تنشيط منصة إطلاق فيروس الإيدز يُمهد للسيطرة على المرض

في دراسة أجراها باحثون من جامعة إلينوي الأميركية

تنشيط منصة إطلاق فيروس الإيدز يُمهد للسيطرة على المرض
TT

تنشيط منصة إطلاق فيروس الإيدز يُمهد للسيطرة على المرض

تنشيط منصة إطلاق فيروس الإيدز يُمهد للسيطرة على المرض

توصلت دراسة أجراها باحثون أميركيون من جامعة إلينوي في شيكاغو، إلى أن تنشيط منصة إطلاق فيروس نقص المناعة البشرية الإيدز المتمثلة في جين «TAT» في جسم الإنسان، ربما يكون حلاً فعالاً يُمهد للوصول إلى علاج للداء العضال. ووفق الدراسة الجديدة التي نشرتها دورية الأكاديمية الوطنية للعلوم «PNAS» في عددها الأحدث الصادر في 4 من ديسمبر (كانون الأول) الجاري، فإن الأدوية المستخدمة حالياً لمواجهة المرض لا تستهدف الدائرة المسببة للمشكلة، وهو الأمر الذي حاولت الدراسة علاجه، بتركيز الجهد في اتجاه منصة إطلاق الفيروس.
ويعالَج المصابون حالياً بما تسمى «الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية»، وتهدف إلى إبطاء تطور المرض بتخفيف تضاعف الفيروس، لتقليل عدد الفيروسات في دم حامله، وهو ما يعرف بـ«الحِمل الفيروسي»، وذلك حتى لا يتطور الأمر إلى الإصابة بمرض الإيدز.
ويرى الباحثون أن تنشيط منصة إطلاق الفيروس سيؤدي إلى «التسبب في إنتاج خلايا مصابة بالعدوى بشكل كاف، ومن ثم يتم تدميرها بواسطة جهاز المناعة، بدلاً من أن تحدث تلك العملية بشكل مفاجئ يصعب معه السيطرة على الحالة».
ويشرح د. جي ليانغ أستاذ الهندسة الحيوية، والباحث الرئيسي في الدراسة، تفاصيل ما توصلوا إليه في تقرير نشرته، أول من أمس، جامعة إلينوي قائلاً: «خلال الإصابة، يشق الحمض النووي لفيروس نقص المناعة المسبب للإيدز، طريقه إلى نواة خلية الجسم البشري المضيفة له، ويدمج نفسه في الجينوم الخاص بها، ليساعد بعد ذلك الجين الخاص بالفيروس والمعروف باسم «TAT» في الاستيلاء على آلية الخلية لإنتاج نسخ جديدة من الفيروس تنفجر في النهاية في الخلية لتصيب الخلايا المجاورة بالعدوى».
ويستطرد: «تؤدي الخلايا التي أُصيبت بالعدوى عملها بشكل طبيعي رغم إصابتها بالفيروس، طالما لم ينشط جين (TAT) لإنتاج نسخ جديدة، والمشكلة أن آلية عمل هذا الجين عشوائية، فقد تكون نشطة أو غير نشطة، ويمكن أن يحدث التحول من الحالة غير النشطة إلى النشطة بشكل تلقائي، وبالتالي سيكون من الصعب وقتها مساعدة الجهاز المناعي بالأدوية لمقاومة الخلايا المصابة بالعدوى وقت حدوثها».
ويضيف ليانغ: «النتيجة التي توصل إليها البحث هي أن استهداف منصة إطلاق الفيروسات وهي جين (TAT) بأدوية تعمل على تنشيطه سيؤدي إلى التسبب في إنتاج خلايا مصابة بالعدوى بشكل كاف، ومن ثم يتم تدميرها بواسطة جهاز المناعة».


مقالات ذات صلة

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

صحتك مكملات «أوميغا 3» قد تبطئ سرطان البروستاتا (جامعة أكسفورد)

دراسة جديدة: «أوميغا 3» قد يكون مفتاح إبطاء سرطان البروستاتا

توصلت دراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا إلى أن اتباع نظام غذائي منخفض في أحماض أوميغا 6 وغني بأحماض أوميغا 3 الدهنية، يمكن أن يبطئ سرطان البروستاتا.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
صحتك أسنان جديدة قد يقدمها عقار جديد (رويترز)

باحثون يابانيون يختبرون عقاراً رائداً يجعل الأسنان تنمو من جديد

قد يتمكن الأشخاص الذين فقدوا أسناناً من الحصول على أخرى بشكل طبيعي، بحسب أطباء أسنان يابانيين يختبرون عقاراً رائداً.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
صحتك مرض ألزهايمر يؤدي ببطء إلى تآكل الذاكرة والمهارات الإدراكية (رويترز)

بينها الاكتئاب... 4 علامات تحذيرية تنذر بألزهايمر

يؤثر مرض ألزهايمر في المقام الأول على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 65 عاماً، ولكن ليس من المبكر أبداً أن تكون على دراية بالعلامات التحذيرية لهذا الاضطراب.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك تناول وجبة إفطار متوازنة ودسمة يساعد على إدارة السعرات الحرارية اليومية (رويترز)

تخطي وجبة الإفطار في الخمسينات من العمر قد يسبب زيادة الوزن

أظهرت دراسة حديثة أن تخطي وجبة الإفطار في منتصف العمر قد يجعلك أكثر بدانةً، ويؤثر سلباً على صحتك، وفقاً لصحيفة «التليغراف».

«الشرق الأوسط» (لندن)
صحتك 10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

10 نقاط حول توقف «فياغرا» عن العمل

وصل إلى بريد «استشارات» استفسار من أحد المرضى هو: «عمري فوق الستين، ولدي مرض السكري وارتفاع ضغط الدم. وتناولت (فياغرا) للتغلب على مشكلة ضعف الانتصاب.

د. حسن محمد صندقجي (الرياض)

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».