> إيمانويل ماكرون أراد أن ينقل فرنسا من عصر إلى عصر.
رأى أن بُناها تراكمت فوقها الأغبرة، وأن قديمها بحاجة إلى تحديث. أليس هو الرمز؟
لقد عبر فوق الأحزاب التي داس عليها. محا الفوارق السياسية التقليدية، حين قدّم نفسه خارج الأحزاب. لا يمين ولا يسار.
إنه ماكرون الآتي من غير أن يخوض يوماً غمار أي حملة انتخابية أكانت محلية أو تشريعية. ليس خلفه حزب يدعمه ولا تاريخ سياسيا يستند إليه. وخلال 14 شهرا، كان الآمر الناهي.
روّج لنظرية «السلطة العمودية»، حيث القرارات تُتخَذ في أعلى سلم الهرم وما على من تحت سوى التنفيذ. واستفاد من الغيبوبة التي ضربت الأحزاب بعد هزيمتين ماحقتين (الانتخابات الرئاسية والتشريعية). لكن اليوم، انقلبت الأمور رأسا على عقب. وأخيراً، في بادرة نادرة، اعترف بأنه «لم ينجح» في مصالحة الفرنسيين مع قادتهم... أي أنه اعترف بـ«الطلاق» القائم بينه وبين مواطنيه.
يقارن كثيرون بين ما تعيشه باريس وبين «ربيع الطلاب» عام 1968. في الحالة الأولى «ثورة» طلابية وفي الثانية «انتفاضة» شعبية. وفي الحالتين، أعمال عنف على نطاق واسع. لكن ثمة فرقا كبيرا بين الوضعين: عام 1968، كان على رأس فرنسا رجل كبير هو الجنرال شارل ديغول «بطل» الحرب العالمية الثانية و«محرّر» الوطن من الاحتلال النازي. وربما فرنسا اليوم بحاجة إلى ديغول آخر. فهل سيكون الرئيس ماكرون بمستوى الأحداث؟
الجواب سيأتي به الآتي من الأيام.
15:2 دقيقه
من ديغول إلى ماكرون
https://aawsat.com/home/article/1495546/%D9%85%D9%86-%D8%AF%D9%8A%D8%BA%D9%88%D9%84-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D9%85%D8%A7%D9%83%D8%B1%D9%88%D9%86
من ديغول إلى ماكرون
من ديغول إلى ماكرون
مواضيع
مقالات ذات صلة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة