إيطاليا تتذرع بـ«السترات الصفراء» للتهرب من التزاماتها مع بروكسل حول الموازنة

بينما دافع رئيس الوزراء الإيطالي جوسيب كونتي عن قرار بتعزيز الإنفاق على الرفاهية الاجتماعية، مظهراً بذلك دلالات ضئيلة على التراجع عن خطط الموازنة التي تسببت في اندلاع خلاف بين روما والاتحاد الأوروبي، قال نائبه ماتيو سالفيني إن بلاده تحتاج إلى التوقف عن سياسات التقشف المالي، لمساعدة الفقراء وتجنب احتجاجات شعبية على غرار احتجاجات «السترات الصفراء» الحالية في فرنسا.
يأتي ذلك في حين تخوض الحكومة الإيطالية نزاعاً مع المفوضية الأوروبية بسبب خطط الحكومة لزيادة العجز في موازنة 2019، بهدف زيادة مخصصات دعم الفقراء ومحدودي الدخل في إيطاليا، في الوقت نفسه تستهدف تجنب أي إجراءات عقابية من جانب الاتحاد الأوروبي التي قد تصل إلى فرض غرامات باهظة على روما.
وبدا أن كونتي يدافع عن مشروع الموازنة في خطاب أمام مجلس النواب في روما أمس، وذلك عشية اجتماعه في بروكسل مع رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر. وقال كونتي: «إذا كنا اضطررنا لزيادة نسبة عجز الموازنة لعام 2019، فنحن لا نفعل ذلك ونحن فرحون، ولكن من أجل تحقيق الأهداف التي طالب بها الإيطاليون بإلحاح». وأضاف: «لا أستطيع أن أقيد نفسي بالتفكير في مسائل محاسبية محضة (اليوم) في بروكسل، ولا أمام البرلمان».
وكان نائب رئيس المفوضية الأوروبية فالاديس دومبروفيسكس شدد أول من أمس، على أن «الوقت محدود جداً أمام روما لتعديل موازنتها بشكل ملموس»، قائلاً: «نحن مستعدون للخطوة المقبلة إذا فشلت المحادثات بين روما وبروكسل»، في إشارة إلى الإجراءات العقابية المحتملة.
وتواجه إيطاليا ضغوطاً أوروبية لخفض نسبة عجز الموازنة لعام 2019 من 2.4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، ولكن كونتي لم يتطرق إلى هذه المسألة بصورة مباشرة. وأكد أن حكومته تستجيب لمطالب الناخبين بتحقيق مزيد من العدالة الاجتماعية وحماية الرفاه الاجتماعي بصورة أفضل بعد أعوام من تصاعد مستوى الفقر والتقشف.
ومن جانبه، قال سالفيني في كلمة له أمام «رابطة الصحافة الأجنبية» في روما مساء الاثنين: «أفعل وسأفعل كل شيء حتى لا تشهد إيطاليا المشاهد التي يعاني منها الفرنسيون بكل أسف... بالتأكيد نحن لا نواجه أوقاتاً سهلة، لذلك فنحن نعرف أكثر أنه واجب علينا أن نستثمر في السلام الاجتماعي لتجنب مشاهد على النمط الفرنسي، وأن نساعد هؤلاء الموجودين في قاع المجتمع».
يذكر أن سالفيني معادٍ للمهاجرين ويشغل إلى جانب منصب نائب رئيس الوزراء، وزارة الداخلية ويقود حزب الرابطة اليميني، ويؤكد أنه لا يعادي الاتحاد الأوروبي.
وقال سالفيني إن حزبه الشعبوي «يحاول المساعدة في بدء عصر نهضة أوروبية جديد، الحزب لا يستهدف تدمير الحلم الأوروبي الذي تمزق خلال السنوات القليلة الماضية، وإنما يستهدف منحه حياة جديدة».
وأشار إلى قرار بريطانيا الخروج من الاتحاد الأوروبي والفوضى في فرنسا وتباطؤ نمو الاقتصاد حتى في ألمانيا والمشكلات الاقتصادية في اليونان، قائلاً إنها أمور لن تحل في بروكسل حيث مقر المفوضية الأوروبية.