قتلى من النظام و«سوريا الديمقراطية» في معارك «داعش» قرب العراق

مقاتلون ينتقلون من الرقة إلى ريف دير الزور لقتال «داعش» (مركز الرقة الإخباري)
مقاتلون ينتقلون من الرقة إلى ريف دير الزور لقتال «داعش» (مركز الرقة الإخباري)
TT

قتلى من النظام و«سوريا الديمقراطية» في معارك «داعش» قرب العراق

مقاتلون ينتقلون من الرقة إلى ريف دير الزور لقتال «داعش» (مركز الرقة الإخباري)
مقاتلون ينتقلون من الرقة إلى ريف دير الزور لقتال «داعش» (مركز الرقة الإخباري)

قُتل عناصر من قوات النظام السوري و«قوات سوريا الديمقراطية» الكردية – العربية، في معارك منفصلة ضد «داعش» شرق سوريا، قرب الحدود مع العراق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بسقوط 21 قتيلاً من قوات النظام ومسلحي «داعش»، خلال معارك بينهما في منطقة قريبة من قاعدة التحالف الدولي بالبادية السورية.
وقال المرصد، في بيان صحافي الأربعاء، إن اشتباكات عنيفة واستهدافات جرت في البادية السورية، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جنسيات سورية وغير سورية من جانب، وعناصر من تنظيم داعش من جانب آخر، وذلك في محاور بالقرب من منطقة التنف في بادية حمص الشرقية.
وأشار إلى أن عمليات الاستهداف بين الطرفين أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن خمسة عناصر من المسلحين الموالين للنظام، إضافة لمقتل أكثر من 16 عنصراً من تنظيم داعش.
وبحسب المرصد، فإن عدد القتلى مرشح للارتفاع، لوجود جرحى بحالات خطرة.
إلى ذلك، قال المرصد إن «الاشتباكات العنيفة التي شهدتها منطقة هجين ومحاور أخرى قريبة منها في الجيب الأخير لتنظيم داعش، عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، تسببت في وقوع مزيد من الخسائر البشرية؛ حيث تم رصد ارتفاع تعداد قتلى التنظيم في الاشتباكات المستمرة، وقصف التحالف الدولي والتفجيرات والاستهدافات المتبادلة، منذ مساء أول من أمس، إلى 28 قتيلاً، من ضمنهم 3 انتحاريين، ممن فجروا أنفسهم بعربات مفخخة، فيما ارتفع إلى 9 على الأقل تعداد مقاتلي (قوات سوريا الديمقراطية) الذين قضوا في الاشتباكات هذه، ليرتفع إلى 820 عدد مقاتلي التنظيم، ممن قتلوا في القصف والاشتباكات والتفجيرات والغارات، ضمن الجيب الأخير للتنظيم منذ العاشر من سبتمبر (أيلول) الماضي».
كما وثق المرصد مقتل 473 من عناصر «قوات سوريا الديمقراطية»، و«بذلك تتصاعد أعداد القتلى وفقاً للمراحل الثلاث لقصف التحالف، التي قسمها المرصد، أولها هي الشهر الأول من العملية العسكرية التي تمكنت فيها (قوات سوريا الديمقراطية) من التقدم في الجيب الأخير للتنظيم، والسيطرة على الباغوز والسوسة والشجلة، وأجزاء من هجين، والتقدم في أطراف ومحاور أخرى من الجيب؛ حيث تسببت ضربات التحالف حينها في قتل 5 مدنيين سوريين على الأقل، وامتدت هذه المرحلة الأولى من 10 سبتمبر وحتى 10 أكتوبر (تشرين الأول)، فيما امتدت المرحلة الثانية من 10 أكتوبر وحتى 28 من الشهر ذاته، ورصد المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 47 مدنياً، بينهم 14 طفلاً و7 نساء، بينهم 15 سورياً من ضمنهم 8 أطفال و3 مواطنات».
وتمثلت المرحلة الثالثة من 28 أكتوبر، بـ«قصف للتحالف الدولي تسبب في قتل 256 مدنياً، بينهم 93 طفلاً و62 مواطنة، ومن بينهم 151 مواطناً في عدة مناطق ضمن الجيب الخاضع لسيطرة التنظيم، الواقع عند الضفاف الشرقية لنهر الفرات، في الريف الشرقي لدير الزور».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».