قطر اقترحت ربط غزة بمطار الدوحة

المبعوث القطري إلى إسرائيل وقطاع غزة السفير محمد العمادي
المبعوث القطري إلى إسرائيل وقطاع غزة السفير محمد العمادي
TT

قطر اقترحت ربط غزة بمطار الدوحة

المبعوث القطري إلى إسرائيل وقطاع غزة السفير محمد العمادي
المبعوث القطري إلى إسرائيل وقطاع غزة السفير محمد العمادي

كشف المبعوث القطري إلى إسرائيل وقطاع غزة السفير محمد العمادي، أنه نقل إلى تل أبيب اقتراحاً من حكومته يقضي بإعادة بناء مطار غزة، وفتحه فقط باتجاه الدوحة، ولكن إسرائيل لم تستجب للاقتراح، وقدمت له بديلاً بأن يعمل من مطار صغير في قلب إسرائيل، ما أحبط الاقتراح.
وجاءت تصريحات العمادي الذي يعمل في المنطقة بصفة رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة، في مقابلة مع وكالة «سوا» الفلسطينية. وقال: «دولة قطر طلبت من الجانب الإسرائيلي بناء مطار في غزة يعمل مبدئياً تحت إشراف الدوحة، بحيث تقلع الطائرات وتذهب للدوحة، ومنها إلى أي بقعة في العالم، ومن الدوحة تأتي إلى غزة، ويتم الإشراف عليه أمنياً من قطر. ولكن لم يحصل شيء حتى اللحظة، وسوف نكرر المطالبة بذلك».
وكشف العمادي أن الجانب الإسرائيلي اقترح في المقابل منح قطر مطاراً داخل المنطقة الإسرائيلية (أف دوف)، و«لكننا رفضنا فوراً هذا العرض».
وأوضح أن هدف قطر من ذلك هو إيجاد وسيلة لتنقل المواطنين بسهولة، مثل أي دولة في العالم لديها مطار وميناء ومنافذ برية. وتابع: «الجانب الإسرائيلي كان متخوفاً أمنياً، ولكننا قلنا لهم: أمنياً ممكن أن نحلها من خلال طائرات تذهب للدوحة وتعود منها إلى غزة فقط، وتحت إشراف أمني قطري». وكشف أن الرد الإسرائيلي على هذا الطلب بأنه: «سَيُدرَس وماطلوا، وعرضوا علينا العمل في (أف دوف) ورفضنا هذا العرض».
وقال السفير القطري: «نحن طلبنا من الجانب الإسرائيلي حل مشكلة الكهرباء والميناء والمطار؛ حيث إن توفير ذلك سيحول غزة من مكان مُسْتَقبِل للمُساعدات لمكان منتج، وهذه فكرتي لخلق اقتصاد حر في قطاع غزة. ففلسطين تتمتع بقوى بشرية مدربة، وتعمل بشكل مهني ومضبوط. إن فكرة المطار ممكن أن تطبق، ولكنها بحاجة إلى حكومة رسمية في غزة، وهذه أكبر مشكلة، فلا بد من وجود حكومة تطالب بهذه الأمور».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.