الأقصر تشهد ختام ملتقى التصوير الدولي ومهرجان التحطيب

بمشاركة فنانين من 14 دولة و140 راقصاً

وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في الأقصر أول من أمس بختام المهرجان القومي للتحطيب
وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في الأقصر أول من أمس بختام المهرجان القومي للتحطيب
TT

الأقصر تشهد ختام ملتقى التصوير الدولي ومهرجان التحطيب

وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في الأقصر أول من أمس بختام المهرجان القومي للتحطيب
وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبد الدايم في الأقصر أول من أمس بختام المهرجان القومي للتحطيب

جاءت نهاية العام حافلة بفعاليات فنية وتشكيلية على الصعيد الثقافي المصري، حيث شهد جنوب مصر منازلات فنية وتشكيلية تعكس انتعاشاً ثقافياً ممتداً من القاهرة حتى أقاصي الصعيد. فعلى أنغام المزمار المصري شهدت ساحة أبو الحجاج في مدينة الأقصر (جنوب مصر) أمسية فنية استعرضت فيها فرق الفنون الشعبية مهارات فن التحطيب الضارب بجذوره في التراث المصري منذ عهد الفراعنة. كان ذلك في ختام فعاليات الدورة التاسعة من المهرجان القومي للتحطيب، مساء أول من أمس، بحضور وزيرة الثقافة المصرية ومحافظ مدينة الأقصر.
واستمر المهرجان على مدار 4 أيام بمشاركة 140 راقصاً إلى جانب مشاركة فرق الفنون الشعبية التي قدمت لوحات فلكورية مصاحبة لمنازلات التحطيب، وتبارى المشاركون في استعراض أصول اللعبة التراثية المسجلة حديثاً ضمن قائمة اليونيسكو للتراث الثقافي غير المادي، ولا تزال اللعبة الرياضية محتفظة برونقها الخاص الذي يعكس ثقافة أهل الجنوب المصري في التباهي بإجادة اللعب بالعصا كرمز يدل على الرجولة والشهامة، وبات التحطيب فناً حاضراً في المناسبات والأفراح الشعبية في صعيد مصر. وكان المهرجان قد أرسى في مهده قواعد للتنافس في مباريات التحطيب ولكنها اتخذت طابعاً عنيفاً، ما أدى إلى أن تغير لجنة المهرجان قواعده وإلغاء الجوائز والمسابقة مع الاكتفاء بالعروض الفنية على أنغام الموسيقى الشعبية على ضفة النيل.
من جانبها، أكدت وزيرة الثقافة فخرها بإقامة فعاليات المهرجان القومي للتحطيب الذي «يعكس صورة من ثقافة المجتمع المصري الموروثة عن الأجداد ويشكل أحد مسارات حفظ الهوية». وأكدت عبد الدايم، في بيان، أهمية وقيمة «استثمار التراث اللامادي باعتباره طاقة إبداعية ومورداً يسهم بجدية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، موجّهةً دعوة إلى العالم لتعزيز الجهود الرامية إلى صون موروثات هذا النوع من الثقافة بوصفها جزءاً مهماً من ملامح الحضارة الإنسانية».
وشهدت إيناس عبد الدايم، كذلك ختام فعاليات الدورة الـ11 من ملتقى الأقصر الدولي للتصوير الذي نظَّمه قطاع صندوق التنمية الثقافية بالتعاون مع محافظة الأقصر، وقامت وزيرة الثقافة والدكتور فتحي عبد الوهاب رئيس قطاع صندوق التنمية الثقافية، والدكتور إبراهيم غزالة القوميسير العام، وأعضاء اللجنة العليا للملتقى، بتفقد نتاج أعمال الفنانين المشاركين من الأجانب والمصريين وشباب الورشة.
وجاءت الأعمال متنوعة تعكس مختلف المدارس الفنية ما بين التعبيرية والتجريدية والتشخيصية والتكعيبية، حيث برع الفنانون المشاركون من 14 دولة عربية وأجنبية إلى جانب عدد من الفنانين المصريين في تجسيد الطبيعة الساحرة للأقصر بريشتهم باستخدام الألوان الزيتية والمائية والتي تنوعت ما بين تصوير المناظر الطبيعة للمدينة العريقة والطراز المعماري المميز لبيوتها أو آثارها ومعالمها السياحية أو بورتريهات لوجوه أهل الأقصر التي تختزل في ملامحها التاريخ.
واختُتم الملتقى بتوزيع وزيرة الثقافة شهادات المشاركة على الفنانين الذين شاركوا في هذه الدورة، وهم: إنستازيا بيني «أوكرانيا»، ولينا كافيتشيا «لتوانيا»، وماريا سيديري «اليونان»، وثومينتاهمايتي «الهند»، وروجيردال «بريطانيا»، وإيكاترينا جريشاني «روسيا»، وسونيا تشيكوتي «إيطاليا»، وميلوس ميكي «الجبل الأسود»، ويلينا تامبوريــك «صربيا»، ومياسة السويدي «البحرين»، وليلى السهيلي «تونس»، ورولا شمس الدين حلبي «لبنان»، وسمير الدهام «المملكة العربية السعودية»، وجهاد العامري «الأردن».
ومن مصر شارك تسعة فنانين هم: عماد أبو زيد، ومجدي أنور، وإسلام زاهر، وأسماء النواوي، وجمال الخشن، وعبد السلام سالم، وميرفت شاذلي، وصالح السنوسي، وإبراهيم خطاب. ومن شباب الورشة الحاصلين على جوائز صالون الشباب: شيماء الألفي، وسارة عادل، وحسين ياسين، وإسلام الريحاني، وسميحة تهامي، وماجي عاطف، وصلاح الدين أحمد، وفاطمة رمضان.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».