تانيا صالح تفتتح مهرجان «بيروت أند بيوند» وتغني الواقع العربي

غلب عليه العنصر الشبابي وهواة الموسيقى المستقلة

تانيا صالح أثناء الحفل
تانيا صالح أثناء الحفل
TT

تانيا صالح تفتتح مهرجان «بيروت أند بيوند» وتغني الواقع العربي

تانيا صالح أثناء الحفل
تانيا صالح أثناء الحفل

في حفل طغى عليه الحضور الشبابي بامتياز غنّت تانيا صالح لتغرد في سماء العاصمة بيروت بعد غياب، مفتتحة مهرجان «بيروت أند بيوند».
وعلى خشبة مسرح «ستايشن بيروت» وقفت المغنية اللبنانية ترافقها الدي جي السويدية ليزا نوردستروم على بعد أنامل من جمهورها الذي فرش أرض القاعة وقوفاً وعلى تماس مع الخشبة. فجاء المشهد شبيهاً بلمة فنية حميمة وكأن تانيا نجمة وجمهورها هو الشعاع المنعكس من وهجها.
ومنذ اللحظات الأولى للحفل الذي استغرق نحو ساعة من الوقت نجحت تانيا صالح بجذب الحضور بأدائها المتناغم لقصائد شعر اختارتها من أحدث ألبوماتها «تقاطع». فغنّت وتمايلت وتسايرت معهم لتؤلف بذلك جلسة فنية دافئة في ظل طقس بارد وعاصف كان يسيطر خارج القاعة. «أنا سعيدة في الوقوف أمامكم بعد غياب لأقدم لكم أغاني عملي الجديد. فلقد تأخرت عن قصد لأقوم بهذه المهمة وجلت به في العالم قبلا لأنني خائفة من رد فعلكم وإذا ما ستحبون (تقاطع) أو العكس».
بهذه الكلمات استهلت المغنية اللبنانية حفلها هي المعروفة بتطعيمها الطرب العربي والموال والدبكة اللبنانية بموسيقى الروك والفانك والجاز. وفي أدائها على المسرح الذي رافقه عرض بصري لعملها الأخير على شاشة كبيرة، لوّنت صالح أداءها بنغمات إلكترونية صدحت بها من خلال ميكروفون ثانٍ خاص بهذه المقاطع ثبّت على المسرح نفسه. فكانت تقترب منه بين الفينة والأخرى لتطعم أغانيها بطابع الموسيقى الحديثة.
وإثر تقديمها أغنيتها «ما عم أفهم» مفتتحة الحفل قدمت «يا شرق» للشاعر بيرم التونسي ذاكرة بأنها اكتشفت معاناته من الأوضاع السائدة في الشرق تماماً مثلنا اليوم.
وبعدها كرت سبحة أغاني ألبوم «تقاطع» لتؤدي «فرحاً بشيء ما» لمحمود درويش وهي من ألحانها، و«ليس في الغابات عدل» لجبران خليل جبران، و«القصيدة الدمشقية» (نزار قباني)، وغيرها مختتمة الحفل بـ«أنا ليليت» التي شاركتها بها على المسرح كاتبتها جومانا حداد. وتوجهت إلى جمهورها تقول: «إنها المرة الأولى التي أقدم بها هذه الأغنية على مسرح عربي».
وغاب عن الحفل تقديمها أغاني أخرى من أفلام سينمائية لنادين لبكي سبق واشتهرت فيها ك«حشيشة قلبي» و«يمكن لو» و«كيفو هالحلو» إذ تمسكت بتقديم أغاني ألبومها الجديد فقط.
تماهى الحضور مع أغاني تانيا صالح منذ بداية الحفل حتى نهايته ولوحظ وجود كثير من الشباب الأجنبي فكانوا يرددون كلمات أغانيها بلهجتهم العربية المكسرة فيما اكتفى بعضهم بالتمايل مع نغمات الموسيقى وإغماض عينيه للتعبير عن انسجامه بما يسمع.
وتخلل الحفل بعض القفشات العفوية لتانيا التي تناولت فيها مرة وجود ضيف غير مرغوب به في الحفل قاصدة بذلك فراشة ليلية كانت تطير حولها مبدية خوفها من ابتلاعها خلال الغناء. ومرة أخرى عندما حصل عطل طارئ على الصوت فراحت تخبر جمهورها قصة انتقائها لإحدى أغنيات الألبوم «فرحا بشيء ما» التي نقلتها بموسيقاها وكلماتها إلى عالم آخر. فيما أهدت الحفل إلى روح والدها الذي تأثرت بمبادئه في صغرها فعلمها بأن الشعب العربي واحد، ولتصطدم على أرض الواقع بحقيقة مغايرة تماما. وتمنت أن يتحقق يوما هذا الحلم العربي لا سيما وأننا جميعا نتكلم اللغة نفسها وتساءلت: «لماذا لا يحصل تعاون ثقافي وفني بيننا مثلا؟ وأملت بأن تتبلور هذه الفكرة يوما ما في عقل أحدهم ويحدث الفرق.



بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
TT

بارود «النار بالنار» موهبة صاعدة لفتت المشاهد

عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)
عابد فهد وتيم عزيز في مشهد من «النار بالنار» (خاص تيم)

منذ الحلقة الأولى لمسلسل «النار بالنار» لفت تيم عزيز المشاهد في دور (بارود). فهو عرف كيف يتقمص شخصية بائع اليانصيب (اللوتو) بكل أبعادها. فألّف لها قالباً خاصاً، بدأ مع قَصة شعره ولغة جسده وصولاً إلى أدائه المرفق بمصطلحات حفظها متابع العمل تلقائياً.
البعض قال إن دخول تيم عزيز معترك التمثيل هو نتيجة واسطة قوية تلقاها من مخرج العمل والده محمد عبد العزيز، إلا أن هذا الأخير رفض بداية مشاركة ابنه في العمل وحتى دخوله هذا المجال. ولكن المخرج المساعد له حسام النصر سلامة هو من يقف وراء ذلك بالفعل. ويقول تيم عزيز لـ«الشرق الأوسط»: «حتى أنا لم أحبذ الفكرة بداية. لم يخطر ببالي يوماً أن أصبح ممثلاً. توترت كثيراً في البداية وكان همي أن أثبت موهبتي. وفي اليوم الخامس من التصوير بدأت ألمس تطوري».
يحدثك باختصار ابن الـ15 سنة ويرد على السؤال بجواب أقصر منه. فهو يشعر أن الإبحار في الكلام قد يربكه ويدخله في مواقف هو بغنى عنها. على بروفايل حسابه الإلكتروني «واتساب» دوّن عبارة «اخسر الجميع واربح نفسك»، ويؤكد أن على كل شخص الاهتمام بما عنده، فلا يضيع وقته بما قد لا يعود ربحاً عليه معنوياً وفي علاقاته بالناس. لا ينكر أنه بداية، شعر بضعف في أدائه ولكن «مو مهم، لأني عرفت كيف أطور نفسي».
مما دفعه للقيام بهذه التجربة كما يذكر لـ«الشرق الأوسط» هو مشاركة نجوم في الدراما أمثال عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز. «كنت أعرفهم فقط عبر أعمالهم المعروضة على الشاشات. فغرّني الالتقاء بهم والتعاون معهم، وبقيت أفكر في الموضوع نحو أسبوع، وبعدها قلت نعم لأن الدور لم يكن سهلاً».
بنى تيم عزيز خطوط شخصيته (بارود) التي لعبها في «النار بالنار» بدقة، فتعرف إلى باعة اليناصيب بالشارع وراقب تصرفاتهم وطريقة لبسهم وأسلوب كلامهم الشوارعي. «بنيت الشخصية طبعاً وفق النص المكتوب ولونتها بمصطلحات كـ(خالو) و(حظي لوتو). حتى اخترت قصة الشعر، التي تناسب شخصيتي، ورسمتها على الورق وقلت للحلاق هكذا أريدها».
واثق من نفسه يقول تيم عزيز إنه يتمنى يوماً ما أن يصبح ممثلاً ونجماً بمستوى تيم حسن. ولكنه في الوقت نفسه لا يخفي إعجابه الكبير بالممثل المصري محمد رمضان. «لا أفوت مشاهدة أي عمل له فعنده أسلوبه الخاص بالتمثيل وبدأ في عمر صغير مثلي. لم أتابع عمله الرمضاني (جعفر العمدة)، ولكني من دون شك سأشاهد فيلمه السينمائي (هارلي)».
لم يتوقع تيم عزيز أن يحقق كل هذه الشهرة منذ إطلالته التمثيلية الأولى. «توقعت أن أطبع عين المشاهد في مكان ما، ولكن ليس إلى هذا الحد. فالناس باتت تناديني باسم بارود وتردد المصطلحات التي اخترعتها للمسلسل».
بالنسبة له التجربة كانت رائعة، ودفعته لاختيار تخصصه الجامعي المستقبلي في التمثيل والإخراج. «لقد غيرت حياتي وطبيعة تفكيري، صرت أعرف ماذا أريد وأركّز على هدف أضعه نصب عيني. هذه التجربة أغنتني ونظمت حياتي، كنت محتاراً وضائعاً أي اختصاص سأدرسه مستقبلاً».
يرى تيم في مشهد الولادة، الذي قام به مع شريكته في العمل فيكتوريا عون (رؤى) وكأنه يحصل في الواقع. «لقد نسيت كل ما يدور من حولي وعشت اللحظة كأنها حقيقية. تأثرت وبكيت فكانت من أصعب المشاهد التي أديتها. وقد قمنا به على مدى يومين فبعد نحو 14 مشهداً سابقاً مثلناه في الرابعة صباحاً صورنا المشهد هذا، في التاسعة من صباح اليوم التالي».
أما في المشهد الذي يقتل فيه عمران (عابد فهد) فترك أيضاً أثره عنده، ولكن هذه المرة من ناحية الملاحظات التي زوده بها فهد نفسه. «لقد ساعدني كثيراً في كيفية تلقف المشهد وتقديمه على أفضل ما يرام. وكذلك الأمر بالنسبة لكاريس بشار فهي طبعتني بحرفيتها. كانت تسهّل علي الموضوع وتقول لي (انظر إلى عيني). وفي المشهد الذي يلي مقتلها عندما أرمي الأوراق النقدية في الشارع كي يأخذها المارة تأثرت كثيراً، وكنت أشعر كأنها في مقام والدتي لاهتمامها بي لآخر حد»
ورغم الشهرة التي حصدها، فإن تيم يؤكد أن شيئاً لم يتبدل في حياته «ما زلت كما أنا وكما يعرفني الجميع، بعض أصدقائي اعتقد أني سأتغير في علاقتي بهم، لا أعرف لماذا؟ فالإنسان ومهما بلغ من نجاحات لن يتغير، إذا كان معدنه صلباً، ويملك الثبات الداخلي. فحالات الغرور قد تصيب الممثل هذا صحيح، ولكنها لن تحصل إلا في حال رغب فيها».
يشكر تيم والده المخرج محمد عبد العزيز لأنه وضع كل ثقته به، رغم أنه لم يكن راغباً في دخوله هذه التجربة. ويعلق: «استفدت كثيراً من ملاحظاته حتى أني لم ألجأ إلا نادراً لإعادة مشهد ما. لقد أحببت هذه المهنة ولم أجدها صعبة في حال عرفنا كيف نعيش الدور. والمطلوب أن نعطيها الجهد الكبير والبحث الجدّي، كي نحوّل ما كتب على الورق إلى حقيقة».
ويشير صاحب شخصية بارود إلى أنه لم ينتقد نفسه إلا في مشاهد قليلة شعر أنه بالغ في إبراز مشاعره. «كان ذلك في بداية المسلسل، ولكن الناس أثنت عليها وأعجبت بها. وبعدما عشت الدور حقيقة في سيارة (فولسفاكن) قديمة أبيع اليانصيب في الشارع، استمتعت بالدور أكثر فأكثر، وصار جزءاً مني».
تيم عزيز، الذي يمثل نبض الشباب في الدراما اليوم، يقول إن ما ينقصها هو تناول موضوعات تحاكي المراهقين بعمره. «قد نجدها في أفلام أجنبية، ولكنها تغيب تماماً عن أعمالنا الدرامية العربية».