«ما الذي سيحدث لو اضطررت فجأة للانتقال، هرباً من حرب أو للخلاص من الفقر؟ هل بوسعك جلب المقتنيات التي تعتز بها؟ وهل كنت ستجد شيئاً جديداً وأنت في طريقك؟»، على إيقاع هذه الأسئلة يجري التقديم لمعرض اليونيسف، تحت عنوان «رحلات الاقتلاع: دور المقتنيات العزيزة»، المبرمج على هامش فعاليات المنتدى العالمي عن الهجرة والتّنمية بمراكش، في موضوع «الوفاء بالالتزامات الدولية لتحرير طاقات كل المهاجرين من أجل التنمية».
نقرأ في تقديم المعرض: «أشياء. مقتنيات تذكارية. أغراض محفوظة. كان لدى كثير منا في طفولتنا مقتنيات نعتز بها - شيء ما كان ملكنا ويخصنا، وكنّا نحافظ عليه ونعتز به. وفي المقابل، كانت هذه المقتنيات تحفظ الذكريات التي ما زلنا نحملها معنا إلى الوقت الحاضر».
أمّا في تقديم المعروضات، فنقرأ: «نرى في كثير من هذه الصور أنّ المقتنيات المادية تساعد على المحافظة على حس بالانتماء الشّخصي أثناء رحلة يمضي فيها شخص يافع. ونرى في صور أخرى كيف يمكن لهذه المقتنيات أن تكون رمزاً للأسى واليأس - أو شهادة على البأس والشجاعة. وهناك يافعون آخرون لا يقتنون سوى الملابس التي يرتدونها».
والهدف من المعرض، جاء في صيغة أمل، حيث يخاطبنا المنظمون: «نأمل بأن يذكّركم هذا المعرض بأنّه سواءً أكان هؤلاء اليافعون مهاجرين أم لاجئين أم مشردين داخلياً أم عديمي الجنسية - ففي المقام الأول، # الطفل_هو_طفل».
ويقترح المعرض 16 عملاً فوتوغرافياً، ترافقها شروحات تحدّد جغرافيا وسياق وتاريخ أخذ كل صورة وحكاية صاحبها، واسم مصورها.
من بين الصور المعروضة، واحدة من جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية سابقاً، مؤرخة في 2015، لمصورها توميسلاف جورجييف، نكون مع «ولد يحمل أمتعته على كتفه في كيس قماشي كبير بينما يمشي على امتداد خط للسكك الحديدية يعبر من جمهورية مقدونيا اليوغوسلافية سابقاً إلى صربيا».
وفي صورة أخرى، من الإكوادور، مؤرخة في 2018، لمصورها مورينو غونزاليز «يرتحل هارولد، (17 سنة)، من كاراكاس في فنزويلا إلى ليما في بيرو ليبدأ حياة جديدة. وعندما حزم أمتعته للمغادرة، تخلّى عن أشياء كثيرة لم تتسع لها حقيبته. إلا أنه أخذ شيئاً له مكانة خاصة في نفسه: الميدالية التي حصل عليها في المدرسة الثانوية. وهو يأمل أنّ هذه الميدالية تمثّل إنجازه الأول بين إنجازات كثيرة سيحققها في حياته».
وفي صورة أخرى من بنغلاديش، مؤرخة في 2018، لمصورها برايان سوكول، «تحمل اللاجئة الروهينغية تاسمين أكتر، (14 سنة)، كتاب الشّعر المفضل لديها، في مشروع تدعمه اليونيسف في مخيم كوتوبالونغ للاجئين في منطقة كوكس بازار ببنغلاديش. وتقول تاسمين: «عندما أتخذُ قراراً بنفسي، كأن أقرر بأن أقرأ قصيدة بنغالية في البيت، أشعر بالقوة».
ومن أوغندا، هناك صورة، مؤرخة في مايو (أيار) 2017، لمصورها جيمس أتواي، نكون مع «آغنيس» وهي «تحمل قبعة طفلها الصوفية في مستوطنة بيدي للاجئين في شمال غربي أوغندا. وقد فرا من جنوب السودان في قلب النزاع، حيث نشأت أزمة غذاء شديدة من جراء الحرب وانعدام الاستقرار. وأصيب طفل «آغنيس» بالملاريا أثناء الرحلة إلى أوغندا. وللأسف، فقد توفي بعد بضعة أيام من وصولهما إلى المستوطنة».
في صورة أخرى من الأردن، مؤرخة في 2018، لمصورها كريستوفر هيرويغ، «يعيش يحيى، (13 سنة)، في مخيم الزعتري للاجئين في شمال الأردن. وهو يحمل صورة شمسية، وقد التُقطت له لتسجيله في المدرسة. وأمضى يحيى أسبوعاً واحداً في الصّف الأول قبل أن تفر أسرته إلى الأردن. وهو يحافظ على صورته كي يتذكّر ماضيه عندما ينظر إليها. ويقول: «هذه الصورة هي جزء من طفولتي، وهي تدفعني للابتسام عندما أرى فيها نفسي، وأنا سعيد لأن لدي ذكريات من الفترة التي كنت فيها صغيراً في سوريا».
معرض «رحلات الاقتلاع» في مراكش... شاهد على مآسي يافعين من مهاجرين ولاجئين ومشردين
حينما تصبح مقتنيات أطفال رمزاً لليأس أو الشجاعة
معرض «رحلات الاقتلاع» في مراكش... شاهد على مآسي يافعين من مهاجرين ولاجئين ومشردين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة