بعد مد وجزر، سيعود "مهرجان المسرح المحترف" في الجزائر إلى بيت المسرح الوطني الجزائري بدءاً من غد السبت إلى نهاية ديسمبر (كانون الأول) الجاري، في دورته الثالثة عشرة الموسومة بالتقشف وضعف الميزانية التي رصدتها له وزارة الثقافة.
وقال مدير المهرجان محمد يحياوي لـ "الشرق الأوسط" إن وزارة الثقافة دعمت الدورة ورفعت ميزانية المهرجان قدر الإمكان، مشدداّ على دور الرعاية والترويج في الرقي بالمسرح والتظاهرات الثقافية عموما، ومؤكدا ضرورة دعم المؤسسات الإقتصادية للنشاطات والبرامج الفنية. واعتبر أن تكريم سيدة المسرح الفنانة الراحلة مكيو سكينة المعروفة بـ "صونيا" سيكون الحدث الأبرز في المهرجان، موضحاً أنه سيضم عشرة عروض خارج المنافسة الرسمية، إضافة إلى البرامج التي سينقل فيها المسرح إلى شوارع مدينة الجزائر.
ومعلوم أن صونيا رحلت قبل أقل من سنة عن عمر 63 عاماً فيما كانت تستعد لكتابة رسالة اليوم العربي للمسرح، بتكليف من الهيئة العربية في دورة القاهرة التي تقام الشهر المقبل،غير أن المرض لم يمهلها الوقت الكافي لإتمام المهمة.
وفي سياق أخر، ستشهد الدورة الجديدة من المهرجان الإعلان عن الفائز بجائزة مصطفى كاتب الدولية للدراسات حول المسرح الجزائري، وهي الجائزة المستحدثة في المسرح العربي باللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية والانجليزية. كما سيشهد المهرجان مشاركة عدد من الأعمال التي رشحتها مسارح الدولة، وهي 18 مسرحية تتنافس على جوائز عديدة أهمها أفضل عرض متكامل، ومنها مسرحيات "معروض للهوى" مسرح وهران، وعرض " شكون حنا هوما" من إنتاج المسرح الجهوي لمدينة الجلفة، و"يوبا الثاني" من إنتاج مسرح تيزي وزو، بالإضافة إلى "ربيع النساء" لمسرح عنابة، في حين سيشارك مسرح باتنة بعمله التاريخي "عالم البعوش، واختارت مدينة العلمة عرض "بين الجنة والنار".
وقررت إدارة المسرح الوطني للجزائر خوض المسابقة بأحدث انتاجاتها مسرحية "ماكبت" لأوجين يونسكو بإدارة المخرج المخضرم أحمد خوذي، ليغيب مسرح سوق أهراس المتوج بخمس جوائز العام الماضي عن التظاهرة للمرة الأولى.
يذكر أنه بعد طول إنتظار، تحدى القائمون على التظاهرة الظروف الراهنة وقرروا إقامة الدورة الجديدة، خاصة أن الأمر يتعلق بواحد من أهم المهرجانات المسرحية العربية التي عرفت في الماضي مشاركة لأهم الاسماء المسرحية من لبنان وسوريا مصر والعراق وسواها.
*من مبادرة «المراسل العربي»