«فيوشيا»... نظام تشغيل جديد من «غوغل»

يرجَّح أن يزيح «أندرويد» ويصبح الأكثر انتشاراً في العالم

واجهة نظام تشغيل «فيوشيا»
واجهة نظام تشغيل «فيوشيا»
TT

«فيوشيا»... نظام تشغيل جديد من «غوغل»

واجهة نظام تشغيل «فيوشيا»
واجهة نظام تشغيل «فيوشيا»

قد يكون نظاما تشغيل «أندرويد» و«كروم أو إس» أشهر نظامين من عملاق التقنية «غوغل»، ولكن الشركة تعمل فعلياً على نظام تشغيل ثالث يطلق عليه اسم «فيوشيا Fuchsia». هذا النظام ظهر لأول مرة في العام الماضي، وهو مختلف تماماً عن «أندرويد»، ويوجد حالياً الكثير من الغموض المحيط حوله.
- نظام جديد
ما نظام «فيوشيا»؟ قبل الحديث عن «فيوشيا» يجب أن نعرف أن كلاً من نظامي «أندرويد» و«كروم أو إس» مبنيان أساساً على نظام «لينكس Linux -» غير المخصص للهواتف، بينما تم تصميم «فيوشيا» من الصفر اعتماداً على نواة جديدة من تطوير «غوغل» نفسها تسمى «ماغينتا Magenta». ووفقاً لـ«غوغل» فإن هذه النواة متوافقة جداً مع الهواتف الذكية والحواسيب الشخصية عكس «لينكس» الذي لم يطوَّر من أجل هذه الأجهزة، لذلك ليس من المفاجئ أن نرى نظام «فيوشيا» على هواتفنا الذكية والكومبيوترات الشخصية والتابلت والساعات الذكية وأجهزة التلفزيون بل حتى الثلاجات وإشارات المرور، أي باختصار نظام تشغيل واحد لجميع الأجهزة.
ما فائدة هذا النظام؟ إحدى كبرى مشكلات نظام تشغيل «أندرويد» أنه مبنيٌّ على «لينكس» الذي لم يطوَّر أساساً للأجهزة الذكية، هذا بالإضافة إلى المشكلة الثانية التي يعاني منها مستخدمو النظام وهي عدم وصول التحديثات أولاً بأول لأجهزتهم. والسبب في ذلك يرجع إلى أن نسخ «أندرويد» الموجودة في أجهزتهم تم التعديل عليها من قبل الشركات المصنِّعة لهذه الأجهزة. وعلى سبيل المثال تعدّل «سامسونغ» من نظام «أندرويد» وتضيف إليه بعض المزايا ثم تنصبه على هواتفها وتطرحها للجمهور. وعندما تقوم «غوغل» بتحديث نظام «أندرويد» يتوجب على «سامسونغ» العمل على تعديل واجهتها بما يتوافق مع هذه التحديثات، ولأن هذه العملية مكلفة ومرهقة ستتأخر «سامسونغ» في إطلاق أي تحديث لهواتفها.
وفي الواقع لا يوجد هناك أي دافع للشركة أن تحدِّث أجهزتها، فهي تفضل أن يشتري المستخدمون هواتفها الجديدة، وخير دليل على ذلك أن «سامسونغ» لم تحدِّث هاتفيها «غالكسي إس 9» و«إس 9 بلس» إلى «أندرويد 9» رغم مرور نحو 9 أشهر على إصدارهما. وعلى النقيض تماماً، فإن نظام «فيوشيا» مخصص للأجهزة الذكية، وستتمكن «غوغل» من توصيل التحديثات أولاً بأول لكل الأجهزة بغض النظر عن الشركات المصنعة للهواتف سواء كانت «سامسونغ» أو «هواوي» أو «إل جي» أو «سوني» وغيرها.
- تطبيقات وواجهة
وماذا عن التطبيقات؟ تم تطوير نظام «فيوشيا» باستخدام حزمة أدوات «فلاتار إس دي كي Flutter SDK» التي تعمل بتوافقية تامة مع «أندرويد»، مما يعني أنه يمكن تشغيل جميع تطبيقات «أندرويد» على نظام «فيوشيا». وهذه نقطة محورية لنجاح أي نظام تشغيل جديد، فلا يُعقل أن تطلب «غوغل» من مطوري التطبيقات (التي يبلغ عددها نحو 2.6 مليون تطبيق) أن يقوموا بإعادة تطويرها لتتناسب مع نظامها الجديد.
ماذا عن واجهة النظام؟ واجهة النظام -حسب التسريبات- تعد عصرية وغير مسبوقة، إذ تظهر الواجهة بالكامل على هيئة «قائمة List» طويلة مع صورة ملف شخصي، وتاريخ، ومدينتك، ورمز بطارية، موجودة جميعها في المنتصف، وعلاوة على ذلك ستجد بطاقات «القصة Stories» أو قائمة بالتطبيقات المستخدمة أخيراً بشكل يشبه تماماً طريقة عرض البطاقات في تطبيق «غوغل ناو Google Now».
يمكنك أيضاً سحب وتغيير ترتيب التطبيقات الحديثة وإزالتها إذا كنت لا ترغب في إبقائها، وهذه ميزة مهمة تساعدنا في تنظيم الشاشة الرئيسية وتخصيصها بالطريقة التي نحب. أيضاً النظام يدعم «تعدد المهام Multitasking»، فإذا قمت بإسقاط تطبيق فوق آخر، فستدخل وضع تقسيم الشاشة، ولكن الميزة هنا أنه يمكن تقسيم الشاشة بين ثلاثة تطبيقات وليس تطبيقين فقط كما هو الحال من «أندرويد» الآن.
- أداة موحدة
«فيوشيا» هو محاولة من «غوغل» لتطوير نظام تشغيل موحّد بين جميع الأجهزة سواء كانت هواتف أو كومبيوترات أو أي جهاز ذكي آخر. «آبل» على سبيل المثال لديها بيئة عمل (EcoSystem) مميزة، فهواتفها متوافقة تماماً مع حواسيبها اللوحية والمحمولة والمكتبية، وذلك لأنها طوّرت نظامها منذ البداية ليخدم هذا الغرض. وعلى العكس تماماً، فنظام «أندرويد» تم تطويره قبل نظام «آي أو أس» بسنوات، وقد طوِّر أساساً لتشغيل الكاميرات الرقمية وليس الهواتف. لذلك كان هدف «غوغل» من هذا النظام أن يتم تطويره ووجوده في جميع الأجهزة الذكية من هواتف إلى كومبيوترات إلى سماعات ذكية إلى سيارات ليكون هو نظام التشغيل الأول عالمياً وليسحب البساط من كلٍّ من أنظمة «آي أو إس» و«ماك» و«ويندوز».
ومن المحتمل ألا نسمع عن أي شيء جديد لفترة من الوقت عن نظام «فيوشيا» لأنه ما زال في مرحلة مبكرة من التطوير. ما نعلمه إلى الآن أن «غوغل» اختبرت نظام التشغيل الجديد على الهواتف، وأنها الآن تختبره أيضاً على الحاسب اللوحي «بكسل بوك Pixelbook» وأجهزة كومبيوتر محمولة أخرى. كما أن هناك تقارير أكدت تعاون «هواوي» مع «غوغل» بخصوص تجربة النظام على هاتف «هونر بلاي Honor Play»، وهذا تطور مهم يفيد باهتمام مصنعي الهواتف بهذا النظام الجديد وتسابقهم على تبنيه.


مقالات ذات صلة

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

تكنولوجيا كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

كيف تستخدم صور الهاتف للبحث على الإنترنت؟

الصورة تساوي ألف كلمة، لكنك لا تحتاج إلى كتابة أي منها من أجل البحث على الإنترنت هذه الأيام، إذ تستطيع البرامج الموجودة على هاتفك، بمساعدة الذكاء الاصطناعي....

جيه دي بيرسدورفر (نيويورك)
تكنولوجيا بطاريات «مورفي» الخارجية للهواتف

دليلك لاستغلال البطارية القديمة... لأطول وقت ممكن

خطوات للاستفادة منها أو استبدالها أو إصلاحها

الاقتصاد شعار أكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم فوق شريحة إلكترونية (رويترز)

أزمة لأكبر مصنع أشباه موصّلات في العالم بسبب هاتف «هواوي» الجديد

علّقت شركة تصنيع أشباه الموصّلات التايوانية «تي إس إم سي»، شحناتها إلى شركة تصميم الرقائق الصينية «سوفغو» بعد العثور على شريحة خاصة بها في معالج «هواوي» الحديث.

«الشرق الأوسط» (بكين)
يوميات الشرق تحوّلت الهواتف الذكية بما فيها من تطبيقات إلى إدمان العصر (رويترز)

كيف تقطع يدك الافتراضية... 7 خطوات للحدّ من الإدمان على الهاتف

باتت الهواتف الذكية امتداداً لليَد البشريّة، وكأنها يدٌ جديدة التصقت بها. العيون لا تفارقها ليل نهار، فهل من سبيل للتخفيف من هذا الإدمان المستجدّ؟

كريستين حبيب (بيروت)

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن
TT

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

7 مشاريع تجريبية للذكاء الاصطناعي من «غوغل» يمكنك التعرف عليها الآن

تمنحنا «غوغل» إمكانية الوصول إلى مجموعة متنوعة من الأدوات التجريبية التي لم تصبح منتجات كاملة بعد. وسواء كنت من منشئي المحتوى أو طالباً أو مجرد فضولي بشأن الذكاء الاصطناعي، فهناك شيء يناسب الجميع لاستكشافه.

مشاريع «غوغل»

* «نوتبوك إل إم (NotebookLM)» - مساعد تدوين الملاحظات المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذي يساعدك على تحليل وفهم المستندات.

قم بتحميل مواد البحث الخاصة بك، وسيساعدك الذكاء الاصطناعي في إنشاء ملخصات والإجابة عن الأسئلة وتوليد الأفكار.

إنه يشبه إلى حد ما إنشاء دليل دراسي مخصص لك لمواضيع مختلفة. كما يتيح لك إنشاء لمحات صوتية لموادك – أي مناقشات تشبه البث الصوتي يستضيفها صوتان اصطناعيان «غريبان».

والبرنامج مفيد بشكل خاص للطلاب والباحثين والمحترفين الذين يحتاجون إلى معالجة كميات كبيرة من المحتوى المكتوب بكفاءة.

برنامج «تعرف على...»

محادثة طبيعية وموسيقى وصور

*«تعرف على... (...Learn About)» - تستخدم هذه الأداة الذكاء الاصطناعي لمساعدتك في استكشاف وفهم الموضوعات المعقدة من خلال المحادثات الطبيعية.

سواء كنت تتعمق في موضوع جديد أو تصقل معارفك الحالية، فإنها توفر لك تجربة تعليمية مخصصة. ابدأ ببساطة بموضوع تهتم به، وسترشدك عبر تجربة تعليمية تكيفية، إذ إنها تتكيّف مع مستوى معرفتك واهتماماتك أثناء تقدمك.

* «ميوزك إف إكس (MusicFX)» - أداة لإنشاء الموسيقى تعمل بالذكاء الاصطناعي وتسمح لأي شخص بإنشاء مقطوعات موسيقية أصلية من خلال وصف فكرة موسيقية وسماعها تنبض بالحياة.

يمكن للموسيقيين المخضرمين والمبتدئين على حد سواء إنشاء مقطوعات موسيقية فريدة من خلال وصف الأسلوب والمزاج والأدوات التي يريدونها. ثم يقوم الذكاء الاصطناعي بإنشاء الموسيقى بناءً على مواصفاتهم.

* "أميج إف إكس (ImageFX)» - على غرار مولدات الصور الأخرى التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يتيح لك البرنامج إنشاء صور مخصصة من أوصاف نصية.

يتميز بواحدة من واجهات المستخدم الأكثر سلاسة لأدوات إنشاء الصور الموجودة، ما يجعل من السهل إنشاء صور من أوصاف بسيطة مع تقديم خيارات تخصيص كافية لتلبية احتياجات المستخدمين ذوي الخبرة أيضاً.

أبجديات رسومية وعناوين نصّية جذابة

* «جين تايب (GenType)» - مولد خطوط تجريبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء أبجديات رسومية مخصصة بناءً على مواصفاتك.

يمكن نسخ الحروف المولدة أو تنزيلها بشكل فردي، أو تنزيلها مجموعةً كاملةً في مجلد مضغوط مليء بملفات PNG.

* «تكست إف إكس (TextFX)» - هو مساعد كتابة إبداعي يساعدك على إنشاء وتحرير وتحسين محتوى النص. يمكنه المساعدة في كل شيء من صياغة عناوين جذابة إلى تطوير أفكار قصصية إبداعية.

تقدم هذه الأداة «تأثيرات» مختلفة يمكنك تطبيقها على نصك، مثل تغيير النغمة أو الأسلوب أو التنسيق.

«إليومينت (Illuminate)» - يساعدك، وهو قريب من«نوتبوك إل إم»، على تحويل الموضوعات الجافة المحتملة إلى مناقشات صوتية جذابة يتم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تبدو وكأنها حلقات بودكاست قصيرة ترويها أصوات واقعية بشكل مدهش.

ابحث عن موضوع معين أو الصق عنوان URL في ملف PDF وسيقوم بإخراج شيء أكثر قابلية للهضم بالنسبة لك للاستماع إليه.

* مجلة «فاست كومباني»، خدمات «تريبيون ميديا».