تعتبر الدكتورة ابتسام الكتبي أول سيدة في العالم العربي تترأس هيئة تلعب دوراً سياسياً واقتصاديا مهماً في منطقة الخليج العربي. فهي رئيسة مركز الإمارات للسياسات، وعضو في لجنة حقوق الإنسان في دولة الإمارات العربية المتحدة، وباحثة في قضايا المرأة. التقتها «الشرق الأوسط» في برلين خلال مشاركتها في مؤتمر دولي مهم.
وفي حديثها، أكدت الدكتورة ابتسام أنّ الإمارات دولة سبّاقة على صعيد العالم العربي في مجال تمثيل المرأة، التي استطاعت أن تحقّق فيها قفزات نوعية في مجالات كثيرة، على الصعيد التعليمي وفي المناصب الوزارية، كما استطاعت أن تتبوأ مراكز عالية في القطاع الخاص. وتتابع: «ما يعني عدم وجود أسقف زجاجية تجاه المرأة، خاصة للواتي يسعين إلى التطور»، وتضيف: «يمكن القول بأنّني أستثمر كثيراً في نفسي، ما جعلني أول امرأة عربية تكون في مركز ذي طابع سياسي».
وأصبحت المرأة عنصراً إنتاجياً مهماً لمنطقة الخليج العربي، وأحد عوامل التطور الإنتاجي على مختلف الأصعدة. فهي موجودة في جميع المجالات، حتى في الوظائف التي كانت سابقاً حكراً على الرجل. وهي اليوم طاقة إنتاجية لا يمكن تجاهلها.
وحسب ما ترى الدكتورة ابتسام، فإن التطور الذي حدث في المملكة العربية السعودية مؤخراً، لفتح المجالات أمام المرأة، خلق أيضاً فرصاً أخرى للنساء؛ خاصة في مجتمعات تعتمد كثيراً على الطّاقات البشرية المتطورة. فالمرأة تسدّ ثغرة كبيرة في الدورة الاقتصادية، وعندما يتعطّل نصف المجتمع فهو معطل بالكامل، والقفزة التي حدثت في السعودية هي إضافة نوعيّة في العمل، كما هي للمرأة.
وتذكر الدكتورة ابتسام أنّ نسبة مشاركة المرأة في الخليج في ميدان العمل، تصل إلى 60 في المائة، وهي ناشطة أيضاً في المجال العسكري وفي مجال الطيران، والكل يتذكّر مريم المنصوري، التي شاركت في الهجوم على تنظيم داعش، وتحمل رتبة رائد في سلاح الجوي الإماراتي. كما ينشط دور المرأة في الأعمال المهنية الخاصة بحفر الآبار وفي مجال الطّاقة النووية. وهنا نرى أنّ المرأة باتت تشارك في جميع المجالات، ليس لأنّها امرأة؛ بل للمؤهلات التي تحملها.
ورداً على سؤال: ما الذي توفره الإدارات الخاصة والرّسمية للمرأة العاملة، كي تستطيع التوفيق بين عملها ورعاية شؤون الأسرة، قالت ابتسام: «هذه المشكلة ليست خاصة بالمرأة الخليجية فقط؛ بل يعاني منها كل نساء العالم. فالمرأة تمارس أكثر من دور، هي زوجة وأم وعاملة وموظفة، وتوجد اليوم تشريعات من الحكومة بإيجاد دور حضانة في مكان العمل، وإذا توفرت الإمكانات المادية فإن المرأة تستطيع استدعاء عاملات يساعدنها في المهام المنزلية».
وعن الأحداث التي يواجهها العالم اليوم، وانعكاساتها على الوضع الاقتصادي، وعلى منطقة الخليج، وتحديداً الإمارات، قالت: «بالتأكيد الكل يتأثر بهذا الوضع، خاصة في الدول التي تعتمد بشكل كبير على النفط، ولذلك يجب علينا أن نتجه إلى تنشيط قطاعات أخرى». وأضافت أنّ الإمارات تستثمر أيضاً في الطاقة النووية النّظيفة، وبدأت أيضاً الاستثمار في الطاقة الشمسية، وتستعد للاستثمار في قطاع التكنولوجيا المتطورة، وفي صناعة الفضاء، وفي الثورة الصناعية الرابعة، لكي تستطيع مواكبة المستجدات والتحولات التكنولوجيّة والثّورة المعلوماتيّة.
المرأة الإماراتية تلعب دوراً مهماً في اقتصاد بلادها
المرأة الإماراتية تلعب دوراً مهماً في اقتصاد بلادها
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة