البرلمان الصومالي يرفض سحب الثقة من فرماجو

TT

البرلمان الصومالي يرفض سحب الثقة من فرماجو

أعلنت قيادة الجيش الأميركي في أفريقيا (أفريكوم) عن مقتل 11 مسلحاً من حركة الشباب المتطرفة، خارج العاصمة الصومالية مقديشو، بغارتين جويتين الأربعاء الماضي، في حين رفض البرلمان مقترحاً لسحب الثقة من الرئيس فرماجو.
وقالت «أفريكوم» في بيان مساء أول من أمس: إن الغارتين الجويتين، اللتين استهدفتا متشددي حركة الشباب في محيط بلدة بليد أمين الجنوبية، على بعد نحو 40 كيلومتراً شمال مقديشو، كانتا دفاعاً عن النفس، مشيرة إلى أن قوات مشتركة صومالية وأخرى تابعة لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال (أميصوم) كانت تقوم بعملية في المنطقة لتطهير منشآت معروفة لحركة الشباب، عندما قام مسلحون من الحركة بالمناورة والاشتباك مع القوة المشتركة.
وأوضح البيان، أن «جنوداً أميركيين كانوا حاضرين خلال المهمة بصفة استشارية. ولم يصب أي أحد من الشركاء أو من أفراد القوات الأميركية خلال العملية»، مضيفة: إنه لم يُصب أو يُقتل مدنيون في الغارتين الجويتين.
وأكدت، أن «الغارة الأولى تسببت في مقتل ثمانية مسلحين، بينما نجم عن الغارة الثانية مقتل ثلاثة مسلحين»، لافتاً إلى أن هذه المجموعة المسلحة تستخدم المنطقة المحيطة ببلدة بليد أمين الجنوبية لتخطيط وتنفيذ هجمات ضد العاصمة الصومالية.
في المقابل، قالت حركة الشباب الصومالية، إنها أعلنت الحرب على تنظيم داعش بدعوى قيامه بما وصفته إفساد «الجهاد» في الصومال. ووصف على محمد المتحدث باسم الحركة في تصريحات إذاعية أمس، مقاتلي «داعش» بأنهم «مرض قاتل» و«سرطان»، ولا بد من القضاء عليهم.
ولقي 14 من عناصر حركة الشباب الإرهابية مصرعهم مؤخراً، خلال معارك عنيفة ضد التنظيم في مرتفعات بإقليم برى بولاية بونت لاند شمال شرقي الصومال، وفقاً لما أعلنه التنظيم.
إلى ذلك، قال رئيس البرلمان الصومالي: إن أعضاء البرلمان تخلوا عن مسعى لمساءلة الرئيس فرماجو؛ بسبب مزاعم بأنه وقّع سراً اتفاقيات مع دول أخرى، بعد أن خلصوا إلى أن الاستقرار السياسي أكثر أهمية من اقتراحهم.
وأكد رئيس البرلمان محمد مرسل بطلان مقترح سحب الثقة عن فرماجو، والمقدم إلى رئاسة البرلمان خلال الأسبوع الماضي.
وقال مرسل في بيان له مساء أول من أمس: إنه «وبالنظر إلى عدم وجود محكمة دستورية يحق لها البث في صحة التهم الموجة إلى رئيس الجمهورية بحسب الفقرة الـ2 من المادة الـ92 لدستور البلاد، فإنه لا يحق للمحكمة العليا في البلاد أن تحل محل المحكمة الدستورية، الموكل إليها البت في مثل هذه القضايا».
وأضاف: «لا يمكن اتخاذ قرار في نص مقترح سحب الثقة دون الرجوع إلى المحكمة الدستورية لحسم الموقف».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».