الإصلاحات تعزز مكانة السعودية منصة صناعية ولوجيستية بين القارات الثلاث

تقرير اقتصادي أكد أنها كسبت ثقة المستثمرين وأسهمت في نمو الاقتصاد غير النفطي

ميزانية 2019 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومرونته
ميزانية 2019 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومرونته
TT

الإصلاحات تعزز مكانة السعودية منصة صناعية ولوجيستية بين القارات الثلاث

ميزانية 2019 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومرونته
ميزانية 2019 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومرونته

أكد تقرير اقتصادي، أن برامج الإصلاحات تجعل السعودية منصة صناعية ولوجيستية مميزة بين القارات الثلاث، مشيراً إلى أن ميزانية 2019 تعكس المسار الصحيح في ضبط الإدارة المالية بفاعلية.
وأشار التقرير الذي أصدره مجلس الغرف السعودية، أمس (الخميس)، على ضوء ميزانية 2019، إلى الخطوات التي اتبعتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، لدعم الصادرات من خلال إطلاق الكثير من البرامج والمبادرات التي تدعم هذا الجانب، مثل برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجيستية لتنمية الصناعة والمحتوى المحلي في قطاعات عدة.
وأضاف: إن القطاعات التي استفادت من هذه الإصلاحات، تشمل الطاقة المتجددة، والصناعات العسكرية والصادرات والتعدين، ويتضمن ذلك تحسين البنية التحتية، ودعم الصادرات، وتطوير الخدمات اللوجيستية اللازمة لتصبح السعودية منصة صناعية ولوجيستية مميزة بين القارات الثلاث؛ ما يوجد فرص عمل واعدة للمواطنين.
وقال الدكتور سامي العبيدي، رئيس مجلس الغرف السعودية، لـ«الشرق الأوسط»: إن «الحكومة طرحت برامج ومبادرات لتطبيقها في المدى المتوسط، تستهدف تحقيق عوائد اقتصادية تمكّن المملكة من تحقيق اقتصاد قوي وواعد؛ إذ تشير التقديرات إلى أن معدل نمو الناتج المحلي الحقيقي السنوي يبلغ نحو 2.3 في المائة عام 2019».
وتوقع رئيس مجلس الغرف السعودية، أن تؤدي الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية في المديين المتوسط والطويل إلى تحقيق معدلات أعلى في الناتج المحلي الإجمالي؛ انعكاساً لمخرجات الإصلاحات المالية التي كسبت ثقة المستثمرين، فضلاً عن آثار تنفيذ برنامج الخصخصة، وبرامج تنمية بعض القطاعات الإنتاجية المعلن عنها في برامج «رؤية المملكة 2030».
وأوضح، أن الإصلاحات ستزيد وتيرة نمو النشاط الاقتصادي غير النفطي، وحركة إيجابية في سوق العمل، إضافة إلى استمرار نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي تدريجياً على المدى المتوسط، ومع تزايد معدلات نمو الناتج المحلي الحقيقي غير النفطي.
وركّز التقرير على التحسن الملحوظ في الأداء المالي والاقتصادي خلال عام 2018؛ إذ يتوقع انخفاض عجز الميزانية إلى نحو 136 مليار ريال (38.9 مليار دولار)، أي ما يعادل 4.6 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، مقابل عجز في الميزانية المعتمدة للعام ذاته مقداره 195 مليار ريال (52 مليار دولار)، أي نحو 6.9 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن يبلغ إجمالي النفقات نحو 1.030 تريليون ريال (274.6 مليار دولار)، أي ما يعادل 35.1 في المائة، من الناتج المحلي الإجمالي، بينما يُتوقع أن يبلغ إجمالي الإيرادات نحو 895 مليار ريال (238.6 مليار دولار)، مدفوعة بنمو الإيرادات النفطية بنسبة 39.3 في المائة، والإيرادات غير النفطية بنسبة 12.4 في المائة.
وعزا ارتفاع الإيرادات غير النفطية بشكل كبير إلى مواصلة تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية وبعض المبادرات مثل ضريبة القيمة المضافة وتصحيح أسعار الطاقة.
وتطرق إلى أن السياسة المالية خلال عام 2019 تركّز في المدى المتوسط على أولويات الإنفاق ذات العائد الاجتماعي والاقتصادي فيما يخص النفقات التشغيلية مثل برنامج حساب المواطن، وخطة تحفيز القطاع الخاص، وبرامج تحقيق «رؤية 2030» مع الحفاظ على هدف رفع كفاءة الإنفاق الحكومي.
وأكد التقرير، أن ميزانية 2019 تعكس قوة ومتانة الاقتصاد السعودي ومرونته ومواصلة العمل لتحسين مستويات الأداء الحكومي، وتعزيز كفاءة الإنفاق، واعتماد أعلى معايير الشفافية وتنفيذ إصلاحات شاملة، كما أنها وضعت المواطن على رأس أولويات الجهود التي تبذلها الدولة لمواصلة بناء اقتصاد أقوى، وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية على المدى المتوسط.
وأشار إلى أن الميزانية جاءت بحجم إنفاق غير مسبوق؛ ما يعزز الحراك الاقتصادي العام، ليس فقط في العام المقبل، بل في الأعوام التالية، وذلك من خلال وجود مشروعات متصلة ومستمرة للفترة المقبلة، وتلك التي تستعد السوق المحلية لإطلاقها في الأوقات المناسبة.
وعزا تميز الميزانية إلى أن القائمين على إعدادها اتخذوا خطوات حقيقية للتطوير وفق الأنظمة والسياسات المتبعة عالمياً؛ إذ تم التركيز على الحوكمة والشفافية، ورفع نسبة مشاركة المؤسسات الحكومية ضمن أطر تنظيمية تؤدي إلى تحقيق أهداف «رؤية السعودية 2030».
ولفت إلى أن الإجراءات والإصلاحات المالية خلال العامين 2017 و2018، بدأت تؤتي ثمارها على إجمالي الإيرادات النفطية وغير النفطية للدولة، وتنوع مصادر الإيرادات؛ إذ تشير التوقعات إلى أن إجمالي الإيرادات سيبلغ نحو 978 مليار ريال (260.8 مليار دولار) عام 2019، وذلك بارتفاع 11 في المائة مقارنة بعام 2018.


مقالات ذات صلة

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

«كاتريون» للتموين بالسعودية توقع عقداً مع «طيران الرياض» بـ612.7 مليون دولار

وقّعت شركة «كاتريون» للتموين القابضة السعودية عقداً استراتيجياً مع «طيران الرياض» تقوم بموجبه بتزويد رحلات الشركة الداخلية والدولية بالوجبات الغذائية والمشروبات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي في مؤتمر البترول العالمي في كالغاري (رويترز)

عبد العزيز بن سلمان: «نظام المواد البترولية» يضمن تنافسية عادلة للمستثمرين

قال وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، إن «نظام المواد البترولية والبتروكيماوية» يدعم جهود استقطاب الاستثمارات ويضمن بيئة تنافسية عادلة للمستثمرين

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناطحات سحاب في مركز الملك عبد الله المالي بالعاصمة السعودية الرياض (رويترز)

السعودية تجمع 12 مليار دولار من سندات دولية وسط طلب قوي

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية بأول طرح لها لسندات دولية هذا العام استقطب طلبات بنحو 37 مليار دولار وهو ما يظهر مدى شهية المستثمرين.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

ارتفاع موافقات التركز الاقتصادي في السعودية إلى أعلى مستوياتها

حققت الهيئة العامة للمنافسة في السعودية رقماً قياسياً في قرارات عدم الممانعة خلال عام 2024 لعدد 202 طلب تركز اقتصادي، وهو الأعلى تاريخياً.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد العاصمة الرياض (رويترز)

وسط طلب قوي... السعودية تبيع سندات قيمتها 12 مليار دولار على 3 شرائح

جمعت السعودية 12 مليار دولار من أسواق الدين العالمية، في بيع سندات على 3 شرائح، وسط طلب قوي من المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
TT

اليوان الصيني بأضعف مستوياته في 16 شهراً

عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)
عملة ورقية من فئة 100 يوان وفي الخلفية علم الصين (رويترز)

تعرضت أغلب عملات الأسواق الناشئة لضغوط مقابل الدولار يوم الأربعاء بعد تقرير قوي عن الوظائف أضاف إلى توقعات بارتفاع أسعار الفائدة الأميركية لفترة أطول، وهبط اليوان الصيني إلى أدنى مستوى في 16 شهراً، تحت ضغط من قوة الدولار وتهديدات بفرض تعريفات من جانب إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، رغم أن البنك المركزي حدد توجيهات أقوى من المتوقع.

وقالت وانغ تاو، كبيرة خبراء الاقتصاد الصيني في «يو بي إس»: «من المتوقع أن يواجه اليوان ضغوطاً لخفض قيمته؛ ليس فقط من زيادات التعريفات، ولكن أيضاً من الدولار الأقوى بشكل كبير... ولكن رغم هذه التحديات، فإننا نعتقد أن الحكومة الصينية عازمة وقادرة على إدارة خفض قيمة معتدل نسبياً».

وقبل فتح السوق حدد بنك الشعب الصيني سعر النقطة الوسطى الذي يسمح لليوان بالتداول حوله في نطاق 2 في المائة عند 7.1887 للدولار، وهو ما يزيد بمقدار 1548 نقطة عن تقديرات «رويترز».

وافتتح اليوان الفوري عند 7.3250 للدولار، وكان في آخر تداول منخفضاً بمقدار 31 نقطة عن إغلاق الجلسة السابقة عند 7.3315 يوان للدولار اعتباراً من الساعة 02:26 بتوقيت غرينتش، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر (أيلول) 2023.

وقالت وانغ إنها تتوقع أن يتم التحكم في سعر الصرف حول 7.4 للدولار على الأقل خلال النصف الأول من العام، وإذا تم الإعلان عن زيادات التعريفات الجمركية، فقد يضعف اليوان إلى 7.6 للدولار بحلول نهاية العام.

ونفى ترمب، الذي يتولى منصبه في 20 يناير (كانون الثاني) الجاري، تقريراً صحافياً قال إن مساعديه كانوا يستكشفون خطط التعريفات الجمركية التي ستغطي الواردات الحرجة فقط، مما أدى إلى تعميق حالة عدم اليقين بين قادة الأعمال بشأن سياسات التجارة الأميركية المستقبلية.

ومن جانبه، انخفض مؤشر «إم إس سي آي» الذي يتتبع عملات الأسواق الناشئة 0.3 في المائة في الساعة 09:33 بتوقيت غرينتش بعد جلستين من المكاسب، مع ضعف أغلب العملات الأوروبية الناشئة مقابل الدولار وانخفاض الليرة التركية 0.2 في المائة.

وفي جنوب أفريقيا، ضعف الراند بنسبة 0.8 في المائة بعد مكاسب في الجلسة الماضية، وانخفض مؤشر الأسهم الرئيس في البلاد بنسبة 0.5 في المائة بعد أن أظهر مسح مؤشر مديري المشتريات المحلي أن نشاط التصنيع انخفض للشهر الثاني على التوالي في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وصعد الدولار الأميركي قليلاً خلال اليوم مع ارتفاع عائدات الخزانة على نطاق واسع بعد أن أشار أحدث تقرير لبيانات الوظائف إلى سوق صحية باستمرار يوم الثلاثاء، مما خفف الآمال في عدة تخفيضات لأسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي هذا العام.

وانخفض الدولار الأميركي في وقت سابق من هذا الأسبوع رغم نفي الرئيس المنتخب دونالد ترمب للتقارير التي تفيد بأن التعريفات الجمركية التي يعتزم فرضها ستكون أقل صرامة، وهو ما رفع مؤشر العملات الناشئة.

وقال هاري ميلز، مدير «أوكو ماركتس»، مسلطاً الضوء على التحركات الحادة في البيزو المكسيكي واليوان الصيني: «إذا كانت حقيقة التعريفات الجمركية أقل مما قاله ترمب خلال الأشهر الثلاثة الماضية أو نحو ذلك، فقد تشهد العملات الناشئة ارتفاعاً وتخفيفاً للآثار التي عانت منها في الشهرين الماضيين».

وكان اليورو مستقراً أو مرتفعاً مقابل أغلب عملات أوروبا الناشئة، حيث بلغ أعلى ارتفاع له 0.2 في المائة مقابل الزلوتي البولندي. وكان أداء الأسهم البولندية أضعف من نظيراتها بانخفاض 0.4 في المائة.

وكان الروبل قد ارتفع في أحدث تعاملات بنسبة 2.1 في المائة مقابل الدولار، ليتجه للجلسة الخامسة من المكاسب، رغم أن التداول كان ضعيفاً حيث تحتفل روسيا بعطلة عامة حتى التاسع من يناير. كما ارتفع الشلن الكيني بنسبة 0.5 في المائة مقابل الدولار.

وانخفض مؤشر أسهم الأسواق الناشئة الأوسع نطاقاً بنسبة 0.8 في المائة ويتجه صوب أول خسارة له في أربع جلسات، مع هبوط الأسهم الآسيوية ذات الأوزان الثقيلة.

وقال ميلز «إذا رأينا رقماً قوياً للغاية لبيانات الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة في وقت لاحق من الأسبوع، فإن هذا من شأنه أن يعطي المزيد من الارتفاع للدولار الأقوى».

وأنهت أغلب الأسواق الناشئة الربع الأخير على نغمة قاتمة، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن البنك المركزي الأميركي اتخذ موقفاً متشدداً وتوقع تخفيضات أقل من المتوقع في السابق هذا العام.