اتهام للحوثيين بتلغيم قرى شمال الحديدة

مقتل 18 انقلابياً بينهم اثنان من القيادات جنوب دمت

مقاتلون حوثيون قرب مقبرة في صنعاء (إ.ب.أ)
مقاتلون حوثيون قرب مقبرة في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

اتهام للحوثيين بتلغيم قرى شمال الحديدة

مقاتلون حوثيون قرب مقبرة في صنعاء (إ.ب.أ)
مقاتلون حوثيون قرب مقبرة في صنعاء (إ.ب.أ)

اتهمت قوات يمنية، ميليشيات الحوثيين، بزرع ألغام في مداخل قرى شمال الحديدة، في الوقت الذي سجلت فيه محافظة الضالع مقتل 18 انقلابياً بينهم قياديان بارزان، الجمعة، في مواجهات مع الجيش الوطني في مديرية دمت، شمال المحافظة الواقعة جنوب البلاد.
جاء ذلك بالتزامن مع سقوط قتلى وجرحى آخرين عقب تصدي قوات الجيش الوطني لمحاولة تسلل الانقلابيين إلى مواقعهم في جبهة قانية، شمال البيضاء الواقعة وسط اليمن، في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية خروقاتها في مدينة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر غرب اليمن، من خلال قصفها المستمر على قوات الجيش الوطني من ألوية العمالقة، مسببة بذلك وقوع قتلى وجرحى في صفوف عناصر الجيش الوطني والمدنيين مع التزام القوات المشتركة من الجيش الوطني بعدم الرد على هذه الخروق.
وقال الموقع الرسمي للجيش الوطني اليمني (سبتمبر.نت)، إن «قوات الجيش الوطني أحبطت محاولة مجاميع من الميليشيات التسلل، فجر الجمعة، باتجاه مواقع جنوب مدينة دمت بالضالع، اندلعت على أثرها مواجهات وأجبرتها قوات الجيش على التراجع والفرار».
وأكد أن المواجهات «أسفرت عن مصرع 18 من الميليشيات، بينهم القياديان الميدانيان المدعو محمد عبد الله الموسمي، والمدعو محسن رياب، بالإضافة إلى جرح 12 آخرين».
وفي البيضاء، تصدى الجيش الوطني لمحاولة تسلل قامت بها ميليشيات الحوثي الانقلابية في جبهة قانية شمال البيضاء، حيث لقي عدد من الحوثيين مصرعهم وأصيب العشرات، طبقاً لما أوردته وكالة «سبأ» التي نقلت عن مصدر عسكري في قيادة اللواء 117 مشاة، قوله إن «الجيش الوطني كان على يقظة تامة لمثل تلك الأعمال التي لا تحقق فيها ميليشيات الحوثي إلا مزيداً من الخسائر في صفوف قتلاها».
وأشار إلى تحفظ قيادة الجيش على «جثث القتلى الذين لقوا مصرعهم، وأن أغلبهم مما يعرف في أوساط الحوثيين بمحور القناصة».
وفي الحديدة، ارتفعت خلال الساعات الماضية حصيلة المصابين بصفوف قوات ألوية العمالقة من الجيش الوطني بقذائف ميليشيات الحوثي الانقلابية.
وقال المركز الإعلامي لألوية العمالقة جبهة الساحل الغربي، إنه «سقط 4 شهداء وجرح 16 آخرون من قوات ألوية العمالقة بقصف ميليشيات الحوثي عدداً من المواقع في مدينة الحديدة، حيث شنت ميليشيات الحوثي قصفاً صاروخياً ومدفعياً على مواقع ألوية العمالقة ومنازل المواطنين، فيما قوات ألوية العمالقة ملتزمة بالهدنة المتفق عليها، حسب المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة، لكن ميليشيات الحوثي لم تلتزم بما تم الاتفاق عليه، وقامت بشن قصف صاروخي ومدفعي على مواقع قوات العمالقة».
وأوضح أن «ميليشيات الحوثي شنت، ظهر الخميس، قصفاً مدفعياً على موقع اللواء الأول عمالقة وسقط قتيلان و16 جريحاً في دوار المطاحن شرق مدينة الحديدة، وشهيدان آخران و5 جرحى سقطوا في قصف بصواريخ الكاتيوشا شنته ميليشيات الحوثي على مواقع اللواء الثاني عمالقة في خط كيلو 16 شرق مدينة الحديدة»، مؤكدة أن «ميليشيات الحوثي تواصل اختراق الهدنة المتفق عليها بقصف مواقع قوات ألوية العمالقة ومنازل المدنيين في الوقت الذي لا تزال فيه ألوية العمالقة ملتزمة بالهدنة»، محذرة من أن «التزامها لن يستمر إذا لم تضع الأمم المتحدة حداً لاختراقات ميليشيات الحوثي المستمرة ضدهم».
فيما نقل الموقع الرسمي للجيش عن مصادر ميدانية وأخرى طبية قولها إن «حصيلة المصابين في صفوف المدنيين بنيران ميليشيا الحوثي الانقلابية، في الحديدة منذ الخميس، ارتفعت إلى 6 حالات تنوعت إصابتها بين المتوسطة والبليغة، نتيجة تعرضها لنيران مباشرة أطلقتها الميليشيا خلال سريان الهدنة»، وإن «بين المصابين طفلين وامرأة، وقد تلقوا إسعافات عاجلة في المستشفيات الميدانية التابعة لقوات الجيش الوطني في مديرية الخوخة جنوب الحديدة».
وذكر الموقع أنه «بعد ساعات من إطلاقهم النيران على موكب زفاف وإصابة اثنين من المشاركين في حيس، جنوب الحديدة، أطلق عناصر الميليشيا نيرانهم على دراجة نارية تقل رجلاً وزوجته بمنطقة الجاح غرب مديرية بيت الفقيه (جنوب)، ما أسفر عن احتراق الدراجة وإصابة المرأة بحروق خطيرة، وبناء على معلومات موثوقة، فإن 3 مدنيين أصيبوا أيضاً بعمليات قنص متفرقة في مديرية الدريهمي (جنوب)، أحدهم كانت إصابته في الرأس».
وتحدثت مصادر محلية في مدينة الحديدة عن «نشر الميليشيات الحوثية 3 دبابات، الخميس، في شارعي زايد ونهاية شارع صنعاء، وتحريكها 8 أطقم قتالية محملة برشاشات ومسلحين نحو مواقعها في حي 7 يوليو». ونقل الموقع الرسمي للجيش عن شهود عيان أن «الميليشيات لغمت مداخل القرى والخط الأسفلتي من مفرق الكدن مروراً إلى قرى في مديرية الضحى (شمال الحديدة) بالألغام والعبوات ناسفة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه ميليشيات الحوثي الانقلابية استعادة قرى العوجاء، أكبر قرى مديرية حيران بمحافظة حجة الحدودية مع السعودية، وآخر مواقعها في مديرية حيران. وقال مصدر عسكري، نقل عنه المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، إن «ميليشيا الحوثي استقدمت مئات المقاتلين من عناصرها إلى جبهة حيران لاستعادة قرى العوجاء أكبر قرى حيران التي حررها الجيش الوطني مطلع الأسبوع الحالي».
وأكد أن «الجيش الوطني تمكن من صد الهجوم وشن هجوماً مضاداً على مواقع الميليشيات بمساندة طيران التحالف الذي نفذ 3 غارات على مواقع الميليشيات، وتمكن الجيش من صد الهجوم والسيطرة على قرية المقاطعة المحاذية لقرى العوجاء، وأسفرت العملية عن قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات واستعادة عدد من الأسلحة المتوسطة والخفيفة التي تركتها الميليشيات ولاذت بالفرار».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
TT

مصر تؤكد تمسكها باحترام سيادة الصومال ووحدة وسلامة أراضيه

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطاً الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

قالت وزارة الخارجية المصرية، في بيان اليوم (الأحد)، إن الوزير بدر عبد العاطي تلقّى اتصالاً هاتفياً من نظيره الصومالي أحمد معلم فقي؛ لإطلاعه على نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت مؤخراً في العاصمة التركية، أنقرة، بين الصومال وإثيوبيا وتركيا؛ لحل نزاع بين مقديشو وأديس أبابا.

ووفقاً لـ«رويترز»، جاء الاتصال، الذي جرى مساء أمس (السبت)، بعد أيام من إعلان مقديشو وإثيوبيا أنهما ستعملان معاً لحل نزاع حول خطة أديس أبابا لبناء ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية، التي استقطبت قوى إقليمية وهدَّدت بزيادة زعزعة استقرار منطقة القرن الأفريقي.

وجاء في بيان وزارة الخارجية المصرية: «أكد السيد وزير خارجية الصومال على تمسُّك بلاده باحترام السيادة الصومالية ووحدة وسلامة أراضيها، وهو ما أمَّن عليه الوزير عبد العاطي مؤكداً على دعم مصر الكامل للحكومة الفيدرالية (الاتحادية) في الصومال الشقيق، وفي مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار».

وقال زعيما الصومال وإثيوبيا إنهما اتفقا على إيجاد ترتيبات تجارية للسماح لإثيوبيا، التي لا تطل على أي مسطح مائي، «بالوصول الموثوق والآمن والمستدام من وإلى البحر» بعد محادثات عُقدت يوم الأربعاء، بوساطة الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.

وهذا الاجتماع هو الأول منذ يناير (كانون الثاني) عندما قالت إثيوبيا إنها ستؤجر ميناء في منطقة أرض الصومال الانفصالية بشمال الصومال مقابل الاعتراف باستقلال المنطقة.

ورفضت مقديشو الاتفاق، وهدَّدت بطرد القوات الإثيوبية المتمركزة في الصومال لمحاربة المتشددين الإسلاميين.

ويعارض الصومال الاعتراف الدولي بأرض الصومال ذاتية الحكم، والتي تتمتع بسلام واستقرار نسبيَّين منذ إعلانها الاستقلال في عام 1991.

وأدى الخلاف إلى تقارب بين الصومال ومصر، التي يوجد خلافٌ بينها وبين إثيوبيا منذ سنوات حول بناء أديس أبابا سداً مائيّاً ضخماً على نهر النيل، وإريتريا، وهي دولة أخرى من خصوم إثيوبيا القدامى.

وتتمتع تركيا بعلاقات وثيقة مع كل من إثيوبيا والصومال، حيث تُدرِّب قوات الأمن الصومالية، وتُقدِّم مساعدةً إنمائيةً مقابل موطئ قدم على طريق شحن عالمي رئيسي.

وأعلنت مصر وإريتريا والصومال، في بيان مشترك، في أكتوبر (تشرين الأول) أن رؤساء البلاد الثلاثة اتفقوا على تعزيز التعاون من أجل «تمكين الجيش الفيدرالي الصومالي الوطني من التصدي للإرهاب بصوره كافة، وحماية حدوده البرية والبحرية»، وذلك في خطوة من شأنها فيما يبدو زيادة عزلة إثيوبيا في المنطقة.

وذكر بيان وزارة الخارجية المصرية، اليوم (الأحد)، أن الاتصال بين الوزيرين تطرَّق أيضاً إلى متابعة نتائج القمة الثلاثية التي عُقدت في أسمرة في العاشر من أكتوبر.

وأضاف: «اتفق الوزيران على مواصلة التنسيق المشترك، والتحضير لعقد الاجتماع الوزاري الثلاثي بين وزراء خارجية مصر والصومال وإريتريا؛ تنفيذاً لتوجيهات القيادات السياسية في الدول الثلاث؛ لدعم التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك».

وفي سبتمبر (أيلول)، قال مسؤولون عسكريون واثنان من عمال المواني في الصومال إن سفينةً حربيةً مصريةً سلَّمت شحنةً كبيرةً ثانيةً من الأسلحة إلى مقديشو، تضمَّنت مدافع مضادة للطائرات، وأسلحة مدفعية، في خطوة من المرجح أن تفاقم التوتر بين البلدين من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.

وأرسلت القاهرة طائرات عدة محملة بالأسلحة إلى مقديشو بعد أن وقَّع البلدان اتفاقيةً أمنيةً مشتركةً في أغسطس (آب).

وقد يمثل الاتفاق الأمني مصدر إزعاج لأديس أبابا التي لديها آلاف الجنود في الصومال، يشاركون في مواجهة متشددين على صلة بتنظيم «القاعدة».