ترشيحات «نقابة الممثلين» تمهّد لنجوم الأوسكار

«الشرق الأوسط» في سباق الجوائز التي غيبت كيدمان وغوزلينغ واحتفت بكلوز وكوبر

إميلي بلنت في لقطة من «عودة ماري بوبينز»
إميلي بلنت في لقطة من «عودة ماري بوبينز»
TT

ترشيحات «نقابة الممثلين» تمهّد لنجوم الأوسكار

إميلي بلنت في لقطة من «عودة ماري بوبينز»
إميلي بلنت في لقطة من «عودة ماري بوبينز»

بعد خسارة حظوظه دخول سباق ترشيحات الـ«غولدن غلوبس» في مطلع هذا الأسبوع، فوجئ فيلم «رجل أول» (First Man ) بإغفاله من ترشيحات جوائز SAG الخاصة بالممثلين. هذه أعلنت قبل يومين واضعة في الحسبان ممثلين وممثلات من أفلام عدّة ليس من بينها الفيلم الذي قاد بطولته رايان غوزلينغ في دور أيقون الفضاء نيل أرمسترونغ.
ترشيحات «غولدن غلوبس» كانت على الأقل رقيقة الحاشية حيال الممثلة كلير فوي فرشحتها بين مجموعة الممثلات في الأدوار المساندة. لكن (SAG) اختصار لـScreen Actors Guild)) مضت عن جهد الممثلة المبذول بوضوح في ذلك الفيلم.

حظوظ متقاطعة

إنها الجائزة السنوية التي تقيمها «نقابة ممثلي الشاشة» للمرة الخامسة والعشرين وأهميتها مزدوجة، فمن ناحية هي شهادات تقدير أهل مهنة التمثيل بزملائهم، ومن ناحية أخرى هي دفع باتجاه وصول المرشّحين والمرشحات إلى مصاف ترشيحات الأوسكار المقبل. وبما أن الممثلين يشكلون النسبة الأكبر بين مقترعي جوائز الأوسكار، فإن غالبيتهم سيعاودون انتخاب من جرى انتخابه لنيل جوائز النقابة التي ستعلن في حفل يقام في السابع والعشرين من الشهر المقبل. تنقسم المسابقات إلى ستة أقسام سينمائية وتسعة تلفزيونية. وأولى الملاحظات هنا الوجود الكثيف للمغنية لادي غاغا وللممثل برادلي كوبر في بعض هذه الترشيحات.
هي في عداد خمس ممثلات طامحات عن دورها كمغنية تصعد سلالم الشهرة في حين تنضوي أضواؤها عن من اكتشفها وقدّمها. الأربع الأخريات هن:
إميلي بلنت عن دورها في «عودة ماري بوبنز» وغلن كلوز عن «الزوجة» وأوليفيا كولمن عن «المفضلة» كما رليسيا مكارثي عن دورها في «هل تستطيع أن تسامحني». والملاحظة هنا هي أن كل هؤلاء السيدات مرشحات أيضاً لجوائز الـ«غولدن غلوبس» (كما مرّ معنا قبل أيام).
رجالياً، نجد كرستيان بايل عن دوره في «نائب» وبرادلي كوبر عن «مولد نجمة» ورامي مالك عن «بوهيميان رابسودي» وفيغو مورتنسن عن «كتاب أخضر» ثم جون ديفيد واشنطن عن «بلاكلانسمان» وهؤلاء أيضاً مرشحون ثابتون في سباق الـ«غولدن غلوبس».
يتكرر وجود إميلي بلنت في سباق أفضل ممثلة في دور مساند عن فيلم «مكان هادئ». حظوظها هنا تتقاطع وحظوظ إيمي أدامزر عن «نائب» ومارغوت روبي عن «ماري ملكة الاسكوتلنديين» وإيما ستون عن «المفضلة» وراتشل فايز عن «المفضلة» أيضاً.
في القسم المواكب رجالياً نال سام إليوت ترشيحاً عن دوره المساند في «مولد نجمة» ورتشارد إ. غرانت عن دوره في «هل تستطيع أن تسامحني». ماهرشالا علي قاد ترشيحات هذا القسم عن دوره في «كتاب أخضر» يتبعه تيموثي شالامت عن «فتى جميل» وأدام درايفر عن «بلاكلانسمان» وهي - بالكامل - ما ورد في السباق ذاته لجوائز «غولدن غلوبس».
غلن كلوز المستحقة

هناك جائزة للمجاميع من الممثلين، تلك الأفلام التي وزعت أدواراً كثيرة بنوع من التساوي، وفي هذا الصدد يقود «بلاك بانثر» الترشيحات بممثليه الاثني عشر (من بينهم فورست ويتيكر وأندي ساركيس ومارتن فريمان). «مولد نجمة» و«بلاكلانسمان» و«بوهيميان رابسود» و«أثرياء آسيويون مجانين» يأتون تباعاً.
فيما سبق إغفال لممثلين وممثلات طامحين لهذه الجوائز وما بعدها في هذا الموسم. أتحدث عن نيكول كيدمان التي تم تقديرها في ترشيحات «غولدن غلوبس» عن فيلم «مدمّرة» لكنها أغفلت من الذكر في جوائز النقابة.
لجانبها جوليا روبرتس عن «عودة بن» وإيثان هوكس عن «فيرست ريفورمز» كما روبرت ردفورد عن «العجوز والمسدس».
لكن إذا ما كان المطلوب تقييم من تم ترشيحهم بالفعل، فإن غلن كلوز تستحق تسلم جوائز النقابة، وجوائز أخرى وربما الأوسكار أيضاً. هذا ليس لتاريخها الطويل مطلقاً، فهناك الكثير من الممثلات المخضرمات اللواتي ما زلن يمثلن بقدراتهن المحدودة، لكن بسبب موهبتها الفعلية. الناقد البريطاني ليس بعيداً عن الصواب في أن دورها هنا «قد يكون أفضل دور أدته في تاريخها». بالتأكيد هو أحد ألمع أدوارها جنباً إلى جنب أدائها في «جاذبية مميتة» والفيلم المنسي «كوكيز فورتشن».
لادي غاغا تبرهن على أنها تستطيع تقديم أداء للعين ونصيب منه للقلب، لكنها ليست بوارد التقدم على أداء غلن كلوز بأي حال. حتى إميلي بلنت لديها حسنات لا تملكها لادي غاغا ولا ميلسا مكارثي.
المنافسة شديدة أيضاً بالنسبة للممثلين فيما بينهم. كرستيان بايل منافس عنيد لبرادلي كوبر وفيغو مورتنسون. بسبب هؤلاء الثلاثة ستتم التضحية بالممثلين رامي مالك وجون ديفيد واشنطن حسبما أرجح. برادلي في «مولد نجم» يؤم دوره بكل جوارحه. كرستيان بايل يؤدي شخصية دك تشايني بكل ما عرف عنه من حسن تقمص لشخصياته الخيالية منها والحقيقية.
بين ممثلات الأدوار المساندة، تتعارض كل الخطوط بكثافة وثبات. من الصعب التفضيل بين راتشل فايز وإيما ستون وهما تؤديان دوريهما في «المفضلة». هما تشتركان ومارغوت روبي (بديعة في شخصية الملكة إليزابيث في فيلم «ماري ملكة الاسكوتلنديين» في أن هذه الأفلام تدور في رحى مراحل تاريخية. عادة ما تنظر أعين الناخبين إلى ممثلي وممثلات هذا النوع من الأفلام بعين التقدير الذي يرفع - في أحيان كثيرة وإن ليست غالبة - فرص الفوز لديهم.
رجالياً، يتقدم ماهرشالا علي وتيموثي شالامت عن سواهما في الحظوظ حتى الآن. الأول يؤدي الدور الثابت لعازف أفرو - أميركي يحاول وضع مسافة بينه وبين باقي أترابه خلال توجهه للعزف في محافل البيض.
شالاميت في المقابل يوفر أداءً أفضل من ذاك الذي قدّمه في العام الماضي عندما شارك في بطولة «نادني باسمك».


مقالات ذات صلة

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

يوميات الشرق مريم شريف في لقطة من فيلم «سنو وايت» (الشركة المنتجة)

بطلة «سنو وايت»: الفيلم يُنصف قِصار القامة ويواجه التنمر

رغم وقوفها أمام عدسات السينما ممثلة للمرة الأولى؛ فإن المصرية مريم شريف تفوّقت على ممثلات محترفات شاركن في مسابقة الأفلام الطويلة بـ«مهرجان البحر الأحمر».

انتصار دردير (القاهرة )
يوميات الشرق وجوه من فيلم «السادسة صباحاً» (غيتي)

من طهران إلى كابل... حكايات نساء يتحدّيْن الظلم في «البحر الأحمر»

«السادسة صباحاً» و«أغنية سيما» أكثر من مجرّد فيلمين تنافسيَّيْن؛ هما دعوة إلى التأمُّل في الكفاح المستمرّ للنساء من أجل الحرّية والمساواة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق جوني ديب لفت الأنظار بحضوره في المهرجان (تصوير: بشير صالح)

اختتام «البحر الأحمر السينمائي» بحفل استثنائي

بحفل استثنائي في قلب جدة التاريخية ، اختم مهرجان «البحر الأحمر السينمائي الدولي» فعاليات دورته الرابعة، حيث أُعلن عن الفائزين بجوائز «اليُسر». وشهد الحفل تكريمَ

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق ياسمين عبد العزيز في كواليس أحدث أفلامها «زوجة رجل مش مهم» (إنستغرام)

«زوجة رجل مش مهم» يُعيد ياسمين عبد العزيز إلى السينما

تعود الفنانة المصرية ياسمين عبد العزيز للسينما بعد غياب 6 سنوات عبر الفيلم الكوميدي «زوجة رجل مش مهم».

داليا ماهر (القاهرة )
يوميات الشرق رئيسة «مؤسّسة البحر الأحمر السينمائي» جمانا الراشد فخورة بما يتحقّق (غيتي)

ختام استثنائي لـ«البحر الأحمر»... وفيولا ديفيس وبريانكا شوبرا مُكرَّمتان

يتطلّع مهرجان «البحر الأحمر السينمائي» لمواصلة رحلته في دعم الأصوات الإبداعية وإبراز المملكة وجهةً سينمائيةً عالميةً. بهذا الإصرار، ختم فعالياته.

أسماء الغابري (جدة)

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
TT

8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّق

«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬
«من المسافة صفر» (مشهراوي فَنْد)‬

تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.

لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.

يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.

«ما زلت هنا» لوولتر ساليس (ڤيديو فيلمز)

من المسافة صفر

لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.

الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.

من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.

لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man‪’‬s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.

«صيفي الأخير» لدانيس تانوفيتش (بروبيلر فيلمز)

مجازر كمبودية

تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.

التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I‪’‬m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.

في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.

وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.

تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.

حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.