الأمم المتحدة: لا مخارج في إسرائيل للأنفاق التي اكتشفت على الحدود مع لبنان

صورة التقطت أمس لحفر فتحة باتجاه نفق ضمن أربعة أنفاق قالت إسرائيل إن «حزب الله» حفرها باتجاه حدودها (إ.ف.ب)
صورة التقطت أمس لحفر فتحة باتجاه نفق ضمن أربعة أنفاق قالت إسرائيل إن «حزب الله» حفرها باتجاه حدودها (إ.ف.ب)
TT

الأمم المتحدة: لا مخارج في إسرائيل للأنفاق التي اكتشفت على الحدود مع لبنان

صورة التقطت أمس لحفر فتحة باتجاه نفق ضمن أربعة أنفاق قالت إسرائيل إن «حزب الله» حفرها باتجاه حدودها (إ.ف.ب)
صورة التقطت أمس لحفر فتحة باتجاه نفق ضمن أربعة أنفاق قالت إسرائيل إن «حزب الله» حفرها باتجاه حدودها (إ.ف.ب)

انتهت جلسة مجلس الأمن التي طلبت فيها إسرائيل والولايات المتحدة اجتماع مجلس الأمن الأمم المتحدة لإدانة «حزب الله» بحفر أنفاق، أمس، من دون نشر إعلان أو إدانة أو التعبير عن القلق.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام، جان بيار لاكروا، أمام مجلس الأمن: «لم يثبت التحقيق الذي أجرته الأمم المتحدة بعد اكتشاف أربعة أنفاق على الحدود بين لبنان وإسرائيل، حتى الآن، أن هذه الأنفاق لها مخارج في الجانب الإسرائيلي».
وأوضح، بحسب تصريحاته التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، أن «إجراء تحقيق معمق لتحديد مسارات ونقاط منشأ الأنفاق مهمة معقدة. إذ تقع الأنفاق على عمق يراوح بين 29 و46 متراً تحت الأرض، ويصعب اكتشافها وإغلاقها وتقع قرب المناطق الحساسة لكلا الطرفين. ورغم أنها تشكل انتهاكاً خطيراً للقرار 1701 لا يبدو أن الأنفاق لها مخارج على الجانب الإسرائيلي».
وأضاف لاكروا: «طبقاً لاستنتاجاتها الخاصة، أكدت قوة الأمم المتحدة في لبنان وجود أربعة أنفاق جنوب الخط الأزرق».
وتابع: «هناك اثنان على الأقل من هذه الأنفاق، أحدهما قرب المطلة (قرب كفركلا شمال الخط الأزرق) وآخر قرب زرعيت (قرب الرامية شمال الخط الأزرق) يعبران الخط الأزرق ويشكلان انتهاكاً للقرار 1701». والخط الأزرق رسمته الأمم المتحدة عام 2000 بعد الانسحاب الإسرائيلي من لبنان. وقد أنهى القرار 1701 الحرب بين إسرائيل و«حزب الله» عام 2006 من خلال وقف الأعمال القتالية وانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ونشر قوة إضافية للأمم المتحدة.
من جهته، قدم السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للدول الأعضاء في المجلس صوراً جوية تظهر، وفقاً لإسرائيل، وجوداً لـ«حزب الله» جنوب الخط الأزرق. وقال: «مع قاعدة عمليات إرهابية على الحدود الإسرائيلية، إذا كان (حزب الله) يجرؤ على مهاجمة إسرائيل، فإن هذا سيؤدي إلى دمار لبنان».
من جهتها، أكدت السفيرة اللبنانية لدى الأمم المتحدة آمال مدللي للمجلس أنه «ليس لدى لبنان نوايا عدوانية» تجاه إسرائيل. وقالت: إن «الدولة اللبنانية لم ترتكب أي انتهاكات»، متهمة إسرائيل بانتهاك «الأجواء اللبنانية خلال الأشهر الأربعة الماضية، بمعدل 84 مرة في اليوم».
أما مندوب الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة، منصور العتيبي، فأكد أن لدى لبنان حقاً مشروعاً في استعادة أراضيه وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وقال خلال الجلسة الطارئة: إن لبنان يعيش على مدار عقود من الزمن، الاستفزازات الإسرائيلية المستمرة، أما حادثة الأنفاق الأخيرة، فقال الدبلوماسي الكويتي: إن إسرائيل تسعى لـ«تضخيمها أمنياً وسياسياً وحتى عسكرياً».
وتابع المندوب الكويتي: «في حين ينتهك القرار 1701 والسيادة اللبنانية كذلك بصورة شبه يومية، وهو أمر مثبّت من قبل الحكومة اللبنانية، إلا أننا لم نجد أي مطالبات بعقد جلسة طارئة لوقف تلك الانتهاكات الإسرائيلية التي تفوق بخطورتها مسألة الأنفاق».
ولفت المندوب الكويتي إلى أنه «على الرغم من عدم وجود إطلاق نار دائم» على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية، فإن بلاده ترحب «بحالة الهدوء المستمرة التي ما كان لها لتتحقق لولا تعاون قوات الأمن اللبنانية الوثيق مع اليونيفيل».



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.