قررت محكمة بلجيكية أمس، ضم شهادات أربعة صحافيين كان قد تم احتجازهم كرهائن في سوريا إلى محاكمة اثنين من المشتبه بتورطهم في هجوم دام على المتحف اليهودي في بروكسل عام 2014، وذلك وفقا لما ذكرته وكالة الأنباء البلجيكية «بيلجا». وقتل في حادث إطلاق النار الذي وقع يوم 25 مايو (أيار) عام 2014، أربعة أشخاص، هم زوجان إسرائيليان ورجل بلجيكي وسيدة فرنسية. وتم إلقاء القبض على المشتبه به الرئيسي ويدعى مهدي نيموشي بعد الحادث بأسبوع. كما تم اعتقال الرجل الثاني ويدعى ناصر بنضرير للاشتباه في مساعدته. ومن المقرر أن تبدأ محاكمتهما في العاشر من يناير (كانون الثاني) المقبل في المحكمة الجنائية ببروكسل، ومن المتوقع أن تستمر جلسات الاستماع من ستة إلى ثمانية أسابيع. ووفقا للخبراء، سيتم سماع شهادة أربعة صحافيين فرنسيين كان قد تم احتجازهم رهائن في سوريا عام 2013، من بين 120 شاهدا. وقد حدد الصحافيون الأربعة نيموشي باعتباره أحد سجانيهم، وقال واحد منهم إنه كان يعذب السجناء السوريين بشكل منتظم. ويُعتقد أن نيموشي، وهو فرنسي الجنسية، قد سافر إلى سوريا عام 2013 للمشاركة في معسكرات تدريب للمتطرفين، وقاتل إلى جانب جماعات متطرفة. وقال أحد محامييه ويدعى سيباستيان كورتوي إن الصحافيين لا ينبغي أن يشهدوا، مشيرا إلى أنه سيتم استبدال الحقائق بالعاطفة. وانعقدت جلسة تحضيرية أول من أمس، في بروكسل، رفضت خلالها المحكمة طلب الدفاع تأجيل الموعد إلى 25 يناير، وهدد الدفاع عن المشتبه به الرئيسي مهدي نيموشي في أعقاب ذلك، بأنه إذا لم تؤجل الجلسة سوف يلتزم نيموشي بالصمت خلال الجلسات. وقال المحامي سباستيان كورتوي، إن الشهود الذين طلبهم الدفاع رفضوا الحضور، وأوضح أمام الصحافيين بأن إجمالي الشهود 130 شخصا منهم 50 من عناصر الشرطة والتحقيق، الذين شاركوا في إجراءات القضية، ومنهم رجل شرطة يعتقد أنه التقط صورة لمنفذ الحادث، كما طالب نيموشي خلال الجلسة بعدم إدراج أفراد عائلته في قائمة المطلوبين للإدلاء بشهادتهم في القضية، وخاصة جدته نظرا لظروفها الصحية.
وحضر المتهمان الفرنسيان الجنسية، نيموشي وناصر بنضرير الجلسة التحضيرية، في محكمة بروكسل، كما حضرتها عائلات الضحايا الأربعة لحادث إطلاق النار في المتحف اليهودي في 24 مايو 2014، وأيضا محاميهم، بالإضافة إلى ممثلي رابطة المنظمات اليهودية في بلجيكا، والوكالة الفرنسية لضحايا الإرهاب، ومركز تكافؤ الفرص في بلجيكا. وخلال الجلسة اشتكى المحامي كورتوي المكلف بالدفاع عن نيموشي من عدم حصول الدفاع على حقوقه، لأنه لم يكن لديه الوقت الكافي لدراسة الملف، وطلب التأجيل، ولكن المحكمة رفضت، رغم أن الادعاء العام حصل على ثلاثة أضعاف الوقت، الذي حصل عليه الدفاع، وأضاف أن هذا الأمر يهدد المسار القضائي برمته، وهدد باللجوء إلى المحكمة الأوروبية في ستراسبورغ، لأن الأمر سيكون بمثابة مواجهة غير متكافئة. كما طالب الدفاع باستدعاء مدير جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) في ظل إشارات سابقة بأن الضحيتين الإسرائيليتين في الهجوم كانا يعملان لصالح جهاز الموساد، وبالتالي فإن قتلهما لم يكن صدفة، وهو احتمال قائم، ولكن رفضت إسرائيل طلبا حول هذا الصدد من الأجهزة القضائية البلجيكية.
وستنعقد جلسة في السابع من يناير لاختيار 12 قاضيا وأيضا 12 محلفا من المدنيين، وسيتم اختيارهم من بين 200 شخص وجهت الدعوة لهم للحضور في السابع من يناير، وسيتم فرض إجراءات أمنية مشددة وإغلاق عدد من الشوارع القريبة من المحكمة.
ومع حلول فبراير (شباط) الماضي أقر المحامي المكلف بالدفاع عن المشتبه به الرئيسي، في حادث الهجوم الإرهابي على المتحف اليهودي ببروكسل، الذي وقع في مايو 2014، أن موكله نيموشي، متورط في الحادث ولكنه لم يقم بإطلاق النار على الضحايا، وجاءت تصريحات المحامي، بعد أن قررت المحكمة الاستشارية في بروكسل إحالة ثلاثة أشخاص إلى المحكمة الجنائية يشتبه في تورطهم بحادث الهجوم على المتحف اليهودي، والأشخاص هم مهدي نيموشي وناصر بنضرير ومنير فتح الله، وكان الادعاء الفيدرالي قد طالب بإحالة الأول والثاني إلى الجنائية وعدم ملاحقة الثالث، ولكن أحد المدعين بالحق المدني طالب بإحالة فتح الله أيضا.
ويوجد نيموشي رهن الاعتقال، بينما كانت السلطات البلجيكية قد أطلقت سراح الآخرين بعد فترة من احتجازهما. كما لا تزال السلطات تبحث عن مشتبه رابع غير معروف هويته وظهر في فيديو برفقة نيموشي. وحسب وسائل الإعلام في بروكسل لم يدل نيموشي بأي اعترافات للمحققين في بلجيكا ولكن ينوي التحدث في المحكمة.
ونيموشي جرى اعتقاله بعد أيام من تنفيذ الهجوم وتسلمته بلجيكا في 29 يوليو (تموز) من نفس العام وموجود في زنزانة منعزلة في سجن بروج المعروف بالحراسة المشددة. وعند وصوله إلى بروكسل، جرى الكشف عن تفاصيل جديدة تتعلق بالفترة التي سبقت وقوع الحادث، ومنها أن نيموشي جاء من سوريا مباشرة إلى بروكسل، وظل لمدة شهر ونصف يبحث عن فرصة عمل في العاصمة البلجيكية، واستأجر غرفة في عقار بحي مولنبيك، والمعروف بغالبية سكانه من الأصول الأجنبية.
وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن نيموشي شارك في عمليات الحراسة والمراقبة لعدد من الرهائن المخطوفين من طرف تنظيم داعش في سوريا، وذلك بناء على معلومات أدلى بها شهود، ونشرتها صحيفة «لوموند» الفرنسية، ومنهم الصحافي نيكولاس هينان الذي يعمل لصحيفة «لوبوان»، وكان من بين الرهائن الفرنسيين الذين جرى تحريرهم في أبريل (نيسان) 2014، والذي أشار إلى أن نيموشي شارك في تعذيب عدد من المخطوفين، كما أن شهادات صحافيين آخرين أشارت إلى مشاركة نيموشي في هذه الأمور.
بروكسل: شهادات رهائن بسوريا في محاكمة المتهم بالاعتداء على المتحف اليهودي
بروكسل: شهادات رهائن بسوريا في محاكمة المتهم بالاعتداء على المتحف اليهودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة