انتهاء ترميم أطول نفق مائي روماني في العالم

يمتد إلى 170 كيلومتراً من الأردن إلى سوريا

يُعتبر النفق الروماني في أم قيس أطول نفق مائي روماني في العالم
يُعتبر النفق الروماني في أم قيس أطول نفق مائي روماني في العالم
TT

انتهاء ترميم أطول نفق مائي روماني في العالم

يُعتبر النفق الروماني في أم قيس أطول نفق مائي روماني في العالم
يُعتبر النفق الروماني في أم قيس أطول نفق مائي روماني في العالم

أعلنت السّفارة الأميركية في عمان عن إكمال مشروع ترميم وإعادة وتأهيل النفق الروماني في جدارا «أم قيس» شمال الأردن بتمويل من صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي بقيمة 160 ألف دولار أميركي.
وتمكّنت السفارة الأميركية من خلال شراكتها مع كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة اليرموك من ترميم هذا الموقع التاريخي ذي الأهمية الكبيرة، ليتمكن الأردنيون والعديد من الزّوار والسّياح من الاستمتاع بإبداع فن عمارة المباني القديمة.
وقد استضافت جامعة اليرموك، أمس، بالتعاون مع السفارة الأميركية، حفلاً لافتتاح النفق رسمياً أمام العامة والسّياح.
ويُعد النفق الروماني في أم قيس أطول نفق مائي روماني في العالم، حيث يمتد إلى 170 كيلومتراً من الأردن إلى سوريا، وهي مسافة أطول من ثاني أطول نفق مائي أرضي في إيطاليا بتسع مرات.
وجرى العمل على منحة صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثقافي بين الأعوام 2015 - 2018، ومكّن دائرة صيانة المصادر التراثية وإدارتها في جامعة اليرموك من تأهيل النفق لاستقبال السياح وزيادة استقطاب السياح للموقع في شمال الأردن.
يشار إلى أنّ صندوق السفراء للحفاظ على التراث الثّقافي يدعم حماية المواقع والمواد الثقافية وأشكال التعبير الثقافي التقليدية الأخرى حول العالم. لقد تلقّى الأردن منذ عام 2001. ما يزيد على مليوني دولار كمنح لتمويل 18 مشروعاً للحفاظ على الإرث الثّقافي المتميز في أماكن كالبتراء والبيضة وأم الجمال وأبيلا ووادي الأردن وفي وسط البلد.
وقال القائم بأعمال السفارة الأميركية جيم بارنهات، إنّ بلاده تفخر بشراكتها مع الأردن للحفاظ على المواقع التراثية وحمايتها، موضحاً أنّ السياحة تبقى واحدة من أساسات الاقتصاد الأردني، وكانت كلية الآثار والأنثروبولوجيا في جامعة ‏اليرموك قد شرعت عام 2016 في تنفيذ مشروع صيانة وإعادة تأهيل النفق المائي في ‏موقع أم قيس «جدارا» في شمال الأردن، إحدى مدن الحلف التجاري ‏العشر «الديكابولس» من العصر الروماني.
وأوضح الدكتور زياد السعد نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية ‏مشرف المشروع، أنّ هذا النّفق يعدّ الأطول من نوعه في العالم القديم، ‏وهو عبارة عن شبكة أنفاق تحت الأرض، طولها 170 كيلومتراً، دشنها ‏المهندسون الرومان نحو عام 90 للميلاد، لنقل مياه الشّرب من بحيرة ‏داعل القديمة في سوريا إلى أم قيس في شمال الأردن، وقد خُصص هذا ‏المشروع لصيانة وإعادة تأهيل 2 - 3 كيلومترات من الجزء الواقع أسفل ‏الموقع الأثري على هضبة أم قيس. وأضاف أنّ أهمية المشروع تتمثل في حفظ وصون القيمة الثّقافية التي ‏ينطوي عليها هذا النّظام الهندسي المائي، مما يسهم في تعزيز الهوية ‏الثّقافية والتاريخية لموقع أم قيس، وتفعيل دور السياحة والآثار في ‏تحقيق التنمية المستدامة للمجتمع المحلي.‏ وتابع أنّ الإجراءات التنفيذية للمشروع تتضمن أعمال ‏التوثيق المعماري للنّفق بالاستعانة بالتقنيات الحديثة، ومنها تقنيات ‏المساحة التصويرية، والمسح الليزري ثلاثي الأبعاد، ونظم المعلومات ‏الجغرافية، إلى جانب توثيق مظاهر التلف التي اعترت النفق بفعل ‏العوامل البيئية، وإجراءات الصيانة السابقة باستخدام الإسمنت في مدخل ‏النفق، يلي ذلك تنفيذ أعمال الصيانة والترميم بما يضمن الحد الأدنى من ‏إجراءات التدخل وفق المعايير الدُّولية المتبعة في ترميم المنشآت ‏التاريخية، وتترافق تلك الإجراءات مع إعادة تأهيل البنية التحتية ‏الإنشائية والميكانيكية والكهربائية، بما يتيح السير داخل النّفق في ‏تجربة فريدة تأخذ الزائر إلى الماضي وإبداعات الذين أشرفوا على إنشاء ‏هذا النفق، وحفر نحو ‏‎600.000‎‏ متر مكعب في الحجر الجيري، وهو ‏ما يفوق الكتلة الإجمالية لبناء الهرم الأكبر في مصر القديمة.
وأكد السعد أنّ إنجاز هذا المشروع في حال اكتماله ينطوي على توفير ‏المعطيات اللازمة لترشيح النفق المائي في أم قيس على لائحة التراث ‏العالمي، مما يمنح الموقع قيمة مضافة وحماية معزّزة.‏ ‏كما أنّ صيانة القاطع الخاص بهذا النّفق، والواقع أسفل هضبة أم قيس، ‏تمهد الطريق لاستكمال العمل مستقبلاً على مشروع صيانة النفق بأكمله ‏وصولاً إلى منطقة درعا، وهي مسؤولية تتطلّب تعزيز التعاون والتنسيق ‏بين المؤسسات المعنية محلياً وإقليمياً ودولياً، مشيراً إلى أنّ المشروع ‏يظلّ رهناً بإحلال الاستقرار في منطقة المثلث التاريخي شمالاً.


مقالات ذات صلة

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

يوميات الشرق جزء من التجهيز يظهر مجموعة الرؤوس (جناح نهاد السعيد)

«نشيد الحب» تجهيز شرقي ضخم يجمع 200 سنة من التاريخ

لا شيء يمنع الفنان الموهوب ألفريد طرزي، وهو يركّب «النشيد» المُهدى إلى عائلته، من أن يستخدم ما يراه مناسباً، من تركة الأهل، ليشيّد لذكراهم هذا العمل الفني.

سوسن الأبطح (بيروت)
يوميات الشرق مشهد من جامع بيبرس الخياط الأثري في القاهرة (وزارة السياحة والآثار المصرية)

بعد 5 قرون على إنشائه... تسجيل جامع بيبرس الخياط القاهري بقوائم الآثار الإسلامية

بعد مرور نحو 5 قرون على إنشائه، تحوَّل جامع بيبرس الخياط في القاهرة أثراً إسلامياً بموجب قرار وزاري أصدره وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي.

فتحية الدخاخني (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

«اليونيسكو» تحذر إسرائيل من استهداف آثار لبنان

أثمرت الجهود اللبنانية والتعبئة الدولية في دفع منظمة اليونيسكو إلى تحذير إسرائيل من تهديد الآثار اللبنانية.

ميشال أبونجم (باريس)
يوميات الشرق هضبة الأهرامات في الجيزة (هيئة تنشيط السياحة المصرية)

غضب مصري متصاعد بسبب فيديو «التكسير» بهرم خوفو

نفي رسمي للمساس بأحجار الهرم الأثرية، عقب تداول مقطع فيديو ظهر خلاله أحد العمال يبدو كأنه يقوم بتكسير أجزاء من أحجار الهرم الأكبر «خوفو».

محمد عجم (القاهرة )
المشرق العربي الضربات الجوية الإسرائيلية لامست آثار قلعة بعلبك تسببت في تهديم أحد حيطانها الخارجية وفي الصورة المعبد الروماني
(إ.ب.أ)

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» لحماية آثار لبنان من هجمات إسرائيل

اجتماع طارئ في «اليونيسكو» للنظر في توفير الحماية للآثار اللبنانية المهددة بسبب الهجمات الإسرائيلية.

ميشال أبونجم (باريس)

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)