تعدّ المنازل الذكية خطوة مهمة في سبيل تطور الوحدات السكنية التي تهدف إلى جعل الحياة أكثر راحة ورفاهية واستدامة. وبفضل التطبيقات والتكنولوجيا الجديدة، لم تعد «المنازل الذكية» حكرا على الطبقة بالغة الثراء كما كانت الحال في السابق، ولذلك فقد باتت سوق المنازل الذكية بالهند في نمو مطرد.
البيت الذكي هو المنزل بالغ التطور الذي يمنحك القدرة على التحكم في جميع ما يشمله من أجهزة كهربائية وإضاءة وأنظمة كهرباء ونوافذ وأبواب، ولذلك فإن الأنظمة الأتوماتيكية أصبحت اليوم أمرا مألوفا في الشقق والفيلات السكنية.
أصبح المنزل الذكي كامل المواصفات يجذب المشترين في المناطق الحضرية في الهند التي باتت سوق العقارات فيها تنمو بشكل متسارع، حيث تسجل سوق المنازل الذكية نموا سنويا يتراوح بين 15 و18 في المائة بالمدن الكبرى، وما بين 5 و10 في المائة في المدن الأصغر. وتوقعت دراسة حديثة أن تتضاعف مبيعات المنازل الذكية مرتين كل 3 سنوات، وأن تنمو بواقع 30 في المائة عاما بعد عام نتيجة لزيادة الوعي بشأنها بين الطبقات العليا في المجتمع.
وبحسب دراسة أجراها «مركز إيه زد للدراسات» بولاية بنغلارو بالتعاون مع «معهد شنادير إليكتريك إنديا»، فإن عناصر الأمان والراحة وكفاءة الطاقة تعد من أهم المحفزات للاتجاه إلى المنازل الذكية، فيما يشكل ارتفاع التكلفة وانعدام الوضوح بشأن القيمة الحقيقية وأحيانا قلة الوعي؛ المعوقات الوحيدة التي تعترض هذا الاتجاه.
هل تتخيل أن تتحدث إلى منزلك وتعطي له بعض الأوامر لينفذها؟ في هذا المنزل تستطيع أن تسحب الستائر وأن تعدل درجة حرارة المكان وأن تشغل أو توقف أجهزة المطبخ. منزل كهذا سيكون المعين الوفي لك.
في السنوات القليلة الماضية، شرع المصممون الهنود في تقديم نوع من المنازل يشمل هذه الخصائص مجتمعة، ومن ضمن هذه الشركات «مانتري ديفيلوبرز» في ولايات بنغلور وتشاني وحيدر آباد وبون، وشركة «سوبها ديفيلوبرز» في مومباي... وغيرها كثير ممن يقدمون تلك الخدمات الذكية وبدرجات متفاوتة. على سبيل المثال، تقدم شركة «مانتري ديفيلوبرز» خدمة التحكم في الأمن ودخول الزوار، والإضاءة بضغطة زر، ناهيك بأنظمة إطفاء الحريق ومنع تسرب الغاز ومنع دخول أو اقتحام الغرباء.
وفي خطة تهدف إلى نشر ثقافة المنازل الذكية، أجرت شركة «راجا ديفيلوبرز» تجربة لنموذج «البيت المتكلم» في مدينة غرغوان بضواحي العاصمة دلهي، حيث تتطلع الشركة لجعل هذا النموذج ضمن مشروعاتها المقبلة بمنطقة «ايانا» في الولاية ذاتها.
يذكر أن شركة «أرابتيك» التي بنت «برج خليفة» الشهير بدولة الإمارات هي الشريك الذي سيتولى بناء هذا المشروع.
وفي هذا الصدد، يقول نايان راجار، المدير التنفيذي لشركة «راجا ديفيلوبرز»: «مصطلح المنزل الذكي مصطلح ثوري جديد يعني أنه صديق للمستخدم ويمكن تطويره من وقت لآخر ليستوعب لهجات مختلفة. وقد أجرينا اختبارا على النظام الجديد وأثبت فاعلية كبيرة. لكن ينبغي على المستخدم تجربته أولا لكي يستطيع فهمه والاستفادة منه، ففي هذه المنازل الذكية ستجد كل طلباتك مجابة، لأنه يحصل على المعلومات من خلال الإنترنت ليعطيك الإجابة».
إن المنازل الأوتوماتيكية التي يتحكم بها المستخدم من خلال الهاتف الذكي موجودة بالفعل، لكن في هذه المنازل الجديدة تستطيع أن تتحكم في كل شيء حتى من دون الحاجة لهاتف ذكي.
واستطرد راجا: «السبب في ذلك هو أنه ليس جميع الناس يستخدمون الهواتف الذكية، لكنهم يتطلعون إلى امتلاك منزل ذكي، ولذلك فإن التخلص من استخدام الهاتف الذكي سيسهل الأمر أمام كثيرين، خصوصا كبار السن». فقد اشتمل تصميم المنزل الذكي الجديد على تطبيقات وأجهزة تتضمن حساسات وشرائح رقيقة خلال مرحلة الإنشاء ذاتها، بالإضافة إلى الميكروفونات والسماعات التي سيجري تثبيتها خلال مرحلة الإنشاء.
تتراوح تكلفة هذه الشقق السكنية بين 1.5 مليون دولار و5.5 مليون دولار للشقة بمساحة 1800 – 5500 قدم مربعة، وتبلغ تكلفة تحويل الشقة إلى منزل ذكي أوتوماتيكي ما بين 5 و7 في المائة من تكلفة الشقة الإجمالية.
وفي السياق ذاته، أفاد أنبام فارشني، مدير المبيعات بشركة «فاتيكا ليميتد»، بأن «مشتري شقق اليوم يتطلعون إلى المنزل الذي يكمل احتياجاتهم ويجعل الحياة اليومية أبسط وأسهل. من خلال المنازل الذكية من تنفيذ شركتا، ستتمكن من التحكم في أجهزتك عن طريق الأوامر الصوتية أو عن بعد من خلال الكومبيوتر المحمول أو الهاتف، فقد ركزنا على العناصر التي تجعل المنزل أكثر راحة وملاءمة. لقد ابتكر مصطلح المنزل الذكي بهدف إحداث ثورة في قطاع العقارات، ويسعدنا أن نقدم الخدمة نفسها لعملاء شركة (فاتيكا إنديا). ستوجد شركتنا في مشروعات بولاية غورغام».
بفضل إدراكهم احتياج العملاء لذلك النوع من المنازل الذكية، فإن مصممي العقارات يعتزمون تقديم نسخة تجريبية من تلك المنازل الفخمة، ولن يمر وقت طويل قبل أن يجرى تزويد الشقق الفاخرة كافة بتلك الأنظمة الذكية مع بداية الإنشاء.
«في الوقت الحالي، لن يتمكن النظام سوى من فهم اللغة الإنجليزية فقط، لكن في المستقبل، سيجري تطوير النظام لفهم لغات أخرى. ولتحقيق ذلك، دخلت الشركة في شراكة مع شركة (ناونس) لتقديم تطبيقات لتمييز الصوت في المنازل الذكية، لإنشاء نوع من المنازل يعد الأذكى في العالم»، بحسب راجا.
في عالم سريع التطور تكنولوجياً، فإن الحاجة أصبحت ملحة لاستحداث أدوات مساعدة لجعل حياة الإنسان أكثر سهولة. يضيف راجا: «إذا ذهبنا إلى الأمام، فإننا نخطط أن تتضمن تصميمات المنازل الذكية خاصية التجارة الإلكترونية. فإذا أردت شراء بعض الخضراوات مثلا، فما عليك سوى أن تطلب من البيت شراءها، وسيبحث النظام عن أقرب متجر وأفضل سعر ثم يرسل بطلب الشراء والتوصيل إلى البيت».
تعد شركات مثل «أمازون إيكو» و«غوغل هوم» وما لهما من قدرة على التحكم في الهواتف والأجهزة الذكية من خلال الصوت وبلغات مختلفة، عنصرا مساعدا عملت الهند على تبنيه والاستفادة منه خلال الإنترنت بالغ السرعة وأجهزة «راوتر واي واي فاي»، وإمكانية استخدام الهواتف الذكية نقاط تواصل مع المنازل الذكية.
أصبحت شركة «إمباسي غروب» العقارية ومقرها بنغلارو أول شركة عقارية في الهند تطلق خدمة المنازل الذكية التي تعمل مع خاصية «أمازون أليكسا» التي توفرها أجهزة «أمازون إيكو». فقد أطلقت شركة «أمازون» خدمات «أليكسا» منذ أشهر معدودة في الهند، وقامت شركة «إمباسي غروب» بتطبيقها على مشروعها المتطور الذي يحمل عنوان «إتي سيتي»، أي «مدينة تكنولوجيا المعلومات». ومن خلال أصحاب أجهزة «أمازون إيكو»، سيكون بإمكان أصحاب المنازل التفاعل بعضهم مع بعض وتنظيم لقاءات اجتماعية، ورصد التحركات خارج المنازل وطلب شراء الطعام وشراء مواد البقالة فقط باستخدام أصواتهم. وسيكون بإمكان أصحاب المنازل الذكية تحويل منازلهم للعمل بصورة أوتوماتيكية بالكامل وذلك لتوفير استهلاك للطاقة.
لا يزال هناك مزيد من الرفاهية في الانتظار في الحمام والمطبخ. فبضغطة على بعض أزرار الهاتف الذكي، سينهمر الماء في حوض الاستحمام بدرجة الحرارة التي تناسبك.
وفي السياق ذاته، قال نيليش غوبتا، مدير شركة توريد معدات النظافة: «ستكون في الحمام مرآة ذكية مزودة بتلفزيون مثبت بداخلها، وحمام للعلاج بالعطور، وجاكوزي بالغ التطور». ويوضح فيكاس جانجا، المدير التنفيذي بشركة «بنشمارك لايفستايل سوليوشنز»: «في المطبخ، سيكون فنجان القهوة في انتظارك بمجرد أن تخطوا بداخله، وسيجري تزويد الأجهزة بتكنولوجيا الحاسة السادسة لتستطيع فهم وتفسير تعبيرات وجهك وإيماءاتك، وستعمل الأفران تلقائيا بمجرد أن تتمنى ذلك وستعرض عليك قائمة الطعام. وستعمل خاصية التبريد والتجميد بالثلاجة بوتيرة أسرع إن أردت ذلك، وستفتح الأدراج وتغلق بلمسة واحدة».
مهندسو العقارات في الهند... والاتجاه لتصميم «المنازل الذكية»
تجذب المشترين في المناطق الحضرية التي تشهد تسارع نمو السوق العقارية
مهندسو العقارات في الهند... والاتجاه لتصميم «المنازل الذكية»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة