اكتشاف يساعد خلايا الدماغ على تنظيف نفسها لمقاومة ألزهايمر

اكتشاف يساعد خلايا الدماغ على تنظيف نفسها لمقاومة ألزهايمر
TT

اكتشاف يساعد خلايا الدماغ على تنظيف نفسها لمقاومة ألزهايمر

اكتشاف يساعد خلايا الدماغ على تنظيف نفسها لمقاومة ألزهايمر

كشفت دراسة أميركية بريطانية مشتركة أنّ بعض الخلايا العصبية في الدّماغ تحمي نفسها من مرض ألزهايمر، وذلك عبر نظام تنظيف خلوي ذاتي تحطّم من خلاله البروتينات السّامة المرتبطة بهذا المرض.
ويسبب هذا المرض بروتينات تاو السامة (tau proteins)، التي تضعف الخلايا العصبية وتقتلها في نهاية المطاف، وتوصل الباحثون من جامعتي كولومبيا وأوهايو في أميركا، وكامبريدج في بريطانيا، إلى أن المزيد من هذا البروتين يتراكم في أنواع معينة من الخلايا العصبية الضعيفة، لأنّ أنظمتها الخلوية فقدت القدرة على التنظيف.
وعرف الباحثون منذ فترة طويلة أنّ الأمراض العصبية التنكسية مثل ألزهايمر، تؤثر على بعض الخلايا دون غيرها، حتى إنّها تترك الخلايا العصبية المجاورة من دون أن تصاب بأذى، لكنّ أسباب هذه الانتقائية كانت صعبة التحديد، وتمكنت الدراسة المنشورة أول من أمس، في دورية «نيتشر» المتخصصة في علم الأعصاب (Nature Neuroscience)، من تحديد مسؤولية بروتين يسمى «BAG3» عن هذه العملية.
وخلال تجارب أُجريت على جرذان التجارب، تلاعب الباحثون في مستويات هذا البروتين بالخلايا العصبية للجرذان، فوجدوا أنّه عندما جرى تخفيض مستوياته في الخلايا، تراكم بروتين «تاو» السّام، وعندما حُسّنت مستوياته كانت الخلايا العصبية قادرة على تخليص نفسها من هذا البروتين السام.
ويقول كارين داف، عالم الأعصاب في جامعة كولومبيا، في التقرير ذاته: «إذا استطعنا تطوير علاجات لدعم آليات التنظيف الطبيعية لوقف تراكم بروتين (تاو) السام، فقد نكون قادرين على منع، أو على الأقل إبطاء تطور مرض ألزهايمر والأمراض العصبية الأخرى مثل الخرف».
ويبلغ عدد المصابين بهذا المرض حول العالم نحو 50 مليون شخص، ويشهد كل عام حدوث 10 ملايين حالة جديدة، وفق إحصائيات منظمة الصّحة العالمية، وهو ما يعطي قيمة كبيرة لهذا البحث في حالة انتقاله لمرحلة أبعد من التجارب المعملية إلى السريرية، كما يؤكد د.خالد عبد الله، استشاري المخ والأعصاب في وزارة الصّحة المصرية.
ويقول عبد الله لـ«الشرق الأوسط»: «حتى الآن لا يوجد علاج لهذا المرض أو علاج يوقف تطوره التدرجي، ولذلك فإنّ أي إنجاز في هذا المجال يكتسب قيمة كبيرة».


مقالات ذات صلة

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

صحتك تقوم الكبد بالعديد من الوظائف الحيوية بالجسم (رويترز)

ما سبب زيادة انتشار مرض الكبد الدهني خلال السنوات الأخيرة؟

أكد طبيب أميركي أن الاستهلاك المتزايد للمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة والأطعمة شديدة المعالجة ساهم في زيادة انتشار «مرض الكبد الدهني» خلال السنوات الأخيرة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك الشباب والأطفال الأعلى تفاؤلاً يميلون إلى أن يكونوا أفضل صحة (رويترز)

كيف يؤثر التفاؤل على صحة الأطفال والشباب؟

كشفت دراسة جديدة عن أن صغار السن الأعلى تفاؤلاً بشأن مستقبلهم يميلون في الواقع إلى أن يكونوا أفضل صحة بشكل ملحوظ.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي (رويترز)

الإنجاب في سن صغيرة قد يقلل خطر الإصابة بسرطان الثدي

كشفت دراسة علمية جديدة أن إنجاب الأطفال في سن صغيرة يوفر تأثيراً وقائياً ضد سرطان الثدي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق الاكتئاب يُعد أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعاً على مستوى العالم (جامعة أوكسفورد)

العلاج لا يصل لـ91 % من مرضى الاكتئاب عالمياً

كشفت دراسة دولية أن 91 في المائة من المصابين باضطرابات الاكتئاب بجميع أنحاء العالم لا يحصلون على العلاج الكافي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة )
صحتك هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية (أ.ف.ب)

التوتر قد يؤدي إلى الإصابة بالسكتة الدماغية في منتصف العمر

يقول الخبراء إن هناك علاقة واضحة بين مستويات التوتر العالية وخطر السكتة الدماغية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
TT

ما هو سر إبطاء عملية الشيخوخة؟

قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)
قليل من الأدلة التي تثبت فاعلية المكملات المضادة للشيخوخة (غيتي)

قال أحد الخبراء إن التجارب الإكلينيكية على المكملات المضادّة للشيخوخة قد تكشف عن الإجابة على البقاء بصحة جيدة في وقت لاحق من الحياة، وفقاً لصحيفة «سكاي نيوز».
ويذكر أنه، في حين أن عدداً من المكملات متاحة بسهولة وغير مكلِّفة، لكن هناك نقصاً في الأدلة التي تثبت فعاليتها، كما قالت خبيرة الشيخوخة البروفيسورة سينتيا كينيون.
وقد تكشف التجارب الإكلينيكية أن أحد المكملات الغذائية، قيد التداول تجارياً بالفعل، يحمل سر إبطاء عملية الشيخوخة البيولوجية، ومن ثم، الأمراض ذات الصلة بالعمر؛ مثل السرطان والخرف. وقالت الدكتورة كينيون، التي تعمل في شركة «كاليكو لايف ساينسيس»، التابعة لشركة غوغل، والتي أحدثت أبحاثها ثورة في الفهم العلمي للشيخوخة، إن هناك حاجة ضرورية لإجراء تجارب على «رابامايسين» و«ميتفورمين» - وهما مُكمّلان رُبطا بمكافحة الشيخوخة. وتطور «رابامايسين»، في الأصل، بصفته مثبطاً للمناعة لمرضى زراعة الأعضاء، بينما يستخدم «ميتفورمين» للتحكم في إنتاج الغلوكوز لدى مرضى السكري النوع الثاني. كما دعت إلى اختبار مواد أخرى موجودة في النبيذ الأحمر والحيوانات المنوية.
وتقول كينيون إن التجربة الإكلينيكية الكبيرة بما يكفي لتكون ذات مغزى، تكلِّف ملايين الدولارات، «ومن ثم لا يوجد نموذج عمل لهذا؛ لأنه إذا كنت تريد تجربة إكلينيكية مع شيء متوفر مجاناً وغير مكلِّف، فلا يمكنك تعويض تكلفة التجربة. لذا فإنك ستجعل الناس - إذا نجحت التجارب - أكثر مرونة ومقاومة للأمراض، ويمكن بيعها للجميع، ويمكن إعطاؤها للفقراء». وأضافت أن معرفة المكملات الغذائية، التي تؤثر على الإنسان، «ستكون أمراً رائعاً للعالم».
ودعت «منظمة الصحة العالمية» والحكومات والجماعات غير الربحية والمحسنين، إلى الاجتماع، والبدء بالتجارب على البشر. وقالت: «لا نعرف ما إذا كان أي منها سينجح، ولكن علينا اكتشاف ذلك».