الجيش اليمني يتهم الميليشيات بالتصعيد ويرد على هجماتها في نهم

مقتل 60 حوثياً في الحديدة في 3 أيام وتحرير مواقع في دمت

TT

الجيش اليمني يتهم الميليشيات بالتصعيد ويرد على هجماتها في نهم

اتهم الجيش اليمني الميليشيات الحوثية بتعمّد التصعيد الميداني في مختلف جبهات القتال في شكل يدل على نياتها المبيتة لإفشال مساعي السلام ومشاورات السويد التي ترعاها الأمم المتحدة، مؤكداً أن قواته صدَّت هجمات للجماعة في نهم، وتمكنت من قتل نحو 60 حوثياً في الحديدة، أثناء إحباط محاولات تسلُّل فاشلة.
جاء ذلك في وقت جدد فيه نائب الرئيس اليمني الفريق علي محسن الأحمر، حرص الشرعية اليمنية، وكذا حرص التحالف الداعم لها على «إرساء السلام وتهيئة الأجواء المناسبة لإنجاح المشاورات الحالية برعاية أممية في السويد»، وذلك خلال لقائه، أمس، في مأرب، المفتش العام للقوات المسلحة اليمنية اللواء الركن عادل القميري، ورئيس هيئة الإسناد والدعم اللوجيستي اللواء الركن أحمد الولي، ومدير دائرة العمليات الحربية اللواء الركن خالد الأشول.
وبحسب وكالة «سبأ» الحكومية، ناقش الأحمر مع القادة «التطورات الميدانية والمستجدات واستمرار تصعيد الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران بتنفيذ عمليات هجومية وإطلاق المقذوفات والصواريخ والاعتداء على المدنيين»، في إشارة للنيات التي يبيتونها تجاه عملية السلام والمشاورات الحالية.
واستمع نائب الرئيس اليمني إلى «تقرير من المفتش العام للقوات المسلحة عن التصعيد الذي تقوم به ميليشيا الحوثي في مختلف الجبهات، وإحصائيات عن إطلاق الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة باتجاه مأرب وبعض المحافظات المحررة، وعلى الأشقاء في المملكة».
وقال الأحمر إن «الشرعية» متوجهة «بنيات صادقة نحو السلام العادل المبني على المرجعيات الثلاث المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وقرار مجلس الأمن الدولي (2216)، بما يحقق السلام الدائم ويؤدي إلى استعادة الدولة وينهي الانقلاب».
وتزامنت تصريحات الأحمر مع وصول وفود التفاوض الحكومي إلى العاصمة السويدية استوكهولم، ومواصلة ميليشيات الحوثي الانقلابية هجماتها على مواقع الجيش الوطني في محاولة منها لاستعادة مواقع خسرتها في مختلف الجبهات بما فيها مواقع في شرق صنعاء في جبهة نهم وفي الساحل الغربي والبيضاء.
وقال الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي في تصريحات رسمية نقلها موقع الجيش اليمني إن «تصعيد ميليشيا الحوثي الانقلابية غير مبرر ولا ينم عن نيات حسنة نحو السلام».
وأوضح مجلي أن «ميليشيات الحوثي هاجمت، أول من أمس، مواقع الجيش بمديرية نهم شرق العاصمة صنعاء بالتزامن مع وصول وفود التفاوض إلى العاصمة السويدية استوكهولم»، مؤكداً أن «الميليشيا الانقلابية مستمرة بإطلاق القذائف والصواريخ التي تستهدف مناطق المدنيين»، وأن «الجيش الوطني سيرد بقوة على هذه الاعتداءات والخروقات المتكررة ولن يقف مكتوف الأيدي».
وبحسب مصادر ميدانية تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، استأنفت قوات الجيش اليمني، بإسناد من مقاتلات تحالف دعم الشرعية، العمليات العسكرية في جبهة نهم، حيث البوابة الشرقية للعاصمة صنعاء، يوم أمس، وذلك بعد تصعيد ميليشيات الانقلابيين وشنها هجوماً على عدد من مواقع الجيش الوطني.
وذكرت المصادر أن «قوات الجيش الوطني استهدفت مواقع الانقلابيين في جبهة الميسرى والقتب ومناطق بران والحول والمبدعة، وكبدت الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية».
يأتي ذلك في الوقت الذي سقط فيه العشرات من ميليشيات الحوثي الانقلابية بين قتيل وجريح في جبهة دمت شمال الضالع، وفي جبهات الساحل في معارك مع الجيش الوطني وضربات لمقاتلات تحالف دعم الشرعية.
وأفادت مصادر عسكرية رسمية بأن «قوات الجيش الوطني في الضالع تواصل تقدمها باتجاه دمت، شمالاً، محرزة انتصارات متسارعة، ومكبِّدة ميليشيات الحوثي الخسائر البشرية والمادية»، حيث سيطرت أمس على مواقع جديدة غرب وجنوب مدينة دمت، وذلك في محور «العود - النادرة - ومريس - دمت» وشملت مواقع «الأثلة وأجزاء من كوله الزقري وقرية معرش وتبة ثعيل وعدداً من المواقع والسلاسل الجبلية».
وفي جبهات الحديدة والساحل الغربي قُتِل نحو 61 انقلابياً خلال الثلاثة الأيام الماضية في معارك مع الجيش الوطني وميليشيات الحوثي الانقلابية، بحسب مصادر ميدانية رسمية.
وشهدت مدينة الحديدة، منذ الأحد حتى أول من أمس، مواجهات عنيفة بالأسلحة الرشاشة في الأطراف الجنوبية الغربية للمدينة، رداً على محاولات الميليشيات الانقلابية المستمرة لاختراق صفوف قوات الجيش الوطني، طبقاً لما أورده موقع الجيش الذي أكد أن «المعارك أسفرت منذ الأحد الماضي عن مقتل 43 عنصراً من الميليشيات في الجبهات الواقعة شمال شرقي، وجنوب غربي المدينة، إلى جانب 18 قتيلاً سقطوا في مديريتي حيس والتحيتا، أثناء صد الجيش الوطني محاولات تسلل للميليشيات واستهدافه تجمعات لهم».
إلى ذلك، أفادت مصادر محلية وشهود في محافظة الحديدة بأن مدنياً واحداً قُتِل، وأصيب تسعة آخرون نتيجة تعرضهم لقصف مكثف من قبل الميليشيات الحوثية في مديريات حيس والتحيتا والدريهمي، في الساعات الماضية، مع تضرر 5 منازل نتيجة القصف.
وأكدت المصادر نفسها سقوط 13 قذيفة حوثية على الأقل خلال الأربع والعشرين الساعة الماضية، في مدينة حيس وأطرافها، مسببةً حالة من الهلع في صفوف المدنيين.
وذكر الموقع الرسمي للجيش اليمني أن «الميليشيات المدعومة من إيران تواصل انتهاكاتها في الحديدة بشكل متصاعد، ما يصعِّد من الحالة الإنسانية المتردية التي يعيشها سكان الحديدة نتيجة تعرضهم لتلك الانتهاكات».
من جهته، أفاد المركز الإعلامي لألوية العمالقة في جبهة الساحل الغربي، بأن قوات العمالقة أحبطت تسللاً لمجاميع من مسلحي ميليشيات الحوثي في مديرية التحيتا، جنوب الحديدة، حاولوا التسلل عبر المزارع المترامية في التحيتا، وكبّدتهم خسائر فادحة في العتاد والأرواح، ولقي العشرات منهم مصرعهم وأصيب آخرون، كما تمكنت ألوية العمالقة من تطهير عدد من المزارع التي حاولت الميليشيات التسلل عبرها وقامت بتأمينها.
وذكر المركز أن «الضربات القاصمة التي وجَّهتها ألوية العمالقة أجبرت ميليشيات الحوثي على الاستعانة بالخارج لإنقاذها من الهزيمة الساحقة في الحديدة، وهذا ما قادها للقبول بالذهاب إلى السويد لإجراء مشاورات برعاية أممية»، وذلك بعدما «أطلقت قوات ألوية العمالقة معركة تحرير وتطهير مدينة الحديدة من سيطرة ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران».


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.