة الماضي، في انتظار أن تسفر جهود الفريق الأممي عن إقناع الجماعة بتنفيذ ما تم التوافق عليه.
وبموجب اتفاقية استوكهولم، لم يتبقَ على المهلة المحددة للانسحاب في المرحلة الأولى سوى 3 أيام، فيما يفترض أن تنتهي عملية إعادة نشر القوات وانسحاب الحوثيين من الحديدة وموانئها بشكل نهائي خلال 10 أيام فقط، وهي مدة - بحسب المراقبين – لا تكفي لتنفيذ الاتفاق في ظل العراقيل الحوثية المستمرة.


مقالات ذات صلة

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

العالم العربي يمنيان يبيعان الحبوب المنتجة محلياً في سوق بوسط صنعاء (إ.ب.أ)

انفجار أسعار في مناطق سيطرة الحوثيين يخنق معيشة السكان

التهمت موجة غلاء جديدة ما تبقّى من قدرة السكان الشرائية، في مناطق سيطرة الحوثيين الذين يضاعفون الجبايات، بالتوازي مع تراجع عالمي في أسعار المواد الاستهلاكية

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي أكد طارق صالح أن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة واستعادة الدولة ومؤسساتها (سبأ)

مسؤولان يمنيان يرفعان جاهزية الجبهات العسكرية

يعتقد المسؤولون اليمنيون أن جماعة الحوثي هي العدو الرئيسي والوحيد للشعب اليمني، وأن الظروف الراهنة مواتية لصالح حسم المعركة، واستعادة الدولة ومؤسساتها.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي الجماعة الحوثية منحت مهدي المشاط رئيس مجلس حكمها شهادة الماجستير (إعلام حوثي)

هوس قادة الحوثيين بالشهادات العليا يفاقم انهيار التعليم الجامعي

يتعرض طلاب الدراسات العليا في الجامعات اليمنية لابتزاز قادة حوثيين لإعداد رسائلهم للماجستير، والدكتوراه، في حين يجري إغراق التعليم الجامعي بممارسات كسب الولاء

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي طائرة أميركية مسيرة من طراز «إم كيو - 9» (أرشيفية - أ.ب)

اليمن: مقتل قيادي بارز بـ«القاعدة» بغارة أميركية في مأرب

أكد مصدر أمني يمني، مساء السبت، مقتل قيادي بارز في تنظيم «القاعدة»، في ضربة بطائرة أميركية من دون طيار في محافظة مأرب، شرق البلاد.

«الشرق الأوسط» (عدن)
العالم العربي عناصر حوثيون أمام شاشة كبيرة تنقل صوراً لهجمات نفَّذتها الجماعة في البحر الأحمر (غيتي)

سباق الظلام… الحوثيون يحاولون تجاوز اختراقهم من إسرائيل

لجأ الحوثيون لتشديد إجراءاتهم الأمنية لحماية قياداتهم من الاستهداف الإسرائيلي، كتعطيل كاميرات المراقبة وتغيير هوياتهم يومياً وتنويع وسائل تنقلهم وتمويه تحركاتهم

وضاح الجليل (عدن)

«الجامعة العربية» تندد بالهجمات في السودان وتدعو لتحقيقات مستقلة ومحاسبة الجناة

جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
TT

«الجامعة العربية» تندد بالهجمات في السودان وتدعو لتحقيقات مستقلة ومحاسبة الجناة

جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)
جامعة الدول العربية تندد باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان (رويترز)

نددت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، باستمرار ما وصفته بـ«الجرائم البشعة والانتهاكات الجسيمة» للقانون الدولي في السودان، معتبرة أن ما يحدث يمثل «نمطاً غير مسبوق من استباحة دم المدنيين»، وانتهاكات ترقى إلى جرائم حرب.

وقالت «الجامعة العربية» في بيان إن «المجزرة الوحشية» في ولاية جنوب كردفان، عقب قصف مرافق مدنية بطائرات مُسيرة يوم الجمعة مما أسفر عن مقتل العشرات، تتحمل مسؤوليتها القانونية والجنائية الجهات التي ارتكبتها، مطالبة بمحاسبتهم «ومنع إفلاتهم من العقاب».

ولقي نحو 80 مدنياً حتفهم في هجوم استهدف روضة أطفال في منطقة كلوقي بولاية جنوب كردفان، واتهمت شبكة «أطباء السودان»، وهي اتحاد مستقل للأطباء، «قوات الدعم السريع» بتنفيذه.

وأكدت «الجامعة» ضرورة فتح تحقيقات مستقلة حول ما حدث في كردفان، محذرة من أن تحول العنف إلى «ممارسة ممنهجة» يشكل تهديداً مباشراً لوحدة السودان.

وقالت «الجامعة» إن العنف سيفتح الباب أمام «دورة طويلة من الفوضى والعنف المسلح من أجل تفكيك البلاد، وهو الأمر الذي ستكون له تداعيات وخيمة على الأمن السوداني والإقليمي».


وزير خارجية العراق للمبعوث الأميركي: لا بد من احترام خيارات الشعب العراقي

فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
TT

وزير خارجية العراق للمبعوث الأميركي: لا بد من احترام خيارات الشعب العراقي

فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)
فؤاد حسين وزير الخارجية العراقي (الوزارة)

نقلت وكالة الأنباء العراقية عن وزير الخارجية فؤاد حسين قوله للمبعوث الأميركي إلى سوريا، توم براك، اليوم (الأحد)، إن الديمقراطية والنظامَ الاتحادي مثبتان في الدستور.

وشدد حسين على تمسك العراق بالديمقراطية وبناء المؤسسات ونبذ أي شكل من أشكال الديكتاتورية.

وعبَّر حسين، خلال لقاء مع برّاك على هامش منتدى الدوحة، عن استغراب الحكومة العراقية من تصريحات المبعوث الأميركي لسوريا بشأن الوضع الداخلي في العراق.

وكان براك قد قال إن رئيس الوزراء العراقي جيد جداً ومنتخَب، لكنه بلا أي سلطة وليس لديه نفوذ، لأنه لا يستطيع تشكيل ائتلاف داخل البرلمان، واتهم المبعوث الأميركي لسوريا الأطراف الأخرى، خصوصاً الحشد الشعبي، بلعب دور سلبي على الساحة السياسية.


الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون يعلن أنه سيشتري عقاراً في قطر

الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
TT

الإعلامي الأميركي تاكر كارلسون يعلن أنه سيشتري عقاراً في قطر

الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)
الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون (أ.ب)

أعلن الإعلامي الأميركي المحافظ تاكر كارلسون، الأحد، أنه سيشتري عقاراً في قطر، نافياً الاتهامات بأنه تلقى أموالاً من الدولة الخليجية.

وقال كارلسون خلال جلسة حوارية في منتدى الدوحة مع رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني «اتُّهمت بأنني أداة لقطر... لم آخذ شيئاً من بلدكم قط، ولا أعتزم ذلك. ومع ذلك سأشتري غداً بيتاً في قطر».

ووفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، أضاف المذيع السابق في قناة «فوكس نيوز» خلال الفعالية السنوية: «أفعل ذلك لأنني أحب المدينة، وأعتقد أنها جميلة، ولكن أيضاً لأؤكد أنني أميركي ورجل حر، وسأكون حيثما أرغب أن أكون».

تستضيف قطر أكبر قاعدة جوية أميركية في الشرق الأوسط، وهي القاعدة المتقدمة للقيادة المركزية العسكرية (سنتكوم) العاملة في المنطقة.

وتصنّف واشنطن الدولة الصغيرة الغنية بالغاز حليفاً رئيسياً من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو).

وأثارت المسألة تساؤلات رفضتها كل من واشنطن والدوحة.

وقال الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني إن أشخاصاً لم يسمهم يبذلون «جهوداً كبيرة لتخريب العلاقة بين قطر والولايات المتحدة ومحاولة شيطنة أي شخص يزور هذا البلد».

وأضاف أن الجهود التي تبذلها قطر مع الولايات المتحدة تهدف إلى «حماية هذه العلاقة التي نعدها مفيدة للطرفين».

أدت قطر دور وساطة رئيسياً في الهدنة المستمرة التي تدعمها الولايات المتحدة في غزة، وتعرضت لانتقادات شديدة في الماضي من شخصيات سياسية أميركية وإسرائيلية لاستضافتها المكتب السياسي لحركة «حماس» الفلسطينية، وهي خطوة أقدمت عليها بمباركة واشنطن منذ عام 2012.

لكن الدوحة نفت بشدة دعمها لحركة «حماس».

وفي سبتمبر (أيلول)، هاجمت إسرائيل الدوحة عسكرياً مستهدفة قادة من «حماس»، في تصعيد إقليمي غير مسبوق خلال حرب غزة.