واشنطن تبدأ بسحب قواتها من سوريا معلنة هزيمة «داعش»

الرئيس الأميركي مغردا: التنظيم هو السبب الوحيد لوجودنا هناك

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تبدأ بسحب قواتها من سوريا معلنة هزيمة «داعش»

نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس (إ.ب.أ)
نائب الرئيس الأميركي مايك بنس مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس (إ.ب.أ)

أعلن البيت الأبيض، اليوم (الاربعاء)، أن الولايات المتحدة بدأت بسحب قواتها من الأراضي السورية، معلنة هزيمة تنظيم "داعش" الارهابي في البلاد.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز  في بيان "قبل خمسة أعوام كان تنظيم داعش قوة قوية وخطيرة للغاية في الشرق الأوسط والآن هزمت الولايات المتحدة الخلافة الإقليمية"، على حد قولها.
وتابعت ساندرز أن "هذه الانتصارات على داعش في سوريا لا تشير إلى نهاية التحالف العالمي أو حملته"؛ في إشارة إلى التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة .
وذكر البيان أن الولايات المتحدة بدأت بإعادة قواتها إلى البلاد "خلال انتقالنا إلى المرحلة التالية من هذه الحملة".
وأكدت ساندرز  أن الولايات المتحدة وحلفاءها ما زالوا مستعدين "لإعادة الانخراط على جميع المستويات" للدفاع عن المصالح الأميركية وسيواصلون العمل معاً "لمنع الإرهابيين المتطرفين من السيطرة على أراض
والحصول على تمويل ودعم أو أي وسيلة تمكنهم من اختراق حدودنا".
من جهته،  اعلن البنتاغون ان "التحالف حرر الأراضي التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش، لكن الحملة ضده لم تنته".
وبيّن البنتاغون أنه بدأ إعادة القوات الأميركية الى الوطن من سوريا مع "انتقالنا إلى المرحلة التالية من الحملة".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قد قال في وقت سابق اليوم، إنه حقق هدفه في سوريا بـ"هزيمة تنظيم داعش"، الأمر الذي يؤكد تقارير تفيد بأنه سينظر في سحب القوات الأميركية المنتشرة هناك.
وكتب ترمب في تغريدة له "لقد ألحقنا هزيمة بتنظيم داعش في سوريا، وهو السبب الوحيد لوجودنا خلال رئاسة ترمب".
https://twitter.com/realDonaldTrump/status/1075397797929775105
وقال مسؤولون أميركيون لوكالة أنباء "رويترز" اليوم "إن الولايات المتحدة تبحث سحب كل قواتها من سوريا مع اقترابها من نهاية حملتها لاستعادة كل الأراضي التي كان يسيطر عليها التنظيم".
وإذا تأكد هذا فسوف يضع نهاية للافتراضات حول وجود أطول أمد للقوات الأميركية في سوريا، دافع عنه وزير الدفاع جيم ماتيس ومسؤولون أميركيون كبار آخرون للمساعدة في ضمان عدم عودة التنظيم للظهور.
وكان الرئيس الأميركي ترمب قد أبدى في السابق رغبة شديدة لإعادة القوات الأميركية من سوريا عندما يكون ذلك ممكنا.
ولا يزال لدى الولايات المتحدة نحو 2000 جندي أميركي في سوريا معظمهم من قوات العمليات الخاصة التي تعمل عن كثب مع قوات سوريا الديمقراطية (تحالف من المسلحين الأكراد والعرب).
وأدت الشراكة مع هذا التحالف على مدى الأعوام الماضية إلى هزيمة تنظيم داعش في سوريا، لكنها أغضبت تركيا عضو حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تعتبر وحدات حماية الشعب الكردية، الموجودة ضمن التحالف، امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا مسلحا على أراضيها.
وتزامنت المداولات بشأن سحب القوات الأميركية من سوريا مع تهديد أنقرة بشن هجوم جديد في سوريا.
يذكر أنه، حتى مع الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من سوريا سيظل هناك وجود عسكري أميركي كبير في المنطقة يتضمن نحو 5200 جندي عبر الحدود في العراق.
جدير بالذكر، انه جرى شن معظم الهجمات الأميركية على سوريا باستخدام طائرات حربية، ولا يزال ماتيس ومسؤولون في وزارة الخارجية الأميركية قلقين من فكرة الانسحاب من سوريا قبل التوصل إلى اتفاق للسلام ينهي الحرب هناك، والتي أودت بحياة مئات الآلاف من الأشخاص وشردت نحو نصف سكان سوريا البالغ عددهم قبل الحرب نحو 22 مليون نسمة.
وقد يصبح ترمب عرضة للانتقادات في حال عودة "داعش" للظهور بعد الانسحاب الأميركي من سوريا.
وفي تطور لاحق، قال السناتور الجمهوري روبيو في تعقيب على الأنباء "إن الانسحاب الكامل والسريع للقوات الأميركية من سوريا سيكون خطأ فادحا تتجاوز تداعياته المعركة ضد داعش".
 



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».