الـ«توكسيدو»... كلاسيكية تتحدى الزمن

تتغير ألوانه وأحجامه وتبقى أساسياته صامدة

برادلي كوبر وتوكسيدو من «غوتشي» (غيتي)  -  أزرار أكمام من «تريانون»  -  ميكا بينمان وتوكسيدو من دار «فالنتينو»
برادلي كوبر وتوكسيدو من «غوتشي» (غيتي) - أزرار أكمام من «تريانون» - ميكا بينمان وتوكسيدو من دار «فالنتينو»
TT

الـ«توكسيدو»... كلاسيكية تتحدى الزمن

برادلي كوبر وتوكسيدو من «غوتشي» (غيتي)  -  أزرار أكمام من «تريانون»  -  ميكا بينمان وتوكسيدو من دار «فالنتينو»
برادلي كوبر وتوكسيدو من «غوتشي» (غيتي) - أزرار أكمام من «تريانون» - ميكا بينمان وتوكسيدو من دار «فالنتينو»

قد تصاب المرأة بالحيرة أيَّ التصاميم تلبس في مناسبة مهمة مثل رأس السنة... هل فستاناً طويلاً مرصعاً بالخرز والترتر وأحجار الكريستال، أم فستانا من الموسلين والحرير بتصميم منسدل يساعدها على الحركة، أم «توكسيدو» أم تنورة ببلسيهات مع كنزة صوفية أو قميص من الحرير؟ لكن الأمر يختلف بالنسبة إلى الرجل؛ فاختياراته تدور في فلك قطعتين لا ثالث لهما وهما البدلة المفصلة والـ«توكسيدو». قد يرى البعض في الأمر إجحافاً له، بينما يراه البعض الآخر إيجابياً. على الأقل فهو يجنّبه الحيرة. لكن حسب الخبراء فإنه لا يجنّبه الخطأ في حال تم اختيار أيٍّ من القطعتين بمقاسات غير مناسبة أو خامات غير جيدة.
لحسن حظه، أن وقوعه في هذا المطب أصبح صعباً بعد أن أخذ أغلب المصممين بزمام الأمر وأخضعوا هاتين القطعتين لعدة عمليات تنحيف عند الخصر والأكتاف أضفت إليها الكثير من الشبابية، كما ضخوهما بألوان أكثر تنوعاً. وهكذا نجحوا في تذويب مخاوف شريحة الشباب ممن كانوا يرون في الـ«توكسيدو» تحديداً قطعة لصيقة بالجيل السابق تتضمن الكثير من الرسمية والصرامة. والنتيجة أنهم لم يعودوا يُقبلون عليها في حفلات الزواج أو المناسبات الفخمة فحسب، بل أيضاً في المناسبات الخاصة التي تستدعي زياً أنيقاً يريدون أن يستعرضوا فيها أسلوبهم الخاص وتميزهم. ومع ذلك هناك أبجديات لا بأس من التعرف عليها مثل:
- ليس من الضروري أن يكون الـ«توكسيدو» بخامة واحدة، بل يمكن أن تكون السترة من المخمل، خصوصاً في فصلي الخريف والشتاء، على أن يتم تنسيقها دائماً مع قميص أبيض وربطة «بابيون» وإلا تحول المظهر إلى العادي.
- سترة الـ«توكسيدو» المزدوجة بصفّي أزرار هي الأكثر رواجاً واستعمالاً في المناسبات الكبيرة، لكنها لا تناسب كل الأحجام، لهذا يفضل تجنبها إن كان الرجل قصيراً أو كان صدره عريضاً. في هذه الحال يفضل أن تكون بصف أزرار واحد لكي تُضفي على الجسم انسيابية وتوازناً.
- خامات الـ«توكسيدو» تختلف باختلاف الموسم. في الشتاء تعد الخامات الإنجليزية مثل الصوف والكشمير والتويد المفضلة وكذلك المخمل، وفي الصيف يفضل أن تكون من الحرير المخلوط بالصوف على أن يقتصر المخمل، إذا كان لا بد منه، على الياقة.
- رابطة عنق على شكل فراشة، أي «البابيون»، ترتقي دائماً بالإطلالة وتجعلها متميزة. لكن إذا لم تكن تروق لك وتراها لا تعبر عن شخصيتك، فإن رابطة عنق نحيفة بلون غامق يمكن أن تقوم بنفس المهمة تقريباً. والملاحظ في الآونة الأخيرة أن بعض النجوم، مثل جورج كلوني أو ديفيد بيكهام لا يميلون كثيراً إلى الـ«توكسيدو» ولا إلى رابطات العنق عموماً. ديفيد بيكهام مثلاً استغنى عن الرابطة عندما حضر حفل توزيع جوائز الموضة البريطانية، لكنه عوّض عنها بمنديل جيب أبيض حافظ على رسمية المظهر وفي الوقت ذاته منحه إطلالة حيوية.
- بالنسبة إلى الألوان، فإن المصممين حاولوا ضخها بالفاتح والمتوهج من درجاتها، مثل الأحمر والوردي والأخضر وغيرها من ألوان الطبيعة، لكن سجلت الألوان الداكنة حلاوتها وقوتها. فقد أظهرت أرقام المبيعات أن الشباب قد يتجرأون على هذه الألوان في النهار، إلا أنهم، وعندما يتعلق الأمر بمناسبات المساء والسهرة، لا يريدون أن يكونوا نشازاً بقدر أن يتناغموا مع الجو العام من خلال إطلالة متميزة.
- لا يكتمل الـ«توكسيدو» من دون إكسسوارات، وعلى رأسها الحذاء الذي يجب أن يكون من الجلد الطبيعي، وإن كان من الجلد اللامع فهذا عزّ المنى.
- حزام من الجلد مرفوض رفضاً تاماً هنا، لأنه لا حاجة إليه من جهة كما أنه يكسر انسيابية الإطلالة. إذا كان لا بد، فيمكن الاستعاضة عنه بحزام عريض من الحرير.
- الكبك، أو أزرار أكمام القميص يجب أن تكون بنفس لون الساعة أو المادة المصنوعة منها. إذا كانت الساعة من الذهب الأصفر مثلاً، فيفضل أن تكون هي الأخرى كذلك.
- الزر الأسفل من السترة يجب أن يبقى دائماً مفتوحاً، وألا يظهر من القميص سوى الياقة والجزء القريب من العنق، كما يجب أن يصل طول البنطلون إلى الحذاء لكن من دون أن يغطي الكعب.


مقالات ذات صلة

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

لمسات الموضة توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره…

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كيف جمع حذاء بسيط 6 مؤثرين سعوديين؟

كشفت «بيركنشتوك» عن حملتها الجديدة التي تتوجه بها إلى المملكة السعودية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الملك تشارلز الثالث يتوسط أمير قطر الشيخ تميم بن حمد وزوجته الشيخة جواهر والأمير ويليام وكاثرين ميدلتون (رويترز)

اختيار أميرة ويلز له... مواكبة للموضة أم لفتة دبلوماسية للعلم القطري؟

لا يختلف اثنان أن الإقبال على درجة الأحمر «العنابي» تحديداً زاد بشكل لافت هذا الموسم.

جميلة حلفيشي (لندن)
لمسات الموضة تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)

دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان

بعد اتهام الحكومة المكسيكية له بالانتحال الثقافي في عام 2020، يعود مصمم غوردن ويس مصمم دار «كارولينا هيريرا» بوجهة نظر جديدة تعاون فيها مع فنانات محليات

«الشرق الأوسط» (لندن)
لمسات الموضة الممثلة والعارضة زانغ جينيي في حملة «بيربري» الأخيرة (بيربري)

هل يمكن أن تستعيد «بيربري» بريقها وزبائنها؟

التقرير السنوي لحالة الموضة عام 2025، والذي تعاون فيه موقع «بي أو. ف» Business of Fashion مع شركة «ماكنزي آند كو» للأبحاث وأحوال الأسواق العالمية، أفاد بأن…

«الشرق الأوسط» (لندن)

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.