مشاهير يدخلون إلى حلبة الحرب في غزة مطالبين بالسلام.. والبعض يتراجع تحت الضغط

خافيير باردام وبينلوبي كروز شاركا في خطاب جماعي لإدانة القصف.. ومادونا: «أدعم الكرامة الإنسانية والاحترام»

خافيير باردام وبينيلوبي كروز
خافيير باردام وبينيلوبي كروز
TT

مشاهير يدخلون إلى حلبة الحرب في غزة مطالبين بالسلام.. والبعض يتراجع تحت الضغط

خافيير باردام وبينيلوبي كروز
خافيير باردام وبينيلوبي كروز

شارك عدد من مشاهير العالم بآرائهم في الحرب الدائرة في غزة وتباينت ردود فعل معجبيهم بين التأييد والاعتراض، ولكن ذلك لم يقلل من الصدى الذي تلاقيه تلك المواقف، وخاصة على الشبكات الاجتماعية، وهو ما ترجم بإعادة التغريد والمشاركة بنشر «البوستات» على «فيسبوك» و«تويتر» وغيرهما من المواقع.
قام المخرج الإسباني الشهير بيدرو ألمودوفار والنجمة بينلوبي كروز وزوجها النجم خافيير باردام مع عدد من الممثلين بالتوقيع على خطاب نشر في صحيفة «يوروبا برس» الإسبانية يطالبون فيه أوروبا أن تدين القصف الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية. وطالب الخطاب الاتحاد الأوروبي «بإدانة القصف على الأرض والبحر والجو ضد المدنيين الفلسطينيين. دمرت منازل الفلسطينيين وحرموا من الماء والكهرباء وحرية التنقل بين المستشفيات والمدارس، كل هذا يحدث والمجتمع الدولي لا يحرك ساكنا». وأشار الخطاب إلى الآثار المعنوية والجسدية والنفسية التي سيخلفها القصف الإسرائيلي على سكان غزة وطالب برفع الحصار عنها.
وأشارت صحيفة «ديلي ميل» إلى أن الخطاب يأتي متناسقا مع مواقف سياسية معلنة للنجم خافيير باردام الذي ساند غزة من قبل، كما أنه كتب خطابا نشر في صحيفة «إل دياريو» الإسبانية يوم السبت الماضي وصف فيه القصف بأنه «عملية إبادة جماعية.. وهو احتلال وتصفية شعب محاصر دون موارد ومياه، وحيث تستهدف المستشفيات وعربات الإسعاف والأطفال». واختتم باردام بالتعبير عن «سخطه وألمه وشعوره بالخجل تجاه ما يحدث»، رافضا أن تذهب الضرائب التي يدفعها لحكومة بلاده لعون «البربرية الإسرائيلية».
وينضم الخطاب إلى نداءات عدد كبير من المشاهير بوقف إطلاق النار من ضمنهم مادونا التي وضعت صورة ورود في صفحتها على موقع إنستاغرام كتبت أسفلها: «هذه الورود مثل أطفال غزة الأبرياء، من لديه الحق بتدميرهم؟ لا أحد!!! أوقفوا إطلاق النار! السلام في الشرق الأوسط». ولكن ذلك لم يمر مرور الكرام على مؤيدي إسرائيل من معجبيها الذين اعترضوا على تعليقها، وهو ما دفعها لكتابة تعليق آخر قالت فيه: «لا أدعم حماس، أنا أدعم الكرامة الإنسانية والاحترام، أحترم المشاركة، أحترم السلام»، وبالأمس وضعت صورة لكف عليها كلمة السلام باللغات الإنجليزية والعربية والعبرية وكتبت معلقة: «أوقفوا النيران على الجانبين! أطفال غزة يحتاجون مساعدتنا».
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن زين مالك مغني فرقة «وان دايركشن» البريطانية أعرب علنا عن موقفه من الوضع عندما كتب على حسابه على «تويتر» يوم الأحد: «حرروا فلسطين». وحتى يوم الثلاثاء تم تكرار هذه التغريدة 220 ألف مرة وحصلت على تأييد مماثل بين معجبيه الذين يتبعونه ويقدر عددهم بـ13 مليونا في العالم.
لكن ذلك أثار أيضا غضب معجبيه الإسرائيليين حتى إن البعض ذهب إلى حد إطلاق تهديدات بالقتل ضد الشاب البالغ الـ21 من العمر، وهو بريطاني مسلم من أصل باكستاني.
وقالت الشابة شاكد أريز: «لا يحق للأشخاص الذين لا يعيشون في إسرائيل أن يعربوا عن آرائهم علنا»، مضيفة في هاشتاغ (وسم): «حرروا إسرائيل».
وقال ستاف بن شوشان إن «تغريدتك أشعرتني بحزن عميق وإني واثق من أن قادة إسرائيل يشاطرونني هذا الشعور»، داعيا مالك إلى محو التغريدة، لكنه لم يفعل.
وتطول لائحة المشاهير التي علقت على ما يحصل في غزة بعد أن كتب كل من نجم كرة السلة دوايت هاوورد ونجمة البوب ريانا تغريدة كتبا فيها: «حرروا فلسطين».
وتفسح مواقع التواصل الاجتماعي أمام المشاهير إمكانية لم تكن قائمة من قبل للتفاعل مباشرة مع ملايين المعجبين في العالم كما قال الأستاذ في الإعلام ويليام يومنز من جامعة جورج تاون.
وقال يومنز الذي كان يتابع تغريدات المشاهير حول غزة، الثلاثاء لوكالة الصحافة الفرنسية: «عندما يتخذون مواقف في قضايا سياسية يجازفون بخسارة معجبين».
وريانا التي أحيت حفلا موسيقيا في تل أبيب العام الماضي محت التغريدة خلال دقائق تماما كما فعل هاوورد الذي أعلن أنه ارتكب خطأ وأنه لن يعلق بعد اليوم على قضايا دولية.
وأثارت المغنية سيلينا غوميز ضجة مع نشر صورة على موقع إنستاغرام وكتبت: «إنها مسألة إنسانية. صلوا من أجل غزة». ونالت 654 ألف «أعجبني» لكن موقع «تي إم زي» لأخبار المشاهير تساءل ما إذا كانت نجمة ديزني السابقة البالغة الـ21 من العمر «مع الإنسانية أو مع حماس...».
وأضاف الموقع: «ربما لا تدرك أن حماس أطلقت عددا كبيرا من الصواريخ لتدمير إسرائيل أو ربما تؤيد ذلك. لا نعرف».
وأجابت غوميز على إنستاغرام: «لا أقف مع أي من الطرفين. أصلي فقط من أجل السلام والإنسانية للجميع!».
وكان هناك أيضا من دافع عن إسرائيل وبين هؤلاء الممثلة جوان ريفرز التي أعربت صراحة لموقع «تي إم زي» عن رأيها في أحداث غزة. وقالت ريفرز (81 سنة): «دعوني أقل لكم إنه إذا أطلقت نيوجيرسي صواريخ على نيويورك لكنا قضينا عليهم». وتساءلت عما إذا كانت غوميز تعرف حتى كيف تكتب كلمة «فلسطيني».
كما عبر أومري كاسبي اللاعب في الدوري الأميركي لكرة السلة للمحترفين المولود في إسرائيل، عن موقفه في تغريدة نشرها في 13 يوليو (تموز) ولا تزال موجودة بقوله: «أطلقت حماس من غزة 600 صاروخ على إسرائيل في الأيام الأربع الماضية. الأرقام لا تكذب. كفى نفاقا».
كما أعرب عدي عبوشي الأميركي الفلسطيني الأصل المشارك في دورة كرة القدم الأميركية، عن موقفه على «تويتر» حيث يتبعه 6100 شخص. وكتب الاثنين: «عيد الفطر ليس ككل عام هذه السنة، خصوصا عندما نرى ما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين كل يوم».
وفي الأثناء في حين يشتد القصف على غزة، كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية الأسبوع الماضي أن مقدم البرامج سايمون كاول قدم مبلغ 150 ألف دولار للجنود الإسرائيليين في حفل لجمع التبرعات نظم في لوس أنجليس العام الماضي. ولم يعلق كاول على الموضوع، لكن من السخرية أن يكون برنامج الهواة البريطاني «ذي إكس فاكتور» اكتشف في 2010 موهبة فرقة تحمل اليوم اسم «وان دايركشن».



100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
TT

100 عامٍ من عاصي الرحباني

عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)
عاصي الرحباني وفيروز (تويتر)

في الرابع من شهر الخِصب وبراعم اللوز والورد، وُلد عاصي الرحباني. كانت البلادُ فكرةً فَتيّة لم تبلغ بعد عامها الثالث. وكانت أنطلياس، مسقط الرأس، قريةً لبنانيةً ساحليّة تتعطّر بزهر الليمون، وتَطربُ لارتطام الموج بصخور شاطئها.
لو قُدّر له أن يبلغ عامه المائة اليوم، لأَبصر عاصي التحوّلات التي أصابت البلاد وقُراها. تلاشت الأحلام، لكنّ «الرحباني الكبير» ثابتٌ كحقيقةٍ مُطلَقة وعَصي على الغياب؛ مقيمٌ في الأمس، متجذّر في الحاضر وممتدّةٌ جذوره إلى كل الآتي من الزمان.


عاصي الرحباني خلال جلسة تمرين ويبدو شقيقه الياس على البيانو (أرشيف Rahbani Productions)

«مهما قلنا عن عاصي قليل، ومهما فعلت الدولة لتكريمه قليل، وهذا يشمل كذلك منصور وفيروز»، يقول المؤلّف والمنتج الموسيقي أسامة الرحباني لـ«الشرق الأوسط» بمناسبة مئويّة عمّه. أما الصحافي والباحث محمود الزيباوي، الذي تعمّق كثيراً في إرث الرحابنة، فيرى أن التكريم الحقيقي يكون بتأليف لجنة تصنّف ما لم يُنشر من لوحاته الغنائية الموجودة في إذاعتَي دمشق ولبنان، وتعمل على نشره.
يقرّ أسامة الرحباني بتقصير العائلة تجاه «الريبرتوار الرحباني الضخم الذي يحتاج إلى تضافر جهود من أجل جَمعه»، متأسفاً على «الأعمال الكثيرة التي راحت في إذاعة الشرق الأدنى». غير أنّ ما انتشر من أغانٍ ومسرحيات وأفلام، على مدى أربعة عقود من عمل الثلاثي الرحباني عاصي ومنصور وفيروز، أصبح ذخيرةً للقرون المقبلة، وليس للقرن الرحباني الأول فحسب.

«فوتي احفظي، قومي سجّلي»
«كان بركاناً يغلي بالعمل... يكتب بسرعة ولا يتوقف عند هاجس صناعة ما هو أجمل، بل يترك السرد يمشي كي لا ينقطع الدفق»، هكذا يتذكّر أسامة عمّه عاصي. وفي بال الزيباوي كذلك، «عاصي هو تجسيدٌ للشغف وللإنسان المهووس بعمله». لم يكن مستغرباً أن يرنّ الهاتف عند أحد أصدقائه الساعة الثالثة فجراً، ليخرج صوت عاصي من السمّاعة قارئاً له ما كتب أو آخذاً رأيه في لحنٍ أنهاه للتوّ.
ووفق ما سمعه الزيباوي، فإن «بعض تمارين السيدة فيروز وتسجيلاتها كان من الممكن أن يمتدّ لـ40 ساعة متواصلة. يعيد التسجيل إذا لم يعجبه تفصيل، وهذا كان يرهقها»، رغم أنه الزوج وأب الأولاد الأربعة، إلا أن «عاصي بقي الأستاذ الذي تزوّج تلميذته»، على حدّ وصف الزيباوي. ومن أكثر الجمل التي تتذكّرها التلميذة عن أستاذها: «فوتي احفظي، قومي سَجّلي». أضنى الأمر فيروز وغالباً ما اعترفت به في الحوارات معها قبل أن تُطلقَ تنهيدةً صامتة: «كان ديكتاتوراً ومتطلّباً وقاسياً ومش سهل الرِضا أبداً... كان صعب كتير بالفن. لمّا يقرر شي يمشي فيه، ما يهمّه مواقفي».


عاصي وفيروز (تويتر)
نعم، كان عاصي الرحباني ديكتاتوراً في الفن وفق كل مَن عاصروه وعملوا معه. «كل العباقرة ديكتاتوريين، وهذا ضروري في الفن»، يقول أسامة الرحباني. ثم إن تلك القسوة لم تأتِ من عدم، فعاصي ومنصور ابنا الوَعر والحرمان.
أثقلت كتفَي عاصي منذ الصغر همومٌ أكبر من سنّه، فتحمّلَ وأخوه مسؤولية العائلة بعد وفاة الوالد. كان السند المعنوي والمادّي لأهل بيته. كمعطفٍ ردّ البردَ عنهم، كما في تلك الليلة العاصفة التي استقل فيها دراجة هوائية وقادها تحت حبال المطر من أنطلياس إلى الدورة، بحثاً عن منصور الذي تأخّر بالعودة من الوظيفة في بيروت. يروي أسامة الرحباني أنها «كانت لحظة مؤثرة جداً بين الأخوين، أبصرا خلالها وضعهما المادي المُذري... لم ينسيا ذلك المشهد أبداً، ومن مواقفَ كتلك استمدّا قوّتهما».
وكما في الصِبا كذلك في الطفولة، عندما كانت تمطر فتدخل المياه إلى المدرسة، كان يظنّ منصور أن الطوفان المذكور في الكتاب المقدّس قد بدأ. يُصاب بالهلَع ويصرخ مطالباً المدرّسين بالذهاب إلى أخيه، فيلاقيه عاصي ويحتضنه مهدّئاً من رَوعه.

«سهرة حبّ»... بالدَين
تعاقبت مواسم العزّ على سنوات عاصي الرحباني. فبعد بدايةٍ متعثّرة وحربٍ شرسة ضد أسلوبه الموسيقي الثائر على القديم، سلك دروب المجد. متسلّحاً بخياله المطرّز بحكايا جدّته غيتا و«عنتريّات» الوالد حنّا عاصي، اخترع قصصاً خفتت بفعلِ سحرِها الأصواتُ المُعترضة. أما لحناً، فابتدعَ نغمات غير مطابقة للنظريات السائدة، و«أوجد تركيبة جديدة لتوزيع الموسيقى العربية»، على ما يشرح أسامة الرحباني.


صورة تجمع عاصي ومنصور الرحباني وفيروز بالموسيقار محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش، بحضور بديعة مصابني وفيلمون وهبي ونجيب حنكش (أرشيف Rahbani Productions)
كان عاصي مستعداً للخسارة المادية من أجل الربح الفني. يحكي محمود الزيباوي أنه، ولشدّة مثاليته، «سجّل مسرحية (سهرة حب) مرتَين ولم تعجبه النتيجة، فاقترض مبلغاً من المال ليسجّلها مرة ثالثة». ويضيف أن «أساطير كثيرة نُسجت حول الرحابنة، لكن الأسطورة الحقيقية الوحيدة هي جمال عملهم».
ما كانت لتكتمل أسطورة عاصي، لولا صوت تلك الصبية التي دخلت قفصَه الذهبي نهاد حدّاد، وطارت منه «فيروز».
«أدهشته»، يؤكّد الزيباوي؛ ويستطرد: «لكنّ أحداً منهما لم يعرف كيف يميّز بين نهاد حداد وفيروز»... «هي طبعاً المُلهِمة»، يقول أسامة الرحباني؛ «لمح فيها الشخصية التي لطالما أراد رسمَها، ورأى امرأةً تتجاوب مع تلك الشخصية»، ويضيف أن «عاصي دفع بصوت فيروز إلى الأعلى، فهو في الفن كان عنيفاً ويؤمن بالعصَب. كان يكره الارتخاء الموسيقي ويربط النجاح بالطبع الفني القوي، وهذا موجود عند فيروز».


زفاف عاصي الرحباني ونهاد حداد (فيروز) عام 1955 (تويتر)

دماغٌ بحجم وطن
من عزّ المجد، سرقت جلطة دماغيّة عاصي الرحباني عام 1972. «أكثر ما يثير الحزن أن عاصي مرض وهو في ذروة عطائه وإبداعه، وقد زادت الحرب اللبنانية من مرضه وصعّبت العمل كثيراً»، وفق الزيباوي. لم يكن القلق من الغد الغامض غريباً عليه. فهو ومنذ أودى انفجارٌ في إحدى الكسّارات بحياة زوج خالته يوسف الزيناتي، الذي كان يعتبره صياداً خارقاً واستوحى منه شخصيات لمسرحه، سكنته الأسئلة الحائرة حول الموت وما بعدَه.
الدماغ الذي وصفه الطبيب الفرنسي المعالج بأنه من أكبر ما رأى، عاد ليضيء كقمرٍ ليالي الحصّادين والعاشقين والوطن المشلّع. نهض عاصي ورجع إلى البزُق الذي ورثه عن والده، وإلى نُبله وكرمه الذي يسرد أسامة الرحباني عنهما الكثير.
بعد المرض، لانت قسوة عاصي في العمل وتَضاعفَ كرَمُه المعهود. يقول أسامة الرحباني إن «أقصى لحظات فرحه كانت لحظة العطاء». أعطى من ماله ومن فِكرِه، وعُرف بيدِه الموضوعة دائماً في جيبِه استعداداً لتوزيع النقود على المحتاجين في الشارع. أما داخل البيت، فتجسّد الكرَم عاداتٍ لطيفة وطريفة، كأن يشتري 20 كنزة متشابهة ويوزّعها على رجال العائلة وشبّانها.
خلال سنواته الأخيرة ومع احتدام الحرب، زاد قلق عاصي الرحباني على أفراد العائلة. ما كان يوفّر مزحة أو حكاية ليهدّئ بها خوف الأطفال، كما في ذلك اليوم من صيف 1975 الذي استُهدفت فيه بلدة بكفيا، مصيَف العائلة. يذكر أسامة الرحباني كيف دخل عاصي إلى الغرفة التي تجمّع فيها أولاد العائلة مرتعدين، فبدأ يقلّد الممثلين الأميركيين وهم يُطلقون النار في الأفلام الإيطالية، ليُنسيَهم ما في الخارج من أزيز رصاص حقيقي. وسط الدمار، بنى لهم وطناً من خيالٍ جميل، تماماً كما فعل وما زال يفعل في عامِه المائة، مع اللبنانيين.


عاصي الرحباني (غيتي)