صحيفة «ميادين» الليبية.. عين على الثورة وأخرى على الثقافة

رئيس تحريرها أحمد الفيتوري: سنقاوم التخلف والعنف بقوة الأمل والحلم

أحمد الفيتوري  و غلاف العدد الأخير من {الميادين}
أحمد الفيتوري و غلاف العدد الأخير من {الميادين}
TT

صحيفة «ميادين» الليبية.. عين على الثورة وأخرى على الثقافة

أحمد الفيتوري  و غلاف العدد الأخير من {الميادين}
أحمد الفيتوري و غلاف العدد الأخير من {الميادين}

كانت لحظات فارقة في تاريخ الثقافة في ليبيا، فالبلد الذي لا يزال التناحر السياسي يقطع في أوصاله منذ سقوط نظام معمر القذافي، هو في مسيس الحاجة اليوم إلى جرعات مكثفة من الثقافة، تلم تحت مظلتها هذا التشتت والانقسام الذي أصبح يأكل الأخضر واليابس يوميا.
ويؤمل الروائي والناقد الصحافي الليبي أحمد الفيتوري رئيس تحرير صحيفة «ميادين» الثقافية أن تتسع مساحة الوعي بالثقافة لدى قطاعات كبيرة من المواطنين الليبيين، ليدركوا حقيقة ما يحيق بهم من مؤامرات وظلمات، تستهدف تفكيك الدولة، وتقسيمها إلى كيانات صغيرة، من شأنها أن تدمر في النهاية الهوية الليبية، وتطمس معالمها وما يرتبط بها من مخزون ثقافي وحضاري ممتد في التاريخ.
تصدر «ميادين» من بنغازي، مفجرة الثورة في 17 فبراير (شباط) 2011، وهي المدينة التي عانت من كراهية القذافي نفسه، وظلت في سلة الإهمال طيلة 40 سنة من حكمه، وتدافع حاليا عن ثورتها ضد أعداء جدد للوطن والحياة، يلبسون أقنعة الداخل والخارج معا.
يستصرخني الفيتوري الذي قضى نحو عشر سنوات من عمره في سجون القذافي عقب تخرجه في الجامعة، وهو يتواصل معي على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» قائلا: «أنا في خط النار بمعنى الكلمة، هناك حرب شوارع لا تنتهي في بنغازي التي هي خارج التغطية، لكن المعنويات في المدينة جيدة، حتى إن المقاهي كانت مزدحمة بمتابعة كأس العالم رغم أن الناس هناك عندها في بيوتها التلفزيونات والاشتراكات متوافرة، لكنهم كانوا يصرون على الحضور في المقاهي التي تزداد، إضافة إلى المولات المزدحمة بالنساء صباح مساء».
ويتابع: «هناك حالة مقاومة عالية تحتاج إلى رصد، ويمكنك من خلال أعداد (ميادين) التي أرسلتها لك أن تعد تقريرا مطولا عن درنة وبنغازي وكأنك فيهما».
تأسست «ميادين» في القاهرة بعد أشهر قليلة من اندلاع الثورة ضد القذافي.. كان الفيتوري ورفاقه أحمد بلو، وسالم العوكلي، والمصور الصحافي خليل العريبي، وكاتب هذه السطور، والفنان الليبي المقيم في القاهرة عمر جهان، يسابقون الزمن في إصدارها، لتحمل راية الثورة التي اندلعت في ليبيا، لتحلق بركب ثورات أخرى انطلقت في محيطها الجغرافي، في تونس ومصر.
لم تكن المهمة سهلة في ظروف الحرب، لكن مع الإصرار والإرادة ولدت «ميادين» بقوة، متخذة اسمها من أيقونة «الميدان» الذي شكل مسرحا للثورة في هذه الدول، وصدرت الأعداد الثلاثة الأولى في القاهرة، واخترقت «ميادين» حصار الحدود، ووصلت إلى القارئ الليبي، لتشهد بعد ذلك نجاح الثورة وموت الطاغية القذافي، لكنها سرعان ما دخلت في النفق المر بعدما تحولت الثورة إلى كعكة سياسية هشة، تتسابق على التهامها موجات متلاطمة من العنف تضرب البلاد في مقتل.
في افتتاحية العدد 160 من «ميادين»، ينقل الفيتوري صورة مشهدية حية من الأوضاع في البلاد بعنوان «كعكة فبراير كعكة سم» قائلا: «بتنا نخاف الغد ونترحم على الأمس وسُدّت في وجوهنا السبل، العالم يهج من وجهنا بعد أن كان الشريك. نعم، ما يحدث الساعة نتيجة لما قمنا به بشراكة العالم في هدم نظام فاشي، لكنها نتيجة فاجعة، فالكل يهرب عنا ويهرب منا لأن الموت الملك الذي استبد بحياتنا، في مطار الأبرق - بعد إغلاق مطار بنينا - تكدس الهاجون من شرق البلاد كما حدث ساعة انتفاضتنا في فبراير 2011، الهاجون هم بناة من الصينيين وعمال نظافة من بنغلاديش وأصحاب وظائف أخرى من مصر وتركيا وغيرهما من البلاد، أي كل مقتدر هج عنا».
وحتى لا يظل هذا المشهد مجرد صورة معلقة في جدار الزمن يتابع الفيتوري صاحب «سيرة بني غازي»، تفاصيل أخرى في ما وراء تداعياته، وما يحدث على أرض الواقع. يقول في الافتتاحية نفسها: «في مطار طرابلس تكدس الأفريقيون يهربون من الموت، ملك ليبيا الذي هيمن على الحياة. وما زال طرف منا يحاجج في شرعيته، بل يمنح الشرعية لهذا ويسحبها عن غيره، ولا يريد أن يلتفت إلى ليبيا التي بفضل سلطته وشرعيته تحولت إلى مهج وازدهر الخراب فيها، وهذا يحصل وآل الشرعية يستميتون في شرعيتهم، مما يجعل الميت يفطس من الضحك في قبره، هؤلاء الشرعيون جعلوا الشرعي الوحيد في البلاد الموت وبفضل شرعيتهم عم الخراب، وبفضلهم بتنا نخاف الغد ونترحم على الأمس».
وتدق الافتتاحية أجراس الخطر، في صرخة أشبه بالمرثية الإنسانية، قائلة: «نحن في بلاد يدفع فيها أشخاص ثمنا غاليا لجريمة ارتكبها غيرهم، وهم صغار في عالم الكبار، هم ليسوا قادة، هم ليسوا فاعلين، هم من بسطاء القوم ومن أفقرهم، وحتى إن شاغبوا فشغبهم حده كلام تأخذه الريح.. السؤال الكبير لماذا يقتل هؤلاء؟ وما الذي يجنيه القاتل؟ أيها الليبيون أفيقوا.. مصابكم عظيم!».
ورغم صعوبات جمة يفرضها الوضع المأساوي في البلاد تنتظم «ميادين» في إصدارها بشكل أسبوعي، وتتابع كل الوقائع على الأرض، وتفتح أبوابا وتقترح حلولا للخروج من الأزمة. وفي أعقاب الثورة نظمت «ميادين» ندوة على مدار ثلاثة أيام، حول كتابة الدستور الجديد للبلاد، دعت إليها كوكبة من أشهر الفقهاء الدستوريين من مصر وبعض الدول العربية.
يعلق الفيتوري على هذه الندوة قائلا: «كنا نريد أن نضع من خلالها أيدينا بشكل علمي على الطريق الصحيح، استعنا بهؤلاء الخبراء للإفادة من خبرتهم في كتابة الدساتير في بلادهم، وفي بلدان أخرى. كان حرصنا على أن نرسي دعائم دولة جديدة تنهض على احترام الدستور والقانون، والمواطنة كحق طبيعي لجميع الشعب دون استثناء أو امتيازات، لكن قوى الظلام جرت البلاد إلى هذه الفوضى، التي تعود بنا إلى عصور الاستبداد والتخلف».
نحو مائة وسبعين عددا صدرت من «ميادين» حتى الآن، تنوعت على صفحاتها كل ألوان الطيف السياسي الليبي والعربي، برحابة أفق وسعة صدر، وتنوعت أيضا تجارب أخرى في مجالات الأدب والفن والشعر، والعمل الاجتماعي والرياضي.. كان همها أن تصل إلى القارئ ببساطة وشفافية، أن تعينه على أن يعرف نفسه وحقيقة ما يجري حوله والدور المطلوب منه في هذه الأوقات الصعبة والمصيرية في تاريخ ليبيا.
يقول الفيتوري: «الحمد لله، استطعنا بفضل جهود العاملين في الصحيفة وتحري المهنية والموضوعية أن نصل إلى القارئ، وأن تصبح (ميادين) أحد شواغله الأساسية لمتابعة ما يجري في الواقع الليبي والعربي والدولي، ووسعنا هذا الأفق بطبعة إلكترونية من كل عدد، متاحة أمام القارئ في أي مكان من العالم.. كل ما نريده أن يعرف القارئ خارج ليبيا حقيقة ما يجري هنا. فمع اشتداد وتعقد الوضع المأساوي أصبحت ليبيا خارج التغطية الصحافية والإعلامية من قبل الصحف ووكالات الأنباء العالمية والمحلية، وما ينشر في هذه الفضاءات الإعلامية غالبا ما يكون مشوبا بالأخطاء، ولا علاقة له بحقيقة ما يجري على أرض الواقع.. تصحيح هذه الصورة أصبح من أولويات مهمتنا الصحافية والثقافية».
يضيف الفيتوري: «أيضا على رأس أولوياتنا الدفاع عن ليبيا ككيان موحد، ورفض كل ما يحاك لها على صعيد المسرح السياسي العالمي، فقد وقفنا ضد تصريحات لمفوضة الأمن الداخلي الأوروبي سيسيليا مالمستروم، اعتبرت فيها ليبيا دولة فاشلة. ووجهت (ميادين) في عددها 166 رسالة مفتوحة إلى كاثرين أشتون مفوضة خارجية الاتحاد الأوروبي، ذكرتها فيها بتصريحاتها أثناء زيارتها لبنغازي بعد أشهر قليلة من الثورة، والتي أكدت فيها على أن الاتحاد الأوروبي سيقوم بمساعدة ليبيا في المجالات الأمنية والاقتصاد والصحة والتربية والمجتمع المدني».
ويسخر الفيتوري، في هذه الرسالة التي وجهها إلى أشتون في افتتاحية ذلك العدد قائلا: «ليبيا فاشلة بفضل الاتحاد الأوروبي أيضا».
وينهي الفيتوري حديثه معي مؤكدا أن «ميادين» أصبحت سجلا للثقافة الليبية، منذ قيام الثورة وحتى الآن، وعلى حد قوله: «نحن لا نواجه أزمة سياسية فقط، بل نواجه ثقافة عليها أن تنهض وتجدد نفسها كل يوم، وتقاوم أنياب هذه المأساة الشرسة التي تعيشها ليبيا، بقوة الأمل والحلم».



نصبان جنائزيان من مقبرة الشاخورة

النصبان الجنائزيان
النصبان الجنائزيان
TT

نصبان جنائزيان من مقبرة الشاخورة

النصبان الجنائزيان
النصبان الجنائزيان

يحتل الفن الجنائزي حيزاً واسعاً من ميراث أقاليم شبه الجزيرة العربية، وتتميّز جزيرة البحرين في هذا الميدان بنتاج نحتي تصويري يعود إلى القرون الميلادية الأولى، لا نجد ما يماثله في الحواضر المجاورة لها. خرج هذا النتاج من الظلمة إلى النور خلال العقود الأخيرة، وتمثّل في مجموعة كبيرة من شواهد القبور المزينة بنقوش تصويرية آدمية، عُثر عليها في سلسلة من المدافن الأثرية، أبرزها مقبرة الشاخورة. تعكس الشواهد التي خرجت من هذه المقبرة التعدّدية في الأساليب الفنية التي طبعت هذا النتاج البحريني المميّز، وتتجلّى هذه الخصوصية في نصبين ظهرا جنباً إلى جنب في معرض أقيم منذ سنوات في متحف البحرين الوطني تحت عنوان «تايلوس رحلة ما بعد الحياة».

افتتح هذا المعرض في مطلع مايو (أيار) 2012، وضمّ ما يقرب من 400 قطعة أثرية مصدرها مقابر أثرية أقيمت في مستوطنات متعددة تقع اليوم في مملكة البحرين. حوى هذا المعرض مجموعات عدة، منها مجموعة من الأواني الفخارية والحجرية والزجاجية والرخامية، ومجموعة الحلى والمصوغات المشغولة بالذهب والفضة والأحجار المتنوعة، ومجموعة من المنحوتات الجنائزية، منها قطع تمثل شواهد قبور، وقطع على شكل منحوتات ثلاثية الأبعاد من الحجم الصغير. كما يشير العنوان الجامع الذي اختير لهذا المعرض، تعود هذه القطع إلى الحقبة التي عُرفت بها البحرين باسم تايلوس، وهو الاسم الذي أطلقه المستكشفون الإغريق على البحرين، كما أنه الاسم الذي اعتُمد للتعريف بحقبة طويلة تمتد من القرن الثاني قبل الميلاد إلى القرن الثالث بعد الميلاد. ويجمع بين هذه القطع أنها خرجت كلها من المقابر، أي أنها تحمل وظائفية جنائزية، وتُمثل «رحلة ما بعد الحياة»، أي رحلة إلى ما وراء الحياة الأرضية التي تقود بانقضائها إلى حياة أخرى، يصعب تحديد معالمها في غياب النصوص الأدبية الخاصة بها.

حسب قدامى كتّاب الإغريق، أطلق المصريون القدماء على مقابرهم اسم «مساكن الأبدية»، وتردّد هذا الاسم في صيغ مختلفة عبر أنحاء العالم القديم على مر العصور، كما يُجمع أهل العلم. من هذه المساكن الأثرية في البحرين، خرجت شواهد قبور نُحتت على شكل أنصاب آدمية من الحجم المتوسط، تطوّر شكلها بشكل كبير خلال القرون الميلادية الأولى. اختار منظّمو معرض «رحلة ما بعد الحياة» مجموعة من هذه الأنصاب تختزل هذه الجمالية المتعدّدة الفروع، منها نصبان يتشابهان بشكل كبير من حيث التكوين الخارجي، غير أنهما يختلفان من حيث الأسلوب، ويظهر هذا الاختلاف بشكل جلي في صياغة ملامح الوجه. خرج هذان النصبان من مقبرة الشاخورة، نسبة إلى قرية تقع شمال العاصمة المنامة، تجاورها قريتان تحوي كل منهما كذلك مقبرة أثرية خرجت منها شواهد قبور آدمية الطابع، هما قرية الحجر وقرية أبو صيبع.

يتميّز نصبا الشاخورة بانتصابهما بشكل مستقل، على عكس التقليد السائد الذي تبرز فيه القامة الآدمية بشكل ناتئ فوق مساحة مستطيلة مسطّحة. يبدو هذان النصبان للوهلة الأولى أشبه بمنحوتتين من الطراز الثلاثي الأبعاد، غير أن سماكتهما المحدودة تُسقط هذه الفرضية. يبلغ طول النصب الأكبر حجماً 45 سنتيمتراً، وعرضه 18 سنتيمتراً، ولا تتجاوز سماكته 9 سنتيمترات. يمثل هذا النصب رجلاً ملتحياً يقف بثبات، رافعاً يده اليمنى نحو الأعلى، وفاتحاً راحة هذه اليد عند طرف صدره. يثني هذا الرجل ذراعه اليسرى في اتجاه وسط الصدر، مطبقاً يده على شريط عريض ينسدل من أعلى الكتف إلى حدود الخصر. يتألف اللباس من قطعة واحدة، تتمثل بثوب فضفاض، يزيّنه شريط رفيع ينسدل من أعلى الكتف اليمنى، مع حزام معقود حول الخصر تتدلّى منه كتلتان عنقوديتان عند وسط الحوض. يقتصر الجزء الأسفل من النصب على أعلى الساقين، ويمثل الطرف الأسفل من الثوب، وهو على شكل مساحة مسطّحة يزيّنها شريطان عموديان رفيعان ومتوازيان.

يُمثل النصب الآخر رجلاً يقف في وضعية مماثلة، وهو من حجم مشابه، إذا يبلغ ارتفاعه 36 سنتيمتراً، وعرضه 15 سنتيمتراً، وسماكته 10 سنتيمترات. تتميّز يدا هذا الرجل بحجمهما الكبير، وتبدو راحة يده اليمنى المبسوطة بأصابعها الخمس وكأنها بحجم رأسه. يتبع اللباس الزي نفسه، غير أنه مجرّد من الشرائط العمودية الرفيعة، والحزام المعقود حول خصره بسيط للغاية، وتتدلّى من وسط عقدته كتلتان منمنمتان خاليتان من أي زخرفة. يتشابه النصبان في التكوين الواحد، وهو التكوين الذي يتكرّر في شواهد القبور البحرينية الخاصة بالرجال والفتيان، على اختلاف أعمارهم ومهامهم الاجتماعية. وهذا التكوين معروف في نواحٍ عديدة من العالم الفراتي، كما هو معروف في نواحٍ عدة من البادية السورية وغور الأردن، ويُعرف بالطراز الفرثي، نسبة إلى الإمبراطورية التي نشأت في إيران القديمة، وأبرز عناصره اللباس المؤلف من قطعة واحدة مع زنار معقود حول الوسط، وراحة اليد اليمنى المبسوطة عند أعلى الصدر.

يخلو هذا التكوين الجامع من أي أثر يوناني، حيث تغلب عليه بشكل كامل وضعية السكون والثبات، بعيداً من أي حركة حية منفلتة، ويظهر هذا السكون في ثبات الوجه المنتصب فوق كتلة الكتفين المستقيمتين، والتصاق الذراعين بالصدر بشكل كامل. من جهة أخرى، تعكس صياغة الملامح الخاصة بكلّ من الوجهين. رأس النصب الأول بيضاوي، وتجنح صياغة ملامحه إلى المحاكاة الواقعية، كما يشهد الأسلوب المتبع في تجسيم العينين والأنف والفم. أما رأس النصب الثاني فدائري، وتتبع صياغة ملامحه النسق التحويري التجريدي الذي يسقط الشبه الفردي ويُبرز الشبه الجامع، ويتجلّى ذلك في اتساع العينين اللوزيتين، وتقلّص شفتي الثغر، وبروز كتلة الأنف المستقيم.

أُنجز هذان النصبان بين القرن الثاني والقرن الثالث للميلاد، ويمثّلان فرعين من مدرسة محليّة واحدة برزت في البحرين وازدهرت فيها، والغريب أن أعمال التنقيب المتواصلة لم تكشف بعد عن نحت موازٍ في نواحٍ خليجية مجاورة لهذه الجزيرة، شكّلت امتداداً لها في تلك الحقبة.