كشفت سوزان شلبي، نائبة رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، عن المعاناة الكبيرة التي تواجه استعدادات منتخب بلادها لخوض نهائيات كأس آسيا المقبلة في الإمارات المقررة اعتباراً من 5 يناير (كانون الثاني) المقبل، مبينة أن السلطات الإسرائيلية تقوم بكل ما هو من شأنه وقف الحياة وكسر إرادة الشعب الفلسطيني، حيث إن استهداف الرياضيين جزء من استهداف كل الحياة في الأراضي الفلسطينية.
وبيّنت السيدة القوية في الاتحاد الفلسطيني، التي تحضر بقوة على صعيد الاتحاد الآسيوي في المناسبات الكبرى، وتشارك في تمثيل الاتحاد القاري في المحافل الدولية، أن السلطات الإسرائيلية ترمي بكل القوانين والأنظمة عرض الحائط ولا تجد الرادع المناسب، بل وصل الحال إلى أن يقوم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بمحادثة رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم السويسري جياني إنفانتينو من أجل إلغاء أحد البنود والتوصيات بـ«كونغرس فيفا» الذي عقد في البحرين في مايو (أيار) 2017 الماضي، حيث يتعلق البند الذي تم إلغاؤه قبل إخضاعه للتصويت في تدخل سافر ومكشوف، ويكشف حجم الهيمنة على أكبر المؤسسات الرياضية، رغم أن هناك قانوناً يحرّم تدخل السياسة في الرياضة.
وأوضحت، أن البند الذي قدمه الاتحاد الفلسطيني مدعوم من اتحادات عربية وقارية، بل وعلى مستوى العالم من المتعاطفين أو المؤمنين بعدالة القضية الفلسطينية، حيث كان ينص على أن تتعرض إسرائيل لعقوبات من جانب الاتحاد الدولي لكرة القدم نظير الممارسات التي تقوم بها لتعطيل الرياضة الفلسطينية، وتحديداً في كرة القدم، مشيرة إلى أن حجم التدخلات والهيمنة يفوق الوصف ويندى له الجبين لكل الشرفاء في العالم.
سوزان شلبي، التي ترشحت أيضاً لعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد الآسيوي ومجلس «فيفا» قبل أسبوع، كشفت عن حظوظها في الفوز بالمناصب التي تقدمت لها، مشددة على احتفاظ الاتحاد الفلسطيني بعلاقات ودية قوية مع جميع الاتحادات القارية؛ مما يعزز حظوظها في الفوز الذي اعتبرته تكليفاً وتشريفاً وليس وجاهةً وبحثاً عن مناصب.
سوزان شلبي قالت الكثير لـ«الشرق الأوسط» في الحوار التالي:
> كيف ترين استعدادات المنتخب الفلسطيني لخوض نهائيات كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخه؟
- الأمور تسير بشكل جيد في المعسكرات التي يتم خوضها، وتشمل مباريات ودية، وهناك مستويات فنية جيدة للمنتخب، ونأمل أن تكون المشاركة أفضل من السابقة في أستراليا.
> هل الطموح الفلسطيني يتخطى عبور دور المجموعات، خصوصاً بالاستعانة بالكثير من اللاعبين الفلسطينيين في المهجر؟
- نعم، الطموح كبير، لكن ندرك صعوبة مجموعتنا، ولا يمكن أن نلوم لاعبينا في حال لم يتحقق الطموح، لدينا منتخب «فدائيين» سيبذلون قصارى جهدهم من أجل إدخال، ولو قليلاً من الفرحة على الشعب الفلسطيني في الداخل وفي المهجر، ونسعى لمشاركة أفضل في النسخة القادمة.
> ماذا عن المرحلة الأخيرة من الاستعدادات، خصوصاً أن مجموعة فلسطين تضم منتخبات أستراليا حامل اللقب وسوريا والأردن؟
- سيكون هناك معسكر إعدادي في قطر، وسيتم خوض عدد من المباريات الودية القوية مع اليمن، والعراق، وإيران، وقيرغستان، وبعدها سنتوجه إلى الشارقة في الثاني من يناير للاستعدادات النهائية لخوض أول مباراة أمام المنتخب السوري.
> ما الصعوبات التي تواجه الكرة الفلسطينية وتعيق تقدمها؟
- لا شك أن السلطات الإسرائيلية المحتلة لأرضنا والساعية لتدمير كل مقومات الحياة فيها هي أكبر عائق لرياضتنا، لكم أن تتخيلوا أن هناك اقتحامات دائمة للملاعب وإيقاف اللاعبين والحكام على الحواجز، ومصادرة أجهزة خاصة بكرة القدم والتدريبات والمباريات، وغيرها. هذا في الجانب الرياضي، فكيف بالأمور الأخرى في الحياة؟!... الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يخضع لهؤلاء فقد تحملنا وسنتحمل وسنرفع صوتنا في كل المحافل الدولية بشأن عدالة قضيتنا.
> هل يتم منع دخول الأجهزة الخاصة بالتدريب إلى الأراضي التي تحت سيطرة السلطة الفلسطينية، وما هي المبررات؟
- ليس أجهزة التدريب فحسب، بل إن الأمر أسوأ من ذلك بكثير، هل يصدق أحد أن الطواقم من الملابس التي سيرتديها أعضاء المنتخب الفلسطيني في نهائيات كأس آسيا اضطررنا إلى تحويل مسار شحنها إلى منطقة الخليج لتوزيعها هناك في المعسكر الذي سيقام في المرحلة الأخيرة، حتى الملابس تخضع للتفتيش والتعطيل بحجج واهية، وتعريض من ينقلها لاستفزازات يصعب وصفها، نحن نتحدث عن ملابس رياضية وليس أجهزة ومواد، هم يحاولون كسر عزيمتنا ونحن صامدون ومتحملون كل ما يقومون به لم ولن ننكسر، هذه هي الرسالة التي نوجهها للإسرائيليين الذين يخترقون كل الأنظمة والمواثيق أمام العالم.
> كم عدد اللاعبين المتواجدين في المنتخب الفلسطيني الحالي من دول المهجر؟
- هناك عدد من اللاعبين، ومع ذلك لا نعتمد بشكل كلي على لاعبي المهجر، هناك لاعبون مميزون من الداخل الفلسطيني يتم ضمهم ويقدمون الشيء الكثير، وعلى ذكر لاعبي المهجر، هناك لاعبان فلسطينيان من دولة تشيلي تم ضمهما إلى المنتخب الوطن،ي وتواجدا في الأراضي الفلسطينية لفترة، ومن ثم عادا إلى تشيلي، حيث يقيمان، وحينما تم استدعاؤهما مجددا لخوض مباراة ضد الصين، بعدها بأيام قليلة تم منعهما والتضييق عليهما لعدم الدخول مجددا لفلسطين، هذه مواقف من العشرات التي لا يتسع المجال لذكرها.
> ما الجهود والتحركات التي قمتهم بها في المحافل الدولية بها كمسؤولين من أجل فضح هذه الممارسات العدوانية تجاه الرياضة الفلسطينية؟
- قمنا بالكثير من الخطوات، وسنواصل التحرك، ولن نتراجع خطوة واحدة للخلف، نحن ندافع عن قضية العالم الحي والكل متفق على أنها عادلة. في الكونغرس الآسيوي والدولي لـ«فيفا»، الذي أقيم في المنامة في مايو 2017 قدمنا توصية للتصويت ضمن أجندة النقاش في الكونغرس لـ«فيفا» تتعلق بفرض عقوبات على الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم جراء قيام السلطات بالكثير من التجاوزات التي ذكرت جزءاً منها في حق الرياضة الفلسطينية، بما في ذلك كرة القدم، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قام بالاتصال برئيس «فيفا» إنفانتينو، وطلب منه إلغاء هذا البند والتوصية الفلسطينية وعدم عرضها للتصويت، وفعلاً تم إلغاؤها في تدخل سافر لم يُشهَد له مثيل في المؤسسة الرياضية الكبرى لكرة القدم التي تنص في أنظمتها على منع تدخل السياسة في الرياضة، تم إلغاء الطلب الفلسطيني المدعوم عربياً ومن الكثير من الاتحادات دون قبول أي اعتراض بهذا الشأن.
> في قضية إيقاف رئيس الاتحاد الفلسطيني اللواء جبريل الرجوب لعام كامل نتيجة «الادعاءات» بتحريضه ضد النجم الأرجنتيني الكبير ليونيل ميسي، إلى أين وصلت الأمور بخصوص هذا الإيقاف، خصوصاً أنه أكد على الاستئناف ضد هذا القرار؟
- لا يزال الموضوع في الاستئناف، وسيذهب رئيس الاتحاد بعيداً في هذه القضية التي تحاول السلطات الإسرائيلية تحويرها وخلط أوراق القضية والبحث عن أمور كثيرة لتحقيق أهدافهم، لكن نؤمن بأنهم سيفشلون رغم أن الصهيونية متوغلة بشكل كبير في الكثير من المجالات، سنواصل الدفاع ضد هذا القرار المجحف والمتداول بين محاكم عدة، وسنلجأ في النهاية إلى محكمة «كاس» لإنصاف رئيس الاتحاد.
> اختلفت الروايات حول أساس هذه الشكوى ضد اللواء الرجوب، هل يمكن أن نعرف التفاصيل؟
- من يقف وراء هذه الشكوى أحد الأشخاص من دولة الأرجنتين، وله أملاك غير شرعية في الأراضي الفلسطينية، ويسكن أيضاً في مستوطنة غير شرعية، ويقود أحد المواقع الإعلامية المعروفة بالكذب والتحريض، هدفه الرئيسي هو التحريض ضد كل ما هو فلسطيني، وهو يعمل منذ أكثر من 20 عاماً، وليس له علاقة أصلاً بالرياضة. هذا الشخص حرّض في الكثير من القضايا من بينها التحدث عن موضوع حساس يمس الأمة العربية والإسلامية وهو تسمية بعض الملاعب في فلسطين بأسماء شهداء نعتز بهم ونفخر بتضحياتهم، وهذا التحريض لن يجني الفوائد التي يرجوها هذا الشخص، الذي كما قلت ليس له علاقة بالرياضة، لكن من الطبيعي أن الإسرائيليين على الصعد كافة، ومن كل دوائر حكومتهم يبحثون عن الضرر التي يمكن أن يحصل للفلسطينيين ويتبنون مثل هذه القضايا من مثل هؤلاء.
> هل سيحضر اللواء الرجوب نهائيات آسيا؟
- بكل تأكيد سيحضر ويرفع العلم الفلسطيني أياً كان موقعه في أرض الملعب، لم تكن المناصب يوماً هي من تحدد المكان الذي يجب أن يقف فيه الفلسطيني مع منتخب بلاده أو مع أي منتخب عربي.
> بحكم أنكِ ترشحتِ لعضوية المكتب التنفيذي في الاتحاد القاري، وكذلك كأحد ممثلي آسيا في مجلس «فيفا»، ما الذي يمكن القيام به من أجل تقوية صوت آسيا، وتقديم الخدمة للقضايا الرياضية العادلة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية؟
- بكل تأكيد، أن جزءاً من منظومة عمل كبير، لكن يهمني أن أمثل جزءاً من صوت أكثر تأثيراً للقارة الآسيوية على مستوى الاتحاد الدولي «فيفا»، وأن يكون الصوت الآسيوي أكثر قوة، أدرك تماماً وجود المؤثرات التي قد تقف حائلاً أمام تحقيق الكثير من الطموحات والآمال، لكن في النهاية يجب أن نعمل ونسعى.
> في الانتخابات القارية المقبلة سيتنافس «3» مرشحين من دول الخليج العربي على منصب الرئيس، في السنوات التي تولى فيها العرب رئاسة اتحاد القارة لم يكن الصوت قوياً كما يرى كثيرون، ما الذي تتمنينه من المرشح القادم بين الثلاثة الشيخ سلمان بن إبراهيم، واللواء محمد الرميثي، وسعود المهندي؟
- أتمنى أن يكون الرجل القوي والأجدر هو الفائز، كلهم عرب وأشقاء، ونحن نسعى كفلسطينيين للوفاق العربي لخدمة أوطاننا ومحيطنا وأمتنا في كل القضايا بما في ذلك القضايا الرياضية، كما ذكرت نريد صوتاً آسيوياً قوياً ومؤثراً على مستوى العالم، خصوصاً أن عدد الاتحادات لدينا كبير، ويجب أن يكون لنا وضع أفضل مما مضى.
> هل تعتقدين أن شعار «آسيا الموحدة» سيكون من الماضي، حيث سيكون الصراع على المناصب هو الطاغي في الفترة المقبلة؟
- لا أتمنى ذلك أبداً، لم تكن الفرقة والتشتت يوماً فعلاً حميداً ومفيداً، نريد أن يكون هناك تعاون والتئام عربي وقاري لمواجهة كل التحديات المقبلة.
> هل تقفون مبدئياً مع أي من المرشحين الثلاثة؟
- لا أبداً سنقف مع التوافق، وإن لم يحصل سنقف مع ما نراه أجدر بتولي المنصب الكبير، لكننا سنحرص في الوقت نفسه على أن تبقى علاقاتنا بالجميع قوية.
> على المستوى الشخصي، هل لديك ثقة كبيرة في الفوز بالمناصب التي تقدمتي لها في الانتخابات القادمة؟
- أحتفظ بعلاقات قوية مع الجميع، ومن لا يرى أنني جديرة بتولي المسؤوليات التي تقدمت للترشح لها فأحترم توجهه، هدفي ليس الحصول على المناصب، بل أن أقدم الخدمة من خلال هذه المناصب، وهي تكليف وليس بحثاً عن أمور خارج إطار خدمة الرياضة من خلال المسؤوليات الرسمية.
> لنعُد مجدداً إلى نهائيات كأس آسيا، من ترشحين من المنتخبات للفوز باللقب؟
- بحكم منصبي الرسمي أعتذر عن الكشف عن توقعي، لكن بشكل عام أعتقد أن المنتخبات الكبرى في آسيا معروفة، وهي التي ستتنافس لحصد هذا اللقب.
سوزان شلبي: إسرائيل تدير «فيفا» وما حدث في «كونغرس 2017» تدخل سياسي سافر
نائبة رئيس الاتحاد الفلسطيني كشفت عن معاناة «منتخب الفدائيين» في الداخل
سوزان شلبي: إسرائيل تدير «فيفا» وما حدث في «كونغرس 2017» تدخل سياسي سافر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة