الجيش اليمني يفتح جبهة جديدة في قلب صعدة

الحوثيون دفعوا بتعزيزات إلى تعز

TT

الجيش اليمني يفتح جبهة جديدة في قلب صعدة

أعلنت قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، إطلاق عملية عسكرية لفتح جبهة جديدة في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لميليشيات الحوثي الانقلابية. وذكر الموقع الرسمي للجيش الوطني اليمني «سبتمبر.نت» أن قوات الجيش الوطني مسنودة بتحالف دعم الشرعية، أطلقت عملية عسكرية جديدة لتحرير المواقع الواقعة بين جبهتي مران وعلب شمال غربي محافظة صعدة.
وقال قائد اللواء الثالث حرس حدود العميد عزيز الخطابي، إن «فتح الجبهة الجديدة، والتي تعد جبهة القلب للمحافظة، جاء بعد دراسة استراتيجية لإدارة المعارك في المحافظة، بهدف الإسراع بإنهاء انقلاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران».
وأكد أن «قوات الجيش تمكنت خلال العملية من تحرير جبل النفاخ، وجبل المصرف، وجبل القشبة، وسوق الباحة والتي تقدر مساحتها بـ35كم»، وأن «المعارك أسفرت عن تكبد الميليشيات خسائر بشرية ومادية كبيرة، نظرا لمفاجأتها بفتح جبهة جديدة لم تكن تتوقعها».
جاء ذلك في الوقت الذي باشرت فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية نقل قوات من محافظة الحديدة، التي تشهد هدنة، إلى الخطوط الأمامية للجبهات الغربية والشمالية بتعز، جنوب غربي صنعاء، من خلال الدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى تلك الجبهات، فيما أعلنت اللجنة الأمنية بتعز جاهزيتها لإحباط مخططات ميليشيات الانقلاب.
وبينما دفعت ميليشيات الحوثي الانقلابية بتعزيزات جديدة إلى مواقعها غرب مدينة تعز، شددت اللجنة الأمنية بالمحافظة، خلال اجتماع لها، على ضرورة رفع الجاهزية القتالية لإحباط أي محاولات تسلل لميليشيات الحوثي الانقلابية للتسلل إلى مواقع الجيش الوطني.
ورجح مصدر عسكري «تصعيدا حوثيا جديدا في جبهات تعز القتالية وأشدها الغربية وذلك مع هدنة الحديدة؛ الأمر الذي جعلها تدفع بتعزيزات عسكرية جديدة إلى مواقعها غرب تعز في محاولة منها للسيطرة على مواقع تخضع لسيطرة الجيش الوطني».
وعقدت اللجنة الأمنية بمحافظة تعز، الثلاثاء، اجتماعا لمناقشة الكثير من القضايا العسكرية وأبرزها حشود ميليشيات الحوثي في الجبهات الغربية والشمالية لمهاجمة الجيش الوطني. واستعرض الاجتماع الذي عقد برئاسة وكيل أول محافظة تعز الدكتور عبد القوي المخلافي وبحضور قادة الألوية والأجهزة الأمنية، تقارير متعلقة بطبيعة الأداء في الجبهات والاحتياجات اللازم توافرها لمواجهة الميليشيات في مختلف الجبهات والمحاور القتالية، وكذلك تعزيز أداء المنظومة الأمنية وفق الخطط المرسومة والمعلومات الدقيقة.
وذكر مكتب إعلام محافظة تعز أن «الاجتماع تطرق إلى قيام ميليشيات الحوثي الانقلابية بالدفع بتعزيزات كبيرة وعدد من الدبابات والمدرعات باتجاه الخطوط الأمامية للجبهات في المناطق الغربية والشمالية لتنفيذ عمليات تسلل إلى مواقع الجيش الوطني».
وأكد المخلافي على «ضرورة حشد الجهود والطاقات لإفشال مخططات الحوثيين، الخروج بقرارات عملية وخطة عسكرية واضحة والعمل على تنفيذها بالتنسيق مع القيادة العسكرية والأمنية في الحكومة في ظل الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة السياسية ممثلة بفخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي ونائبه ورئيس الحكومة تجاه محافظة تعز».
بدوره، نوه العميد عبده فرحان، مستشار قائد محور تعز، إلى أن «هناك خطورة جراء نقل الميليشيات للمعركة من الحديدة إلى تعز وسعيها إلى مهاجمة المواقع والمناطق المحررة وخصوصا منذ سريان اتفاق الخروج من الحديدة». داعيا القيادة العسكرية إلى «إدراك المخاطر المحدقة وما يحاك ضد تعز». وشدد على «التحرك الفاعل والجاد لدعم وإسناد الجيش الوطني للتصدي لكل المحاولات واستكمال التحرير».
من جانبه، قال وكيل محافظة تعز لشؤون الدفاع والأمن اللواء عبد الكريم الصبري أن «الألوية العسكرية على أهبة الاستعداد وبجاهزية عالية لإحباط كل مخططات الحوثيين»، مشددا في الوقت ذاته على «مزيد من اليقظة والحذر في ظل تعزيزات الميليشيات لمواقعها في الجبهة الغربية والشمالية».
ونوه إلى أن هناك مهاما ينبغي على الأجهزة الأمنية القيام بها بوتيرة عالية لتحقيق التكامل والانسجام بين الوحدات العسكرية وتثبيت الأمن وإعادة الاستقرار.
من جهة ثانية، نظم «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رحلة ترفيهية لـ26 طفلاً جندتهم الميليشيا الحوثية سابقا إلى حديقة مأرب العامة»، وقال المركز إن «هذه الرحلة تأتي ضمن أنشطة الدورة الثالثة من المرحلتين السابعة والثامنة التي استهدفت إعادة تأهيل 80 طفلاً مجنداً من عدة محافظات وضمن الخطة الإنسانية التي تستهدف إعادة تأهيل ألفي طفل في مختلف المحافظات».
وأضاف «تهدف الرحلة إلى أن يعيش الأطفال في مساحات مفتوحة تتوافر فيها وسائل اللعب والترفيه، إضافة إلى إقامة مسابقات ثقافية وتعليمية لهم لتجاوز المشاعر السلبية التي اكتسبوها أثناء تجنيدهم من قبل جماعة الحوثيين».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.