القضاء على قرصنة خلايا الجسم يمهد لاكتشاف علاج للصلع

TT

القضاء على قرصنة خلايا الجسم يمهد لاكتشاف علاج للصلع

توصل باحثون من جامعة بنسلفانيا الأميركية إلى أن حالة من حالات القرصنة تعوق التواصل الطبيعي بين الخلايا، هي المسؤولة عن مشكلة الصلع التي يعاني منها ملايين البشر.
وتتوقف قابلية أي خلية للنمو واكتساب المناعة على تواصلها الفعال مع خلايا الجسم، فيما يعرف علميا باسم «تأشير الخلية»، لكن باحثي جامعة بنسلفانيا، اكتشفوا خلال دراستهم التي أجريت على جرذان التجارب، أنّ مسار الإشارة، المعروف باسم «WNT»، الذي يتحكم في نمو الشعر، توجد مثبطات طبيعية على الجلد تمارس ما يشبه القرصنة، تمنع وصوله إلى خلايا الجلد.
ووفق الدراسة التي تنشرها مجلة «تقارير الخلايا»، «Cell Report» في عددها الصادر اليوم، الذي نشر ملخصها موقع «هيلث لاين» السبت الماضي، فإن الممر الذي يوصل «WNT» إلى خلايا الجلد يكون ممهداً في جلد الأجنة، حيث يعمل على تنشيط الجينات التي تعزّز نمو بصيلات الشّعر، ولكن مع مرور السنوات تمر البصيلات بدورات من الارتداد والراحة وإعادة النمو، وقد يحدث خلالها ما يعوق الوصول إلى خلايا الجلد.
وتعرفت الدراسة على المانع الطبيعي الذي يعوق مسار الإشارة «WNT» وهو بروتين «DKK2»، الذي يلعب دوراً مهما في إعاقة نمو الشعر اختبره الفريق البحثي على جلد الفئران، حيث اكتشفوا عند إزالته من منطقة لا ينمو فيها الشعر، أن هناك نموا حدث للشعر.
وتقول سارة إي. ميلار، أستاذة الأمراض الجلدية في جامعة بنسلفانيا، وأحد كبار مؤلفي الدراسة لموقع «هيلث لاين» إنّ «البحث عن طريقة لفتح ممر (WNT) إلى خلايا الجلد، أمر بالغ الأهمية لتطوير بصيلات الشعر وتجنب الصلع».
ووفق إحصائية للأكاديمية الأميركية للأمراض الجلدية فإنّ أكثر من 80 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون من الصلع الوراثي، وهي المشكلة التي تأمل ميلار وفريقها البحثي في أن تساعد أبحاثهم في حلها. وتضيف: «ما زالت أبحاثنا في مرحلة مبكرة للغاية، فلا زلنا بحاجة إلى القيام بالكثير من العمل قبل أن نفكّر في اختبار علاجات جديدة محتملة في المرضى من البشر».
ويأمل د. خالد السيد، استشاري الأمراض الجلدية في وزارة الصحة المصرية، أن يثمر هذا الاتجاه الذي تسير فيه ميلار وفريقها البحثي عن نتيجة إيجابية. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ «الجراحات المتاحة حالياً مكلفة للغاية، وتوفير علاج طبي فعال سيكون أمرا مهما، لأنّه سيكون بالطبع أقل في التكلفة».



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.