غيب الموت الفنان ومغني الأوبرا حسن كامي عن عمر ناهز 77 عاماً بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازته أمس من مسجد السيدة نفيسة بجنوب القاهرة، بحضور كوكبة من الفنانين ورجال الإعلام.
اشتهر كامي بلقب «أرستقراطي الدراما والسينما»... وغنى من كلمات صلاح جاهين وألحان مودي الإمام «أنا وطني بنشد وبطنطن، واتباهى بمجدك واطنطن»، وكانت أشهر أغنية غناها الراحل خلال أحداث فيلم «سمع هس» مع ليلى علوي وممدوح عبد العليم.
وحسن كامي ممثل ومغني أوبرا مصري وينتمي للأسرة العلوية، ولد في أكتوبر (تشرين الأول) 1941، حصل على ليسانس الحقوق من جامعة القاهرة، درس الغناء الأوبرالي بمعهد الكونسرفتوار إلى جانب دراسات عليا موسيقية بإيطاليا.
بدأ حياته العملية بدار الأوبر المصرية عام 1963، ووصل إلى منصب مدير الأوبرا، وقام بدور البطولة في «أوبرا عايدة» على مسارح الأوبرا في الاتحاد السوفياتي عام 1974، ليكون أول مصري يقوم ببطولة «أوبرا عايدة»... كما شارك في الغناء بدور البطولة في نحو 270 أوبرا عالمية على مدار نحو 24 عاماً، ومنها «إيطاليا، وفرنسا، والاتحاد السوفياتي، واليابان، والدنمارك».
وصل كامي في مسيرته الأوبرالية إلى درجة «تينور»، وتعد هذه الدرجة أعلى طبقة في الأصوات الغنائية الرجالية في الأوبرا، وقد حصل على عدة تكريمات دولية، منها حصوله على الجائزة الثالثة العالمية في الغناء الأوبرالي من إيطاليا عام 1969، والجائزة الرابعة العالمية عام 1973، والجائزة السادسة من اليابان 1976، والجائزة الأولى في مهرجان موسيقى الألعاب الأوليمبية بسيول بكوريا الجنوبية عام 1988.
تزوج عام 1969، وابنه الوحيد «شريف»، توفي بحادث وهو بعمر 18 عاماً، ما تسبب في فقدانه صوته لمدة عام. وتوفيت زوجته نجوى منذ عامين، وكان يكتب لها يومياً عبر صفحتها على «فيسبوك» رسائل مؤثرة، وكان يواظب على زيارة قبر ابنه كل يوم جمعة، وبعد وفاة زوجته أصبح يزور قبرهما.
قدمه للمسرح الفنان الراحل محمد نوح ليعمل في مسرحية «انقلاب»، وتلتها عدة أعمال منها «دلع الهوانم»، و«لا مؤاخذة يا منعم»... وعمل كامي بصحبة نجوم السينما المصريين في أفلام «سمع هس»، و«ناصر 56»، و«دموع صاحبة الجلالة»، و«زكي شان»، و«كشف المستور»، و«قدرات غير عادية»، و«كونشرتو في درب سعادة»، و«قليل من الحب كثير من العنف»، و«الحب والرعب»، و«يا مهلبية يا». وقدم للشاشة الصغيرة «الملك فاروق»، و«بوابة الحلواني»، و«الخواجة عبد القادر»، و«المصراوية»، و«أنا وانت وبابا في المشمش»، و«البنات»، و«صاحب الحب»، و«قشتمر»، و«العراف»، و«دمي ودموعي وابتسامتي»، و«ناس وناس» الذي أدى فيه شخصية عزيز بك «الأليت» الشهيرة.
ونعت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة في مصر، الراحل، قائلة إن «الفنون الجادة فقدت إحدى علاماتها البارزة، فأعمال الراحل سواء في فن الغناء الأوبرالي أو الدراما تشكل جزءاً من كنوز الإبداع المصري بما تحمله من قيم نبيلة ومعانٍ سامية».
وقررت وزيرة الثقافة الوقوف دقيقة حداد يوم أمس، في جميع مسارح دار الأوبرا قبل بدء العروض على روح الفقيد الذي وصفته بـ«أيقونة الأوبرا».
وقال الدكتور مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا، إن «الراحل تميز بدماثة الخلق والتسامح كما كان مرجعاً لفنون الأوبرا وأباً روحياً لكل فنانيها».
كما نعى النجوم الفنان الراحل، وكتبت الفنانة ندى بسيوني على موقع «إنستغرام»: «الجميل ذو الوجه البشوش دائماً حسن كامي. تعاملت معه عن قرب في مسلسل (ضبط وإحضار)، كان إنساناً راقياً دمث الخلق».
رحيل حسن كامي... «أيقونة» الأوبرا المصرية
أرستقراطي الدراما وصاحب أغنية «أنا وطني بَنْشِد وبطنطن»
رحيل حسن كامي... «أيقونة» الأوبرا المصرية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة