الجيش الإسرائيلي ينصح سكّان بلدتين لبنانيتين بالابتعاد عن «برميل البارود»

دورية لقوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان (أرشيفية – أ. ف. ب)
دورية لقوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان (أرشيفية – أ. ف. ب)
TT

الجيش الإسرائيلي ينصح سكّان بلدتين لبنانيتين بالابتعاد عن «برميل البارود»

دورية لقوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان (أرشيفية – أ. ف. ب)
دورية لقوات الطوارئ الدولية «يونيفيل» في جنوب لبنان (أرشيفية – أ. ف. ب)

فيما نصح الجيش الإسرائيلي سكّان بلدتين جنوبيتين لبنانيتين بالابتعاد عن "برميل البارود"، نقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية اليوم (الإثنين) عن مصادر دبلوماسية أن إسرائيل لا تراهن على توسيع تفويض قوات الطوارئ الدولية المؤقتة في جنوب لبنان "يونيفيل"، بقدر ما تعوّل على استصدار قرار أممي يدين "أنفاق الحزب" الحدودية.
ونسبت الصحيفة إلى "دبلوماسي رفيع" من إحدى الدول المساهمة بجنودها في "اليونيفيل"، قوله إن إسرائيل تدرك أنه من غير الواقعي تغيير تفويض القوة الدولية لتتحول من جهة مراقبة إلى جهة تمنع حزب الله بالقوة من حفر أنفاق باتجاه إسرائيل، لأن قلة من الدول ستقبل بعد ذلك إرسال جنود للمشاركة في "اليونيفيل".
ويأتي هذا الكلام بعدما أشار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غابي أيزنكوت خلال لقائه قائد "اليونيفيل" ستيفانو ديل كول أمس (الأحد)، إلى أهمية دور القوة الأممية في "تحييد الأنفاق على الجانب اللبناني ومنع منظمة إرهابية من انتهاك قرار مجلس الأمن الدولي".
وتقوم إسرائيل بحملة دبلوماسية حصول على اعتراف المجتمع الدولي بأن حفر حزب الله الأنفاق إلى إسرائيل يعتبر انتهاكا واضحا لقرار مجلس الأمن الرقم 1701 الذي صدر عقب حرب يوليو (تموز) 2006.
وأضاف المصدر نفسه للصحيفة أن إسرائيل مهتمة بفرض عقوبات على حزب الله نتيجة لاكتشاف الأنفاق، لأن هذا قد يجعل الاتحاد الأوروبي يلغي التمييز بين الجناح العسكري لحزب الله الذي ينظر إليه كمنظمة إرهابية، وجناحه السياسي الذي لا يصنفه إرهابياً.
وفي إطار قضية الأنفاق، نصح الجيش الاسرائيلي، عبر المتحدّث باسمه أفيخاي أدرعي، سكان بلدتي كفركلا ورامية في جنوب لبنان بمغادرة البلدتين مؤقتاً لأن "حياتهم في خطر". وقال إن "حزب الله حفر - تحت المنازل في كفركلا ورامية – عددًا من الأنفاق الحربية التي تمتد إلى إسرائيل بطريقة تحول هذه المنطقة إلى برميل كبير من البارود". وأضاف: "لا نعرف ما هي تداعيات تلك الأعمال على المنازل المعنية على الجانب اللبناني. هل تشعرون بالأمان وأنتم تعرفون أن منازلكم تقع فوق برميل من البارود؟".
وختم أدرعي: "ننصحكم أن تفكروا بشكل جدي في إمكان مغادرة المنازل المعنية بشكل مؤقت حرصاً على سلامتكم".
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن الثلاثاء الماضي إطلاق عملية "درع الشمال" لتعطيل "أنفاق هجومية عابرة للحدود" بين لبنان وإسرائيل. ومنذ ذلك الحين، أعلن اكتشاف نفقين.
والخميس، كلفت وزارة الخارجية اللبنانية مندوبتها لدى الأمم المتحدة تقديم شكوى ضد تل أبيب بسبب "حملة تشنها ضد البلاد".



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.