مظاهرة في قلب درعا للمطالبة برفع القبضة الأمنية وإطلاق المعتقلين

TT

مظاهرة في قلب درعا للمطالبة برفع القبضة الأمنية وإطلاق المعتقلين

بث ناشطون في مدينة درعا جنوب سوريا أمس، صوراً لخروج عشرات المتظاهرين أمام المسجد العمري في مدينة درعا البلد، طالبوا من خلالها بـ«رفع القبضة الأمنية وإخراج المعتقلين، ورفض الالتحاق بجيش النظام السوري».
كما رفع المتظاهرون «علم الثورة السورية» ولافتات تعلن رفضهم الالتحاق بجيش النظام السوري، و«تمجد الشهداء الذين قضوا خلال السنوات السابقة»، وكُتب على بعضها عبارات منها «أبناؤنا شرفاء... وكل من التحق بصفوف النظام فهو ليس منا»، «8 سنوات من نزيف الدم لن يتوقف بتسوية فاشلة». وأظهرت مقاطع فيديو المتظاهرين مطالبين بخروج المعتقلين من سجون النظام، وهتفوا ضد المتطوعين من أبناء درعا في صفوف قوات النظام واصفين إياهم بالخونة.
وأكدت مصادر محلية من مدينة درعا البلد أن عشرات المعتقلين والمعتقلات من أبناء درعا البلد ما زالوا في سجون النظام السوري، رغم إبرام اتفاق التسوية والوعود بخروج المعتقلين، إضافة إلى اعتقال عدد من أبناء المنطقة بعد التسوية بتهمة وجود ادعاء شخصي على الشخص الذي يتم اعتقاله، وشح الخدمات المقدمة من النظام إلى المدينة التي حرمت منها خلال السنوات السابقة، إضافة إلى أن مدينة درعا البلد باتت ملاذا للشباب المطلوبين للالتحاق بالخدمة الإلزامية والاحتياطية في الجيش السوري مع قرب انتهاء مهلة الـ6 أشهر التي منحت لهم خلال اتفاق التسوية، وللمطلوبين للأفرع الأمنية التابعة للنظام والخوف من الاعتقال.
وشهدت المرحلة الماضية في جنوب سوريا ظهور «حركة المقاومة الشعبية» التي تبنت عدة عمليات استهدفت قوات النظام في المنطقة، وعودة للشعارات المناهضة للنظام، في عدة مدن وبلدات محافظة درعا.
ولا تعتبر هذه المظاهرة الأولى في مدينة درعا البلد بعد توقيع اتفاق بين فصائل المعارضة والجانب الروسي في يوليو (تموز) الماضي الذي يقضي بخروج الرافضين للتسوية إلى الشمال السوري، مقابل تسوية أوضاع المتبقين وضمان سلامتهم وحقوقهم، حيث سبقها بعد شهر من اتفاق التسوية وقفة احتجاجية لعشرات المتظاهرين في مدينة درعا البلد، طالبوا من خلالها برفع القبضة الأمنية وإخراج المعتقلين، وأعلنوا تمسكهم بثواب الثورة السورية.
يذكر أن مدينة درعا البلد من المناطق التي لم تدخلها قوات النظام السوري وتنشر حواجز لها في المدينة كباقي المناطق التي سيطر عليها النظام السوري جنوب سوريا، بعد اتفاق فصائل المعارضة في المدينة مع الجانب الروسي في يوليو (تموز) الماضي على انتهاء الأعمال العسكرية وتسوية أوضاع الراغبين وتهجير الرافضين للتسوية إلى شمال سوريا، ودخول الخدمات إلى المنطقة.
وتعتبر مدينة درعا البلد أولى المدن والبلدات السورية التي خرجت بمظاهرة ضد النظام السوري في مارس (آذار) عام 2011.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.