منظمات تنتقد واشنطن لضعف استقبال اللاجئين السوريين

ستوطن ألفي لاجئ فقط في 2014

طفل ينتظره مستقبل مجهول في احد المخيمات
طفل ينتظره مستقبل مجهول في احد المخيمات
TT

منظمات تنتقد واشنطن لضعف استقبال اللاجئين السوريين

طفل ينتظره مستقبل مجهول في احد المخيمات
طفل ينتظره مستقبل مجهول في احد المخيمات

ردا على انتقادات، خاصة من منظمات إغاثة اللاجئين وجمعيات الإغاثة الدينية الأميركية، بأن الحكومة الأميركية ترفض قبول أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين، الذين زاد عددهم على مليوني شخص منذ بداية القتال هناك، قالت الخارجية الأميركية إنها تركز في الوقت الحاضر على إرسال مساعدات إلى اللاجئين السوريين داخل وخارج سوريا، ولكن ليس على السماح لهم بالانتقال إلى الولايات المتحدة.
وقال لورنس بارتليت، مدير قسم توطين اللاجئين في الخارجية الأميركية: «تحرص الولايات المتحدة على القيام بدور هام وفعال (عن طريق المساعدات الإنسانية). ثم في وقت لاحق، توطين الذين لن يقدروا على العودة إلى وطنهم».
وقالت مصادر إخبارية أميركية إنه رغم أن الولايات المتحدة هي الدولة الأولى في العالم قبولا للاجئين، لكنها تفعل ذلك حسب ظروف سياستها الخارجية. وخلال أربعين سنة قبلت الولايات المتحدة ثلاثة ملايين لاجئ تقريبا. منهم مائة ألف يهودي روسي خلال سنوات الحرب الباردة مع المعسكر الشيوعي، ومائتا ألف فيتنامي بعد نهاية التدخل العسكري الأميركي في حرب فيتنام، وثمانون ألف عراقي قبل وبعد التدخل العسكري الأميركي في العراق.
وفي العام الماضي، قبلت 12 ألف عراقي و14 ألفا من بورما، بسبب الحكم العسكري هناك، وألفين من كوبا، بسبب العداء التاريخي بين البلدين، وألفين من إيران.
ويوم الخميس، أعلنت الخارجية الأميركية أن برنامج توطين اللاجئين للعام المقبل، 2014، يشمل 35,000 لاجئ من الشرق الأوسط وجنوب آسيا. غير أن الأغلبية ستكون من أفغانستان، بالإضافة إلى عراقيين، وباكستانيين، وأيضا سوريين.
وكانت منظمة الأمم المتحدة أعلنت أن برنامجها لعام 2014 هو توطين 30,000 لاجئ سوري في دول أجنبية. لكن مصدرا في الخارجية الأميركية قال إن بلاده ستقبل ألفي سوري فقط، وربما أقل من ذلك.
وأضاف أن الولايات المتحدة قبلت منذ بداية النزاع في سوريا (في مارس/آذار 2011) 90 لاجئا سوريا. وفسر قلة العدد بأنه بسبب «استمرار القتال وغموض الوضع وعدم معرفة تطورات المستقبل».
وتابع بأن هناك سببا آخر هو «غياب لوبي سوري» يضغط على الكونغرس لوضع برنامج لتوطين السوريين. وأن من أسباب ذلك غياب علاقات قوية بين الولايات المتحدة وسوريا منذ استقلال سوريا تقريبا. وذلك لأن الأنظمة السورية المتعاقبة مالت نحو الاتحاد السوفياتي، والآن نحو روسيا. لكن منظمات اللاجئين والإغاثة الأميركية انتقدت إهمال الحكومة الأميركية للاجئين السوريين. وقالت تلك المنظمات إن الحكومة الأميركية تركز أكثر على المضطهدين لأسباب دينية وجنسية وسياسية، وإن سبب ذلك هو ضغوط منظمات وجمعيات أميركية تعمل في هذه المجالات.



بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
TT

بلينكن يبدأ جولة في 3 دول لاتينية يحكمها رؤساء يساريون

وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)
وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن (أ.ب)

وصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الاثنين، إلى كولومبيا في مستهل جولة تشمل أيضاً تشيلي والبيرو، في محاولة لترسيخ شراكات الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية التي تعد فناءها الخلفي الجيوسياسي، في مواجهة الطموحات الصينية المتزايدة في منطقة شهدت انتخاب عدد من الرؤساء اليساريين أخيراً.
وخلال جولته التي تستمر أسبوعاً في الدول الثلاث، سيحضر كبير الدبلوماسيين الأميركيين أيضاً قمة وزارية. ويقر المسؤولون في واشنطن بأن هناك ضرورة لإظهار اهتمام الولايات المتحدة بجيرانها الجنوبيين، «باعتبارهم أولوية سياسية رغم التركيز على قضايا جيوسياسية كبرى، مثل الحرب الروسية في أوكرانيا، وتهديد الصين لتايوان». وتأمل إدارة الرئيس جو بايدن في أن يحافظ الزعماء اليساريون الجدد في أميركا اللاتينية «على نهج صديق للمشروعات الحرة وتعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة، وألا يجنحوا إلى الشغب الآيديولوجي في حكمهم».
وأفاد مساعد وزير الخارجية الأميركي براين نيكولز، في إحاطة للصحافيين، بأن بلينكن يزور ثلاث دول «كانت منذ فترة طويلة شريكة تجارية حيوية للولايات المتحدة، ولديها اتفاقات تجارة حرة مع الولايات المتحدة (…). نحن نركز على تعزيز علاقاتنا مع تلك الحكومات». وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية، في بيان، أن بلينكن سيلتقي في بوغوتا الرئيس اليساري غوستافو بيترو، وهو متمرد سابق، ووزير الخارجية ألفارو ليفا لمناقشة الأولويات المشتركة بين البلدين، بما في ذلك «الدعوة إلى ديمقراطيات قوية في كل أنحاء المنطقة، ودعم السلام والمصالحة المستدامين، والتصدي للهجرة غير النظامية كأولوية إقليمية، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، ومعالجة أزمة المناخ».
وأضافت أن بلينكن سيجدد دعم الولايات المتحدة لاتفاق السلام الكولومبي لعام 2016 خلال مناسبة مع نائبة الرئيس فرانسيا ماركيز، على أن يزور مركزاً لدمج المهاجرين في سياق دعم سياسة الوضع المحمي المؤقت في كولومبيا للمهاجرين الفنزويليين، الذي يعد نموذجاً في المنطقة. وكان بيترو، سخر خلال حملته، من الحرب التي تقودها الولايات المتحدة على المخدرات، معتبراً أنها «فاشلة»، علماً بأن هذه الدولة في أميركا الجنوبية هي أكبر منتج للكوكايين في العالم، ولطالما واجهت ضغوطاً من واشنطن للقضاء على محاصيل المخدرات. كما تحرك بيترو لإعادة التعامل دبلوماسياً واقتصادياً مع حكومة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، رغم جهود الولايات المتحدة لعزل الدولة العضو في منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك).
واستخدم مسؤولو إدارة بايدن نبرة تصالحية في الغالب حيال بيترو، مركزين على مجالات الاتفاق في شأن قضايا مثل تغير المناخ واستشهدوا بمناشداته لمادورو للعودة إلى المحادثات مع المعارضة الفنزويلية. وفيما يتعلق بدعوات بيترو لإنهاء الحرب على المخدرات، قال نيكولز إن واشنطن تدعم بقوة «النهج القائم على الصحة والعلم» لمكافحة المخدرات، مضيفاً أن هذا «ينعكس في سياستنا لدعم التنمية الريفية والأمن الريفي في كولومبيا. ونعتقد أن الرئيس بيترو يشارك بقوة في هذا الهدف». لكنّ مسؤولاً أميركياً أكد أن واشنطن تراقب عن كثب، ما إذا كان تواصل كولومبيا مع السلطات في فنزويلا المجاورة يخالف العقوبات الأميركية على حكومة مادورو.
وتأتي جولة بلينكن أيضاً، بعد عملية تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وفنزويلا، ما يعكس تحسناً حذراً للعلاقات بين الدولتين، رغم عدم اعتراف واشنطن بإعادة انتخاب مادورو رئيساً لفنزويلا عام 2018... وقال نيكولز: «نحن لا نحكم على الدول على أساس موقعها في الطيف السياسي، بل على أساس التزامها بالديمقراطية وسيادة القانون وحقوق الإنسان».
ويحمل كبير الدبلوماسيين الأميركيين في رحلته هذه، جدول أعمال مثقلاً لمنظمة الدول الأميركية. ويتوجه الأربعاء إلى سانتياغو، حيث سيعقد اجتماعاً مع رئيس تشيلي اليساري غابرييل بوريتش البالغ 36 عاماً من العمر، الذي تولّى منصبه في مارس (آذار) الماضي. وأخيراً، يتوجه إلى ليما الخميس والجمعة، للقاء الرئيس الاشتراكي بيدرو كاستيو الذي ينتمي لليسار الراديكالي والمستهدف بتحقيقات عدة بشبهات فساد واستغلال السلطة منذ وصوله إلى الرئاسة قبل أكثر من عام. وسيشارك في الجمعية العامة السنوية لمنظمة الدول الأميركية. وسيدرس المجتمعون قراراً يطالب بإنهاء «العدوان الروسي على أوكرانيا»، رغم أن بعض الدول الأميركية اللاتينية عبرت عن تحفظها، بالإضافة إلى قرارات بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في نيكاراغوا والوضع الاقتصادي والسياسي المتردّي في هايتي.