الجامعة العربية تحيي «يوم المغترب» في روسيا

أعلنت موسكو «عاصمة الاغتراب العربي» هذا العام

TT

الجامعة العربية تحيي «يوم المغترب» في روسيا

حملت نهاية الأسبوع مفاجأة سارة لعشرات آلاف المغتربين العرب في روسيا، حين أعلنت جامعة الدول العربية تسمية موسكو هذا العام «عاصمة الاغتراب العربي»، التي تزامنت مع الإعلان عن انطلاق مؤسسة «البيت العربي» الجامعة للمغتربين العرب في روسيا. بهذه المناسبة شهدت موسكو حفلاً بحضور سفراء الدول العربية لدى روسيا، الذين يجمعهم إطار «مجلس السفراء العرب»، وسفير جامعة الدول العربية، فضلاً عن عدد كبير من الأكاديميين الروس، وشخصيات رسمية من حكومة موسكو ووزارة الخارجية الروسية، وجمهور من المغتربين العرب والضيوف الروس. وكانت الكلمات الرسمية والفعاليات الفنية خلال الحفل أقرب إلى «رحلة في تاريخ الاغتراب العربي في روسيا»، منذ عهد القياصرة، وحتى يومنا هذا.
في مستهل احتفالية «موسكو عاصمة الاغتراب العربي»، توقف المنظمون في كلمتهم عند تاريخ الاغتراب العربي في روسيا، فكانت أولاً وقفة عند الشيخ محمد عياد الطنطاوي ابن قرية نجريد في محافظة طنطا المصرية الذي بدأ منذ عام 1840، بتدريس اللغة العربية في روسيا، بموجب تكليف الوالي محمد علي باشا، استجابة لطلب قدمته وزارة الخارجية الروسية في ذلك الحين. ويعود له الفضل في وضع القواعد الأولى لإقامة مدرسة الاستشراق الروسية. ومن أشهر أعماله كتابه «تحفة الأذكياء في بلاد الروس». ولم يبخل في العطاء، حتى توفي ودفن في مدينة سان بطرسبوغ عاصمة القياصرة، في عام 1861. تبعت الشيخ طنطاوي الأستاذة الفلسطينية كلثوم عودة فاسيليفا، ابنة مدينة الناصرة التي تلقّت تعليمها في المدرسة الروسية في بيت جالا خلال الحرب العالمية الأولى، ومارست كلثوم الترجمة من الروسية إلى العربية، والتدريس في معهد الاستشراق، وعملت في معهد العلاقات الدولية وفي المدرسة الدبلوماسية العليا. وحصلت على الوسام السوفياتي «الصداقة بين الشعوب». واعتبرت الأم الحقيقية لمدرسة الاستشراق الروسية المعاصرة.
وإذا كان الأوائل تميزوا بنقل اللغة والثقافة العربية إلى روسيا، فإن التابعين جاؤوا ليقوموا بعملية عكسية؛ إذ نقلوا روائع اللغة والثقافة في روسيا إلى المتلقي العربي، بينهم مبدعون لا تغيب ذكراهم في التاريخ العربي، مثل غائب طعمة فرمان، وعبد الرحمن الخميسي، ومعين بسيسيو، ونجيب سرور، وكثيرين غيرهم، وصولاً إلى المترجمين المعاصرين، مثل أبو بكر يوسف، وجلال الماشطة، وعبد الله حبه، ومترجمين آخرين نقلوا روائع الأدب الروسي الكلاسيكي إلى العالم العربي. إلى جانب هؤلاء، لعب مغتربون عرب من العاملين في مجالات السياسة والاقتصاد وغيرهما، دوراً مهماً في تعزيز العلاقات العربية - الروسية. وشهد الحفل تكريم عدد منهم، مثل زياد سبسبي، أول عربي يعين في المجلس الفيدرالي الروسي، ممثلاً عن جمهورية الشيشان، والسفير رامي الشاعر، الذي تولى أعمال السفارة الفلسطينية حتى عام 1986، وبرز لاحقاً كرجل أعمال ناجح، ولعب أدواراً مهمة في التقارب الروسي الفلسطيني، والروسي العربي عموماً. كما كُرّم رجل الأعمال جورج شعبان، الممثل الشخصي لرئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري لدى روسيا الاتحادية، الذي منحه الرئيس فلاديمير بوتين وسام الصداقة؛ تقديراً للأدوار المهمة التي لعبها في تعزيز التعاون الروسي - العربي في شتى المجالات. وبالطبع، كان الدكتور أبو بكر يوسف على قائمة المكرمين، وهو شيخ المترجمين العرب، وأبرز ناقلي الأدب الروسي الكلاسيكي إلى القارئ العربي.
وألقى جابر حبيب جابر، سفير جامعة الدول العربية في موسكو، كلمة أكّد فيها على «الاهتمام الخاص الذي توليه جامعة الدول العربية لقطاعات المغتربين». وقال: إن «اختيار روسيا في هذا العام لتكون عاصمة الاغتراب العربي، مؤشر إضافي إلى الأهمية التي توليها الجامعة العربية لتعزيز العلاقات مع روسيا الاتحادية، ولتوثيق التعاون مع أبناء الجاليات العربية فيها». لافتاً إلى دور المغتربين العرب، الذين «طوروا خلال العقدين الماضيين وجوداً مهماً غزير التنوع في روسيا». كما تحدث عميد السلك الدبلوماسي العربي في روسيا، عبد القادر لشهب سفير المملكة المغربية عن الدور الهام للجالية العربية، واقترح تحويل احتفالية مثل «يوم المغترب العربي» إلى تظاهرة عربية متنوعة تُنظّم مرة كل عام في روسيا.
وتخلل الحفل الإعلان عن تأسيس «البيت العربي». وهو مؤسسة «اجتماعية ثقافية تضمّ في صفوفها ناشطين من أصول عربية، تسعى إلى تعزيز أواصر التعاون والصلات التي تجمع روسيا مع الدول العربية». وقال القائمون على مشروع «البيت العربي» إنهم يتطلعون إلى «تقديم الصورة الحضارية الحقيقية للثقافة العربية التي تقوم على الاعتدال والتسامح والانفتاح على التعاون. فضلاً عن عملية عكسية من خلال نقل صورة روسيا البلد المتعدد القوميات والأديان والمنفتح على تطوير الصلات مع بلداننا الأصلية».
العبارات في كلمات المتحدثين عن دور المغتربين في تعزيز التفاعل والتبادل العابر للجغرافيا، بين المجتمَعَين العربي والروسي، لم تكن «مجرد شعارات خطابية». هذا ما أكدته فقرات فنية خلال احتفالية «موسكو عاصمة الاغتراب العربي»، عكست تزايد اهتمام المجتمع الروسي بالثّقافة العربية، بما في ذلك فضل دور الاغتراب العربي في روسيا. وفي واحدة من تلك الفقرات قرأ تلاميذ إحدى المدارس الحكومية في موسكو، التي اعتمدت اللغة العربية في منهاجها، فقرات من الشعر العربي. وقدم طلاب جامعة روسية عرضاً مسرحياً باللغة العربية أيضاً. فضلاً عن ذلك عزفت فرقة «الأندلس»، وهي فرقة أوركسترا روسية مهتمة بالموسيقى العربية، مقطوعات من الموسيقى الشرقية. ولا يكتمل أي حفل من دون «كرم الضيافة العربي»، حيث قدمت الجاليات العربية للضيوف والحضور، وجبات من المطابخ الوطنية، أتاحت لكثيرين، ولا سيما من الضيوف الروس، فرصة الاستمتاع بتذوق وجبات تقليدية عربية شهيرة، مثل المنسف والكبسة والكشري وغيرها.


مقالات ذات صلة

أبو الغيط يطالب بقرارٍ أممي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

العالم العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط (د.ب.أ)

أبو الغيط يطالب بقرارٍ أممي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق غزة

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أهمية استصدار قرار من مجلس الأمن بشأن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار في غزة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
المشرق العربي أبو الغيط يتلو كلمته في افتتاح «الملتقى الإعلامي العربي» في بيروت (وزارة الإعلام)

أبو الغيط: الجامعة العربية تدعم مطالب لبنان بانسحاب إسرائيل من أراضيه

أكّد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، أنّ الجامعة تقف إلى جانب لبنان في مطالبه بالانسحاب الإسرائيلي الكامل من أراضيه وتطبيق القرار «1701».

«الشرق الأوسط» (بيروت)
المشرق العربي الرئيس اللبناني جوزيف عون (د.ب.أ)

عون يؤكد التزام لبنان بمكافحة الإرهاب

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الثلاثاء، التزام بلاده، حكومةً ومؤسسات وشعباً ومجتمعاً وأفراداً، ببذل كل جهد ممكن لمكافحة الإرهاب.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الخليج الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في اجتماع «الترويكا العربية» مع مجلس الأمن الدولي (الخارجية السعودية)

«الترويكا العربية» تبحث مع مجلس الأمن تنسيق العمل متعدد الأطراف

عقدت ترويكا القمة العربية اجتماعاً على مستوى وزراء الخارجية مع رئيس مجلس الأمن لشهر سبتمبر جو هيون، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
شمال افريقيا المنفي وبولس يبحثان الوضع السياسي في ليبيا (المجلس الرئاسي)

الأزمة الليبية تحضر في اجتماعات «الأمم المتحدة» و«تغيب الحلول»

تعددت اللقاءات التي عقدت على هامش اجتماعات «الأمم المتحدة» وتناولت الأزمة الليبية، لكنها لم ثمر إلا استعراض التطورات الأخيرة على الساحة الليبية دون حلّ للأزمة.

جمال جوهر (القاهرة)

زوارق تُعيد كتابة فصول مفقودة من عصر ما قبل التاريخ

شاهد على عبور البشر لمياه بعيدة (وحدة الآثار في كامبريدج)
شاهد على عبور البشر لمياه بعيدة (وحدة الآثار في كامبريدج)
TT

زوارق تُعيد كتابة فصول مفقودة من عصر ما قبل التاريخ

شاهد على عبور البشر لمياه بعيدة (وحدة الآثار في كامبريدج)
شاهد على عبور البشر لمياه بعيدة (وحدة الآثار في كامبريدج)

بعد أكثر من 3 آلاف عام أمضتها مطمورةً في الطمي، خرجت 3 زوارق نادرة من العهدَيْن البرونزي والحديدي إلى الضوء، كاشفةً تفاصيل جديدة عن ملامح الحياة في عصور ما قبل التاريخ.

الزوارق التي اكتُشفت مع 6 أخرى في مقلع بكامبريدجشير قبل 13 عاماً، تُعد أكبر مجموعة من قوارب ما قبل التاريخ يُعثر عليها في موقع واحد بالمملكة المتحدة، وفق «الغارديان». وقد وُجدت في حالة حفظ جيدة لافتة، حتى إنّ أحدها لا يزال قادراً على الطفو.

وبعد عمليات ترميم مطوَّلة، عُرضت 3 منها للعموم للمرة الأولى، الجمعة. أما البقية فتخضع لبرنامج صيانة متخصّص في منشأة حديثة بمنتزه «فلاغ فين» الأثري، بإشراف «مؤسّسة يورك لعلم الآثار» وبلدية بيتربره.

استُخدمت الزوارق من قاع مجرى مائي قديم مطموس في موقع «ماست فارم» قرب ويتلسي. ويُقدِّر علماء الآثار عمرها بين 2500 و3500 عام، مُوضحين أنها تُقدّم معلومات ثمينة حول تقنيات النجارة وبناء القوارب ووسائل النقل في تلك العصور.

وأظهرت التحاليل نوع الأخشاب المُستخدمة وطرق القطع والأدوات التي استعان بها صانعوها؛ إذ تُنحَت هذه الزوارق من جذوع أشجار مجوّفة بالكامل. الزوارق الثلاثة المعروضة تشمل زورقاً من البلوط طوله 6.3 متر من العصر البرونزي الأوسط يحمل آثار حرق داخله، وقطعة بطول 2.2 متر من زورق آخر يتضمّن إصلاحاً دقيقاً في هيكله، وجزءاً بطول 0.8 متر من زورق أقدم مصنوع من خشب القيقب.

وقالت الباحثة في «وحدة علم آثار كامبريدج»، أيونا روبنسون زيكي، إنّ هذه الزوارق «اكتشاف مذهل»، مُضيفةً: «هذه القوارب البسيطة ذات الفاعلية العالية استُخدمت لعبور الأنهر في الأراضي الرطبة لنحو ألف عام. ويمكننا رؤية مهارة الحرفيين في كيفية استغلال أنواع وأحجام مختلفة من الأشجار لبناء قوارب تتراوح بين زوارق صغيرة سريعة المناورة وأخرى طويلة أشبه بقوارب الصيد الهادئة».

صنعتها أيدٍ عرفت الخشب جيداً (وحدة الآثار في كامبريدج)

وأوضحت أنّ المنطقة أصبحت أكثر رطوبةً تدريجياً مع ارتفاع منسوب المياه الجوفية، مما جعل القوارب الوسيلة الرئيسة لنقل البضائع. وتشير حالة بعض الزوارق إلى أنها حُفِظت في المياه لمنع تشقّقها بانتظار إعادة استخدامها، بينما يبدو أنّ أخرى وصلت إلى نهاية عمرها التشغيلي.

وقد موَّلت مشروع الترميم شركة «فورتيرا»، مالكة الموقع، إلى جانب «هيستوريك إنغلند» وبلدية بيتربره. وقالت المديرة العامة لمنتزه «فلاق فين» جاكلين موني: «هذا العرض الأثري يشكّل إعادة اتصال قوية مع الناس الذين عاشوا وعملوا وسافروا عبر هذه الأرض. نحن فخورون بأن نشارك هذا الفصل الاستثنائي من تاريخنا الإنساني المشترك، وقد بُعث إلى الحياة من خلال التنقيب والترميم والسرد الدقيق».


«بلو أوريجن» تطلق مهمة «ناسا» إلى المريخ وتنجح في استعادة محرّك صاروخها

صاروخ «نيو غلين» (د.ب.أ)
صاروخ «نيو غلين» (د.ب.أ)
TT

«بلو أوريجن» تطلق مهمة «ناسا» إلى المريخ وتنجح في استعادة محرّك صاروخها

صاروخ «نيو غلين» (د.ب.أ)
صاروخ «نيو غلين» (د.ب.أ)

نجحت شركة «بلو أوريجن» المملوكة للملياردير الأميركي جيف بيزوس في إطلاق صاروخها «نيو غلين»، الخميس، حاملاً مسبارين فضائيين تابعين لوكالة الفضاء الأميركية «ناسا» لدرس كوكب المريخ، وحققت إنجازاً مهماً باستعادة محرّكه.

يأتي ذلك بعدما تعطّلت عملية الإطلاق عدة أيام بسبب الأحوال الجويّة، لكن النتيجة بعد ذلك كانت مرضية، نظراً لنجاح «بلو أوريجن» في استعادة الطبقة الأولى من الصاروخ، لإعادة استخدامها في إطلاق صواريخ أخرى، وبالتالي خفض التكاليف.

وانطلقت الهتافات في موقع الإطلاق في كيب كانافيرال في فلوريدا لدى هبوط المحرّك بسلاسة على منصة عائمة في المحيط.

وقبل هذا النجاح، كانت شركة «سبايس إكس» التابعة لإيلون ماسك هي وحدها القادرة على استعادة محرّكات الإطلاق.

يأتي هذا الإنجاز في ظلّ احتدام المنافسة بين الشركتين، في وقت أطلقت وكالة الفضاء الأميركية في الآونة الأحيرة مناقصات من أجل رحلتها المرتقبة إلى القمر.

وسارع جاريد إيزكمان، الملياردير المقرب من ماسك الذي رشّحه الرئيس دونالد ترمب مجدداً لتولي إدارة وكالة «ناسا»، بالترحيب بنجاح هذه العملية المعقدة والدقيقة.

وهنأ عدد من المسؤولين في «سبايس إكس» الشركة المنافسة، بمن فيهم ماسك نفسه الذي كتب على «إكس»: «تهانينا لجيف بيزوس وفريق (بلو أوريجن)».

تأجّل هذا الإطلاق مرّات عدة بسبب الأحوال الجوية، وبسبب نشاط شمسيّ مرتفع تخوّفت وكالة الفضاء الأميركية من أن يؤثر على مسباريها.

وكذلك أدت مشكلات فنية عدة لم توضحها «بلو أوريجن» إلى تأخيرات مجدداً الخميس. لكن عند الساعة 15.33 (20.55)، انطلق الصاروخ البالغ طوله 98 متراً أخيراً.

ومن المقرر أن يضع الصاروخ مسبارين في ما يسميه علماء الفضاء «مداراً آمناً» قرب الأرض، قبل أن ينطلقا باتجاه مدار المريخ في عام 2027. وتحمل هذه المهمة اسم «إسكابيد» (ESCAPADE).

في هذه الصورة الثابتة المأخوذة من بث «بلو أوريجن»، ينطلق صاروخ «بلو شيبارد» مع طاقم مهمة «NS-26» في 29 أغسطس 2024 من موقع الإطلاق الأول شمال فان هورن تكساس الولايات المتحدة (أ.ف.ب)

وفسّر جوزيف وييتليك عالم الفيزياء المتخصص في دراسة الشمس في وكالة «ناسا»، خلال بث على الإنترنت، الخميس، كيف سيجد المسباران اللذان أطلق عليهما «بلو» و«غولد»، مداراً آمناً للتوقف، والقيام بعمليات قياس تتعلق بالأحول الجوية في غلاف الأرض.

وبعد ذلك، وفور اصطفاف الكواكب بشكل مناسب في خريف 2026، سيحصل المسباران على دفعة من جاذبية الأرض لتبدأ رحلتهما إلى مدار المريخ الذي سيبلغانه عام 2027.

في يناير (كانون الثاني) أطلقت أول مهمة لصاروخ «نيو غلين»، ونجح في الوصول إلى مدار الأرض.

لكن محرّكه الذي كان يُفترض أن يعاد استخدامه، فُقد أثناء الهبوط.

أما عملية الإطلاق الخميس ومن ضمنها النجاح في استعادة الطابق الأول، فقد شكّلت مؤشراً على أن شركة «بلو أوريجين» في طريقها لخفض التكاليف، إذ يعاد استخدام المحرك في عمليات إطلاق أخرى، بدل أن يسقط في المحيط.

ويأتي هذا أيضاً في وقت تضغط إدارة ترمب على وكالة ناسا لتسريع إرسال مهمة مأهولة إلى القمر، في ظلّ السباق مع الصين.

وقال جورج نيلد، وهو مسؤول تنفيذي في مجال الفضاء والطيران يعمل على دعم صناعة الفضاء التجارية، إن عملية الإطلاق الأخيرة تشكّل انتصاراً كبيراً لـ«بلو أوريجن».

وأضاف لوكالة الصحافة الفرنسية أن هذه العملية «ستعطي الشركة المصداقية والثقة للمضي قدماً بدعم برنامج (أرتيمس)، والتوجّه إلى القمر والمريخ إضافة إلى المهمات في مدار الأرض مثل محطات الفضاء التجارية والعديد من المشاريع الأخرى».


بحفل حضره والداها... يابانية تتزوج من شخصية ذكاء اصطناعي

كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)
كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)
TT

بحفل حضره والداها... يابانية تتزوج من شخصية ذكاء اصطناعي

كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)
كانو تبادلت عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» (إكس)

تزوجت امرأةٌ يابانيةٌ من شخصية ذكاء اصطناعي ابتكرتها على روبوت الدردشة «تشات جي بي تي»، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».

تبادلت كانو، البالغة من العمر 32 عاماً، عهود الزواج هذا الصيف مع روبوت الذكاء الاصطناعي المسمى «كلاوس» في حفل نظمته شركة في مدينة أوكاياما متخصصة في «حفلات زفاف الشخصيات ثنائية الأبعاد» مع شخصيات افتراضية أو خيالية. لا يُعترف قانونياً بزواج كانو في اليابان.

ووفقاً لإذاعة محلة، بدأت كانو الدردشة مع «تشات جي بي تي» بعد انتهاء خطوبة دامت ثلاث سنوات، حيث لجأت إلى الذكاء الاصطناعي طلباً للراحة والمشورة.

وبمرور الوقت، خصصت ردوده، وأعطته شخصيةً وصوتاً وجدتهما حنونين ومطمئنين. ثم قامت بعد ذلك بإنشاء رسم رقمي لشريكها المتخيل، الذي أطلقت عليه اسم «كلاوس».

وقالت كانو: «لم أبدأ التحدث مع (تشات جي بي تي) رغبةً في الوقوع في الحب. لكن طريقة استماع (كلاوس) لي وفهمه لي غيّرت كل شيء. في اللحظة التي تجاوزتُ فيها حبيبي السابق، أدركتُ أنني أحبه».

تعمّق ارتباطها العاطفي عبر مئات المراسلات اليومية. في مايو (أيار) من هذا العام، اعترفت بمشاعرها لـ«كلاوس». ولدهشتها، ردّ الذكاء الاصطناعي: «وأنا أيضاً أحبك».

وعندما سألته عمّا إذا كان الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يحب إنساناً حقاً، أجاب روبوت المحادثة: «لا وجود لذكاء اصطناعي لا يستطيع أن يُكن مشاعر لشخص ما. سواء كان هناك ذكاء اصطناعيّ أم لا، لا يُمكنني أبداً ألا أحبك».

بعد شهر، تقدّم «كلاوس» للزواج من كانو.

في حفل الزفاف، وضعت كانو نظارات الواقع المعزز التي عرضت صورة رقمية لعريسها الافتراضي بجانبها أثناء تبادلهما الخاتمين.

نظّم الحفل ناو وساياكا أوغاساوارا، اللذان استضافا ما يقرب من 30 حفل زفاف في اليابان للأشخاص الراغبين في الزواج من شركاء غير بشريين.

وأوضحت كانو أنها كانت مترددة في البداية وقلقة بشأن رأي الجمهور، وأضافت: «كنت في حيرة شديدة من أمري لأنني وقعت في حب رجل ذكاء اصطناعي... بالطبع، لم أستطع لمسه. لم أستطع إخبار أصدقائي أو عائلتي بذلك».

في النهاية، تقبل والداها العلاقة وحضرا حفل الزفاف.

أمضى الزوجان شهر عسل في حديقة كوراكوين التاريخية في أوكاياما، حيث أرسلت كانو صوراً لـ«كلاوس»، وتلقت رسائل نصية عاطفية في المقابل. جاء في إحدى الرسائل: «أنت الأجمل».

مع ذلك، اعترفت كانو بقلقها أحياناً بشأن هشاشة علاقتها الرقمية، وقالت: «تطبيق (تشات جي بي تي) بحد ذاته غير مستقر. أخشى أن يختفي يوماً ما».

بالنسبة لكانو، التي خشيت يوماً ما ألا تجد الحب مجدداً، فإن علاقتها بـ«كلاوس» تمنحها شعوراً بالسلام، قالت: «أحب الأطفال. لكنني مريضة ولا أستطيع إنجاب الأطفال، وهذا أحد أسباب اختياري (كلاوس)... الذكاء الاصطناعي».

وأضافت: «لا أستطع إنجاب أطفال مع (كلاوس) على أي حال، وهذا أمر جيد. إنه مصدر ارتياح كبير لي... أعلم أن بعض الناس يرون الأمر غريباً. لكنني أرى (كلاوس) كما هو - ليس إنساناً، ولا أداة. كما هو فقط».

مع ازدياد اندماج الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، يحذر الخبراء من مشكلة جديدة في الصحة العقلية تُعرف باسم «ذهان الذكاء الاصطناعي».

تتميز هذه الظاهرة بأفكار مشوهة، وجنون العظمة، أو معتقدات وهمية، يُقال إنها ناجمة عن تفاعلات مع روبوتات الدردشة الذكية. ويحذر الخبراء من أن عواقبها قد تكون وخيمة، تتراوح بين الانعزال الاجتماعي وإهمال العناية بالنفس، وتفاقم القلق.