أوروبا أصبحت أكبر ممول لـ«القاعدة» بالفدى التي تدفع لإطلاق الرهائن

الخزانة الأميركية تقدر المبالغ المدفوعة بـ165 مليون دولار

صور ومتعلقات احتفظ بها السويدي هارلد أيكلر (في الإطار) خلال اختطافه في الصحراء الجزائرية عام 2003 ({نيويورك تايمز})
صور ومتعلقات احتفظ بها السويدي هارلد أيكلر (في الإطار) خلال اختطافه في الصحراء الجزائرية عام 2003 ({نيويورك تايمز})
TT

أوروبا أصبحت أكبر ممول لـ«القاعدة» بالفدى التي تدفع لإطلاق الرهائن

صور ومتعلقات احتفظ بها السويدي هارلد أيكلر (في الإطار) خلال اختطافه في الصحراء الجزائرية عام 2003 ({نيويورك تايمز})
صور ومتعلقات احتفظ بها السويدي هارلد أيكلر (في الإطار) خلال اختطافه في الصحراء الجزائرية عام 2003 ({نيويورك تايمز})

وصل المسؤول الألماني المكلف توصيل هذه الشحنة إلى هنا اليوم على متن طائرة عسكرية فارغة من الركاب تقريبا، وسرعان ما انتقل إلى اجتماع سري مع رئيس مالي، والذي قدم إلى أوروبا حلا يحفظ ماء الوجه إزاء المشكلة المحيرة. رسميا، قدمت ألمانيا تلك الأموال في صورة مساعدات إنسانية لجمهورية مالي القارية الفقيرة.
غير أن حقيقة الأمر، هي أن جميع الأطراف تدرك أن تلك الأموال في طريقها إلى مجموعة غامضة من المتطرفين الإسلاميين الذين يحتجزون 32 رهينة أوروبية، طبقا لتصريحات ستة دبلوماسيين كبار شاركوا بصورة مباشرة في عملية التبادل.
حملت الحقائب على متن سيارات نقل رباعية سافرت مئات الأميال شمالا ناحية الصحراء، حيث قام المقاتلون الملتحون، والذين سوف يصبحون عما قريب الذراع الرسمي لتنظيم القاعدة، بعد الأموال على بطانية أفردت فوق رمال الصحراء.
كانت حلقة عام 2003 بمثابة تجربة تعليمية لكلا الجانبين. فبعد أحد عشر عاما أخرى، صارت عملية التسليم في باماكو من الطقوس المعروفة جيدا، حيث تجري عشرات عمليات التسليم المماثلة في كل أرجاء العالم.
صار اختطاف الرهائن الأوروبيين لقاء الفدية من الأعمال المربحة لتنظيم القاعدة، وأحد مصادر التمويل الرئيسة لعمليات التنظيم حول العالم.
وفي حين تنكر الحكومات الأوروبية دفع الفدية، إلا أن تحقيقا أجرته صحيفة «نيويورك تايمز» كشف عن أن تنظيم القاعدة وفروعه المباشرة قد جنوا أرباحا تقدر بـ125 مليون دولار على أدنى تقدير من إيرادات عمليات الاختطاف الحالية منذ عام 2008، منها 66 مليون دولار قد سددت خلال العام الماضي فقط.
وفي مختلف الأخبار والبيانات الصحافية، رصدت وزارة الخزانة الأميركية مبالغ الفدية، بمجموعها، لتصل إلى مبلغ وقدره 165 مليون دولار خلال ذات الفترة.
ويجري تسديد تلك المبالغ بصورة حصرية من خلال الحكومات الأوروبية، والتي تنقل تلك الأموال عبر شبكة من الوكلاء، وأحيانا ما تضيف عليها صورة المساعدات التنموية، وذلك طبقا لمقابلات أجريت مع رهائن سابقين، ومفاوضين، ودبلوماسيين، ومسؤولين حكوميين في عشر دول أوروبية، وأفريقية، وفي منطقة الشرق الأوسط. وجرى الكشف عن الأعمال الداخلية لتجارة الاختطاف في آلاف الصفحات من الوثائق الداخلية لتنظيم القاعدة التي عثر عليها بواسطة ذلك المراسل أثناء عمله في مهمة لصالح وكالة الأسوشييتد برس في شمال مالي العام الماضي.
وتلقى تنظيم القاعدة معظم تمويلاته في سنواته الأولى من المتبرعين الأثرياء، غير أن مسؤولي مكافحة الإرهاب يعتقدون حاليا أن الجماعة تمول معظم أعمال التجنيد، والتدريب ومشتريات الأسلحة من الفدى التي تسدد لتحرير الرهائن الأوروبيين. وبمزيد من الصراحة، صارت أوروبا وكيلا تمويليا غير معتمد لصالح تنظيم القاعدة.
وقد أنكرت وزارات الخارجية الفرنسية، والسويسرية، والنمساوية، والإيطالية، والألمانية، في رسائل بالبريد الإلكتروني ومحادثات هاتفية أن بلادهم قد دفعت أي أموال للإرهابيين. وقال فنسنت فلوريني، نائب مدير الاتصالات بوزارة الخارجية الفرنسية: «ذكرت السلطات الفرنسية مرارا وتكرارا أن فرنسا لا تدفع فدى للإرهابيين».
وقد وصف الكثير من كبار الدبلوماسيين المشاركين في المفاوضات السابقة قرار دفع الفدية لتحرير مواطنيهم بالحسابات الموجعة: فإما الخضوع لمطالب الإرهابيين، وإما السماح بمقتل أناس أبرياء، بطريقة علنية وبشعة في غالب الأمر. ومع ذلك فحقيقة استمرار أوروبا ووسطائها في سداد الفدى قد انتقل بالأمر كله إلى دائرة مفرغة.
ويقول ديفيد كوهين، وكيل وزارة الخزانة الأميركية لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، في خطاب له في عام 2012 «صار الاختطاف لقاء الفدية من أهم مصادر تمويل الإرهاب في الوقت الحاضر. فكل معاملة تشجع تنفيذ معاملة أخرى».
ويزدهر العمل في أن عمليات الاختطاف المنفذة في عام 2003 جاءت بمردود ربحي بلغ 200 ألف دولار لكل رهينة، إلا أن الرقم تصاعد الآن وصولا إلى عشرة ملايين دولار. تلك الأموال التي يصفها الرجل الثاني في القيادة المركزية لتنظيم القاعدة مؤخرا بأنها تمثل ما يقرب من نصف إيرادات العمليات.
ويقول ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية: «إن اختطاف الرهائن هو غنيمة سهلة. وإنني أصفه بالتجارة المربحة والكنز الثمين».
إن تدفق الإيرادات لذو أهمية كبيرة، حيث تظهر الوثائق الداخلية أنه منذ خمس سنوات سابقة، كانت القيادة المركزية لتنظيم القاعدة في باكستان تشرف على مفاوضات حول رهائن اختطفوا في أماكن بعيدة مثل أفريقيا. وعلاوة على ذلك، ويبدو من تصريحات الناجين المحتجزين عبر آلاف الأميال البعيدة أن الأفرع الرئيسة الثلاثة للجماعة الإرهابية - وهي القاعدة في المغرب العربي، في شمال أفريقيا، والقاعدة في شبه الجزيرة العربية، في اليمن، وحركة شباب المجاهدين في الصومال - تنسق الجهود فيما بينها، وتلتزم ببروتوكول مشترك حيال عمليات الاختطاف.
وتقليلا للمخاطر التي قد يتعرض لها مقاتليهم، فإن الأذرع الإرهابية المذكورة قد كلفت عصابات إجرامية بتنفيذ عمليات اختطاف الرهائن مقابل عمولات مالية. ويقتطع المفاوضون نسبة عشرة في المائة من مبلغ الفدية، مما يخلق حافزا على كلا جانبي الأبيض المتوسط إزاء زيادة إجمالي المدفوعات، طبقا لرهائن سابقين ومسؤولين بارزين في مكافحة الإرهاب.
تتضمن خطة أعمالهم عملية تفاوضية بطيئة، تبدأ بفترات صمت طويلة تهدف إلى إثارة الذعر في الوطن. ثم يظهر الرهائن على مقاطع الفيديو يتوسلون إلى حكوماتهم من أجل التفاوض.
وعلى الرغم من تهديد الخاطفين بقتل ضحاياهم، كشفت مراجعة لحالات معروفة عن أن نسبة ضئيلة من الرهائن، التي اختطفتهم الأفرع التابعة لتنظيم القاعدة، هي التي تعرضت للإعدام خلال السنوات الخمس الماضية، وهو تحول ملحوظ من عقد مضى، حينما كانت مقاطع الفيديو تظهر عمليات قطع رؤوس الأجانب التي نفذتها الأفرع التابعة للتنظيم في العراق والتي كانت ترفع بانتظام على شبكة الإنترنت. أما الآن فقد أدركت الجماعة أنه يمكنها المضي قدما في قضية الجهاد عن طريق الاحتفاظ بالرهائن أحياء ومقايضتهم مقابل السجناء وحقائب الأموال.
ولم تقاوم دفع الفدى إلا حفنة قليلة من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا.
على الرغم من أن هاتين الدولتين قد تفاوضتا مع الجماعات المتطرفة - وهو الأمر الثابت مؤخرا حيال مبادلة الولايات المتحدة لسجناء من طالبان مقابل الرقيب باو بريغدال - إلا أنهما قد اتخذتا موقفا صارما في ما يتعلق بدفع الفدى.
وكان لذلك القرار عواقبه الوخيمة. ففي حين جرى الإفراج عن عشرات الأوروبيين من دون تعرضهم للأذى، فإن القليل من المواطنين الأميركيين أو البريطانيين الذين خرجوا من تلك الأزمات على قيد الحياة. وقد استطاعت قلة محظوظة منهم الفرار هاربين، أو جرا إنقاذهم بواسطة عمليات للقوات الخاصة. وجرى إعدام الباقين أو ظلوا محتجزين لآجال غير مسماة.
وقالت فيكي هادلستون، النائبة السابقة لوزير الدفاع الأميركي للشؤون الأفريقية، والتي كانت تشغل منصب سفيرة الولايات المتحدة في مالي في عام 2003 إبان السداد الألماني للفدية الأولى سالفة الذكر: «لدى الأوروبيين الكثير من التساؤلات محل الإجابة. إنها سياسة مزدوجة بالكامل. إنهم يدفعون الفدى، ثم ينكرون أي صلة لهم بالأمر. والخطر من وراء ذلك لا يكمن فقط في نمو خطر الحركة الإرهابية، بل يعرض كافة مواطنينا لخطر الاختطاف كذلك».

حادثة السائحين
في 23 فبراير (شباط) 2003، كانت مجموعة من السائحين السويسريين، من بينهم اثنتان من النساء يبلغن من العمر 19 عاما، قد استيقظوا من أكياس نومهم على صيحات الرجال المسلحين في جنوب الجزائر. وقد أمر الرجال النساء الشابات بتغطية شعورهن بالمناشف، ثم استولوا على شاحنتهم المغلقة واختفوا معهم.
وعبر الأسابيع التالية، اختفت سبع مجموعات سياحية في نفس الزاوية الصحراوية. وسارعت الحكومات الأوروبية للعثور على مواطنيها المفقودين.
ثم مرت أسابيع قبل عودة طائرة استطلاع ألمانية، كانت قد أرسلت لمسح الأراضي الصحراوية، بصور للسيارات المهجورة. ثم مرت أسابيع أخرى قبل عثور بعثة كشفية على الأقدام، كانت قد أرسلت لتفقد المكان، على شيء أبيض من خلال النظارات الميدانية.

رسالة تحت صخرة
كانت رسالة مكتوبة بخط مضطرب، توضح مطالب الجماعة الجهادية غير المعروفة التي تطلق على نفسها الجماعة السلفية للدعوة والقتال.
استطاع الخاطفون المسلحون بعدد قليل من بنادق (AK - 47) الهجومية في السيطرة على عشرات السائحين عبر أسابيع متتالية، ومعظمهم من ألمانيا، وكذلك من سويسرا، والنمسا، والسويد، وهولندا. وعلى الرغم من أنهم خططوا للكمائن القليلة الأولى، فإنه يبدو أنهم اختطفوا بقية السائحين عن طريق المصادفة، مثل زوج من التعساء البالغين 29 عاما من إنسبروك بالنمسا، واللذين عثر عليهما بسبب إشعالهما النار من أجل طهي بعض المعكرونة.
وعقب عملية الاختطاف الأولى، لا يبدو أنه كانت لدى الخاطفين خطة. وكان الغذاء الوحيد الذي تناولوه من الأطعمة المعلبة التي كانت بحوزة السائحين. وما كان معهم من وقود إلا الموجود في كل خزان بكل سيارة. وقد تخلوا عن السيارات واحدة تلو الأخرى كلما نفد وقودها، مما أجبر الرهائن على المضي سيرا على الأقدام.
ويتذكر الرهينة السويدي، هارالد إيكلر، البالغ من العمر 47 عاما، شعوره بجوع شديد حتى إنه لم يعثر على القليل من فتات كعكة الزبد الدنماركية، لملمها بعناية بالغة على راحة يديه، ثم تركها تذوب في فمه.
وقال ريتو والتر من إنترسيجينتال في سويسرا، والذي كان ضمن أوائل المجمعات التي تعرضت للاختطاف «بمجرد ما اختطفونا، لم يكونوا يعلمون ماذا سيفعلون بنا. فقد كانوا يرتجلون أفعالهم».
وعلى الرغم من الطبيعة غير المحترفة لتلك العملية، فإن الجهاديين كانوا في موقف ضعيف. فلم يقاومهم أحد من الرهائن قط، فقد رفعوا أيديهم بمجرد رؤيتهم للرجال المسلحين. وعلى الرغم من زيادة عدد الأوروبيون على خاطفيهم، فإن الرهائن لم يحاولوا الفرار قط خلال فترة الأسر التي امتدت لستة شهور لبعضهم، ووصفت الصحراء المحيطة بهم من كل جانب بأنها «سجن الهواء الطلق».
وعلى نحو حاسم، وعلى الرغم من تفوق القوة النيرانية الأوروبية على المسلحين المتفرقين، فإن الدول الأوروبية عدت مهمة الإنقاذ من الخطورة بمكان.
طالب الخاطفون بالسلاح. ثم تقدموا بمطالب يستحيل تنفيذها سياسيا، مثل إسقاط الحكومة الجزائرية. وعندما توفيت امرأة ألمانية من الرهائن تبلغ 45 عاما من العمر بسبب الجفاف، بدا المسؤولون الأوروبيون ينظرون في تقديم الفدية تحت غطاء المساعدات الدولية كأحد الخيارات الأقل خطرا.
وقال أحد السفراء الأوروبيين الذين كانوا في الجزائر بتلك الفترة، والذي كان واحدا من ستة كبار مسؤولين غربيين من ذوي المعرفة المباشرة لحادثة الاختطاف التي جرت عام 2003 والذي أكد تفاصيل هذه المقالة: «قال لنا الأميركيون مرارا وتكرارا ألا ندفع الفدية. وقلنا لهم، إننا لا نريد دفع الفدية. ولكننا لا يمكننا فقدان مواطنين كذلك». هذا وقد تحدث الجميع شريطة عدم الكشف عن هويتهم نظرا لسرية المعلومات التي يدلون بها.
وأضاف: «لقد كان موقفا عصيبا للغاية. ولكن في نهاية الأمر، إننا نتحدث عن حياة البشر».
ولم تمر أفعال مجموعة مجاهدي الصحراء مرور الكرام.
بعد عام، وفي 2004، نشر عبد العزيز المقرن، وهو من رجال تنظيم القاعدة دليلا حول كيفية تنفيذ عمليات اختطاف الرهائن، أوضح فيه مفاوضات الفدية الناجحة لإخوانهم في الجزائر. لكنه وفي ذات الوقت، أشاد بعملية إعدام دانيال بيرل مراسل جريدة «وول ستريت جورنال»، والذي كان قد اختطف في باكستان في عام 2002 وقطع رأسه عقب تسعة أيام من خطفه على يد خالد شيخ محمد، أحد كبار أعضاء تنظيم القاعدة والذي يعتقد بأنه مهندس تخطيط أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول).
وفي غضون بضع سنوات، كان هناك انقسام داخل تنظيم القاعدة، حيث عمد فرع «القاعدة» في العراق على اختطاف الأجانب فقط لإعدامهم.
في الجزائر، اتبع خاطفو السائحين الأوروبيين مسارا مغايرا.
فقد استخدموا مبلغ الفدية وقدره خمسة ملايين يورو لتمويل حركتهم الناشئة، وتجنيد وتدريب المقاتلين الذين نظموا سلسلة من الهجمات المدمرة. ثم تحولوا إلى قوة إقليمية ثم جرى اعتمادهم كفرع رسمي لشبكة تنظيم القاعدة، تحت اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب. وبتحول إيرادات عمليات الاختطاف إلى مصدر التمويل الرئيس بالنسبة لهم، فإنهم وفقا لذلك صقلوا وحسنوا من أساليب عملياتهم.
بحلول الثاني من فبراير عام 2011، عندما رصدت نقاط المراقبة في جنوب الجزائر سائحة إيطالية تبلغ من العمر 53 عاما، ماريا ساندرا مارياني، التي أعجبت كثيرا بالكثبان الرملية من خلال نظارتها الميدانية، كان الخاطفون ينفذون عملية اختطاف ناعمة.
كان مرشدها السياحي هو أول من اكتشفهم، فصرخ عليها لكي تفر. وبمجرد ما أسرعت سياراتهم نحو سيارتها، ركضت إلى أحد المنازل الصحراوية القريبة وأغلقت على نفسها الباب. ولم تكن تستطيع فعل شيء سوى المكوث في سكون حال اقتحامهم باب المنزل عليها. ثم ألقوا بها في سيارة بالخارج، وكبلوا أيديها إلى لوحة القيادة. قبل أن ينطلقوا مغادرين، حرصوا على وضع بطانية رحلات بالقرب منها، حتى لا يتصل جسدها بجسد الجهادي الجالس بجانبها.
سألتهم المرأة: «من أنتم؟».
فأجابوها: «نحن القاعدة».
إذا كانت مهام الاختطاف السابقة كانت تفتقر إلى خطط مدروسة، فإن خاطفي مارياني، ولأيام عدة، كان يبدو عليهم أنهم يسيرون وفق طريق معروف. فكلما انخفض مخزون الوقود لديهم، كانوا ينطلقون إلى بقعة لا تبدو إلى المرأة أنها تختلف كثيرا عن غيرها من البقع تحت ضوء قمر المساء.
وتحت شجيرات شوكية، فإنهم يعثرون على برميل يمتلئ بالبنزين. أو كومة من الإطارات حيث يمكنهم استبدال الإطار المثقوب لديهم. ولم ينفد منهم الطعام أبدا.
وسوف تعلم مارياني لاحقا أنهم يمتلكون بنية تحتية من المؤن المدفونة في الرمال والتي تحمل علامات لإحداثيات نظام التموضع العالمي.
بعد ظهر أحد الأيام، توقفوا فوق لسان لأحد الكثبان الرملية، انحدر المقاتلون لأسفل وخلعوا مجرفة من السيارة. ثم سمعت صوت محرك سيارة. وفجأة، خرجت شاحنة صغيرة ومحركها يزمجر، لقد دفنوا سيارة بكاملها في جبل من الرمال.
قالت مارياني: «وقتها فقط أدركت أنهم ليسوا مجرمين عاديين».

أصوات الصمت
مرت أسابيع قبل أن يعلن خاطفو مارياني أنهم سوف يسمحون لها بإجراء مكالمة هاتفية. وقادوا السيارة لساعات قبل التوقف عند هضبة من الهضاب، كانت أرضا بيضاء ترابية مسطحة.
وقبل سنوات، كانت استراتيجيتهم لإرسال مطالبهم تتمثل في ترك رسالة تحت إحدى الصخور. أما الآن فلديهم هواتف الأقمار الصناعية وقائمة من الأرقام. أعطوها نصا مكتوبا ثم اتصلوا برقم قناة «الجزيرة».
قالت السيدة: «اسمي ماريا ساندرا مارياني. إنني مواطنة إيطالية تعرضت للاختطاف. وإنني قيد الاحتجاز من قبل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي».
سارعت الحكومة الإيطالية إلى إنشاء وحدة أزمات، بما في ذلك خط ساخن على مدار 24 ساعة للإبلاغ عن الخاطفين.
أثناء فترة اختطافها لمدة 14 شهرا، كلما شعر الخاطفون أن الاهتمام قد انخفض، نصبوا خيمة في الصحراء وأجبروا مارياني على تسجيل رسالة فيديو، تظهرها محاطة بخاطفيها المسلحين.
وأفاد 11 رهينة سابقون، أمسك بهم وحدات من «القاعدة» في الجزائر ومالي والنيجر واليمن وسوريا ممن وافقوا على إجراء حوارات معهم بشأن هذا الموضوع، عن مجموعة مماثلة من الخطوات التي كانت تتخذ في المفاوضات، تبدأ بفترة صمت. لم يكن تسجيل رسائل فيديو والقيام بمكالمات هاتفية شيئا متكررا، كان يجري ذلك غالبا بعد عدة أشهر. بدا أن هناك غرضا وراء ذلك الصمت، حيث كان يهدف إلى ترويع عائلات الأسرى، الذين كانوا بدورهم يضغطون على حكوماتهم.
وفي قرية سان كاسيانو الإيطالية في فال دي بيسا، توقفت أم مارياني التي تبلغ من العمر 80 عاما عن النوم في غرفة نومها، وانتقلت للنوم بشكل دائم على أريكة أمام التلفزيون. وكان والدها الطاعن في العمر ينفجر باكيا من دون سبب. وفي فرنسا، أصيب شقيق الرهينة التي حجزت لمدة عام في سوريا بقرحة.
وفي جميع أنحاء أوروبا، احتشدت الأسر للضغط على الحكومات حتى تدفع المال لتحرير ذويهم. وأفرج في نهاية المطاف عن مارياني بالإضافة إلى اثنين من الرهائن الإسبانيين بفدية وصلت إلى نحو ثمانية ملايين يورو حسبما أفاد به أحد المفاوضين المشاركين في قضيتها.

الرقابة التي تفرضها «القاعدة»
انتقاد بلمختار لقبوله مبلغا هزيلا
الجزء الأكبر من عمليات الخطف مقابل فدية نفذ باسم تنظيم «القاعدة» في أفريقيا، وحديثا في اليمن وسوريا. هذه المناطق تبعد بآلاف الأميال عن القيادة المركزية للشبكة الإرهابية في باكستان. والآن يصدر التنظيم رسائل صوتية، فضلا عن خطابات سرية بين القادة تشير إلى أن كبار قادة التنظيم يشاركون مباشرة في المفاوضات.
وفي أوائل عام 2008، أغضب قائد احتجز دبلوماسيين كنديين قادته نظرا لتفاوضه على الفدية من تلقاء نفسه، حيث جاء في رسالة اكتشفها هذا المراسل عندما كان في مهمة عمل لوكالة أسوشييتد برس في مالي العام الماضي، أن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي ألقى باللوم على القائد مختار بلمختار لحصوله على «مبلغ هزيل» وصل إلى 700 ألف يورو (أي بما يعادل نحو مليون دولار)، وينسبون السبب في ذلك إلى عدم رغبته في اتباع التعليمات من القيادات في باكستان.
تحدث أسامة بن لادن في آخر تسجيل له قبل وفاته في عام 2011 حديثا مطولا عن حالة أربعة مواطنين فرنسيين تحتجزهم «القاعدة» في مالي، مما يجعل من الواضح أنه كان يتابع عن كثب عمليات الخطف الفردية.
ويقول الرهائن الذين كانوا محتجزين في الآونة الأخيرة من العام الماضي في اليمن إنه كان من الواضح أن المفاوضات كان تجري بواسطة قيادة بعيدة.
آت وليلى كاليفا، اثنان فنلنديان احتجزا لمدة خمسة أشهر من قبل تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية في عام 2013، استنتج ذلك من الكم الهائل من المراسلات التي رأوها وهي تسلم إلى خاطفيهم.
قال آت كاليفا: «كان هناك الكثير من الرسائل الصادرة والواردة». وأضاف: «كان من الواضح أن لديهم تسلسلا هرميا، وكانوا يستشيرون قادتهم حول ما يجب فعله معنا».

سلعة ذات قيمة
كان التهديد بالإعدام يحوم حول كل رهينة في ظل العشرات من عمليات الاختطاف التي تنفذها «القاعدة»، حيث كان يظهر الضحية في مقاطع الفيديو محاطا بحراس جهاديين مسلحين. في الواقع، قلة من الرهائن جرى إعدامهم أو قضوا نحبهم منذ عام 2008، بنسبة لم تتخط نحو 15 في المائة كثير منهم ماتوا أثناء عمليات إنقاذ فاشلة، وفقا لتحليل أجرته صحيفة الـ«تايمز».
أصبح الرهائن يمثلون قيمة كبيرة نظرا للدخل المحتمل الذي يجلبونه للتنظيم. ففي عام 2012 كتب الرجل الذي كان السكرتير الشخصي لأسامة بن لادن والذي أصبح الآن ثاني رجل في قيادة تنظيم القاعدة، رسالة إلى زملائه الجهاديين في أفريقيا، قال فيها إن ما لا يقل عن نصف ميزانيته في اليمن كان بتمويل من الفدية.
وكتب ناصر الوحيشي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية: «بفضل الله، معظم تكاليف المعارك، إن لم يكن كلها، كانت تدفع من خلال الغنائم». وأضاف: «جاء ما يقرب من نصف الغنائم من الرهائن».
أدرك آت كاليفا أن خاطفيه لم يكونوا عازمين على قتله عندما مرض بعدوى الجيارديا، حيث أحضر خاطفوه القلقون الدواء فورا.
وعندما أصيبت مارياني بالدوسنتاريا الشديدة في رمال الصحراء المالية الحارقة، قام طبيب جهادي بتعليق محاليل وريدية لها وقام بتمريضها حتى تماثلت للشفاء.
وفي مكان آخر في الصحراء، نقل الجهاديون أدوية مخصصة لامرأة فرنسية تبلغ من العمر 62 عاما مصابة بسرطان الثدي.
قال كاليفا: «كان واضحا لنا أننا أكثر قيمة عندهم ونحن على قيد الحياة وليس ونحن أموات». ولكن الرهائن الذين لا تدفع بلادهم الفدية يواجهون مصيرا قاسيا. ففي عام 2009، استولى خاطفون على سيارة أربعة سياح لدى عودتهم إلى النيجر من حفل موسيقى أقيم في مالي وأطلقوا النار على إطاراتها. كان من بين الرهائن امرأة ألمانية، واثنان سويسريان، ورجل بريطاني يدعى إدوين داير يبلغ من العمر 61 عاما.
ومنذ بداية المفاوضات، أكدت الحكومة البريطانية أنها لن تدفع نظير إطلاق سراح داير. وعليه فقد أصدر فرع تنظيم القاعدة بشمال أفريقيا مهلة، ثم جرى تمديدها 15 يوما أخرى.
قال أحد المفاوضين في بوركينا فاسو، الذي كان يعد وسيطا: «أراد البريطانيون مني أن أرسل رسالة مفادها أنهم لن يدفعوا». وأضاف: «لقد حذرتهم بألا يفعلوا ذلك. ولكنهم أرسلوا الرسالة على أي حال».
بعدها بفترة نشر المكتب الإعلامي لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بيانا جاء فيه: «إنه في يوم الأحد الموافق 31 مايو (أيار) من عام 2009، في تمام الساعة 19:30 بالتوقيت المحلي، قتل الأسير البريطاني إدوين داير». وأضاف البيان: «يبدو أن بريطانيا لا تولي مواطنيها اهتماما كبيرا».
وجرى الإفراج عن المواطنين السويسريين والألمان الذين جرى احتجازهم مع داير بعد دفع فدية وصلت قيمتها إلى ثمانية ملايين يورو، وفقا لما أفاد به أحد المفاوضين السويسريين الذين ساعدوا في إنجاح عملية الإفراج عنهم. وفي نفس العام، صوت المشرعون في برن على إقرار ميزانية وطنية «جلبت خطا إضافيا للمساعدات الإنسانية لمالي بصورة مفاجأة»، حسبما قال المسؤول.
كان داير مواطنا بريطانيا، لكنه أمضى العقود الأربعة الأخيرة من حياته في النمسا، أحد البلاد التي تدفع الفدية. استقر بعد تخطيه العشرين من عمره في قرية جبلية على مسافة ساعة بالسيارة من منزل زوجين نمساويين أفرج عنهما في مالي قبل بضعة أشهر بينما قتل داير. دفعت النمسا مليوني يورو لخاطفي الزوجين من تنظيم القاعدة، وفقا لإبراهيم أغ الصالح، عضو برلماني في مالي تفاوض للإفراج عنهما.
وقال هانز شقيق داير الحزين، إن جنسية أخيه كلفته حياته. إن «جواز سفر المملكة المتحدة هو في جوهره شهادة وفاة»، على حد تعبيره.

دور أوروبا الضخم
يعتقد المفاوضون أن فروع تنظيم القاعدة قد حددت الآن الحكومات التي تدفع.
اختطفت فروع تنظيم القاعدة الرسمية خلال السنوات الخمس الماضية 53 رهينة، ثلثهم فرنسيون. ودول صغيرة مثل النمسا وسويسرا وإسبانيا، والتي لم يكن لديها جاليات كبيرة في البلدان التي تحدث فيها عمليات الخطف، بما يعادل أكثر من 20 في المائة من الضحايا.
وعلى النقيض، لم يختطف سوى ثلاثة أميركان على يد تنظيم القاعدة أو الشركات التابعة لها مباشرة، وهو ما يمثل خمسة في المائة فقط من إجمالي المختطفين.
وقال جان بول رويلر، خبير ومدير بمركز جنيف للتدريب وتحليل الإرهاب، حيث ساعد في إعداد برنامج سويسرا لمكافحة الإرهاب.. «بالنسبة لي، من الواضح أن القاعدة تستهدفهم حسب الجنسية». وأضاف: «الرهائن يعدون استثمارا، وأنت لن تخطط للاستثمار إلا إذا كنت متأكد جدا من تحصيل التعويضات».
وقال كوهين، وكيل الولايات المتحدة للإرهاب والاستخبارات المالية، افترضت المعلومات التي جمعتها وزارة الخزانة أن «القاعدة» ربما لم تعد ترغب في خطف الأميركيين، وهو تحول جذري عما كان عليه الوضع قبل عقد من الزمان. وقال في خطاب ألقاه عام 2012 في مؤسسة «تشاتهام هاوس» البحثية في لندن: «إننا نعلم أن محتجزي الرهائن الذين يسعون وراء تقاضي الفدية يميزون بين تلك الحكومات التي تدفع الفدية وتلك التي لا تدفع، وما يثبت ذلك هو أنهم لا يأخذون رهائن من تلك الدول التي لا تدفع». وأضاف: «تشير الاتجاهات الأخيرة للاختطاف مقابل الفدية إلى أن الخاطفين يفضلون عدم أخذ رهائن من الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة، يكاد يكون ذلك مؤكدا لأنهم يفهمون أنهم لن يحصلوا على الفدية».
وقَّعت الكثير من الدول الغربية اتفاقيات تدعو إلى وضع حد لدفع الفدية، بما في ذلك قمة مجموعة الثماني التي عقدت العام الماضي، حيث وقع أكبر دافعي الفدية في أوروبا على إعلان يقضي بإنهاء تلك الممارسة. على الرغم من ذلك لا تزال الحكومات في أوروبا - خاصة فرنسا وإسبانيا وسويسرا - مسؤولة عن بعض المدفوعات الكبرى، بما في ذلك فدية قدرها نحو 40 مليون دولار دفعت في الخريف الماضي لتحرير أربعة فرنسيين في مالي، وفقا للرهائن المفرج عنهم هذا العام والمفاوضين المخضرمين.
وقال مستشار رئاسي في بوركينا فاسو قام بالمساعدة في تأمين الإفراج عن الكثير من الغربيين المحتجزين في الصحراء، إنه يتعامل بشكل روتيني مع الدبلوماسيين الغربيين العدوانيين الذين يطالبون بالإفراج عن مقاتلي تنظيم القاعدة المحتجزين في السجون المحلية في محاولة لتأمين الإفراج عن رهائنهم، وهو أحد المطالب الإضافية التي يشترطها الخاطفون في كثير من الأحيان.
وأضاف: «إن الضغط الذي يمارسه الغرب للتأثير على البلدان الأفريقية لا يمكن تصديقه». وأوضح: «أنتم الغرب من تمثلون لهم شريان الحياة. أنتم من يمولونهم».
وأشار إلى أن حقائب الأموال لم تعد تلقى في عاصمة البلد المعني.
وذهب المسؤول، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إلى حد وصف كيفية نقل المال. وقال إن الحكومات الأوروبية ترسل مرافقا يسافر بالمال مئات الأميال في الصحراء حتى آخر مخفر آمن، ويغادر عادة من واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، أو نيامي في النيجر. ويقول المسؤول إن المفاوض وسائقه يواصلان بعد ذلك القيادة طوال النهار، وأحيانا طوال الليل، ويعبران الكثبان المتموجة.
وبمجرد وصول المفاوض إلى نقطة الالتقاء، ينتظر حتى يصل إلى هاتفه الذي يعمل عبر الأقمار الصناعية رسالة نصية. وفي الرسالة يجد إحداثيات «جي بي إس». ثم يقود السيارة خمس إلى ست ساعات أخرى حتى يصل إلى العنوان الجديد في الصحراء، وينتظر الرسالة النصية التالية التي تحتوي على مجموعة أخرى من الإحداثيات. تتكرر تلك العملية ما لا يقل عن ثلاث مرات، حتى يظهر الجهاديون بأنفسهم في نهاية المطاف.
يجرى عد المال على بطانية يجلس عليها المقاتلون القرفصاء وبنادقهم إلى جانبهم، حسب ما قاله المسؤول. ثم يجري تقسيم الملايين في مخابئ، ملفوفة في البلاستيك ومدفونة في حفر تبعد مئات الأميال عن بعضها البعض، وأوضح المسؤول أنه تمكن من جمع تلك التفاصيل جراء اللقاءات المتكررة مع الخلايا الإرهابية. إنهم يقومون بتحديد تلك المواقع باستخدام إحداثيات الـ«جي بي إس»، ويحفظون أماكنها بنفس الطريقة التي تجري مع السيارات وبراميل الوقود المدفونة.
وفي اليمن، تكون قطر وسلطنة عمان هما الوسيطان اللذان يدفعان الفدية نيابة عن الحكومات الأوروبية، بما في ذلك أكثر من 20 مليون دولار لتحرير مجموعتان من الرهائن العام الماضي، وفقا لمسؤولين أوروبيين ويمنيين.
اعتقدت ماريا ساندرا مارياني التي قبعت في الأسر لمدة عام في 2012 أنها لن تتمكن من استرداد حريتها مرة أخرى. كان خاطفوها يحملونها على سطح من الغرانيت الأسود في شمال مالي، حيث تصل درجات الحرارة إلى درجة خانقة. عندما كانت الرياح تهب، كانت تشعر كما لو أن شخصا يحمل مجفف شعر قرب جلدها. أمضت يوما كاملا بجانب دلو من الماء وظلت ترش نفسها بالماء في محاولة منها للحفاظ على درجة برودة جسدها.
أخبرت حارسها بأن عائلتها المتواضعة، التي تربي أشجار الزيتون في تلال أعلى فلورنسا، ليس لديهم المال، وأن حكومتها رفضت دفع الفدية.
فأعاد آسرها وطمأنها قائلا: «تقول حكوماتكم دائما إنها لا تدفع، ولكنني أريدك أن تخبري قومك عندما تعودين أن حكومتك تدفع في نهاية المطاف. إنهم يدفعون دائما».
* خدمة {نيويورك تايمز}



قراصنة صوماليون يفرجون عن سفينة مقابل 5 ملايين دولار

شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)
شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)
TT

قراصنة صوماليون يفرجون عن سفينة مقابل 5 ملايين دولار

شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)
شرطي بحري يحرس ناقلة نفط أطلق قراصنة صوماليون سراحها (أرشيفية- رويترز)

قال اثنان من القراصنة لوكالة «رويترز» للأنباء، إن قراصنة صوماليين أطلقوا سراح السفينة المخطوفة «عبد الله» وطاقمها المكون من 23 فرداً، في وقت مبكر من اليوم (الأحد) بعد دفع فدية قدرها 5 ملايين دولار.

وقال أحدهما، ويدعى عبد الرشيد يوسف: «تم إحضار الأموال إلينا قبل ليلتين كالمعتاد... تحققنا مما إذا كانت الأموال مزيفة أم لا. ثم قسمنا الأموال إلى مجموعات وغادرنا، متجنبين القوات الحكومية».

وأضاف أنه تم إطلاق سراح السفينة وطاقمها بالكامل.

ولم يستجب مسؤولو الحكومة الصومالية لطلب التعليق.

وخُطفت سفينة البضائع السائبة التي تحمل علم بنغلاديش في مارس (آذار) بينما كانت في طريقها من موزمبيق إلى الإمارات، على بعد نحو 600 ميل بحري شرق العاصمة الصومالية مقديشو.

وتسبب القراصنة الصوماليون في حدوث فوضى في المياه قبالة الساحل الطويل للبلاد، في الفترة من عام 2008 إلى عام 2018 تقريباً. وظلوا في حالة سبات حتى أواخر العام الماضي، عندما بدأ نشاط القراصنة في الانتعاش مرة أخرى.

وتقول مصادر بحرية إن تخفيف الإجراءات الأمنية ربما يشجع القراصنة، أو إنهم ربما يستغلون الفوضى الناجمة عن الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي اليمنية المتحالفة مع إيران على السفن، بينما تستعر الحرب في قطاع غزة الفلسطيني بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).


«فيلق أفريقيا» الروسي ينتشر في النيجر

جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)
جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)
TT

«فيلق أفريقيا» الروسي ينتشر في النيجر

جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)
جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)

مضت 8 أشهر على الانقلاب العسكري في النيجر، كانت كافية ليحدث ما يخشاه الأميركيون، فالحكام في نيامي وقعوا اتفاق تعاون عسكري مع روسيا، وبدأت، الأربعاء، وحدات مجموعة «فاغنر» التي أصبحت تحملُ اسم «فيلق أفريقيا» الانتشار على أراضي النيجر، حيث يوجدُ 1100 جندي أميركي.

ويكشف هذا عن صراع جديد على النفوذ في واحد من أفقر بلدان العالم، وتختزن أرضه ثروات معدنية واعدة، لكن أجواء هذا البلد الاستراتيجي أضحت مسرحاً للصراع بين الأميركيين والروس، «صراع في الجو» حسب مصادر خاصة في النيجر، إذ إن مفاوضات سرية بين الطرفين الروسي والنيجري استمرت لأسابيع عدة، أسفرت عن صياغة اتفاق تعاون عسكري، يكون بموجبه العسكريون الروس البديل الجاهز والسريع لشغل الفراغ الذي خلفه الفرنسيون بعد انسحابهم العام الماضي، والأميركيون الذين طلبت منهم المغادرة.

وتشير مصادر إلى أن أول تجسيد للاتفاق الجديد تمثل في طائرة شحن روسية من طراز (IL-76) حطت ليل الأربعاء - الخميس في مطار نيامي العسكري، وهو المطار الذي كان يتمركز فيه الجنود الفرنسيون قبل أن يحزموا أمتعتهم ويغادروا البلاد.


سباق روسي - أميركي على النفوذ في سماء النيجر

المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)
المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)
TT

سباق روسي - أميركي على النفوذ في سماء النيجر

المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)
المتحدث باسم المجلس العسكري في النيجر يرتدي بزة زرقاء ويحيط به عسكريون (أ.ب)

مضت ثمانية أشهر على الانقلاب العسكري في النيجر، كانت كافية ليحدث ما يخشاه الأميركيون، فالحكام العسكريين في نيامي وقعوا اتفاق تعاون عسكري مع روسيا، وبدأت الأربعاء وحدات مجموعة (فاغنر) التي أصبحت تحملُ اسم (الفيلق الأفريقي) الانتشار على أراضي النيجر، حيث يوجدُ 1100 جندي أمريكي.

إنَّه صراع جديد على النفوذ في واحد من أفقر بلدان العالم، تبلغُ مساحته أكثر من مليون ومائتي ألف كيلومتر مربع، وتختزن أرضه ثروات معدنية واعدة، ولكن أجواء هذا البلد الاستراتيجي هي مسرح الصراع بين الأمريكيين والروس.

 

صراع في الجو

حسب مصادر خاصة في النيجر، فإن مفاوضات سرية بين الطرفين الروسي والنيجري استمرت لعدة أسابيع، أسفرت عن صياغة اتفاق تعاون عسكري، يكون بموجبه العسكريون الروس البديل الجاهز والسريع لشغل الفراغ الذي خلفه الفرنسيون بعد انسحابهم العام الماضي، والأميركيون الذين طلبت منهم المغادرة.

تشير هذه المصادر إلى أن أول تجسيد للاتفاق الجديد، تمثل في طائرة شحن روسية من طراز (IL-76) حطت ليل الأربعاء - الخمس في مطار نيامي العسكري، وهو المطار الذي كان يتمركز فيه الجنود الفرنسيون قبل أن يحزموا أمتعتهم ويغادروا البلاد.

جنود روس من (الفيلق الأفريقي) يتحدثون بعد وصولهم إلى النيجر (تلفزيون حكومي)

كان على متن الطائرة الروسية منظومة للدفاع الجوي ومائة عسكري روسي من «الفيلق الأفريقي»، الاسم الجديد الذي منحته موسكو لمجموعة (فاغنر) الخاصة، بعد أن قتل زعيمها يفغيني بريغوجين في حادث تحطم طائرة أغسطس (آب) الماضي، ليتم وضع اليد على المجموعة العسكرية الخاصة وإعادة هيكلتها، بصفتها الذراع العسكرية والاقتصادية القوية لروسيا في أفريقيا.

وأعلنت سلطات النيجر بشكل رسمي أن هؤلاء العسكريين الروس «مدربون»، ومهمتهم الأولى هي نقل خبرة روسيا في محاربة الإرهاب إلى النيجر، تماماً كما حدث مع جارتيها مالي وبوركينا فاسو، حيث تخوض (فاغنر) معارك على الأرض إلى جانب الجيش الحكومي.

ويثير حصول النيجر على منظومة للدفاع الجوي كثيراً من الأسئلة، خاصة أنها تأتي ضمن اتفاق تعاون عسكري هدفه المعلن هو «الحرب على الإرهاب»، ولكن المجموعات الإرهابية التي تنشط في النيجر وفي شبه المنطقة لا تمتلكُ أي طائرات، رغم أن تقارير تحدثت في السابق عن امتلاك هذه المجموعات لطائرات مسيرة صغيرة الحجم تستخدم في شن أعمال انتحارية.

وهُنا يشير خبراء في النيجر إلى أن الهدف الحقيقي من منظومة الدفاع الجوي هو «تمكين جيش النيجر من استعادة السيادة على أجوائه، بعد أن كان لفترة طويلة يعتمد على فرنسا والولايات المتحدة في ذلك، وبعد انسحاب الفرنسيين بقي الأميركيون مسيطرين على أجواء النيجر».

طائرة الشحن الروسية وهي تحط في مطار نيامي العسكري (تلفزيون حكومي)

 

الحضور الأميركي

ينشر الأميركيون أكثر من ألف جندي في النيجر، بموجب اتفاقية للتعاون العسكري أعلن الحكام الجدد للنيجر، شهر مارس (آذار) الماضي، تعطيلها من طرف واحد، طالبين من الأميركيين الشروع في سحب قواتهم.

جاء قرار سلطات النيجر بعد تعثر مفاوضات مع الأميركيين استمرت لعدة أشهر، هدفها إيجاد صيغة جديدة للشراكة العسكرية بين البلدين، إلا أن الأميركيين كانوا يرفضون أن تقطع النيجر أي خطوة في اتجاه التعاون العسكري مع روسيا.

وسبق أن أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ذلك بشكل صريح، حين قال إن بلاده لن تقبل دخول فاغنر إلى النيجر، وحذر في الوقت ذاته من سعي المجموعة العسكرية الخاصة لاستغلال عدم استقرار الأوضاع هناك من أجل التمركز في النيجر.

وكان الأميركيون شريكاً مهماً للنيجر، حيث شيدوا قبل سنواتٍ قاعدة جوية للطائرات المسيرة (درون) في مدينة أغاديز (شمال النيجر)، كلفتهم أكثر من مائة مليون دولار، وتحمل اسم (القاعدة 201)، وهي ثاني أكبر قاعدة عسكرية للأميركيين في أفريقيا، بعد قاعدتهم الكبرى في جيبوتي.

وتتمركز في هذه القاعدة الجوية طائرات مسيرة أميركية، يمنحها موقعها الاستراتيجي القدرة على مراقبة مناطق شاسعة من الصحراء الكبرى، كما تشير تقارير غير رسمية إلى وجود قاعدة عسكرية سرية أميركية تتبع وكالة الاستخبارات في مدينة (ديركو) في أقصى شمال شرقي النيجر، غير بعيد من الحدود مع ليبيا والجزائر وتشاد.

وقبل أسبوعين أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالاً هاتفياً مع رئيس المجلس العسكري في النيجر الجنرال عبد الرحمن تياني، لم تكشف أي تفاصيل حوله، ولكن بعض المصادر تقول إنه جاء بعد أن نجحت المفاوضات السرية بين الطرفين لعقد اتفاق التعاون العسكري، فيما أعلنت جهات رسمية أنهما ناقشا «الشراكة الاستراتيجية» في مواجهة «التهديدات الراهنة».

وبعد أسبوع من ذلك، هاجم المجلس العسكري الحاكم في النيجر الولايات المتحدة، وقال المتحدث باسم المجلس إن الوجود العسكري الأميركي في النيجر لا يخدم مصالح البلاد، مشيراً في بيان صحافي يوم الأحد الماضي إلى أن الاتفاق العسكري مع الولايات المتحدة «تبين أنه مجرد صفقة حمقاء».

وأضاف: «كيف يمكننا الحديث عن مصالح النيجر، حين يرفض الأميركيون المتمركزون هُنا منحنا إحداثيات مواقع قواعد المجموعات الإرهابية التي تضربنا يومياً؟ كيف يمكننا الحديث عن مصالح النيجر حين لا تدفع الولايات المتحدة أي كوبيك (وحدة نقدية روسية) للنيجر مقابل تمركز جنودها على أراضينا؟».

في المقابل، لم يعلن الحكام العسكريون في النيجر أي معلومات حول الاتفاق العسكري الموقع مع روسيا، ولا المقابل الذي دفعته النيجر للحصول على منظومة الدفاع الجوي، ولا أي تفاصيل بخصوص مستقبل الوجود العسكري لروسيا في النيجر.

 

قوة ردع

المجلس العسكري في أول تعليق على وصول الأسلحة والجنود الروس، قال صباح (الجمعة) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه يأتي في إطار «تعزيز قدرات الدفاع والأمن».

ووصف المجلس منظومة الدفاع الجوي بأنها «مكسب استراتيجي» لأنها ستساهم في «الرفع من قدرات الدفاع عن البلد، لتصل إلى مستوى رادع، في سياق إقليمي تطبعه المخاطر الأمنية»، كما وصف روسيا بأنها «حليف تاريخي للنيجر في مجال الأمن والاستقرار».


النيجر تعلن إرسال روسيا مدربين عسكريين إلى البلاد

جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)
جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)
TT

النيجر تعلن إرسال روسيا مدربين عسكريين إلى البلاد

جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)
جنود من النيجر يقومون بدورية في صحراء إيفروان (أ.ف.ب - أرشيفية)

قال تلفزيون «آر.تي.إن» الرسمي في النيجر، يوم الخميس، إن مدربين عسكريين روسا وصلوا إلى النيجر أمس الأربعاء على طائرة محملة بعتاد عسكري، مشيرا إلى اتفاق بين المجلس العسكري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لتعزيز التعاون.

وبث التلفزيون لقطات لطائرة شحن عسكرية وهي تفرغ عتادا بينما وقف أشخاص بزي عسكري بجانبها. وقال رجل يرتدي زيا عسكريا أفاد التلفزيون بأنه أحد المدربين "نحن هنا لتدريب جيش النيجر... (و)لتعزيز التعاون العسكري بين روسيا والنيجر". وقال التلفزيون أيضا إن روسيا وافقت على تثبيت نظام مضاد للطائرات في النيجر.

وأصبحت علاقات الدولة الواقعة في غرب أفريقيا مع موسكو في دائرة الضوء منذ أن استولى المجلس العسكري على السلطة في انقلاب العام الماضي وقطع العلاقات العسكرية والدبلوماسية طويلة الأمد مع فرنسا. وأثار ذلك تكهنات بأن النيجر ستوطد علاقاتها الأمنية مع روسيا مثلما فعلت جارتاها مالي وبوركينا فاسو.


مقتل 6 جنود في انفجار قنبلة بالنيجر قرب الحدود مع مالي

قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)
قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)
TT

مقتل 6 جنود في انفجار قنبلة بالنيجر قرب الحدود مع مالي

قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)
قوات أمن نيجرية خلال مهمة بنيامي عاصمة النيجر في 30 يوليو 2023 (رويترز)

أعلن الجيش النيجري، الخميس، مقتل 6 من جنوده هذا الأسبوع في انفجار قنبلة في منطقة إيناتس قرب مالي، مؤكداً أنه شنّ في أعقاب ذلك غارات جوية على جانبي الحدود أدت إلى «تحييد» ما لا يقل عن 10 «إرهابيين».

ولقي الجنود الستة حتفهم «في بداية الأسبوع» عندما مرت آليتهم «العائدة من إيناتس» على لغم بالقرب من قرية تينغارا (جنوبي غرب)، وفق ما أوضحت وزارة الدفاع النيجرية في آخر نشرة لها، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وأضافت الوزارة أن جنوداً آخرين جُرحوا، وجرى إجلاؤهم بمروحية إلى نيامي.

وتابعت الوزارة أن الاستطلاع الجوي أتاح «العثور على الإرهابيين الثلاثة المتورطين» في هذا «العمل الجبان»، موضحة أنه «جرى تعقبهم إلى قرية صغيرة» انضموا فيها إلى «نحو 20 شريكاً آخرين».

وقالت إنه جرى بعد ذلك شن «غارة جوية» أدت إلى «تحييد» (مقتل) كثير منهم، وتدمير المعدات اللوجيستية.

وفي الوقت نفسه استهدفت غارة جوية أخرى «مجموعة من الإرهابيين» في منطقة أماولاو في مالي؛ ما سمح «بتحييد 8 مقاتلين على الأقل» و«تدمير معدات»، وفق ما أفادت به نشرة الوزارة.

وتقع إيناتس في منطقة تيلابيري التي أصبحت معقلاً للمتطرفين في منطقة الساحل، بما في ذلك تنظيم «داعش» وتنظيم «القاعدة».

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2020، قُتل 71 جندياً نيجرياً في إيناتس في هجوم على معسكرهم، أعلن تنظيم «داعش» مسؤوليته عنه.


3,4 مليون شخص في تشاد يعانون «حالة حرجة من انعدام الأمن الغذائي»

لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)
لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)
TT

3,4 مليون شخص في تشاد يعانون «حالة حرجة من انعدام الأمن الغذائي»

لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)
لاجئة سودانية من دارفور تخضع ابنها لفحص طبي في أحد مراكز اللجوء في تشاد (إ.ب.أ)

أكدت "منظمة العمل ضد الجوع" أن أكثر من 3,4 مليون شخص في حاجة "عاجلة" إلى الاستجابة الإنسانية في تشاد نتيجة التدفق الهائل للاجئين الفارين من الحرب في السودان و"نقص التمويل".

وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان "يعاني 3,4 مليون شخص حاليا من حالة حرجة من انعدام الأمن الغذائي في تشاد (...) وتعد المقاطعات المضيفة في شرق تشاد من بين المناطق الهشّة للغاية في البلاد والتي تعاني من ضعف إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية ووصول اللاجئين يفاقم الاحتياجات بشكل كبير".

تستضيف تشاد، وهي إحدى أفقر البلدان في العالم، حوالى 1,4 مليون نازح داخليا ولاجئ بسبب الصراعات داخل البلاد وفي الجوار. وقبل اندلاع الحرب الأهلية في السودان في منتصف أبريل (نيسان) 2023، كانت تشاد تؤوي وفق الأمم المتحدة أكثر من 400 ألف لاجئ فروا من الحرب التي اجتاحت دارفور في الفترة من 2003 إلى 2020. ويبلغ عدد اللاجئين السودانيين حاليا 900 ألف، 88% منهم نساء وأطفال.

وحذّرت منظمة العمل ضد الجوع من "أن عدد حالات سوء التغذية الحاد الشديد المتوقع بين أكتوبر (تشرين الأول) 2023 وسبتمبر (أيلول) 2024 سيصل إلى 480 ألف طفل"، بزيادة قدرها 15%. وكانت منظمة أطباء بلا حدود قد أعربت عن القلق في نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 لبلوغ معدل سوء التغذية الحاد الشديد بين أطفال اللاجئين السودانيين 4,8% في بعض مخيمات اللاجئين، أي "ضعف عتبة الطوارئ التي حددتها منظمة الصحة العالمية".

وقال مدير منظمة العمل ضد الجوع في تشاد هنري نويل تاتانغانغ "من الملح أن يضمن المانحون التمويل المستدام للاستجابة الإنسانية"، فيما لم يُجمع حاليا سوى 4,5% من الميزانية. وتخشى المنظمة غير الحكومية من تدهور الوضع الإنساني مع "وصول موسم الأمطار وفترة العجاف"، الأمر الذي "سيؤدي إلى زيادة الاحتياجات وفي الوقت نفسه يجعل الوصول إلى السكان الضعفاء أكثر تعقيدا في جميع أنحاء المنطقة".

في منتصف فبراير (شباط)، أعلن الرئيس الانتقالي محمد إدريس ديبي إيتنو "حالة الطوارئ الغذائية" في الدولة الشاسعة الواقعة في وسط إفريقيا، من دون تحديد إجراءات مستقبلية أو السكان المعنيين. وفي الشهر التالي، أعلن برنامج الأغذية التابع للأمم المتحدة تعليق المساعدات الغذائية لشهر أبريل (نيسان) "بسبب الصعوبات المالية" وأطلق نداء إلى الجهات المانحة لتجنب "كارثة شاملة".


المجلس العسكري في مالي يعلن «تعليق» نشاط الأحزاب السياسية

الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
TT

المجلس العسكري في مالي يعلن «تعليق» نشاط الأحزاب السياسية

الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)
الرئيس المالي المؤقت العقيد أسيمي غويتا (في الوسط) يقف مع أعضاء المحكمة العليا خلال مراسم أداء اليمين في باماكو في 7 يونيو 2021 (أ.ف.ب)

أعلن المجلس العسكري في مالي، اليوم (الأربعاء)، تعليق النشاط السياسي للأحزاب والجمعيات «حتى إشعار آخر»، حسب «وكالة الصحافة الفرنسية».

وتلا المتحدث باسم الحكومة عبد الله مايغا مرسوماً أقره رئيس المجلس العسكري أسيمي غويتا، جاء فيه: «تُعلّق حتى إشعار آخر لأسباب الانتظام العام، نشاطات الأحزاب السياسية والنشاطات ذات الطابع السياسي للجمعيات، على امتداد التراب الوطني».


نيجيريا تسحب شراب سعال لاحتوائه على درجات عالية من مادة سامة

صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)
صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)
TT

نيجيريا تسحب شراب سعال لاحتوائه على درجات عالية من مادة سامة

صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)
صورة عامة لحبوب أدوية (رويترز)

قالت الوكالة الوطنية لإدارة الأغذية والعقاقير والرقابة عليها في نيجيريا، اليوم الأربعاء، إنها ستسحب دفعة من شراب لعلاج السعال لدى الأطفال، من إنتاج شركة «جونسون آند جونسون»، بعد اكتشاف درجة مرتفعة بشكل غير مقبول من مادة سامة قد تكون قاتلة، وفق وكالة «رويترز» للأنباء.

وأظهرت الاختبارات المعملية على شراب بينيلين بيدياتريك ارتفاع مستوى مادة غلايكول ثنائي الإيثيلين التي ارتبطت بوفاة عشرات الأطفال في غامبيا وأوزبكستان والكاميرون منذ عام 2022، في واحدة من أسوأ موجات التسمم في العالم بسبب أدوية تؤخذ بطريق الفم.

وقالت الوكالة النيجيرية، في بيان على موقعها على الإنترنت، إن الشراب يُستخدم لعلاج الأعراض المرتبطة بالسعال والاحتقان وحمى القش وغيرها من ردود الفعل التحسسية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عامين و12 عاماً.

وجاء في بيان الوكالة: «أظهر تحليل المختبر الذي أُجريَ على المنتج أنه يحتوي على مستوى عال بصورة غير مقبولة من جلايكول ثنائي الإيثيلين، وتبيّن أنه يسبب تسمماً حاداً في حيوانات المختبر عندما يؤخذ بطريق الفم».

وأضاف البيان أن الاستهلاك البشري للمادة قد يسبب أعراضاً مثل آلام البطن والقيء والإسهال والصداع، كما يُلحق ضرراً شديداً بالكلى قد يؤدي إلى الوفاة.

وأحالت «جونسون آند جونسون» طلباً للتعليق إلى شركة «كينفيو» التي تمتلك الآن علامة بنيلين التجارية بعد انفصالها، العام الماضي. ولم تردّ «كينفيو» بعدُ على طلب التعليق.

وأُنتِجت الدفعة التي جرى سحبها في جنوب أفريقيا، في مايو (أيار) 2021، بتاريخ انتهاء صلاحية في أبريل (نيسان) 2024. وحثّت الوكالة النيجيرية مَن لديهم زجاجات من الدفعة المقرر سحبها، على التوقف عن استخدامها أو بيعها، وتقديمها إلى أقرب مكتب تابع للوكالة.


مقتل معارض من «الأورومو» أفرج عنه أخيراً في إثيوبيا

عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
TT

مقتل معارض من «الأورومو» أفرج عنه أخيراً في إثيوبيا

عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)
عناصر من الشرطة الفيدرالية الإثيوبية يقفون للحراسة في أديس أبابا (أ.ف.ب)

أعلن حزب «جبهة تحرير أورومو» العثور صباح اليوم (الأربعاء) على المعارض الإثيوبي باتي أورغيسا مقتولاً بالرصاص، بعد ساعات قليلة على توقيفه من قبل القوات الحكومية في وسط إثيوبيا، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأطلق سراح باتي أورغيسا (41 عاماً) بكفالة قبل قرابة الشهر بعد احتجازه 15 يوماً إثر اعتقاله في أديس أبابا بصحبة الصحافي الفرنسي أنطوان غالاندو.

وقال المتحدث باسم «جبهة تحرير أورومو» ليمي جيميشو لوكالة الصحافة الفرنسية إنه قرابة الساعة 17:00 الثلاثاء «اعتقلت القوات الحكومية باتي (...) في فندق في ميكي» ثم «نُقل على الفور إلى مركز احتجاز» في هذه المنطقة الواقعة على بعد 150 كيلومتراً جنوب أديس أبابا في ولاية أوروميا المحيطة بالعاصمة الإثيوبية.

وأضاف أن «عائلته أكدت أنه عثر عليه ميتاً على طريق (...) في ضواحي ميكي» صباح اليوم قرابة الساعة التاسعة. وأشار أقاربه إلى أنه «قتل بالرصاص» من دون أي تفاصيل عن الجناة المحتملين.

وميكي هي مسقط رأس باتي أورغيسا.

ودعت اللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان إلى «إجراء تحقيق سريع ونزيه وشامل» في وفاته: «حتى تتم محاسبة المسؤولين عنها»، كما كتب على منصة «إكس» دانيال بيكيلي رئيس هذه المؤسسة العامة لكنها مستقلة قانونياً.

كان باتي أورغيسا زعيماً لـ«جبهة تحرير أورومو»، وهو حزب معارضة مسجل بشكل قانوني يهدف إلى أن يكون صوتاً لقضية الأورومو، كبرى المجموعات السكانية الثمانين في إثيوبيا.

وأوقف أورغيسا في 22 فبراير (شباط) في أديس أبابا بصحبة أنطوان غالاندو، الصحافي في النشرة المتخصصة «أفريكا أنتليجنس» (Africa Intelligence) الذي كان يتحدث معه.

واتُهم الرجلان بـ «التآمر» مع مجموعات مسلحة من أجل «إثارة الفوضى» في إثيوبيا.

وأطلق سراح باتي أورغيسا بكفالة في السادس من مارس (آذار) بعد أسبوع على إطلاق سراح غالاندو.

واعتقل أورغيسا مرات عدة في ظل الحكومة الائتلافية السابقة للجبهة الديمقراطية الثورية الشعبية (1991 - 2018) أو في عهد حكومة رئيس الوزراء الحالي آبي أحمد الذي خلفه.

وفي 2022، أطلق سراحه لأسباب صحية بعد اعتقاله مدة عام.


مقتل 3 جنود تنزانيين بقذيفة «هاون» في الكونغو الديمقراطية

جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)
جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)
TT

مقتل 3 جنود تنزانيين بقذيفة «هاون» في الكونغو الديمقراطية

جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)
جنود من جيش الكونغو الديمقراطية خلال تمشيط غابة (أرشيفية- رويترز)

أعلنت «مجموعة تنمية أفريقيا الجنوبية» (سادك) الاثنين، مقتل 4 من جنودها المنتشرين في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، من بينهم 3 تنزانيين قُتلوا بقذيفة «هاون».

وأشارت المجموعة في بيان إلى أن الرابع -وهو من جنوب أفريقيا- توفي في المستشفى بسبب مشكلات صحية، مضيفة أن 3 جنود تنزانيين آخرين أصيبوا.

وتنشر المجموعة منذ ديسمبر (كانون الأول)، قوة في إقليم شمال كيفو، تضم جنوداً من جنوب أفريقيا وتنزانيا ومالاوي، بهدف مساعدة قوات جمهورية الكونغو الديمقراطية في محاربة متمردي حركة «إم 23» الذين استولوا على مساحات شاسعة في الإقليم، بدعم من رواندا. وكانت قد أعلنت أولى خسائرها في 15 فبراير (شباط)، عندما قُتل جنديان من جنوب أفريقيا بقذائف هاون بالقرب من غوما، عاصمة شمال كيفو.

دورية لقوة حفظ السلام الدولية في شرق الكونغو الديمقراطية 25 نوفمبر الماضي (أ.ب)

وقالت بعثة «مجموعة تنمية الجنوب الأفريقي» في جمهورية الكونغو الديمقراطية، في بيان: «إنها تأسف لإبلاغ العامة» بمقتل 3 من جنودها التنزانيين وإصابة 3 آخرين «في سقوط قذيفة (هاون) بالقرب من المعسكر الذي كانوا فيه»، من دون أن تُذكر أي تفاصيل حول الحادث.

وأضاف البيان أن جندياً من جنوب أفريقيا «توفي أثناء تلقيه العلاج بمستشفى في غوما بسبب مشكلات صحية».

وفي رسالة وجهتها في نهاية الأسبوع إلى موظفيها، تحدثت بعثة الأمم المتحدة في جمهورية الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) عن وضع أمني «متقلب بشكل متزايد» في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأشارت بعثة الأمم المتحدة إلى أن حركة «إم 23» وصلت إلى الضواحي الشمالية لساكي (نحو 20 كيلومتراً غرب غوما)، مضيفة أنه «تم رصد عناصر مسلحة أخرى في متنزه فيرونغا، تهدد بقطع الطريق بين غوما وساكي».

و«القوّات الديمقراطية المتحالفة» متّهمة بارتكاب مذابح قُتل فيها آلاف المدنيين الكونغوليين منذ منتصف التسعينات.

جنود من جمهورية الكونغو الديمقراطية (أرشيفية- رويترز)

وهذه المجموعة تأسّست في البداية من متمرّدين أوغنديين تمركزوا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وفي 2019 بايعت المجموعة المسلّحة تنظيم «داعش» وباتت فرعه في وسط أفريقيا.

وتنشط أكثر من 120 مجموعة مسلحة في شرق الكونغو الديمقراطية الغني بالمعادن، عدد كبير منها من إرث الحروب التي اندلعت مطلع القرن الحالي في المنطقة. ومن بين الجماعات المسلحة «القوات الديمقراطية المتحالفة» التي تنشط في شمال إقليم «شمال كيفو» وفي جنوب إقليم إيتوري، وتضم متمردين مسلمين من أصل أوغندي. وأدرجت الولايات المتحدة «القوات الديمقراطية المتحالفة» في 2021 على لائحتها للمنظمات الإرهابية. و«القوات الديمقراطية المتحالفة» متهمة بقتل آلاف المدنيين الكونغوليين، وبارتكاب هجمات بالقنابل في أوغندا.