حلول علاجية لاضطرابات الإبصار الشائعة

العدسات التصحيحية والليزر

حلول علاجية لاضطرابات الإبصار الشائعة
TT
20

حلول علاجية لاضطرابات الإبصار الشائعة

حلول علاجية لاضطرابات الإبصار الشائعة

يتم تشخيص اضطرابات الإبصار الشائعة، أي طول النظر وقصر النظر، عبر إجراء فحص شامل للعين. وهو الفحص الذي يستخدم الطبيب فيه مجموعة من الأجهزة الطبية للتأكد من سلامة الأجزاء الأساسية في العين التي من خلالها تتمكن من توصيل صورة الأشياء التي نراها إلى الدماغ. وهي ما تشتمل على وجه الخصوص: قرنية العين وعدسة العين وشبكية العين والعصب البصري.
وبعد التأكد من حالة تلك الأجزاء العينية، يتم إجراء قياس قدرات الإبصار عبر تقييم «حالة الانكسار الضوئي» في كل عين. وبالنتيجة، يُقدم الطبيب نصيحته بالنسبة لتصحيح الخلل العيني الذي يتسبب بعدم وضوح رؤية الإبصار.

- تصحيح النظر
وغالباً ما تكون المعالجة المقترحة من الطبيب «عدسات تصحيحية»، يتم استخدامها على هيئة ارتداء نظارة بعدسات ذات قوة تختلف بحسب الضعف الذي تمت ملاحظته من خلال الفحص العيني، سواء في طول أو قصر النظر. وفي حال وجود اضطرابات مرضية تتطلب العلاج بغير عدسات النظارة، أي مثل إعتام الماء الأبيض في عدسة العين، أو وجود اضطرابات في صفاء القرنية، أو وجود اضطرابات في شبكية العين، فإن الطبيب سينصح بما هو ملائم لها كعلاج طبي ربما يُغني عن استخدام العدسات التصحيحية أو قد لا يُغني.
العلاج بالعدسات، لطول أو قصر البصر، يهدف إلى المساعدة في تركيز الضوء على الشبكية من خلال استخدام العدسات التصحيحية للنظارة. ورغم أن مضمار معالجة عيوب الإبصار تطور بشكل مضطرد خلال العقود الثلاثة الماضية، فإن «النظارة» لا تزال هي الأساس وهي الأكثر شيوعاً في وسائل علاج عيوب الإبصار. كما لا تزال «العدسات اللاصقة» واسعة الانتشار وتوفر حلاً علاجياً ملائماً ومريحاً للكثيرين. وبمقابل «النظارة» و«العدسات اللاصقة»، هناك الوسيلة الجراحية لعلاج عيوب الإبصار. وهي الوسيلة التي بدأت بـ«المشرط»، ثم تطورت بشكل مذهل نحو تقنيات جراحية مختلفة باستخدام «الليزر».

- قصر وبُعد النظر
وفي حالات قصر النظر Myopia يحصل خطأ في وضعية صورة الشيء المرئي، بحيث تسقط بؤرة ضوء الشيء المرئي أمام أو قبل بلوغ سطح الشبكية. وغالباً ما يكون الخلل في نقص انحناء القرنية أو شكل مقلة العين نفسها، أي عندما يكون محور المقلة طويلا. وفي هذه الحالات لا تكون ثمة مشكلة في رؤية الأشياء القريبة أثناء القراءة أو الكتابة، بل المشكلة هي في وضوح رؤية الأشياء البعيدة. وللتوضيح، في العادة يبلغ طول محور العين، أي من القرنية إلى الشبكية، نحو 4.2 (اثنين فاصلة أربعة) سنتيمتر، وبهذا الطول تتمكن عدسة العين من تجميع شعاع ضوء صورة ما نشاهده في الشبكية مباشرة، ما يُمكّن الشبكية من نقل صورة واضحة يراها الدماغ.
وفي حالات بُعد النظر Hyperopia، تصعب رؤية الأشياء القريبة بوضوح، وخاصة بسبب ضعف مرونة عدسة العين وعدم قدرة عدسة العين على متطلبات رؤية الأشياء القريبة. وبالتالي يحصل خطأ في وضعية صورة الشيء المرئي، بحيث تسقط بؤرة ضوء الشيء المرئي خلف أو بعد سطح الشبكية.
وهناك حالات يُمكن الوقاية منها، ولكن غالبية الحالات الشائعة من قصر أو بعد النظر لا توجد طريقة ثابتة الفائدة ومتفق عليها بين الأطباء لمنع الإصابة بها. ولذا تبقى المعالجة بالتصحيح البصري عبر استخدام النظارات أو العدسات اللاصقة هي العلاج الأكثر شيوعاً في الحالتين. وتهدف العدسات إلى تقديم موازنة نقص انحناء القرنية أو الطول الزائد للعين في حالات قصر النظر، كما تهدف العدسات في حالات طول النظر إلى تسهيل تجميع الصورة على الشبكية وليس بعدها. والمعالجة الجراحية لقصر النظر تهدف إلى تحسين تركيز العين عن طريق تسطيح أو إعادة تشكيل الجزء المركزي من القرنية، وكذلك يُمكن إجراء المعالجة الجراحية لطول النظر.

- عدسات متنوعة
وفي جانب عدسات النظارات، هناك عدسات ثنائية البؤر، وثلاثية البؤر، إضافة إلى عدسات متدرجة تُمكن من تصحيح قدرات إبصار القريب والبعيد، هذا بالإضافة إلى عدسات القراءة لتوضيح القريب.
والعدسات اللاصقة شهدت تطورات واسعة خلال العقود الماضية، وبدأت كعدسات صلبة، ثم لينة، ثم ذات الاستخدام الواحد. ولأن ثمة حالات لا تزال تحتاج إلى عدسات صلبة، توفرت أنواع منها ذات قدرة على إنفاذ الهواء ما يسمح بارتدائها لفترات أطول. كما أن بدايات العدسات اللاصقة كانت لعلاج قصر النظر وعدم القدرة على رؤية الأشياء البعيدة بوضوح، وتطورت نحو أنواع تُمكن من تصحيح قصر وبعد النظر، أي ثنائية البؤرة. وفي حالات الإصابة بكل من قصر وبعد النظر، تتوفر حلول علاجية باستخدام العدسات اللاصقة. ومن تلك الحلول العلاجية تصحيح العين التي يستخدمها المرء عادة في رؤية الأشياء البعيدة، أو ما تُسمى «العين السائدة»، كما يمكن في نفس الوقت استخدام عدسات لاصقة للرؤية القريبة في العين الثانية «غير السائدة». وصحيح أن بعض الأشخاص قد يُعانون من صعوبات في التكيف مع هذا الحل العلاجي نتيجة فقد قدرة الرؤية الثلاثية الأبعاد بوضوح، ولكن البعض الآخر قد يجد فيه الحل لاستخدام النظارة القريبة مع ارتداء العدسات اللاصقة. وهناك حل علاجي آخر عبر ارتداء عدسات لاصقة ثنائية البؤر في العين غير السائدة، وارتداء عدسة لاصقة توصف لرؤية الأشياء البعيدة في العين السائدة. وحينها يُمكن للمرء استخدام العينين لرؤية الأشياء البعيدة واستخدام عين واحدة لرؤية الأشياء القريبة.

- علاجات جراحية
والعلاج الجراحي لاضطرابات انكسار العين يشمل بالدرجة الأولى والشائعة علاج حالات قصر النظر، ولكن أيضاً هناك جراحات لعلاج بعد النظر. وهذه المعالجات الجراحية تعمل على إعادة تشكيل انحناء قرنية العين، وهي غلاف العين الشفاف الذي عبره يمر ضوء الأشياء التي نراها. وتشمل أساليب جراحة عيوب انكسار العين كلا من: عمليات الليزاك LASIKوعمليات الليزيك LASEK، وأنواع أخرى من تقنيات العمليات الجراحية للقرنية.
عمليات الليزاك LASIK، أو «تصحيح تحدب القرنية في موضعها بمساعدة الليزر»، هي شكل من أشكال الجراحة التي تهدف في المقام الأول إلى تحسين قدرات إبصار أولئك الذين لديهم طول أو قصر النظر أو الذين لديهم الاستغماتيزمAstigmatism، وذلك عبر إجراء تغيير في شكل القرنية بما يسمح للضوء من دخول العين بشكل مختلف، وبالتالي تصحيح نقص البصر لدى المريض. وفيها يتم إجراء تصحيح تحدّب القرنية وهي في موضعها باستخدام الليزر. وفي الخطوة الأولى يقوم الجراح باستخدام أداة مشرط دقيقة (ميكروكيراتوم) لإزالة طبقة شبه دائرية رقيقة جداً من سطح القرنية مع الإبقاء على جزء صغير من تلك الطبقة التي تم كشطها ليكون ذلك الغلاف متصلاً بالقرنية. وهناك وسيلة أحدث بدلاً من مشرط ميكروكيراتوم وهي أداة فيمتوسكند الليزرFemtosecond Laser. ثم في الخطوة الثانية، يستخدم جراح العيون جهاز الليزر الإكسيمري لإزالة جزء من النسيج الداخلي للقرنية، أي طبقات من مركز القرنية، من أجل جعل شكلها المقبب والبارز أكثر انحدراً. ومقدار سُمك الإزالة من نسيج القرنية يتم تقديره حسب نوع ودرجة عيب الإبصار. وفي الخطوة الثالثة يتم إعادة الطبقة السطحية للقرنية لوضعها الطبيعي لتلتحم من دون الحاجة لأي غرز جراحية. والجراحة نفسها غير مؤلمة، وتستمر من 15 إلى 30 دقيقة فقط، مع استئناف معظم المرضى للأنشطة العادية في غضون يومين من إتمام العملية الجراحية هذه. ومن المهم أن يُريح المريض العينين ويُراعي أنها لا تتلامس مع أي مواد غريبة مثل الشامبو وكريم الوجه والماكياج ما بعد عملية الليزاك في العين، وهذا يعني عدم غسل الشعر أو حتى الاستحمام بالماء الحار (بسبب البخار)، وارتداء النظارات الشمسية عند الخروج في الشمس وتجنب أي رياضة فيها احتكاك مع الغر لمدة تصل إلى شهر. وتشمل الأنشطة الأخرى التي ينبغي تجنبها السباحة وقيادة السيارة لمدة تصل إلى أسبوع بعد الجراحة.
-وعمليات الليزيك LASEK، أو «اقتطاع القرنية تحت الظهارية بمساعدة الليزر»، هي شكل آخر من أشكال الجراحة التي تهدف في المقام الأول إلى تحسين قدرات الإبصار. وفي هذه العملية، وخلافاً لعملية الليزاك، فإن الجراح بدلاً من أن يشكل سديلة في القرنية (أي طبقة شبه دائرية رقيقة جداً من سطح القرنية) كما في عمليات الليزاك، فإنه يكتفي بتشكيل سديلة في الغطاء الرقيق الواقي للقرنية (أي طبقة ظهارة القرنية) فقط. ويستخدم الجراح جهاز الليزر الإكسيمري لإعادة تشكيل الطبقات الخارجية للقرنية لجعل تحدّبها أكثر انحداراً وأقل تقبباً. ثم بعد إتمام هذه الخطوة يعيد وضع طبقة السديلة الظهارية للقرنية.. لتسهيل التعافي، يمكنك وضع ضمادة العدسة اللاصقة عدة أيام بعد الإجراء. وخلال ما بين ثلاثة إلى ستة أيام يستعيد المريض قدرات الإبصار العادية، وقد يستغرق الأمر ما يصل إلى شهر حتى تتحقق الغاية المنشودة في قدرات الإبصار.
وهذا النوع من عمليات تصحيح النظر مناسبة لمجموعة من المشاكل الانكسارية في العين، بما في ذلك قصر النظر، وطول النظر والاستغماتيزم (اللابؤرية). وهو حل جراحي مثالي للمرضى الذين يعانون من قرنيات رقيقة أو الأشخاص الذين ينخرطون في أنشطة تحمل مخاطر إصابات الوجه، مثل اللاعبين الرياضيين وغيرهم. وقد يشعر بعض المرضى بإحساس وخز خفيف أو حتى بألم معتدل خلال المراحل الأولى من الشفاء. وتشمل بعض المضاعفات المحتملة التي يمكنها أن تحدث بعد إجراء جراحة عيوب انكسار العين إما تصحيح أقل مما هو مطلوب وإما تصحيح أكتر مما هو مطلوب لمشكلة الإبصار الأساسية، كما قد تحدث مضاعفات مثل رؤية هالة أو نجمة مشعة حول الأضواء، أو ازدواجية الرؤية، أو جفاف العين، أو العدوى الميكروبية، وهي جوانب تتم مناقشتها مع الطبيب المعالج.

*استشارية في الباطنية


مقالات ذات صلة

صحتك الأطباء يؤكدون وجود صلة راسخة بين النشاط البدني وصحة الدماغ (رويترز)

كيف تعتني بدماغك؟ أطباء يقدمون 10 طرق بسيطة

كلما تقدمنا ​​في العمر، ازداد خطر إصابتنا بالضعف الإدراكي. ويتساءل الكثير من الناس حول كيفية تأخير ظهور الأعراض.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك أفادت الدراسات بأن الكركمين يؤثر على معدل حيوية الخلايا وتنظيم دورة الخلية للخلايا الدهنية (موقع ايفري دا هيلث)

الكركمين... فاعلية مذهلة لعلاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية

يُظهر الكركمين فعالية واعدة في علاج السمنة والالتهابات والأمراض العصبية التنكسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك بطانة الرحم المهاجرة حالة صحية شائعة ومؤلمة (رويترز)

«بطانة الرحم المهاجرة» تزيد خطر الإصابة بأمراض المناعة

أظهرت دراسة جديدة أن مرض بطانة الرحم المهاجرة يجعل النساء أكثر عرضة للإصابة بمجموعة من أمراض المناعة الذاتية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك التمارين الرياضية قد تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان (رويترز)

ممارسة مرضى السرطان للرياضة تقلل الآثار الجانبية للعلاج

يمكن للتمارين الرياضية أن تُخفف من الآثار الجانبية الضارة لعلاج السرطان، وفقاً لما أكدته دراسة جديدة.

«الشرق الأوسط» (بكين)

هل تستنزف مواقع التواصل الاجتماعي حياتك؟ غيِّر ما تتصفحه عبر الإنترنت

قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)
قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)
TT
20

هل تستنزف مواقع التواصل الاجتماعي حياتك؟ غيِّر ما تتصفحه عبر الإنترنت

قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)
قضاء كثير من الوقت في تصفح الإنترنت من أهم العادات التي تؤثر سلباً على نجاحنا (رويترز)

تلعب شبكة الإنترنت -وخصوصاً وسائل التواصل الاجتماعي- دوراً مهماً في حياتنا حالياً؛ حيث نتواصل عبرها مع الآخرين، ويعدُّها البعض مصدراً رئيسياً لمعرفة ما يدور في مجتمعه والعالم.

ويلفت موقع «سيكولوجي توداي» إلى أهمية التدقيق فيما نتصفحه على تلك المواقع؛ حيث قال إن ما تنقر عليه اليوم يُشكِّل ما تراه وتشعر به غداً.

وذكر أن البحوث تُشير إلى أن خوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي تُعزِّز التعرُّض للانفعالات التي تتفاعل معها أكثر من غيرها، وفي حين أن التعرض المتكرر للمحتوى السلبي يدرب الدماغ على التوتر، فإن المحتوى الإيجابي يعزز المرونة، لذا فإن الانتباه لما تتصفحه يؤثر على مشاعرك.

شخص يتصفح هاتفه (رويترز)
شخص يتصفح هاتفه (رويترز)

«اليد الخفية» للخوارزميات

وذكر الموقع أن ما نراه على الإنترنت ليس عشوائياً، فهو مُنتقى بعناية غالباً بواسطة خوارزميات مصممة لعرض مزيد مما نتفاعل معه ونعجب به. فكل نقرة تُرسل إشارة صغيرة تقول: «المزيد من هذا، من فضلك»، وتتراكم هذه الإشارات مُنشئة عالماً مُخصصاً يُمكنه إما توسيع وإما تقليص رؤيتنا لما هو ممكن.

وتُشير البحوث إلى أن الخوارزميات على وسائل التواصل الاجتماعي يُمكن أن تُعزز التعرض الانتقائي، مما يعني أنه كلما زاد تفاعلنا مع أنواع مُعينة من المحتوى، قَلَّ احتمال مواجهتنا لوجهات نظر بديلة.

وبعبارة أخرى، ما ننقر عليه لا يعكس فقط ما يثير اهتمامنا؛ بل يُشكل ما نُصبح مهتمين به، وإذا لم نُكن واعين، فقد يؤثر على حياتنا الرقمية وبالتالي حياتنا العاطفية.

وكثيراً ما يردد الأطباء عبارة: «أنت ما تأكله» للتدليل على أن الإنسان يتحكم في صحته من خلال ما يدخله لمعدته، فكذلك «أنت ما تتصفحه» عندما يتعلق الأمر بالصحة العقلية.

والتعرض المُتكرر للمحتوى المُشحون عاطفياً -وخصوصاً المواد السلبية أو المُثيرة- يُمكن أن يزيد من التوتر والقلق واليأس؛ حيث يُهيئ الدماغ ليكون في حالة تأهب قصوى، ويرصد التهديدات حتى في غيابها الآني. ولكن إذا استطعنا تدريب أدمغتنا عن غير قصد على توقع الأسوأ، فيُمكننا أيضاً تدريبها عمداً على ملاحظة الأمل والجمال.

وقدم الموقع نصائح للتصفح المفيد:

انقر بوعي: في كل مرة تُعجب فيها بمحتوى ما، أو تُشاركه، أو حتى تتوقف عنده لفترة أطول، فإنك تُشكل ما سيُقدمه لعقلك غداً، وعندما ترغب في رؤية مزيد من الإبداع، تواصل مع الفنانين والمبتكرين، وعندما ترغب في الشعور بمزيد من الفرح، تابع الحسابات التي تُشيد بالإنجازات الصغيرة، أو الفكاهة، أو الصمود.

قد يبدو الأمر بسيطاً، ولكن مع مرور الوقت، تُحدث هذه الخيارات الصغيرة تحولاً جذرياً في كيفية إدراكنا للعالم.

ما تنقر عليه سيصبح مستقبلك: هناك مفهوم في علم النفس الإيجابي يُسمى نظرية التوسيع والبناء، والذي يشير إلى أن المشاعر الإيجابية -كالفرح والامتنان- تُوسِّع وعينا، وتساعدنا على بناء موارد نفسية دائمة.

في المقابل، تُضيِّق المشاعر السلبية نطاق تركيزنا، وتُبقينا حبيسي وضع البقاء.

وما نتصفحه عبر الإنترنت ليس مجرد ترفيه؛ إنه مُدخلات عاطفية تُوسِّع أو تُقلِّص قدرتنا على الانخراط في الحياة بإبداع وشجاعة، وكل نقرة هي بمثابة نقطة ماء تسقي بها إما الأعشاب الضارة وإما الزهور.

سيدة تتصفح هاتفها (رويترز)
سيدة تتصفح هاتفها (رويترز)

وإذا كنت تشعر بأنك عالق في دوامة من الإحباط أو الخوف، فإليك 3 نصائح:

- راجع محتوى حسابك: خصص 5 دقائق لمراجعة منشوراتك الأكثر استخداماً على وسائل التواصل الاجتماعي، واسأل نفسك: ما المشاعر التي يثيرها هذا المحتوى فيَّ؟ هل يجعلني أشعر بالنشاط، أو التواصل، أو الإلهام، أم بالاستنزاف والضآلة؟

وتوقف عن متابعة الحسابات التي تستنزف طاقتك باستمرار، حتى لو بدت مهمة أو شائعة.

- نظِّم المحتوى من أجل المتعة: بأن تبحث عن حسابات تتوافق مع مشاعرك التي ترغب في الشعور بها أكثر.

وإليك بعض الأسئلة لمساعدتك في عملية الاختيار: من يُضحكني دون أن أضغط على زر الإعجاب؟ ومن يُلهمني أملاً حقيقياً وواقعياً، وليس مجرد إيجابية سامة؟ ومن يُحفزني على التفكير بعمق أكبر دون أن أشعر باليأس؟

- تذكَّر أن حياتك مهمة أيضاً: حيث لا يقتصر تغيير خوارزميتك على التكنولوجيا فحسب؛ بل أيضاً على الأشخاص الذين تقضي وقتك معهم، والكتب التي تقرؤها.

واختتم الموقع بقوله: إننا لا يمكننا التحكم في كل رسالة تصل إلى شاشاتنا، أو كل أمر صعب يحدث في العالم، ولكن يمكننا التحكم فيما نُغذي به عقولنا بنقرة واحدة.

وإذا كنت تشعر بالإرهاق أو الإحباط فلا تُعاتب نفسك ولا تستسلم للأمر، وابدأ في خطوات صغيرة، مثل نقرتك التالية، وبتغذية عقلك بأشياء تُنعشك أو تُهدئك، ولو قليلاً.

وصدق أو لا تُصدق: تُظهر البحوث أن مجرد النظر إلى صور لطيفة لصغار الماعز، وأشياء أخرى رائعة، يُمكن أن يُعزز التركيز والإنتاجية؛ لأنه عندما تُغيِّر ما تُوليه اهتمامك، فإنك لا تُغيِّر مُتابعاتك فحسب؛ بل تُغيِّر حياتك أيضاً.