لماذا عاد الحكم السعودي لإدارة مباريات الدوري؟

مطالب بتطوير اللجنة المعنية بقضاة الملاعب... ودعم الحكم أمام الأندية والإعلام

TT

لماذا عاد الحكم السعودي لإدارة مباريات الدوري؟

من دون مقدمات، وبشكل مفاجئ، أعطى الاتحاد السعودي لكرة القدم الفرصة للحكام السعوديين لإدارة مباريات الدوري السعودي للمحترفين بعد غياب طويل لأسباب لم تكن مقنعة من جانب المسؤولين في الاتحاد ذاته؛ إذ أكدوا مراراً أن الحكم السعودي بشكل عام غير جاهز لإدارة منافسات الدوري المحلي، وحُوّل لإدارة منافسات الدرجات الثانية التي لا تحظى عادة بحضور جماهيري ولا تأثير من مسؤوليها.
وبحسب قرار الاتحاد المحلي الأخير، فإن الحكم السعودي سيحظى بمزيد من إدارة المباريات للدوري المحلي وكأس الملك، في حين سيحضر الحكم الأجنبي للمباريات الكبرى، وهو القرار ذاته الذي كان يسير عليه اتحاد الكرة منذ عام 2004 الماضي قبل أن يغيب الحكم السعودي نهائياً عن إدارة دوري بلاده.
وجاء قرار عودة الحكم المحلي مفرحة لجميع الحكام والمنتمين للتحكيم السعودي؛ إذ عبّر الحكم محمد القرني لـ«الشرق الأوسط» عن سعادته بعودة الحكام السعوديين للمشاركة في قيادة مباريات دوري المحترفين السعودي، مشيراً إلى أن الحكم السعودي قادر على إثبات تواجده، ولديه الجرأة لقيادة منافسات دوري المحترفين، ونحن في الفترة الماضية رغم أننا مبعدون عن المباريات، لكن لم نتوقف عن التدريبات ومتابعة كل ما يخص التحكيم، حيث نشارك في جميع الورش والدورات والبرامج التي تقيمها لجنة الحكام.
وتابع: ابتعدنا عن المشاركة ما يقارب عاماً كاملاً، ونحترم القرار السابق القاضي بإبعادنا الذي كان بلا شك محبطاً لنا جميعاً كحكام وطنيين، حيث تحولوا إلى مشجعين، فضلاً عن أنهم يشاهدون المباريات وسط أخطاء كبرى ومؤثرة حالهم كحال الحكام الوطنيين الذين يخطئون مثلهم.
وتابع: مع تطبيق تقنية الفيديو أعتقد لا يوجد صعوبة في إدارة المباريات.
وأضاف: لن تكون عودتنا سلبية، بل العكس ستكون إيجابية ونحن مستعدون بشكل كامل لياقياً وبدنياً ومعنوياً ومباريات دوري الدرجة الأولى التي نقودها في الفترة الماضية لا تقل عن دوري المحترفين وكان لدينا طموح وآمل للعودة مجدداً وتحقق لنا ذلك.
من جهته، كشف الحكم السعودي الدولي خالد الطريس عن ترقبه لهذا القرار الذي تأخر كثيراً، موضحاً أن الفترة الماضية كانت هناك استفسارات كثيرة تصلنا كحكام وطنيين عن أسباب اختفاء الحكم السعودي وعدم تكليفه بإدارة مباريات دوري بلاده، ولماذا لا تشاركون في إدارتها؛ وهو ما أثر مباشرة على تواجدنا خارجياً.
وأضاف: رغم اقتصار مشاركتنا على دوري الدرجة الأولى على دوري كأس الأمير محمد بن سلمان، فإنه لم تتوقف مشاركاتنا خارجياً، وهذا ما جعلنا نستمر، وعودتنا للملاعب السعودية ستزيد من حظوظنا للمشاركات الخارجية وخلال الشهرين الماضيين، متمنياً أن تكون تقنية الفار مجهزة بالشكل اللائق؛ حتى لا يتزايد حالة اللغط في الفترة الأخيرة.
وأيّد الطريس فكرة ابتعاد الحكم السعودي مؤقتاً عن إدارة المباريات الجماهيرية؛ كونها ذات حساسية عالية، رغم أن بعض الأندية السعودية لا تمانع من وجود الحكم المحلي؛ كونه لا يفرق عن الحكم الأجنبي.
وتابع: شخصياً بصفتي حكماً دولياً لست في حاجة إلى مثل هذه المباريات الجماهيرية؛ كونها تحرقني محلياً.
وأوضح، أن الحكم السعودي راجع نفسه كثيراً في الفترة الأخيرة بسبب قرار الإبعاد، متوقعاً أن تكون عودته المقبلة أكثر قوة.
في حين توقع مرعي عواجي، رئيس لجنة الحكام السابق، أن الحكم السعودي قادر على إثبات تواجده بوجود تقنية الفار.
وزاد في حديثه: إن وقوف الجماهير الرياضية ودعم وسائل الإعلام مع تقنية الفيديو سيعود الحكم السعودي أفضل من الحكم الأجنبي وبصورة إيجابية، لكن بشكل تدريجي والابتعاد عن المباريات الجماهيرية والمفصلية والحكم الذي يقدم نفسه سيستمر، والحكم الذي لا يقدم شيئاً عليه الخروج من منظومة التحكيم ومع مرور الوقت - بإذن الله - سنستغني عن الحكام الأجانب.
وفي المقابل، أكد الحكم الدولي المقيم معجب الدوسري، أن قرار إعادة الحكم المواطن سيعيد الهيبة إليه.
وأضاف: حتى تعود الثقة للحكم ويستطيع تحقيق النجاح لا بد أن تطور لجنة الحكام، وأن تجد الدعم الكامل من قِبل المسؤولين عن الرياضة السعودية، موضحاً أن أغلب الأندية بعد أن شاهدت الحكم الأجنبي في المباريات الماضية تمنّت عودة الحكم السعودي.
وبحسب «الشرق الأوسط»، فإن لجنة الحكام ستعقد اجتماعاً الأحد المقبل مع جميع المرشحين لإدارة مباريات الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم لمناقشة مشاركتهم محلياً بعد غياب دام عام كامل.
وحتى اللحظة لم يعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم عن مشروعه الجديد بشأن تطوير الحكم السعودي الذي أعلن عنه منذ أكثر من عام، علماً بأنه أقال البريطاني كلاتينبرغ من رئاسة اللجنة، ومنح خليل جلال الحكم السعودي المعتزل مهمة تكليف الحكام، علماً بأن كلاتينبرغ ورغم قرار إبعاده المثير للجدل لا يزال يدير بعض المباريات وسط استغراب جميع الأندية.
وبحسب مصادر «الشرق الأوسط»، فإن إدارة مباراة واحدة في الدوري السعودي تكلف أكثر من 130 ألف ريال سعودي للطاقم التحكيمي؛ وهو ما يعني أن تكاليف إدارة جميع المباريات للدوري ستكلف خزينة اتحاد الكرة عشرات الملايين من الريالات، وهو، بحسب مصادر، من الأسباب التي جعلت المسؤولين في اتحاد الكرة يقررون التراجع عن إبعاد الحكم السعودي عن المباريات كافة، وإسناد غالبية المباريات تحت إدارته مع الاستعانة بالحكام الأجانب في المباريات المفصلية والجماهيرية، وبخاصة ما يسمى بالديربيات والكلاسيكو، التي قد تسبب جدلاً جماهيرياً وإعلامياً.
وستشهد المرحلة المقبلة تنسيقاً عالياً بين الأندية واتحاد الكرة حول آلية الاستعانة بالحكام الأجانب في ظل دخول الحكم السعودي فيما تبقى من منافسات الدوري السعودي وكأس الملك.


مقالات ذات صلة

الإسباني المخضرم أدان يذود عن مرمى الوحدة

رياضة سعودية أدان اتفق مع الوحدة على ارتداء شعاره (الشرق الأوسط)

الإسباني المخضرم أدان يذود عن مرمى الوحدة

توصل نادي الوحدة الى اتفاق مع الحارس المخضرم صاحب الـ٣٧ عاما أنطونيو أدان ليصبح الحارس الجديد للفريق الكروي وفقاً لمصادر "الشرق الأوسط".

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية التركي فاتح تيريم مدرب الشباب (نادي الشباب)

الدوري السعودي: قمة نارية بين الأهلي والشباب... والاتفاق يستدرج الخلود

تشهد منافسات الجولة الـ14 من دوري المحترفين السعودي، مساء اليوم، قمة كروية تجمع الأهلي وضيفه الشباب على ملعب «مدينة الأمير عبد الله الفيصل الرياضية» بجدة.

فهد العيسى (الرياض)
رياضة سعودية السومة سيعود إلى الملاعب السعودية من جديد (النادي العربي)

العروبة يحسم صفقة السومة بعد موافقة الاستدامة المالية

توصل نادي العروبة السعودي إلى اتفاق نهائي للتعاقد مع السوري عمر السومة بعقد حتى نهاية الموسم مع خيار التجديد لموسم إضافي وفقاً لمصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط».

نواف العقيّل (الرياض )
رياضة سعودية بيتروس يحاول تهدئة رونالدو بعد مشادة مع أحد لاعبي الأخدود (رويترز)

مدرب الأخدود: النصر تحصّل على «جزائية» غير مستحقة

أعرب ستيبان توماس، مدرب فريق الأخدود، عن تحفظه على قرارات الحكم الذي أدار مباراتهم أمام النصر ضمن الدوري السعودي.

فارس الفزي (الرياض)
رياضة سعودية رونالدو محتفلاً بهدفه في مرمى الأخدود (تصوير: عبد العزيز النومان)

النصر يقتنص نقاط «الأخدود»... ورونالدو في الموعد

قلب النصر الطاولة على ضيفه الأخدود وحول تأخره بهدف إلى فوز ثمين 3/1 وذلك في اللقاء الذي جمع بينهما على ملعب الأول بارك.

فارس الفزي (الرياض )

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.