«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز: جوائز «غولدن غلوبز» متنوعة ومثيرة وترسم معالم الأوسكار

الفيلم اللبناني رسم مآسي البلد

«مولد نجمة» بين برادلي كوبر وليدي غاغا
«مولد نجمة» بين برادلي كوبر وليدي غاغا
TT

«الشرق الأوسط» في موسم الجوائز: جوائز «غولدن غلوبز» متنوعة ومثيرة وترسم معالم الأوسكار

«مولد نجمة» بين برادلي كوبر وليدي غاغا
«مولد نجمة» بين برادلي كوبر وليدي غاغا

أعلنت، في السادس من هذا الشهر، ترشيحات جوائز غولدن غلوبز السنوية، وهي الدورة السادسة والسبعون لمؤسسة صحافية اسمها «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» (Hollywood Foreign Press Assocaition) قامت سنة 1943 وأطلقت حفلتها السنوية الأولى سنة 1944.
سنوات مديدة مرّت منذ ذلك الحين وكل ما يمت إلى صناعة الفيلم وفنه تغير عدة مرّات وصولاً لما هو عليه اليوم. أحد المتغيرات الأساسية أن ما كان بسيط التنفيذ في جمعية قوامها لا يزيد على عشرين شخصا (رحل اليوم معظمهم) بات كياناً سينمائياً جامعاً يحتل داخل هوليوود أهمية قصوى.
جوائز «غولدن غلوب» هي المناسبة الثانية في هوليوود من حيث الحجم والأهمية. والمحطة التي تمر عبرها الكثير من الأسماء والعناوين في طريقها إلى المناسبة الأولى وهي الأوسكار. الإعلام يلتف حولها وينتظرها ويتداول ترشيحاتها ويبدأ من يوم إعلانها تعداد الأيام الفاصلة بين هذه الترشيحات وترشيحات الأوسكار المرتقبة في الشهر المقبل.
- الفيلم اللبناني
لكن هل «غولدن غلوبز» مهمّة خارج الولايات المتحدة أيضاً؟
السينمائيون الذين تتبارى أفلامهم للفوز بغولدن «غلوب أفضل فيلم أجنبي» يعتقدون ذلك. في كل سنة ينتظر المخرجون الذين تقدمت أفلامهم لدخول ترشيحات هذه الجائزة النتائج بفارغ الصبر. وهم بالتأكيد يعتقدون أن المناسبة مهمة عالمياً لأنها تمنحهم الحضور الإعلامي الكبير كما تهدي أحدهم جائزة ثمينة حين فوزه.
تستطيع المخرجة اللبنانية نادين لبكي أن تؤكد ذلك. ففيلمها «كفرناحوم» من بين الأفلام الخمسة المرشحة للغولدن غلوب في هذا المجال، هي قفزت من فرحها أول ما وصلها النبأ وأدلت لكاميرا أحد التلفزيونات العربية بتصريح عبّـرت فيه عن سعادتها المطلقة وبدأت - ولو باكراً - بشكر عدة أسماء شخصية ومهنية من تلك التي أحاطت بها أثناء العمل.
لكن «كفرناحوم» ليس وحده بالطبع في هذا القسم المهم بل هو محاط بأربعة أفلام أخرى اثنان منها من تلك التي سيكون من الصعب إغفالهما. الأول هو «نشالون» (Shoplifters) للياباني هيروكازو كورييدا. شهد هذا الفيلم الذي يدور حول عائلة من النشالين المتخصصين بسرقة الدكاكين في مهرجان «كان» الماضي وخرج بجائزته الكبرى («كفرناحوم» من عروض مهرجان «كان» أيضاً ونال جائزة «لجنة التحكيم»).
الفيلم الآخر هو «روما» وهو للمخرج المكسيكي ألفونسو كوارون، وتم عرضه في مهرجان فنيسيا حيث نال جائزة المهرجان الذهبية الأولى.
الفيلمان الآخر محصوران بين هذه الأفلام الثلاثة في الواقع. الفيلم البلجيكي للوكاس دونت خرج من «كان» بجائزة «الكاميرا الذهبية» التي تمنح للفيلم الأول أو الثاني لمخرجه. والفيلم الثاني هو «لا تنظر بعيداً أبداً» (Never Look Away) للألماني فلوريان هنكل ڤون دونرسمارك.
بذلك فإن كل هذه الأفلام الخمسة المتسابقة لنيل غولدن غلوب «أفضل فيلم أجنبي» هي من خريجي مهرجاني «كان» و«فنيسيا» فقط. واحتمالات فوزها - بكل حيادية ممكنة - تتوزع على النحو التالي:
> «روما» (المكسيك)
> «كفرناحوم» و«نشالون» (لبنان، يابان)
> «لا تنظر بعيداً أبداً» (المكسيك)
> «فتاة» (بلجيكا).
لا بد من ملاحظة مهمّة هنا هي أن «كفرناحوم» و«نشالون» المتساويان في المركز الثاني يدوران حول موضوع متشابه إلى حد بعيد. «كفرناحوم» عن ولد مشرّد وعائلة مفككة وشوارع تنتمي إلى بيئة فالتة من ضوابطها الأخلاقية، و«نشالون» عن أولاد تم تدريبهم على السرقة وعائلة تخفي أسرارها في بيئة قد لا تكون بفوضى تلك اللبنانية، لكنها تعاني مما تعاني منه أيضاً.
- دراما وكوميديا
وجود «كفرناحوم» وحظوظه الجيدة، للساعة، يهم الجمهور العربي بالدرجة الأولى. يهم أقل الإعلاميين الأميركيين الذين يتحلقون حول الأفلام الأميركية العشرة الموزعة في مسابقتي «أفضل فيلم درامي» و«أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي».
يجب عدم الاستهانة بالاختيارات المبثوثة حتى وإن حوت المسابقة الأولى على فيلم «بلاك بانثر» القائم على الفانتازيا ومغامرات السوبر هيرو. ولا حتى إذا ضمت مسابقة «أفضل فيلم كوميدي أو موسيقي» فيلماً من مستوى «آسيويون أثرياء مجانين». ما يمنح جوائز هذه الجمعية جزءاً من قيمتها الكلية هو أنها تنطلق من آراء صحافيين ونقاد سينما لا ينتمون إلى المهن السينمائية ذاتها. هم ليسوا مخرجين ولا منتجين ولا كتاب سيناريو ولا ممثلين (رغم أن اثنين من الأعضاء التسعين يزاولان هذه المهنة كلما استطاعا)، هم صحافيون. بالتالي تختلف الاختيارات باختلاف انتماءات ذوقية ومفاهيم متعددة في الأساس. على أن هذا ليس للقول بأن هؤلاء الأعضاء غير جديرين بمعاينة الأفلام على أساس نقدي. على العكس، برهن معظمهم على دراية جيدة بكل مكوّنات وطبائع العمل السينمائي لذلك عاشت هذه الجائزة أكثر من سبعين سنة وازدادت حضوراً وتأثيراً وبالتالي قوّة.
> الأفلام الخمسة التي تم ترشيحها لجائزة غولدن غلوب في مسابقة الفيلم الدرامي هي «بلاكككلانسمان» لسبايك لي و«لو أن شارع بيلز تكلم» لباري جنكنز و«مولد نجمة» لبرادلي كوبر و«بلاك بانثر» لرايان غوغلر و«بوهيميان رابسودي» لبرايان سينجر.
> تلك التي تتنافس على غولدن غلوب الفيلم الكوميدي والموسيقي هي: «آسيويون أثرياء مجانين» لجون شو و«المفضلة» ليورغوس لانتيموس و«كتاب أخضر» لبيتر فارلي و«عودة ماري بوبينز» لروب مارشال و«رذيلة» لأدام ماكاي.
بعض الأسئلة هنا مبررة حول توزيع تلك الأفلام ما بين الجائزتين. واللجنة المتخصصة بتصنيف الأفلام داخل الجمعية لا بد أنها تداولت الأمر طويلاً قبل أن تضم «بلاكككلانسمان» للدراما عوض الكوميديا و«كتاب أخضر» للكوميديا عوض الدراما. كذلك مثير للاهتمام أن فيلم «رذيلة» الذي يسرد بعض علاقة ديك تشايني بالبيت الأبيض ورئيسه أيام ما كان تشايني نائباً للرئيس دخل المسابقة الكوميدية بينما تم ضم «بوهيمان رابسودي» الذي يروي بعض سنوات حياة المغني الأول لفرقة «كوين» إلى الدراما.
بعض العذر يكمن في أن الخيوط متقاربة. «بوهميان رابسودي» درامي ولو أنه موسيقي و«رذيلة» معالج من قِـبل المخرج أدام ماكاي بالسلاسة ذاتها الذي عالج فيها فيلمه السابق «التقصير» (The Big Short) محاذياً الخط الكوميدي الساخر. أما فيلم سبايك لي فهو درامي الاهتمام كوميدي المعالجة في الوقت ذاته.
ما هو لافت أيضاً أن ثلاثة من مخرجي الأفلام المحسوبة درامياً هم من الأفرو - أميركيين (أمر لم يحدث بعد داخل ترشيحات الأوسكار) وهم سبايك لي (بلاكككلانسمان») وباري جنكينز («لو تكلم شارع بيلز») ورايان غوغلر («بلاك بانثر»).
كذلك فإن جون تشو («آسيويون أثرياء مجانين») هو صيني الأصل وليورغوس لانتيموس يوناني يحقق فيلمه، «المفضلة»، بالإنجليزية.
لافت أيضاً غياب بعض الأفلام التي تمحور النقد حولها بإعجاب في الآونة الأخيرة. ومن بينها فيلم داميان شازيل «رجل أول» (من عروض فنيسيا أيضاً). هذا ما دفع أحد النقاد للقول: «يبدو أنه من السهل وصول رجل إلى القمر بينما من الصعب وصول الفيلم إلى الترشيحات». المفارقة بالطبع هي «رجل أول» يتحدث عن كيف حط نيل أرمسترونغ على ظهر القمر.
هذا الفيلم يرد ذكره في مسابقتي «أفضل ممثلة مساندة» (ذهبت لكلير فوي) وكأفضل موسيقى (التي وضعها جوستين هورفيتز).
فيلم آخر تغاضت عنه الجمعية في ترشيحاتها هو «أرامل» للبريطاني ستيف ماكوين. أذكره هنا فقط لأنه نال تقديرات نقدية عالية من قِبل جمعيات نقدية مختلفة. لكن هناك الكثير من الأفلام الجيدة التي من الطبيعي أن يتم العبور فوقها من بينها «فيرست ريفورمد» لبول شرادر الذي أنجز أيضاً نقاطاً عالية بين النقاد داخل وخارج الولايات المتحدة.
- نيكول كيدمان و14 ترشيحاً
في التمثيل النسائي الدرامي تأكد الآن للجميع بأن أعضاء الجمعية يحبون نيكول كدمان فهي من بين أكثر الممثلات نيلاً لترشيحات «غولدن غلوب». تحديداً تم ترشيحها 13 مرّة سابقة وربحت الجائزة 5 مرات. وهي الآن في عداد الممثلات المرشحات للمرة الرابعة عشرة وذلك عن دورها في «مدمِّرة» وهو دور مهم لكدمان في إخراج متوعك لكارين كوساما.
المرشحات الأخريات هن روزمند بايك عن «حرب خاصة» وميلسا مكارثي التي انتقلت في «هل تستطيع أن تسامحني؟» من الكوميديا إلى الدراما. هناك أيضا ليدي غاغا التي تغني وتمثل بطولة «مولد نجمة»، كما غلن كلوز (أكثر المذكورات استحقاقاً) عن دورها في «الزوجة».
المقابل الرجالي في سباق التمثيل الدرامي يتألف من (المصري الأصل) رامي مالك ومن برادلي كوبر عن «مولد أمّـة» وجون ديفيد واشنطن عن «بلاكككلانسمان» كما لوكاس هدجز عن «فتى ممحى» والجائزة قد تذهب إلى ويليام دافو عن «عند بوابة الأبدية».
على صعيد التمثيل الكوميدي - الموسيقي بين الرجال لدينا فيغو مورتنسن عن «كتاب أخضر» وكرستيان بايل عن «رذيلة» كما لين مانويل ميراندا عن «عودة ماري بوبنز» وجون س. رايلي عن «ستان وأولي». أكبر المرشحين سنا (ومن بين أكثرهم استحقاقاً) روبرت ردفورد عن «العجوز والمسدس»).
نسائياً في هذا القسم رشحت إميلي بلنت عن «عودة ماري بوبنز» وأوليفيا كولمن عن «المفضلة» ثم إليسي فيشر عن «الصف الثامن» كما تشارليز ثيرون عن «تولي» وكونستانس وو عن «آسيويون أثرياء مجانين».
اللواتي يتسابقن لنيل غولدن غلوب أفضل ممثلة مساندة (هذا القسم لا يعرف التصنيف الكوميدي أو الدرامي) هن آمي أدامز عن «رذيلة» وراتشل فايز («المفضلة») وإيما ستون («المفضلة» أيضاً) ورجينا كينغ («لو أن شارع بيل يتكلم») وكلير فوي («رجل أول») وهي المرجحة الأولى في هذه المرحلة المبكرة من التوقعات.
رجالياً، ماهرشالا علي عن «كتاب أخضر» وتيموثي شالامت عن «صبي جميل» كما أدم درايفر («بلاكككلانسمان») ورتشارد إ. غرانت («هل تستطيع أن تسامحني؟») وسام روكوَل («رذيلة»).
برادلي كوبر في عداد المخرجين الخمسة المتنافسين على غولدن غلوب الإخراج. معالجته لفيلم «مولد نجمة» (الأول له في هذا المجال) فاجأت الكثيرين بحسن تناولها الموضوع الذي تناولته السينما في هوليوود أربع مرّات من قبل.
لجانبه نجد أدام ماكاي عن «رذيلة» وسبايك لي عن «بلاكككلانسمان» وبيتر فارلي عن «كتاب أخضر» وألفونسو كوارون عن «روما».
هنا لا بد من ذكر أن الجمعية التي توزع هذه الجوائز منقسمة تبعاً لهويات أعضائها. فهناك أعضاء إيطاليون وأميركيون وبريطانيون وألمان وإسبان ولاتينيون وبضعة آسيويين وحفنة من العرب أو ذوي الأصول العربية.
بالتالي، لن يكون مستبعداً فوز مخرج ما بفضل الحشد الواقف وراءه من بني هويته. بكلمات أوضح إذا ما فاز ألفونسو كوارون بغولدن غلوب أفضل إخراج، فإن جزءاً كبيراً من الفضل سيعود إلى لفيف اللاتينيين القادمين من المكسيك والأرجنتين والكولومبيين والإسبان. على ذلك فإن فوز هذا المخرج سيتوقف على الأعضاء المستقلين وبعض الأوروبيين كذلك.
يستحق ألفونسو كوارون بلا ريب. ففيلمه من بين الأبرز على أكثر من صعيد هذا العام. لكن التوسع في قراءة الاحتمالات ما زال مبكراً وسنعود إليه قريباً كذلك إلى أهم ما تتضمنه الترشيحات على صعيد الأعمال التلفزيونية التي تحتل النصف الآخر من اهتمامات الجمعية وجوائزها.


مقالات ذات صلة

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

سينما المخرج إيستوود مع نيكولاس هاولت (وورنر)

كلينت إيستوود ناقد السُلطات والباحث عن عدالة غائبة

ماذا تفعل لو أنك اكتشفت أن الشخص المتهم بجريمة قتل بريء، لكنك لا تستطيع إنقاذه لأنك أنت من ارتكبها؟ لو اعترفت لبرّأت المتهم لكنك ستحلّ مكانه في السجن

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
سينما من «الفستان الأبيض» (أفلام محمد حفظي)

شاشة الناقد: دراما نسوية

في فن صنع الأفلام ليس ضرورياً أن يتقن المخرج الواقع إذا ما كان يتعامل مع قصّة مؤلّفة وخيالية.

محمد رُضا‬ (بالم سبرينغز)
يوميات الشرق مشهد من فيلم «هُوبَال» الذي يُعرض حالياً في صالات السينما السعودية (الشرق الأوسط)

بعد أسبوع من عرضه... لماذا شغل «هُوبَال» الجمهور السعودي؟

يندر أن يتعلق الجمهور السعودي بفيلم محلي إلى الحد الذي يجعله يحاكي شخصياته وتفاصيله، إلا أن هذا ما حدث مع «هوبال» الذي بدأ عرضه في صالات السينما قبل أسبوع واحد.

إيمان الخطاف (الدمام)
لمسات الموضة أنجلينا جولي في حفل «غولدن غلوب» لعام 2025 (رويترز)

«غولدن غلوب» 2025 يؤكد أن «القالب غالب»

أكد حفل الغولدن غلوب لعام 2025 أنه لا يزال يشكِل مع الموضة ثنائياً يغذي كل الحواس. يترقبه المصممون ويحضّرون له وكأنه حملة ترويجية متحركة، بينما يترقبه عشاق…

«الشرق الأوسط» (لندن)
سينما صُناع فيلم «إيميليا بيريز» في حفل «غولدن غلوب» (رويترز)

«ذا بروتاليست» و«إيميليا بيريز» يهيمنان... القائمة الكاملة للفائزين بجوائز «غولدن غلوب»

فاز فيلم «ذا بروتاليست» للمخرج برادي كوربيت الذي يمتد لـ215 دقيقة بجائزة أفضل فيلم درامي في حفل توزيع جوائز «غولدن غلوب».

«الشرق الأوسط» (لوس أنجليس)

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
TT

إشادة بانفتاح السعودية على تقديم الفن الراقي

نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»
نجوم حفل روائع الموجي في ضيافة المستشار تركي آل الشيخ «فيسبوك»

شهدت الرياض وجدة فعاليات مسرحية وغنائية عقب انتهاء شهر رمضان، انطلقت مع عيد الفطر واستقطبت مشاركات مصرية لافتة، منها مسرحية «حتى لا يطير الدكان»، من بطولة الفنانَيْن أكرم حسني ودرة، في موسمها الثاني على مسرح «سيتي ووك جدة»؛ إلى عرض ستاند أب كوميدي «ذا إيليت» المقام على «مسرح محمد العلي» بالرياض، بينما شاركت الفنانة المصرية أنغام بحفلات «عيد القصيم»، والفنان عمرو دياب بحفلات «عيد جدة».
وتشهد العاصمة السعودية حفل «روائع الموجي»، الذي تحييه نخبة من نجوم الغناء، بينهم من مصر، أنغام وشيرين عبد الوهاب ومي فاروق، بالإضافة إلى نجوم الخليج ماجد المهندس وعبادي الجوهر وزينة عماد، مع صابر الرباعي ووائل جسار، بقيادة المايسترو وليد فايد وإشراف فني يحيى الموجي، ومشاركة الموسيقار رمزي يسى.
عن هذا الحفل، يعلّق الناقد الفني المصري طارق الشناوي لـ«الشرق الأوسط»: «نشجّع تكريس الكلمة الرائعة والنغم الأصيل، فحضور نجوم مصر في فعاليات المملكة العربية السعودية، يشكل حالة تكامل من الإبداع»، معرباً عن غبطته بمشهدية الزخم الفني، التي يواكبها في الرياض وجدة.
ووفق «جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية» في مصر، ورصيد محمد الموجي، صاحب مقولة «أنا لا أعمل كالآلة تضع فيها شيئاً فتخرج لحناً؛ إنها مشاعر وأحاسيس تحتاج إلى وقت ليخرج اللحن إلى النور»، قد وصل إلى 1800 لحن، ليعلّق رئيسها مدحت العدل لـ«الشرق الأوسط» بالتأكيد على أنّ «الاحتفاء بالرموز الفنية من (الهيئة العامة للترفيه)، كاحتفالية الموجي، أمر غاية في الرقي ويدعو للفخر»، موجهاً التقدير للجميع في المملكة على النهضة الفنية الكبيرة.
واستكمالاً لسلسلة الفعاليات الفنية، فإنّ مدينة جدة على موعد مع حفلين للفنان تامر عاشور يومي 5 و6 مايو (أيار) الحالي، بجانب حفل الفنانَيْن محمد فؤاد وأحمد سعد نهاية الشهر عينه. وعن المشاركات المصرية في الفعاليات السعودية، يشير الناقد الموسيقي المصري محمد شميس، إلى أنّ «القائمين على مواسم المملكة المختلفة يحرصون طوال العام على تقديم وجبات فنية ممتعة ومتنوعة تلائم جميع الأذواق»، مؤكداً أنّ «ما يحدث عموماً في السعودية يفتح المجال بغزارة لحضور الفنانين والعازفين والفرق الموسيقية التي ترافق النجوم من مصر والعالم العربي». ويلفت شميس لـ«الشرق الأوسط» إلى أنّ «هذا التنوع من شأنه أيضاً إتاحة مجال أوسع للمبدعين العرب في مختلف الجوانب، التي تخصّ هذه الحفلات، وفرصة لاستقطاب الجمهور للاستمتاع بها بشكل مباشر أو عبر إذاعتها في القنوات الفضائية أو المنصات الإلكترونية»، معبّراً عن سعادته بـ«الحراك الفني الدائم، الذي تشهده المملكة، بخاصة في الفن والثقافة وتكريم الرموز الفنية والاحتفاء بهم».
وشهد «مسرح أبو بكر سالم» في الرياض قبيل رمضان، الحفل الغنائي «ليلة صوت مصر»، من تنظيم «الهيئة العامة للترفيه»، احتفالاً بأنغام، إلى تكريم الموسيقار المصري هاني شنودة في حفل بعنوان «ذكريات»، شارك في إحيائه عمرو دياب وأنغام، بحضور نخبة من نجوم مصر، كما أعلن منذ أيام عن إقامة حفل للفنانة شيرين عبد الوهاب بعنوان «صوت إحساس مصر».
مسرحياً، يستعد الفنان المصري أحمد عز لعرض مسرحيته «هادي فالنتين» في موسمها الثاني، ضمن فعاليات «تقويم جدة» على مسرح «سيتي ووك‬» بين 3 و6 مايو (أيار) الحالي. وعنه كان قد قال في حوار سابق مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الحراك الثقافي الذي تشهده المملكة يفتح آفاقاً وفرصاً متنوعة للجميع لتقديم المزيد من الفن الراقي».