مؤتمر مراكش يطيح برئيس الوزراء البلجيكي

رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل (إ.ب.أ)
TT

مؤتمر مراكش يطيح برئيس الوزراء البلجيكي

رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل (إ.ب.أ)

أعلن رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشيل، اليوم (الثلاثاء)، أنه سيقدم استقالته للعاهل البلجيكي الملك فيليب، بعد تقديم الاشتراكيين والخضر لمذكرة حجب الثقة.
وقال رئيس الوزراء البلجيكي في كلمة أمام مجلس النواب: "لقد أتيحت لي الفرصة للتعبير عن وجهة نظري، ووجهت دعوة صادقة لنعمل معاً، وقدمت اقتراحات لإنقاذ الحكومة، لكن خطابي لم يكن مقنعاً(...) يجب أن أحترم ذلك وأن أتصرف بناءً على ذلك".
وبينما يُترك أمر الموافقة على استقالة رئيس الوزراء للعاهل البلجيكي الملك فيليب، إلا أنه قد يتعين على حكومته الاستمرار في تصريف أعمال الدولة إلى غاية شهر مايو (آيار) المقبل، حيث موعد الانتخابات المقبلة. إلا أنه في حال تقديم رئيس الوزراء المستقيل، اقتراحاً بحل مجلس النواب، يتعين أن يتم إجراء انتخابات في غضون 40 يوماً، ويجب على حكومة ميشيل، الاستمرار في أداء عملها إذا رفض الملك قبول استقالة رئيس الوزراء.
وعصف مؤتمر الأمم المتحدة للهجرة الذي عقد الأسبوع الماضي في مراكش المغربية، بالإتلاف الحكومي البلجيكي، إذ تحولت حكومة ميشيل بعد "مؤتمر مراكش" إلى حكومة أقلية، نتيجة انسحاب أكبر حزب في ائتلافه بسبب خلاف حول التوقيع على الاتفاقية الأممية للهجرة.
وفجّر موقف ميشيل المؤيد لمؤتمر مراكش، أزمة سياسية غير مسبوقة في بلجيكا، إذ قام قبل سفره إلى المغرب للمشاركة في المؤتمر والتوقيع على اتفاق الأمم المتحدة للهجرة، بإعفاء وزراء عن الحزب القومي الفلاماني (إن.في.أ)، من بينهم ثيو فرانكن وزير اللجوء والهجرة، والذي كان من أشد المعارضين لتوقيع بلجيكا على الاتفاق الغير ملزم.
ورغم تحذيرات من انهيار الائتلاف الحكومي، تمسك ميشيل بالتوقيع على الاتفاق، والذي حظي بتأييد من مجلس النواب البلجيكي، قبل أن تتغير مواقف بعض الأحزاب، متأثرة بانسحاب الولايات المتحدة ودول أوروبية أخرى.
وفي كلمة له أمام وفود من 150 دولة، قال ميشيل في مؤتمر مراكش، إن "بلجيكا اختارت أن تكون على الجانب الصواب في التاريخ".
وأضاف مؤيداً اتفاق الأمم المتحدة للهجرة: "ليس لدي أغلبية نيابية، لكني فخور بقناعاتي، وبهذا الميثاق الأممي للهجرة، نحن أكثر شجاعة ومسؤولية".
وتظاهر الآلاف في العاصمة البلجيكية أول من أمس، ضد اتفاق الهجرة الذي صادقت عليه بلجيكا، وذلك استجابة لدعوات الأحزاب اليمينية، حيث شارك أكثر من 5 آلاف شخص في التظاهرات التي تطورت إلى اشتباكات استخدمت معها الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه.
يذكر أن الميثاق العالمي للهجرة المؤلف من 34 صفحة، يحدد 23 هدفاً لضمان الهجرة «الآمنة والمنظمة والمنتظمة»، بما في ذلك حماية المهاجرين من الاستغلال وانتهاكات حقوق الإنسان.
ولا يعتبر الميثاق معاهدة ملزمة قانوناً، إلا أنه يهدف إلى إرشاد الدول حول كيفية التعامل مع الهجرة.


مقالات ذات صلة

بلجيكا تحقق في «تدخل» روسي بالبرلمان الأوروبي

أوروبا القاعة الرئيسية داخل مبنى البرلمان الأوروبي في بروكسل (أرشيفية - رويترز)

بلجيكا تحقق في «تدخل» روسي بالبرلمان الأوروبي

فتح الادعاء البلجيكي تحقيقاً بشأن «التدخل» الروسي في البرلمان الأوروبي، بعد الكشف عن أموال يُشتبه بأن نواباً في المجلس تلقوها لنشر دعاية داعمة للكرملين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا بيت فلسطيني تعرض لاعتداءات على يد عدد من المستوطنين في الضفة الغربية (إ.ب.أ)

بلجيكا تحظر دخول المستوطنين الإسرائيليين من مرتكبي العنف في الضفة الغربية

قالت بيترا دي سوتر نائبة رئيس الوزراء البلجيكي إن بروكسل ستحظر دخول المستوطنين الإسرائيليين من الضفة الغربية الذين تورطوا في أعمال عنف ضد الفلسطينيين.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
أوروبا الشرطة تطوق المنطقة بعد عملية لها في سكاربيك بالقرب من بروكسل ببلجيكا (رويترز) play-circle 00:14

تونسي عمره 45 عاماً... وفاة مُطلق النار في هجوم بروكسل

اعتقلت الشرطة البلجيكية اليوم (الثلاثاء) رجلا يشتبه بإطلاقه النار وقتل سويديين في هجوم في بروكسل، حسبما أعلن متحدث باسم الادعاء العام الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم الليبرالي ألكسندر دي كرو يتولى رئاسة وزراء بلجيكا

الليبرالي ألكسندر دي كرو يتولى رئاسة وزراء بلجيكا

أعلن الفلمنكي الليبرالي ألكسندر دي كرو اليوم (الأربعاء) أنه سوف يتولى رئاسة الحكومة البلجيكية الجديدة التي سوف تتألف من سبعة أحزاب. وقال دي كرو في مؤتمر صحافي: «لقد تم تشكيل الحكومة الاتحادية»، مشيراً إلى أن العملية استغرقت «وقتاً طويلاً للغاية». وأضاف أنه سوف يتعين على الحكومة الجديدة الفوز بثقة الشعب، وفقاً لما أفادت به وكالة الأنباء الألمانية. وقال: «علينا أن نثبت أننا نقف على أرض صلبة». وسوف يترأس دي كرو ائتلافاً مكوناً من سبعة أحزاب: خليط من أحزاب الليبراليين والاشتراكيين والخضر من كل أنحاء البلاد بما في ذلك الحزب المسيحي الديمقراطي الفلمنكي. ومن المقرر أن تؤدي الحكومة اليمين الدستورية غد

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم إصابة رئيس وزراء بلجيكا بصمم جزئي بسبب طلقة نارية

إصابة رئيس وزراء بلجيكا بصمم جزئي بسبب طلقة نارية

أصيب رئيس وزراء بلجيكا، شارل ميشال، بفقدان جزئي للسمع بعد أن أطلقت الأميرة أستريد، شقيقة ملك بلجيكا، طلقة البداية لأحد السباقات مباشرة قرب أذنه، بحسب ما أفاد المتحدث باسمه أمس (الثلاثاء). وبدا ميشال متألما في إحدى الصور بينما أستريد، الشقيقة الصغرى للملك فيليب، تطلق طلقة البداية قرب أذنه اليسرى تمهيداً لانطلاق سباق جري لمسافة 20 كيلومترا في بروكسل الأحد بمشاركة نحو 40 ألف شخص. واضطر رئيس الوزراء إلى تأجيل ظهوره في البرلمان لتقديم خطة استثمارات وطنية الثلاثاء. وأكد المتحدث باسمه، فريدريك كودرلييه، للصحافة الفرنسية أن ميشال يعاني من «صمم جزئي» وطنين في الأذنين. وخضع ميشال لفحوص طبية مكثفة الاثني

«الشرق الأوسط» (بيروت)

رئيس تايوان: «واثق» من تعميق التعاون مع إدارة ترمب

صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)
TT

رئيس تايوان: «واثق» من تعميق التعاون مع إدارة ترمب

صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)
صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يتحدث خلال زيارة لبرلمان دولة بالاو في نغرلمود (أ.ف.ب)

أعلن الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي، اليوم (الجمعة)، أنه «واثق» من تعزيز التعاون مع الولايات المتحدة بعد تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل.

وقال لاي من بالاو، في اليوم الأخير من جولته في المحيط الهادئ، إن «تايوان واثقة من أنها ستواصل تعميق التعاون مع الإدارة الجديدة لمقاومة التوسع الاستبدادي، وتحقيق الرخاء والتنمية لكلا البلدين، مع زيادة المساهمة في الاستقرار والسلام الإقليميَّين»، وفق ما نقلته «وكالة الصحافة الفرنسية».

كذلك، حضَّ الرئيس التايواني الديمقراطيات على أن تكون «أكثر اتحاداً» ضد الدول الاستبدادية.

صورة ملتقطة في 5 ديسمبر 2024 تظهر الرئيس التايواني لاي تشينغ-تي وهو يلتقط صورة مع رئيس بالاو سورانغيل ويبس جونيور خلال لقائهما في نغرلمود ببالاو (إ.ب.أ)

ويزور لاي، بالاو وهي من بين 12 دولة لا تزال تعترف بتايوان، التي تُشكِّل المحطة الأخيرة في جولة له في المحيط الهادئ زار خلالها هاواي وغوام، وكلتيهما من الأراضي الأميركية، في أول رحلة خارجية له منذ توليه مهامه في مايو (أيار).

وتثير هذه الجولة استياء الصين، التي طلبت من الولايات المتحدة «التوقف عن توجيه مؤشرات خاطئة» إلى «القوى الانفصالية التايوانية».

وتعدّ الصين تايوان جزءاً لا يتجزأ من أراضيها، ولا تستبعد أن تعيدها إلى سيادتها بالقوة إن لزم الأمر.

وفي بالاو، أكد لاي أيضاً أن تايوان والصين «ليستا خاضعتين لبعضهما بعضاً» مشدداً على أن الجزيرة «متمسكة بنظامها الدستوري الديمقراطي الحر».