التقنيات والتركيبات تطورت والرموش زادت كثافة وطولا
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
الماسكارا.. المستحضر الذي لا تستغني عنه المرأة
الجيل الجديد من مستحضرات التجميل يجمع التقنيات المتطورة بالمواد العالية الجودة، هذا على الأقل ما تؤكده شركات التجميل والتجربة، فهي بتركيبات جديدة ومتطورة لن تغطي وجهك بقناع سميك بقدر ما ستضفي عليه مظهرا نديا ونضارة. الأمر لا يتعلق فقط بمستحضرات العناية بالبشرة أو كريمات الأساس وغيرها، بل أيضا أحمر الشفاه والماسكارا، هذه الأخيرة أصبحت تأتي أيضا بفرشاة مبتكرة، كل واحدة منها تعد بمظهر أجمل ومتقن من دون أن تسيل إلى الجفون وتحول عيونك من عيون المها إلى عيون الباندا. ما لا تختلف عليه امرأتان أن الماسكارا من المستحضرات الأساسية، والأغلبية يصنفنها ضمن أهم ثلاثة مستحضرات لا يمكن الاستغناء عنها، وهو ما تؤكده أرقام المبيعات العالمية، التي تقدر بـ4.5 مليار جنيه إسترليني، فالملاحظ أنه، في الوقت الذي تبقى فيه المرأة وفية لكريم ترطيب أو عطر من ماركة معينة، فإنها دائما تبحث عما هو أحسن فيما يتعلق بالماسكارا، حسبما جاء في دراسة نشرتها مؤسسة «مينتيل» للأبحاث. فـ47 في المائة من النساء لا يترددن في تجربة ماركة جديدة على أمل أن تكون أفضل؛ مما يجعل حركة البيع والشراء لا تتوقف أو تتراجع. وإذا سألت أي امرأة، متابعة لآخر مستجدات الجمال والتجميل، عن أفضلها، لردت قائلة بأن عملية البحث مستمرة دائما، وليست بالسهلة رغم الكم الهائل منها في الأسواق، فكلها تتبرع بنفس الوعود: أن تطيل الرموش وتفتح العيون وتبقى من الصباح إلى المساء من دون أن تتلف أو تسيل، وبينما لا يخيب بعضها الآمال، فإن بعضها الآخر لا يكون مناسبا على الإطلاق؛ مما يجعل بيوت التجميل لا تتوقف عن البحث عن التركيبة المثالية، التي ستكسب من خلالها ولاء المرأة، وتحقق لها الربح في الوقت ذاته. لحسن الحظ أن هذه الأبحاث والمحاولات بدأت تعطي ثمارها، بدليل توفر أنواع جد متطورة ومؤثرة تغذي رغبة المرأة في رموش كثيفة وطويلة من الصباح إلى المساء في الأسواق، من شانيل التي قدمت «لو فوليم دو شانيل» (Le Volume de Chanel) الذي يجف بسرعة ويعطي الرموش كثافة لمدة طويلة من دون أن يسيل، إلى جيفنشي و«نوار كوتير ووتربروف» (Noir Couture Waterproof)، الذي يدخل في تركيبته شمع شجرة كوبرنيشيا البرازيلية، الذي يضفي على الرموش كثافة من دون أن يتجمع ويجعلها تلتصق ببعضها البعض. الجميل هنا أن دار جيفنشي تعرف أنه مع حلول الصيف، تحتاج كل واحدة منا إلى مستحضرات مقاومة للماء، وهذا ما توفره هذه الماسكارا، التي تأتي باللون الأسود، الأكثر طلبا، إضافة إلى ألوان أخرى مثل البنفسجي يمكن أن تكون مناسبة لأجواء الصيف ولذوات العيون الخضراء. همسة في أذنك: كيم كارداشيان تدين برموشها الطويلة والكثيفة لهذه الماسكارا، باللون الأسود. أما شركة سيسلي، المعروفة أساسا بمستحضرات العناية بالبشرة وإدخال مواد مترفة عليها، مثل الكافيار، فوظفت كل خبراتها لتقدم ماسكارا «سو إنتانس» (So Intense). التجربة تقول إنها تعطي فعلا للرموش كثافة درامية وفي الوقت ذاته ترطبها وتقويها وتساعد على نموها. لكن لا يمكن الحديث عن ماسكارا درامية من دون التطرق إلى «ديور أديكت إيت لاش» (Dior Addict It - Lash) التي تتوافر إلى جانب الأسود بالأرجواني والأزرق والوردي، أجمل ما فيها أنها تتميز بفرشة تمنع التكتل وتمنح الرموش طولا وكثافة فضلا عن أنها موجهة للصيف، وبالتالي تضمن بقاءها لساعات طويلة من دون أن يختفي تأثيرها أو يسيل، بفضل تركيبتها المكونة من جيل خاص ونوع معين من الشمع يجف بسرعة مخلفا تأثيرا دراميا، لكن يمكن إزالته في سهولة بالماء أو بمزيل الماكياج من دون أن يترك أي أثر حول العينين.
الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسمhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5094507-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%85%D8%B4%D8%A9-%D8%AA%D8%A8%D8%B1%D8%B2-%D9%84%D8%A7%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D9%8B-%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D9%8B-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A1-%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%87%D8%B1%D8%A9-%D9%87%D8%B0%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B3%D9%85
الأقمشة تبرز لاعباً أساسياً في أزياء المساء والسهرة هذا الموسم
الممثلة الأميركية أوبري بلازا في جاكيت توكسيدو وقبعة من المخمل تتدلى منها ستارة من التول (دولتشي أند غابانا)
في عالم الموضة هناك حقائق ثابتة، واحدة منها أن حلول عام جديد يتطلب أزياء تعكس الأمنيات والآمال وتحتضن الجديد، وهذا يعني التخلص من أي شيء قديم لم يعد له مكان في حياتك أو في خزانتك، واستبدال كل ما يعكس الرغبة في التغيير به، وترقب ما هو آتٍ بإيجابية وتفاؤل.
جولة سريعة في أسواق الموضة والمحال الكبيرة تؤكد أن المسألة ليست تجارية فحسب. هي أيضاً متنفس لامرأة تأمل أن تطوي صفحة عام لم يكن على هواها.
بالنسبة للبعض الآخر، فإن هذه المناسبة فرصتهن للتخفف من بعض القيود وتبني أسلوب مختلف عما تعودن عليه. المتحفظة التي تخاف من لفت الانتباه –مثلاً- يمكن أن تُدخِل بعض الترتر وأحجار الكريستال أو الألوان المتوهجة على أزيائها أو إكسسواراتها، بينما تستكشف الجريئة جانبها الهادئ، حتى تخلق توازناً يشمل مظهرها الخارجي وحياتها في الوقت ذاته.
كل شيء جائز ومقبول. المهم بالنسبة لخبراء الموضة أن تختار قطعاً تتعدى المناسبة نفسها. ففي وقت يعاني فيه كثير من الناس من وطأة الغلاء المعيشي، فإن الأزياء التي تميل إلى الجرأة والحداثة اللافتة لا تدوم لأكثر من موسم. إن لم تُصب بالملل، يصعب تكرارها إلا إذا كانت صاحبتها تتقن فنون التنسيق. من هذا المنظور، يُفضَّل الاستثمار في تصاميم عصرية من دون مبالغات، حتى يبقى ثمنها فيها.
المصممون وبيوت الأزياء يبدأون بمغازلتها بكل البهارات المغرية، منذ بداية شهر أكتوبر (تشرين الأول) تقريباً، تمهيداً لشهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول). فهم يعرفون أن قابليتها للتسوق تزيد في هذا التوقيت. ما يشفع لهم في سخائهم المبالغ فيه أحياناً، من ناحية الإغراق في كل ما يبرُق، أن اقتراحاتهم متنوعة وكثيرة، تتباين بين الفساتين المنسدلة أو الهندسية وبين القطع المنفصلة التي يمكن تنسيقها حسب الذوق الخاص، بما فيها التايورات المفصلة بسترات مستوحاة من التوكسيدو أو كنزات صوفية مطرزة.
بالنسبة للألوان، فإن الأسود يبقى سيد الألوان مهما تغيرت المواسم والفصول، يليه الأحمر العنابي، أحد أهم الألوان هذا الموسم، إضافة إلى ألوان المعادن، مثل الذهبي أو الفضي.
ضمن هذه الخلطة المثيرة من الألوان والتصاميم، تبرز الأقمشة عنصراً أساسياً. فكما الفصول والمناسبات تتغير، كذلك الأقمشة التي تتباين بين الصوف والجلد اللذين دخلا مناسبات السهرة والمساء، بعد أن خضعا لتقنيات متطورة جعلتهما بملمس الحرير وخفته، وبين أقمشة أخرى أكثر التصاقاً بالأفراح والاحتفالات المسائية تاريخياً، مثل التول والموسلين والحرير والمخمل والبروكار. التول والمخمل تحديداً يُسجِّلان في المواسم الأخيرة حضوراً لافتاً، سواء استُعمل كل واحد منهما وحده، أو مُزجا بعضهما ببعض. الفكرة هنا هي اللعب على السميك والشفاف، وإن أتقن المصممون فنون التمويه على شفافية التول، باستعماله في كشاكش كثيرة، أو كأرضية يطرزون عليها وروداً وفراشات.
التول:
لا يختلف اثنان على أنه من الأقمشة التي تصرخ بالأنوثة، والأكثر ارتباطاً بالأفراح والليالي الملاح. ظل طويلاً لصيقاً بفساتين الزفاف والطرحات وبأزياء راقصات الباليه، إلا أنه الآن يرتبط بكل ما هو رومانسي وأثيري.
شهد هذا القماش قوته في عروض الأزياء في عام 2018، على يد مصممين من أمثال: إيلي صعب، وجيامباتيستا فالي، وسيمون روشا، وهلم جرا، من أسماء بيوت الأزياء الكبيرة. لكن قبل هذا التاريخ، اكتسب التول شعبية لا يستهان بها في القرنين التاسع عشر والعشرين، لعدد من الأسباب مهَّدت اختراقه عالم الموضة المعاصرة، على رأسها ظهور النجمة الراحلة غرايس كيلي بفستان بتنورة مستديرة من التول، في فيلم «النافذة الخلفية» الصادر في عام 1954، شد الانتباه ونال الإعجاب. طبقاته المتعددة موَّهت على شفافيته وأخفت الكثير، وفي الوقت ذاته سلَّطت الضوء على نعومته وأنوثته.
منذ ذلك الحين تفتحت عيون صناع الموضة عليه أكثر، لتزيد بعد صدور السلسلة التلفزيونية الناجحة «سيكس أند ذي سيتي» بعد ظهور «كاري برادشو»، الشخصية التي أدتها الممثلة سارة جيسيكا باركر، بتنورة بكشاكش وهي تتجول بها في شوارع نيويورك في عز النهار. كان هذا هو أول خروج مهم لها من المناسبات المسائية المهمة. كانت إطلالة مثيرة وأيقونية شجعت المصممين على إدخاله في تصاميمهم بجرأة أكبر. حتى المصمم جيامباتيستا فالي الذي يمكن وصفه بملك التول، أدخله في أزياء النهار في تشكيلته من خط الـ«هوت كوتور» لعام 2015.
ما حققه من نجاح جعل بقية المصممين يحذون حذوه، بمن فيهم ماريا غراتزيا تشيوري، مصممة دار «ديور» التي ما إن دخلت الدار بوصفها أول مصممة من الجنس اللطيف في عام 2016، حتى بدأت تنثره يميناً وشمالاً. تارة في فساتين طويلة، وتارة في تنورات شفافة. استعملته بسخاء وهي ترفع شعار النسوية وليس الأنوثة. كان هدفها استقطاب جيل الشابات. منحتهن اقتراحات مبتكرة عن كيفية تنسيقه مع قطع «سبور» ونجحت فعلاً في استقطابهن.
المخمل
كما خرج التول من عباءة الأعراس والمناسبات الكبيرة، كذلك المخمل خرج عن طوع الطبقات المخملية إلى شوارع الموضة وزبائن من كل الفئات.
منذ فترة وهو يغازل الموضة العصرية. في العام الماضي، اقترحه كثير من المصممين في قطع خطفت الأضواء من أقمشة أخرى. بملمسه الناعم وانسداله وألوانه الغنية، أصبح خير رفيق للمرأة في الأوقات التي تحتاج فيها إلى الدفء والأناقة. فهو حتى الآن أفضل ما يناسب الأمسيات الشتوية في أوروبا وأميركا، وحالياً يناسب حتى منطقة الشرق الأوسط، لما اكتسبه من مرونة وخفة. أما من الناحية الجمالية، فهو يخلق تماوجاً وانعكاسات ضوئية رائعة مع كل حركة أو خطوة.
تشرح الدكتورة كيمبرلي كريسمان كامبل، وهي مؤرخة موضة، أنه «كان واحداً من أغلى الأنسجة تاريخياً، إلى حد أن قوانين صارمة نُصَّت لمنع الطبقات الوسطى والمتدنية من استعماله في القرون الوسطى». ظل لقرون حكراً على الطبقات المخملية والأثرياء، ولم يُتخفف من هذه القوانين إلا بعد الثورة الصناعية. ورغم ذلك بقي محافظاً على إيحاءاته النخبوية حتى السبعينات من القرن الماضي. كانت هذه هي الحقبة التي شهدت انتشاره بين الهيبيز والمغنين، ومنهم تسلل إلى ثقافة الشارع.
أما نهضته الذهبية الأخيرة فيعيدها الخبراء إلى جائحة «كورونا»، وما ولَّدته من رغبة في كل ما يمنح الراحة. في عام 2020 تفوَّق بمرونته وما يمنحه من إحساس بالفخامة والأناقة على بقية الأنسجة، وكان الأكثر استعمالاً في الأزياء المنزلية التي يمكن استعمالها أيضاً في المشاوير العادية. الآن هو بخفة الريش، وأكثر نعومة وانسدالاً بفضل التقنيات الحديثة، وهو ما جعل كثيراً من المصممين يسهبون فيه في تشكيلاتهم لخريف وشتاء 2024، مثل إيلي صعب الذي طوعه في فساتين و«كابات» فخمة طرَّز بعضها لمزيد من الفخامة.
أما «بالمان» وبرابال غورانغ و«موغلر» و«سكاباريللي» وغيرهم كُثر، فبرهنوا على أن تنسيق جاكيت من المخمل مع بنطلون جينز وقميص من الحرير، يضخه بحداثة وديناميكية لا مثيل لها، وبان جاكيت، أو سترة مستوحاة من التوكسيدو، مع بنطلون كلاسيكي بسيط، يمكن أن ترتقي بالإطلالة تماماً وتنقلها إلى أي مناسبة مهمة. الشرط الوحيد أن يكون بنوعية جيدة حتى لا يسقط في خانة الابتذال.