رئيس الحكومة اليمنية يشدد على مرجعيات الحل السياسي مع الميليشيات

TT

رئيس الحكومة اليمنية يشدد على مرجعيات الحل السياسي مع الميليشيات

شدد رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، خلال لقائه في الرياض، أمس، السفير الروسي لدى بلاده فلاديمير ديدوشكين، على المرجعيات الثلاث للحل السياسي في أي اتفاق مع الميليشيات الحوثية لإنهاء الحرب واستعادة الشرعية واستئناف العملية الانتقالية التي انقلبت عليها الجماعة في 2014.
وذكرت المصادر الرسمية اليمنية أن رئيس الحكومة استقبل السفير الروسي لبحث علاقات التعاون الثنائي ووجهات النظر المشتركة إزاء عدد من القضايا والتطورات التي تهم البلدين الصديقين.
وحسب ما أفادت به وكالة «سبأ» الحكومية، «جرى بحث نتائج مشاورات السويد التي رعتها الأمم المتحدة، وآليات الرقابة والتنفيذ بما يضمن عدم استغلال ميناء الحديدة لأغراض عسكرية، وبقاءه ممراً آمناً للمساعدات الإنسانية ودخول الشحنات التجارية. كما ناقش اللقاء سبل تجنيب مدينة الحديدة أي عمليات عسكرية، وذلك بانسحاب الميليشيات الانقلابية من المدينة والموانئ، إضافة إلى اتفاق تبادل الأسرى».
في غضون ذلك أكد رئيس مجلس الوزراء اليمني «أهمية مرجعيات الحل السياسي لإنهاء الحرب في اليمن، وفي مقدمتها قرار مجلس الأمن الدولي 2216، للتأسيس لسلام عادل يلبي طموحات جميع اليمنيين في بناء دولة اتحادية تسهم بفاعلية في الاستقرار والأمن الإقليمي والدولي».
وأشاد رئيس الحكومة اليمنية -حسب المصادر الرسمية- بالموقف الروسي الداعم للشرعية اليمنية، والذي يؤكد أن المفتاح الحقيقي والوحيد للخروج من هذه الحرب التي أشعلتها ميليشيا مسلحة ومتمردة، هي في التعامل الجاد مع أسبابها، وذلك بإزالة مظاهر الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة، بالاستناد إلى مرجعيات الحل السياسي الثلاث المتوافق عليها والمتمثلة في: المبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216.
وقال إن حكومته «لن تتوانى عن عمل كل ما يلزم لإنهاء معاناة الشعب اليمني وتخفيف الكارثة الإنسانية التي تسبب بها انقلاب الحوثيين وحربهم ضد اليمنيين وعدم اكتراثهم بمعاناتهم المستمرة». وفي ما يخص الأداء الحكومي أكد معين عبد الملك أن الحكومة «تعمل بجهود كبيرة على تطبيع الأوضاع، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والخدمية في المحافظات المحررة والعاصمة المؤقتة عدن، وأثمر ذلك عن تحسّن وضع العملة المحلية والاقتصاد الوطني».
ونسبت وكالة «سبأ» إلى السفير الروسي لدى اليمن أنه «جدد تأكيد دعم بلاده للشرعية اليمنية وحرصها على أمن واستقرار ووحدة اليمن»، منوهاً بـ«دور وتفاعل الحكومة اليمنية الشرعية مع جهود السلام انطلاقاً من مسؤوليتها تجاه أبناء شعبها».
كما أكد السفير الروسي دعم بلاده لجهود الحكومة في إعادة الإعمار، وتطبيع الأوضاع في المناطق المحررة، وأنها ستقدم كل الدعم اللازم لهذه الجهود في إطار الشراكة القائمة والمتميزة بين البلدين والشعبين الصديقين.
ويتابع سفراء الدول الراعية لمسار السلام في اليمن باستمرار مع المسؤولين في الحكومة الشرعية آخر تطورات الأوضاع المتعلقة بمسار السلام والجهود الأممية إضافةً إلى الأوضاع الإنسانية.
كانت الحكومة الشرعية قد رفضت العودة إلى جولة جديدة من المشاورات التي يرتب لها المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، نهاية الشهر المقبل، قبل أن يلتزم الحوثيون بتنفيذ اتفاق السويد الخاص بالانسحاب من الحديدة وموانئها، وإنهاء الحصار المفروض على تعز، وإنجاز اتفاق تبادل الأسرى والمعتقلين.
وتتمسك الشرعية اليمنية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي والقوى السياسية المؤيدة له بالمرجعيات الثلاث المتوافق عليها لإنجاز أي اتفاق سلام مع الميليشيات الحوثية بما يفضي في نهاية المطاف إلى إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وتسليم الأسلحة المنهوبة من معسكرات الجيش.
ويعتقد العديد من المراقبين أن الجماعة الحوثية ليست جادة في الجنوح إلى السلام، وأن ما يردده قادتها ليس سوى نوع من المناورة من أجل كسب الوقت لإعادة ترتيب صفوف ميليشياتها للاستمرار في القتال.


مقالات ذات صلة

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

خاص رئيس الوزراء اليمني أحمد عوض بن مبارك خلال لقاء سابق مع السفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

بن مبارك: الالتزامات الدولية تجاه اليمن تشمل المجالات الأمنية والدفاعية

قال رئيس الوزراء اليمني إن الالتزامات الدولية تجاه اليمن لن تقتصر على الجوانب السياسية والاقتصادية، بل ستشمل أيضاً المجالات الأمنية والدفاعية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
الخليج نزع فريق «مسام» في محافظة عدن 154 ذخيرة غير منفجرة (واس)

مشروع «مسام» ينتزع 732 لغماً في اليمن خلال أسبوع

تمكّن مشروع «مسام» لتطهير الأراضي اليمنية من الألغام، خلال الأسبوع الثالث من شهر يناير (كانون الثاني) الحالي، من انتزاع 732 لغماً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
المشرق العربي لقاء سابق بين رئيس الوزراء اليمني والسفيرة البريطانية لدى اليمن (سبأ)

«اجتماع نيويورك»... نحو شراكة استراتيجية بين اليمن والمجتمع الدولي

تأمل الحكومة اليمنية تأسيس شراكة حقيقية مع المجتمع الدولي، وحشد الدعم السياسي والاقتصادي لخططها الإصلاحية، وجوانب الدعم الدولية المطلوبة لإسناد الحكومة.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)

الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
TT

الحوثيون سيستهدفون «السفن المرتبطة بإسرائيل فقط» بعد وقف النار في غزة

صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)
صورة وزعها الحوثيون لاستهداف سفينة في البحر الأحمر بزورق مسيّر مفخخ (أ.ف.ب)

أعلن الحوثيون في اليمن إلى أنهم سيقتصرون على استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل فقط في البحر الأحمر، وذلك في الوقت الذي بدأ فيه سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وقال الحوثيون، في رسالة عبر البريد الإلكتروني أرسلوها إلى شركات الشحن وآخرين، أمس الأحد، إنهم «سيوقفون العقوبات» على السفن الأخرى التي استهدفوها سابقاً منذ بدء هجماتهم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023.

ويعتزم الحوثيون، بشكل منفصل، إصدار بيان عسكري اليوم الاثنين، على الأرجح بشأن القرار.

أكثر من 200 سفينة يقول الحوثيون إنهم استهدفوها خلال عام (أ.ف.ب)

لكن الرسالة، وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية»، تركت الباب مفتوحاً لاستئناف الهجمات ضد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، اللتين شنتا هجمات جوية استهدفت جماعة «الحوثي» بسبب هجماتها البحرية.

وقال مركز «تنسيق العمليات الإنسانية» التابع للجماعة، «في حالة وقوع أي عدوان، ستتم إعادة فرض العقوبات على الدولة المعتدية»، مضيفاً أنه «سيتم إبلاغكم على الفور بهذه التدابير في حال تنفيذها».

واستهدف الحوثيون نحو 100 سفينة تجارية بالصواريخ والطائرات المسيرة منذ بداية حرب إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة في أكتوبر (تشرين الأول) 2023، إثر الهجوم المفاجئ لـ«حماس» على إسرائيل الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 آخرين رهائن.

واستولى الحوثيون على سفينة واحدة وأغرقوا اثنتين في الهجمات التي أسفرت أيضاً عن مقتل أربعة من البحارة.

كما تم اعتراض صواريخ وطائرات مسيرة أخرى من قبل تحالفات منفصلة تقودها الولايات المتحدة وأوروبا في البحر الأحمر، أو فشلت في الوصول إلى أهدافها، والتي شملت أيضاً سفناً عسكرية غربية.