جيري غزال: لن أسمح للشهرة بأن تفقدني تواضعي

قال الممثل جيري غزال، إن مسلسل «أم البنات» الذي يلعب بطولته حالياً إلى جانب كارين رزق الله، فتح أمامه آفاقاً واسعة في التمثيل لطالما حلم بها. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «كنت خائفاً جداً من هذه التجربة، لا سيما أنني أقف فيها إلى جانب ممثلين مخضرمين ومعروفين على الشاشة الصغيرة، ولهم تاريخهم الطويل في الدراما المحلية. فشعرت بمسؤولية كبيرة، لا سيما أنني أطل من محطة تلفزيونية عرفني المشاهد من خلالها كمقدم تلفزيوني. وعندما خضت التجربة قررت أن أتصرف بعفوية دون أي أفكار مسبقة، فكنت أؤدي دوري بالإحساس الذي يغمرني في لحظة المشهد».
فجيري الذي يقدم فقرة «كونكتد» على شاشة «إم تي في»، والتي تتناول مواقع التواصل الاجتماعي، سبق وشارك في برنامج «ديو المشاهير» على القناة نفسها، واستطاع الوصول إلى المرحلة النهائية لتمتعه بموهبة غناء لافتة. كما أصدر كتابين «بيك أسود» و«حب وأكثر»، تضمنا خواطر وجملاً قصيرة باللبنانية، لاقت صدى طيباً لدى شريحة من الشباب اللبناني، إذ خاطبهم فيها بلسان حالهم وبرومانسية سلسة. وإضافة إلى هواياته في الرسم والكتابة والغناء (أصدر أغنية بعنوان «شو كنا التقينا»)، يعزف على آلة البيانو التي ترافقه في بعض مشاهد «أم البنات». وتفاجأ اللبنانيون بدخوله معترك التمثيل وتحقيقه نجاحاً مدوياً، ليتحول إلى نجم تلفزيوني بين ليلة وضحاها. فقد جاء أداء جيري عفوياً وطبيعياً، مما جعله ينتمي إلى عائلة نجوم التمثيل في لبنان، منذ إطلالته الأولى في هذا العمل.
«سعدت كثيراً برد فعل المشاهد تجاه أدائي التمثيلي، فصحيح أنني حلمت بذلك، ولكني لم أخطط مسبقاً له. فالأمور لم تكن واضحة عندي، خصوصاً أنني سبق ووقفت أمام الكاميرا في إعلانات تجارية مصورة، مما عبّد طريق التمثيل أمامي بشكل أفضل».
لم يستطع جيري غزال أن يستعد استعداداً حقيقياً لهذه الخطوة، ويعلق: «الأمور جرت بسرعة إلى حد لم تسمح لي بإجراء أي استعدادات مسبقة. وكنت أصل موقع التصوير لأبدأ العمل وأراقب كل من يمثل معي، أمثال كارين رزق الله، ووفاء طربية، وليليان نمري، فكنت أتفرج عليهم وأتعلم كيف يجب أن أقطّع نفسي وأن أتحرك، واختلفت الأمور تماماً بين المشهد الأول وما بعده؛ لأنني كنت دقيقاً في أدائي. ولا أستطيع أن أنسى مخرج العمل فيليب أسمر المعروف بعينه الثاقبة وأعماله التلفزيونية الرائعة، فبمجرد إعلانه انتهاء اللقطة، كنت أعرف أنني نجحت بها؛ لأن العكس لم يكن سيرضى به».
ويؤدي جيري غزال في «أم البنات» دور شاب غني يغرم بأرملة لديها ثلاث بنات، فيواجه رفضًا تاماً لهذه العلاقة من قبل والدته، فيما لا تستطيع المرأة (كارين رزق الله) أن تبوح بمشاعرها نحوه، للفروقات الاجتماعية والمادية الموجودة بينهما.
وعما إذا بالغ في تلميع صورته أمام المشاهد، من خلال أدائه دور الشاب اللبناني المثالي إلى حد ما، يرد: «ما أحببته في الدور هو أنه يرتكز على شخصية شاب تختلط فيها مشاعر الحب والغضب والحنان والفرح، وغيرها من الأحاسيس التي دفعت كثيرين من المقربين مني لتشبيهها بي في حياتي الطبيعية. حتى أن الكاتبة كلوديا مرشيليان عندما طلبت مني المشاركة في المسلسل، أوضحت لي أن الشخصية تشبهني. لا شك في أن هناك تفاصيل كثيرة لا تمت لي بصلة، ولكنني استطعت التفاعل معها كما هو مطلوب».
وعما إذا صار لديه الجرأة ليشترط لعب دور البطولة من الآن وصاعداً، في أي مسلسل قد يعرض عليه، يقول: «من المبكر أن أضع هذا الشرط، الذي لن أطالب به إلا إذا كنت مقتنعاً بملامحه. كما يمكن أن أمثل أي دور ثانوي يوازي بأهميته دور البطولة، وذلك حسب النص. وأعتقد بأن من يضع شروطه عند مشاركته في عمل ما، فلأن هناك علامات استفهام كثيرة تحيط بالعمل كله، وأنا من الأشخاص الذين يخافون هذه العلامات، وألجأ إلى أحاسيسي في حال كان الخيار صعباً».
وعن رد الفعل الذي رسمه حول نجاحه هذا، فيرد: «أعرف تماماً أن ما أعيشه هو بمثابة نِعم مقدرة من رب العالمين، ولا أكذب إذا قلت بأن بعض الردود من قبل الناس تجعلني أبتسم؛ لأنني أعلم جيداً حجم الأشياء وحقيقتها، ولن أبالغ بتلقفها. وما فرحت به هو الإيجابية التي يبادلني بها الناس؛ خصوصاً أن الشخصية التي لعبتها (مايكل) صارت قريبة إلى الناس بشكل أكبر، عندما تحولت في سياق المسلسل إلى (مخول)، وهو الاسم الذي أطلقته عليَّ حبيبتي في العمل، كارين رزق الله، فشعروا بأنني صرت أقرب منهم».
وعما إذا كان مرض الشهرة سيلقي بتغييرات جذرية على شخصيته، كما لدى بعض من زملائه في التمثيل، يرد: «من المستحيل أن أصاب بهذا المرض، وفي إمكاني تأكيد ذلك كوني تربيت في بيت لبناني له أسس صلبة لا تهزها الشهرة وغيرها. فلن أحلق في الفضاء لأن قدمي ثابتة على الأرض، ولن أعامل الآخرين بفوقية المشهورين، وإلا فسأفشل».
يؤكد جيري غزال أنه يجهل ما ينتظره في مجال التمثيل في المستقبل؛ خصوصاً أن عروضاً كثيرة انهالت عليه منذ نجاحه في «أم البنات»، ويقول: «كل شيء بوقته سيكون أفضل. فأنا محاط بمحطة تلفزيونية رائدة (إم تي في) التي لديها كامل الثقة بي، وهو شعور متبادل بيننا. كما أن أول عمل تمثيلي لي جاء مع فريق محترف، فكل ذلك سيردعني عن القيام بأي خطوة ناقصة».
وعن مدى تأثره بوالدته التي يذكرها في كتاباته وحواراته الإعلامية وغيرها، فيوضح: «أعتبر أمي ملهمتي، وآخذ برأيها دائماً، وفي مختلف المواضيع؛ لأنها رافقتني في كل خطواتي، وتعرف جيداً مصلحتي. فهي زودتني بالخبرة والعلم والتربية الصالحة، وأعرف تماماً أنه ليس هناك من شخص في هذه الدنيا يريد لي الخير بقدر أمي».
تربى جيري غزال في بيت مشبع بالثقافة والفن. فوالده أديب، وأخوه يعزف البيانو ويرسم، وعمته تغني. «جميعهم تركوا أثرهم الطيب عليَّ فتكونت شخصيتي الفنية على هذا الأساس. وسأحاول الاستفادة قدر الإمكان من النجاح الذي حققته، رغم أنني أعتبر نفسي قيد التجارب. فسأكمل دون شك في مجال التمثيل، ولن أفكر في دور البطولة فقط؛ لأن هناك أدواراً ثانوية تستحق التحدي ضمن سيناريو متقن».
وعما إذا كان ينوي دخول مجال الغناء من بابه الواسع، بعد تجربته الأولى الناجحة أيضاً، فيقول: «لم أطرح نفسي يوماً كمغنٍّ، وأرى نفسي أكثر في مجالَي الكتابة والتمثيل».
وعن طبيعة النهاية التي سيشهدها مسلسل «أم البنات»، والتي ينتظرها المشاهدون بحماس، يرد: «ما يمكنني قوله أن النهاية ستكون جميلة تشبه المسلسل، وأعتقد بأن المشاهد سيحبها ويعتبرها واقعية».