معرض «رحلات الاقتلاع» في مراكش... شاهد على مآسي يافعين من مهاجرين ولاجئين ومشردين

حينما تصبح مقتنيات أطفال رمزاً لليأس أو الشجاعة

جانب من معرض «رحلات الاقتلاع: دور المقتنيات العزيزة» في مراكش
جانب من معرض «رحلات الاقتلاع: دور المقتنيات العزيزة» في مراكش
TT

معرض «رحلات الاقتلاع» في مراكش... شاهد على مآسي يافعين من مهاجرين ولاجئين ومشردين

جانب من معرض «رحلات الاقتلاع: دور المقتنيات العزيزة» في مراكش
جانب من معرض «رحلات الاقتلاع: دور المقتنيات العزيزة» في مراكش

«ما الذي سيحدث لو اضطررت فجأة للانتقال، هرباً من حرب أو للخلاص من الفقر؟ هل بوسعك جلب المقتنيات التي تعتز بها؟ وهل كنت ستجد شيئاً جديداً وأنت في طريقك؟»، على إيقاع هذه الأسئلة يجري التقديم لمعرض اليونيسف، تحت عنوان «رحلات الاقتلاع: دور المقتنيات العزيزة»، المبرمج على هامش فعاليات المنتدى العالمي عن الهجرة والتّنمية بمراكش، في موضوع «الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية».
نقرأ في تقديم المعرض: «أشياء. مقتنيات تذكارية. أغراض محفوظة. كان لدى كثير منا في طفولتنا مقتنيات نعتز بها - شيء ما كان ملكنا ويخصنا، وكنّا نحافظ عليه ونعتز به. وفي المقابل، كانت هذه المقتنيات تحفظ الذكريات التي ما زلنا نحملها معنا إلى الوقت الحاضر».
أمّا في تقديم المعروضات، فنقرأ: «نرى في كثير من هذه الصور أنّ المقتنيات المادية تساعد على المحافظة على حس بالانتماء الشّخصي أثناء رحلة يمضي فيها شخص يافع. ونرى في صور أخرى كيف يمكن لهذه المقتنيات أن تكون رمزاً للأسى واليأس - أو شهادة على البأس والشجاعة. وهناك يافعون آخرون لا يقتنون سوى الملابس التي يرتدونها».
والهدف من المعرض، جاء في صيغة أمل، حيث يخاطبنا المنظمون: «نأمل بأن يذكّركم هذا المعرض بأنّه سواءً أكان هؤلاء اليافعون مهاجرين أم لاجئين أم مشردين داخلياً أم عديمي الجنسية - ففي المقام الأول، # الطفل_هو_طفل».
ويقترح المعرض 16 عملاً فوتوغرافياً، ترافقها شروحات تحدّد جغرافيا وسياق وتاريخ أخذ كل صورة وحكاية صاحبها، واسم مصورها.
من بين الصور المعروضة، واحدة من جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية سابقاً، مؤرخة في 2015، لمصورها توميسلاف جورجييف، نكون مع «ولد يحمل أمتعته على كتفه في كيس قماشي كبير بينما يمشي على امتداد خط للسكك الحديدية يعبر من جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية سابقاً إلى صربيا».
وفي صورة أخرى، من الإكوادور، مؤرخة في 2018، لمصورها مورينو غونزاليز «يرتحل هارولد، (17 سنة)، من كاراكاس في فنزويلا إلى ليما في بيرو ليبدأ حياة جديدة. وعندما حزم أمتعته للمغادرة، تخلّى عن أشياء كثيرة لم تتسع لها حقيبته. إلا أنه أخذ شيئاً له مكانة خاصة في نفسه: الميدالية التي حصل عليها في المدرسة الثانوية. وهو يأمل أنّ هذه الميدالية تمثّل إنجازه الأول بين إنجازات كثيرة سيحققها في حياته».
وفي صورة أخرى من بنغلاديش، مؤرخة في 2018، لمصورها برايان سوكول، «تحمل اللاجئة الروهينغية تاسمين أكتر، (14 سنة)، كتاب الشّعر المفضل لديها، في مشروع تدعمه اليونيسف في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في منطقة كوكس بازار ببنغلاديش. وتقول تاسمين: «عندما أتخذُ قراراً بنفسي، كأن أقرر بأن أقرأ قصيدة بنغالية في البيت، أشعر بالقوة».
ومن أوغندا، هناك صورة، مؤرخة في مايو (أيار) 2017، لمصورها جيمس أتواي، نكون مع «آغنيس» وهي «تحمل قبعة طفلها الصوفية في مستوطنة بيدي للاجئين في شمال غربي أوغندا. وقد فرا من جنوب السودان في قلب النزاع، حيث نشأت أزمة غذاء شديدة من جراء الحرب وانعدام الاستقرار. وأصيب طفل «آغنيس» بالملاريا أثناء الرحلة إلى أوغندا. وللأسف، فقد توفي بعد بضعة أيام من وصولهما إلى المستوطنة».
في صورة أخرى من الأردن، مؤرخة في 2018، لمصورها كريستوفر هيرويغ، «يعيش يحيى، (13 سنة)، في مخيم الزعتري للاجئين في شمال الأردن. وهو يحمل صورة شمسية، وقد التُقطت له لتسجيله في المدرسة. وأمضى يحيى أسبوعاً واحداً في الصّف الأول قبل أن تفر أسرته إلى الأردن. وهو يحافظ على صورته كي يتذكّر ماضيه عندما ينظر إليها. ويقول: «هذه الصورة هي جزء من طفولتي، وهي تدفعني للابتسام عندما أرى فيها نفسي، وأنا سعيد لأن لدي ذكريات من الفترة التي كنت فيها صغيراً في سوريا».


مقالات ذات صلة

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

العالم العربي دول أوروبية تعلق البت في طلبات اللجوء المقدمة من سوريين (أ.ف.ب)

دول أوروبية تعلق طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد الإطاحة بالأسد

علقت دول أوروبية كثيرة التعامل مع طلبات اللجوء المقدمة من سوريين بعد استيلاء المعارضة على دمشق وهروب الرئيس بشار الأسد إلى روسيا بعد 13 عاماً من الحرب الأهلية.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
شمال افريقيا عملية إنقاذ سابقة لمهاجرين غير نظاميين غرب ليبيا (جهاز مكافحة الهجرة)

سلطات طرابلس تضبط 40 باكستانياً قبل تهريبهم إلى أوروبا

يقول «جهاز دعم الاستقرار» الليبي بطرابلس إنه «تم جلب هؤلاء المهاجرين عبر تشكيل عصابي دولي يتقاضى 20 ألف دولار أميركي من كل مهاجر مقابل إرساله إلى ليبيا».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
العالم العربي قوات بحرية مصرية تحبط محاولة هجرة غير شرعية لمركب بالبحر المتوسط (المتحدث العسكري)

الجيش المصري يحبط محاولة هجرة غير شرعية عبر البحر المتوسط

أعلن الجيش المصري، الاثنين، تمكنه من إحباط محاولة هجرة غير شرعية لمركب على متنه 63 فرداً، بينهم 3 سودانيين، بالبحر المتوسط.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا جانب من ترحيل السلطات الليبية عدداً من المهاجرين المصريين (جهاز مكافحة الهجرة)

الإعلان عن «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة بشرق ليبيا

قالت سلطات أمنية بشرق ليبيا إنها نجحت في «تحرير» 9 مصريين من قبضة عصابة في عملية وصفتها بـ«المُحكمة».

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
شمال افريقيا قوات بحرية إسبانية تعترض قارب مهاجرين غير نظاميين انطلق من سواحل موريتانيا (أ.ف.ب)

مهاجرون باكستانيون عالقون على الحدود بين مالي وموريتانيا

«رغم المسافة الكبيرة التي تفصل موريتانيا عن باكستان، والتي تقدر بنحو 7700 كيلومتر، فإنها أصبحت وجهة للمهاجرين الآسيويين».

الشيخ محمد (نواكشوط)

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.