يخوض كبار القارة العجوز، اليوم، جولة الكبرياء في مسابقة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، فيما يبدو ليون الفرنسي الأقرب لنيل البطاقة الأخيرة إلى الدور ثمن النهائي، لكن مهمته ستكون شاقة أمام شاختار في العاصمة الأوكرانية كييف.
وحُسمت سبع بطاقات من ثمانٍ في المجموعات الأربع التي تختتم الدور الأول اليوم، لكن الصدارة لا تزال على المحك في الخامسة بين بايرن ميونيخ الألماني ومضيفه أياكس أمستردام الهولندي، والثامنة بين يوفنتوس الإيطالي ومانشستر يونايتد الإنجليزي، وأيضاً في المجموعة السادسة بين مانشستر سيتي الإنجليزي الذي ضمن تأهله ويحظى بأفضلية الصدارة، لكنه سيفقدها في حال خسارته أمام هوفنهايم الألماني، وفوز ليون.
وستكون مواجهة المجموعة الخامسة في ملعب «يوهان كرويف أرينا» الأبرز بين فريقين عريقين حصدا معاً 9 ألقاب في أهم مسابقة للأندية، لكن اللقب الأخير لأياكس يعود إلى عام 1995 ولبايرن ميونيخ إلى عام 2013.
وسيكون التعادل كافياً لبايرن لينهي دور المجموعات في الصدارة، كونه يتقدم على مضيفه الهولندي بفارق نقطتين، لكن مدربه الكرواتي نيكو كوفاتش يريد المحافظة على وتيرة إيجابية بدأت مع الفوز الكاسح على بنفيكا البرتغالي 5 - 1 في الجولة السابقة.
وكان هذا الفوز من ضمن المؤشرات على تخطي بايرن أزمة النتائج السيئة التي عرفها في الشهرين الماضيين وأدت إلى تراجعه في «البوندسليغا»، وجعلت كوفاتش مهدداً بخسارة المنصب الذي تسلمه الصيف المنصرم.
وبفوزه بمباراتيه الأخيرتين في الدوري، عاد بايرن إلى دائرة المنافسة بصعوده إلى المركز الثالث بفارق نقطتين عن بوروسيا مونشنغلادباخ الثاني، لكنه يتخلف بفارق 9 نقاط عن غريمه بوروسيا دورتموند المتصدر.
وأكد الدولي ليون غوريتسكا الذي أصبح من الركائز الأساسية في وسط بايرن ميونيخ إلى جانب جوشوا كيميتش، بعدما قرر كوفاتش التخلي عن فلسفة المداورة بين اللاعبين، رغبته وزملاؤه في الحفاظ على وتيرة الفوز، وقال: «نسافر إلى أمستردام ونريد أن ننهي دور المجموعات في صدارة المجموعة».
أما كوفاتش، فموقفه لم يكن مختلفاً إذ قال: «الحماس موجود والخطط الفنية الشبان منغمسون فيها، ولهذا السبب لا نريد تغيير أي شيء» في إشارة إلى تخليه عن المداورة واعتماده في المباريات الأخيرة على ثبات في التشكيلة، ما جعل قلب الدفاع الدولي ماتس هوملس ولاعب الوسط الإسباني خافي مارتينيز جالسين على مقاعد البدلاء في مباراة الدوري المحلي السبت ضد نورمبرغ (3 - صفر).
ولم يخف هوملس عدم رضاه عن قرار إبقائه على مقاعد البدلاء، بحسب ما أظهرت العدسات في المنطقة الإعلامية المختلطة بعد مباراة السبت، إذ مر دون التحدث إلى أحد.
ومن المرجح أن يبدأ كوفاتش لقاء اليوم دون هوملس مجدداً مع الاعتماد على قلبي الدفاع جيروم بواتنغ ونيكلاس شوله، إدراكاً منه بخطورة أياكس الذي لم يذق طعم الهزيمة في مبارياته الـ11 هذا الموسم في المسابقة القارية (6 منها في الأدوار التمهيدية)، بينها لقاء الذهاب حين أجبر النادي البافاري على التعادل (1 - 1) في ميونيخ.
وسيغيب عن البايرن اليوم جناحه الهولندي المخضرم أرين روبن بسبب إصابة في ركبته. ولم يشارك ابن الـ34 عاماً مع فريقه منذ تألقه في مباراة الجولة السابقة ضد بنفيكا حين سجل ثنائية وقاد بايرن لفوز ساحق 5 - 1.
وباستثناء روبن والغيابات الطويلة الأمد بسبب الإصابة للفرنسي كورنتان توليسو والكولومبي خاميس رودريغيز، سافر بايرن إلى أمستردام بكامل لاعبيه، بينهم الفرنسي كينغسلي كومان والإسباني تياغو ألكانتارا العائدان حديثاً من الإصابة.
في المقابل، وصف إريك تن هاغ المدير الفني لأياكس، الذي كان مدرباً لفريق الصف الثاني بنادي بايرن ميونيخ، وصول فريقه إلى دور الستة عشر بأنه نجاح فتح أفاقاً جديدة أمام النادي في المنافسة الأوروبية.
وفي ظل تألق لاعب خط الوسط فرانك دي يونغ، الذي يرتبط اسمه بأندية كبرى منها برشلونة ومانشستر سيتي، وآخرين مثل المدافع ماتياس دي لايت الذي يحظى أيضاً باهتمام أندية كبرى، يواجه الجيل الحالي لفريق أياكس خطر التفكك أيضاً، وهو ما قد يهدد استمرار انطلاقته أوروبياً.
وقال مارك أوفرمارس مدير نادي أياكس، «سيكون من المستحيل أن نحافظ على تجمع هذا الفريق في الصيف المقبل».
وقال المغربي نصير مزراوي لاعب خط وسط أياكس، «يمكننا الشعور بفخر شديد بأنفسنا»، مضيفاً أنه وغيره من لاعبي الفريق تعلموا الكثير من المشاركة في البطولة الأوروبية.
وضمن المجموعة نفسها، وبعدما ضمن إنقاذ موسمه القاري بالانتقال إلى مسابقة «يوروبا ليغ»، يخوض بنفيكا مباراة هامشية، مستضيفاً أيك أثينا اليوناني الذي خسر مبارياته الخمس.
وفي المجموعة السادسة، يأمل مانشستر سيتي الاستفادة من مباراته وضيفه هوفنهايم الألماني متذيل الترتيب للنهوض سريعاً من الهزيمة الأولى له في الدوري الممتاز هذا الموسم، وذلك من تشيلسي 2 - صفر السبت.
ويحتاج فريق الإسباني جوسيب غوارديولا إلى نقطة لضمان الصدارة، بغض النظر عن نتيجة مباراة ليون مع مضيفه شاختار دونيتسك التي ستقام في كييف بدلاً من خاركيف بسبب الوضع الأمني في شرق أوكرانيا.
ويتصدر سيتي بفارق ثلاث نقاط عن الفريق الفرنسي الذي يملك أفضلية المواجهتين المباشرتين (فاز 2 - 1 ذهاباً في مانشستر وتعادلا إياباً 2 - 2).
ومن المتوقع ألا يواجه سيتي الذي تخلى عن صدارة الدوري الممتاز لليفربول بعد خسارة السبت، صعوبة ضد هوفنهايم الذي خسر أمامه ذهاباً على أرضه 1 - 2، وذلك خلافاً لليون الذي تنتظره مواجهة ساخنة في أوكرانيا الباردة، لا سيما وأن شاختار سيخطف البطاقة الثانية في حال فوزه كونه يتخلف بفارق نقطتين عن ضيفه.
وأكد جان ميشيل أولاس رئيس نادي ليون، على أن فريقه أفضل من شاختار وسيحسم التأهل. ويحتاج ليون إلى نقطة التعادل فقط ليرافق مانشستر سيتي إلى الدور الثاني ويكمل عقد دور الستة عشر بالبطولة، فيما لن يكون أمام شاختار سوى الفوز إذا أراد التأهل. وقال أولاس: «شاختار فريق متميز، ولا يمكنني التقليل من شأنه. ولكنه ليس بقوة مانشستر سيتي نفسها، كما أن فريقنا أفضل منه».
وأشار أولاس إلى أن ليون يمتلك فرصتين لاجتياز هذا الدور وهما الفوز والتعادل، وأوضح: «أدرك أننا قادرون على التقدم عندما أرى موهبة اللاعبين الموجودين بالفريق».
وفي المجموعة السادسة، يخوض ريال مدريد الإسباني بطل المواسم الثلاثة الماضية، اختباراً هامشياً على ملعبه ضد سسكا موسكو الروسي بعدما ضمن تأهله بصحبة روما الإيطالي، وصدارته للمجموعة بفوزه على الأخير في الجولة السابقة 2 - صفر.
وستكون مباراة اليوم في ملعب «سانتياغو برنابيو» تحضيراً للاختبار المقبل الذي ينتظر لاعبي المدرب الأرجنتيني سانتياغو سولاري في كأس العالم للأندية التي تستضيفها الإمارات العربية المتحدة.
وبعد الفوز الساحق الخميس على مليلية من الدرجة الثالثة 6 - 1 في إياب دور الـ32 من مسابقة كأس إسبانيا، شدد سولاري على ضرورة عدم التفكير حالياً بمونديال الأندية، وقال: «لأننا لا نعرف منافسينا في المسابقة بعد... نحن حالياً نصب كل تركيزنا على المباراة المقبلة. لدينا ثلاث مباريات مهمة جداً في الدوري المحلي قبل السفر إلى أبوظبي، منهما مباراتان في الليغا (فاز ريال الأحد على هويسكا 1 - صفر ورايو فايكانو السبت المقبل) ومباراة في دوري أبطال أوروبا (ضد سسكا موسكو). بعد ذلك سنفكر بكأس العالم».
وبحسب نظام المسابقة، يبدأ بطل أوروبا مشاركته اعتباراً من الدور نصف النهائي، حيث يلتقي الفائز من مباراة كاشيما انتلرز الياباني بطل آسيا وغوادلاخارا المكسيكي بطل الكونكاكاف، في 18 ديسمبر (كانون الأول).
وعلى غرار ريال، يخوض روما مباراة هامشية في تشيكيا ضد فيكتوريا بلزن الذي يأمل في فوز ريال على سسكا وتحقيق نتيجة إيجابية، لينال المركز الثالث وينتقل بالتالي إلى «يوروبا ليغ» كونه يتخلف حالياً بفارق المواجهتين المباشرتين عن الفريق الروسي.
وفي المجموعة الثامنة، يبدو يوفنتوس مرشحاً للاحتفاظ بالصدارة أمام مانشستر يونايتد، وذلك عندما يحل الفريق الإيطالي بقيادة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو وزملائه ضيوفاً على يونغ بويز السويسري صاحب النقطة الواحدة.
ويتصدر يوفنتوس الترتيب بفارق نقطتين عن يونايتد الذي يخوض اختباراً أصعب كونه يحل ضيفاً على فالنسيا الإسباني الذي أجبر «الشياطين الحمر» على الاكتفاء بالتعادل السلبي ذهاباً.
سباق بين الكبار لحسم صدارة مجموعاتهم... وليون لخطف البطاقة الأخيرة من شاختار
بايرن ميونيخ يصطدم بأياكس... وسيتي ويونايتد لإثبات الجدارة أمام هوفنهايم وفالنسيا في ختام دوري المجموعات لدوري الأبطال
سباق بين الكبار لحسم صدارة مجموعاتهم... وليون لخطف البطاقة الأخيرة من شاختار
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة